تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
مُؤكّداً أن الطرف الغربي اختلق هذا المصطلح..
بقائي: لا وجود لمصطلح «آلية الزناد» في الاتفاق النووي
وأوضح إسماعيل بقائي، الأربعاء، في كلمة له أمام طلبة جامعة العلوم الإسلامية الرضوية في مشهد المقدسة: أن العديد من التصريحات التي أدلت بها ويندي شيرمان – كبيرة المفاوضين الأمريكيين السابقة – حول ما يُعرف بـ«آلية الزناد» غير صحيحة، مشيراً إلى أن مشكلة البعض أنهم يصدّقون كلام الأجانب ويجعلونه أساساً لتخطئة القوى الوطنية، بينما لا ينبغي أن تؤدي خباثة العدو ونكثه للعهود إلى التشكيك في أدائنا. وأضاف: في قضية «آلية الزناد» لم تكن هناك ثقة متبادلة، فالطرف المقابل لم يثق بنا، ونحن كذلك لم نثق به. القول إن هذه الآلية فُرضت علينا غير صحيح إطلاقاً؛ فقد كانوا يقولون: ماذا لو أخلّت إيران بالتزاماتها؟ يجب أن نملك وسيلة لإعادة القرارات السابقة.
وبيّن المتحدث باسم الخارجية أن ضمانتنا كانت الأصول النووية التي بقيت بأيدينا، بينما أراد الطرف الآخر ضمانة لإعادة القرارات إذا خرجت إيران من الاتفاق، وأكد أن إيران نفذت التزاماتها بحسن نية؛ لكنها واجهت نقض العهد الأمريكي.
وشدّد بقائي على أن نصّ الاتفاق النووي واضح ولا مجال لتفسيرات غربية، مضيفاً: إن القرار 2231 قد انتهى فعلياً استناداً إلى قراءة قانونية ومنطقية؛ لكن الطرف المقابل يسعى إلى إبقائه حيّاً. وأشار إلى أن اثنين من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وعدداً من دول حركة عدم الانحياز يعارضون تفسير الغرب، وهو ما يعكس مكانة إيران وقدراتها الدبلوماسية. وأكد بقائي أنه في جميع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يُذكر إطلاقاً أن البرنامج النووي الإيراني اتجه نحو الطابع العسكري، مُشدّداً أن السلوك المتغطرس للولايات المتحدة أضرّ بالنظام الدولي، وتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب يُعبّر عن جوهر سياساتها العدوانية. وقال المتحدث باسم الخارجية: إنّ الأحادية العدوانية للولايات المتحدة لا تهدد السلم والأمن الدوليين فحسب، بل تخلق نمطاً خطيراً من السلوك، مشيراً إلى أن أمريكا تسعى اليوم، عبر إجراءات مختلفة من بينها حروب الرسوم الجمركية، إلى فرض هيمنة القوة والإكراه على العلاقات الدولية، وقد سقطت كل الأقنعة وأصبحوا يتحدثون بصراحة عمّا يضمرونه، وأضاف: لقد أثبتت إيران قدرتها على الصمود، لكن العقل والمنطق يقتضيان أن نعزز أنفسنا أكثر فأكثر.
وأكّد أن أبرز قضية دولية خلال العامين الماضيين كانت الكارثة الإنسانية في غزة والإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة، موضحاً أن رغم محاولات وسائل الإعلام الغربية التخفيف من حجم هذه الفاجعة، إلا أن أبعادها الإنسانية والسياسية ما زالت تجعلها في صدارة الأخبار العالمية. وأوضح بقائي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من خلال الاستفادة من إمكانات القانون الدولي، تمكنت من منع إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الملغاة، وهو إنجاز يعكس الوزن السياسي والمكانة العالمية لإيران، ودورها المحوري في صياغة المعادلات الدولية، وقدراتها الدبلوماسية الراسخة. وأضاف منتقداً سلوك بعض القوى الكبرى: عندما تختار القوى العظمى نموذج استخدام القوة والعقوبات والتهديد، فإن الدول الصغيرة قد تحذو حذوها، مما يؤدي إلى تآكل النظام الدولي القائم على القانون. وأشار بقائي إلى أن التصريحات الأخيرة لبعض الشخصيات السياسية الغربية تُظهر اتجاهاً خطيراً قد يُهمش القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويُروّج لفكرة تحقيق السلام عبر القوة كمعيار زائف يقوم على منطق الهيمنة. ووصف بقائي أيضاً التطورات الاقتصادية العالمية الأخيرة بأنها تجسيد آخر لهيمنة القوة على العلاقات الدولية، قائلاً: إن الانتهاكات المتكررة لقواعد منظمة التجارة العالمية، وتغيّر الرسوم والسياسات الاقتصادية بقرارات أحادية أو حتى بتغريدات، تُعد مثالاً واضحاً على تراجع الضمانات المتعددة الأطراف في النظام الاقتصادي الدولي.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الوضع في سوريا بأنه مقلق، موضّحاً أن التطورات خلال الأشهر السبعة أو الثمانية الماضية في سوريا أوجدت فرصة يستغلها الكيان الصهيوني لتعزيز نزعاته التوسعية وهيمنته في المنطقة. وأضاف بقائي أن هذه التجربة تمثل درساً وتحذيراً في آنٍ واحد، إذ تُظهر أن الكيان الصهيوني لا يعترف بأي حدود في ممارساته، ولا يتورع عن ممارسة الضغوط والإهانات ضد الدول الساعية للاستقلال في المنطقة.
