رئيس الجمهورية، داعياً المسؤولين لبذل جهودهم لإحقاق الحق والرضا
خدمة كل فئات المجتمع ضمان للوحدة والتضامن الاجتماعيين
قال رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أمس الأحد، في أول اجتماع مشترك لقاعدة المساجد الوطنية: إذا ركّزنا خدمتنا على المجتمع والمواطنين بإخلاص وكان سلوكنا صادق، فلن يتمكن أحد من إحداث مشكلة في مجتمعنا.
وشدّد الرئيس مسعود بزشكيان، في كلمته، أنه إذا كان سلوكنا مع الناس صحيحاً سنكون مؤثرين في المجتمع وسنساهم في جذب مختلف الشرائح الاجتماعية، لأن معيار المواطنين ليس كلام المسؤولين، بل عملهم في حل مشكلاتهم.
وواصل الدكتور بزشكيان كلامه بالتأكيد على الدور الاجتماعي للمسجد، قائلاً: المسجد ليس مكان عبادة فقط، بل قاعدة لخدمة المواطنين وحل احتياجات المجتمع. الصلاة وعبادات أخرى هي في الحقيقة مقدمة لمساعدة المظلومين، والإحسان إلى اليتامى، والاهتمام بالمحتاجين. علماء الدين والناشطون الدينيون ملزمون بتحمل المسؤولية تجاه كل أفراد المجتمع، مهما كانت آراؤهم. نظرتنا الدينية تتطلب ألا يُقصَى أحد من دائرة الرحمة والخدمة، لأن المعيار في نظر الله هو الصدق والإنسانية والخدمة للخلق.
ووصف الدكتور بزشكيان خدمة كل فئات المجتمع بأنها ضمان للوحدة والتضامن الاجتماعيين، واعتبر الاهتمام بالمحرومين والمساكين أنها توصيات قرآنية، وقال: يجب أن نأخذ بنصائح الإمام علي(ع) في التعامل مع الناس، وإذا أردنا حفظ الإسلام وعدم السماح لأمريكا بفعل أي شيء، يجب أن نحافظ على المسجد كمسجد، يحتفظ بهويته الشعبية، ويستفيد من قدرات ومساعدة كل الشرائح والآراء.
وأكد الرئيس بزشكيان أن إصلاح الناس عبر المسجد ممكن فقط إذا شُوهد دور كل أفراد المجتمع من كل الطبقات في المسجد، وأصبح المسجد ملاذًا للناس، مشيرًا إلى أنه يجب تقديم المساجد الناجحة في هذا المجال والاستفادة من تجاربهم. وأوضح: الناس يبحثون عن الصدق والعدل والإنصاف في المجتمع، والقرآن مليء بالآيات التي تشير إلى هذه العناصر. إذا خدمتم كل فئات المجتمع دون النظر إلى الآراء السياسية والشخصية، فحتى الأفراد المعادين للثورة سيُجذبون إلينا. المسجد وأئمة الجماعة يجب أن يكونوا أطباء روحيين للأشخاص الذين يعانون من مشكلات سلوكية، ويسعون لعلاجهم.
وشدّد رئيس الجمهورية بالقول: يجب الحفاظ على الوفاق والتآلف والصمود والتضامن الاجتماعي؛ في هذه الحالة، لن يتمكن العدو من إسقاط بلد برمي الصواريخ واستشهاد المواطنين والقادة.
مؤشرات تقييم الأداء
في سياق آخر وخلال اجتماع مجلس معاوني وزارة الداخلية، قال رئيس الجمهورية: إن أساس العمل من قبل أي جهة في البلاد يجب أن يتبع تعريفًا دقيقًا للمسؤوليات والمهام، ومنح الصلاحيات اللازمة، والإشراف ومحاسبة المسؤولين؛ مضيفاً: يجب تحديد عدة مؤشرات عامة لتقييم الأداء، يكون الحصول على رضا المتقدمين في مقدمتها. كما يجب أن تُصاغ وتُقدّم التدريبات المقدّمة بدقة في مسار تعزيز الكفاءات المهنية للموظفين لتقديم خدمة أفضل ورفع رضا المتقدمين.
وعبّر الدكتور بزشكيان، مساء السبت، وفي معرض إشارته إلى التقارير والآراء والمقترحات المقدّمة من قبل الوزير ومدراء الوزارة، عن توقعات ورؤى الحكومة تجاههم، وردّ على التقرير المقدّم بشأن الجهود لمساعدة تطوير البنى التحتية وأسطول النقل في البلاد، مؤكّدًا على أهمية الاقتداء بنماذج ناجحة في العالم لتنظيم قضية الازدحام المروري داخل المدن وبينها، وقال: إحدى الإجراءات الفعّالة لحل مشكلات المرور وآثارها وعواقبها هي إحداث تكامل ذكيّ بين أنظمة نقل الركّاب والبضائع الطرقية والسككية، والاستفادة المثلى من جميع البنى التحتية الموجودة، خاصة استخدام الطرق السككية بين المدن، لتسهيل تنقّل سكّان المدن.
وأردف رئيس الجمهورية: إن كثيرا من المشكلات الحاليّة في المدن الكبرى مثل طهران وكرج وقزوين وما شابه، ناتجة عن عدم اتباع خطط التطوير الحضريّ للخرائط والبرامج الشاملة والمستندة إلى دراسات دقيقة، مضيفاً: إحدى المشكلات الجادّة اليوم في مراكز المدن الكبرى هي نقل الحشود السكّانيّة الكبيرة صباحا ومساءً للذهاب والعودة إلى أماكن العمل، مما يتطلّب عبور طول وعرض المدن، بينما لو اتبع تطوير المدينة وتوطين الوحدات الوظيفيّة برنامجا محسوبا، لما ظهرت مثل هذه المشكلات، على الأقلّ بهذه الجودة.
وشدّد الدكتور بزشكيان على ضرورة تقييم دقيق لكفاءات الأفراد قبل تعيينهم في المناصب، وقال: في المنظّمات العسكريّة، نرى أحد أدقّ أنظمة تقييم الكفاءات والأهليّة للأفراد، والتي يجب أن تُقتدَى بها، ولا نسمح بتعيين أيّ شخص في منصب دون الكفاءات والقدرات اللازمة.
وأكّد الرئيس بزشكيان على ضرورة تسريع متابعة تنفيذ مشروع ربط المعلومات الشخصية والاقتصاديّة والإقاميّة للأفراد، وأوضح: إذا رُبط الرقم الوطنيّ والرقم البريديّ للأفراد، فسيتمّ القضاء على الكثير من الاستغلال والمحسوبيّة. كما سيُساعد تنفيذ هذا البرنامج في حل مشكلة الأفراد دون وثائق هويّة؛ يجب على المسؤولين المعنيّين إتباع كلّ الوسائل لحل مشكلة الأفراد دون وثائق هويّة، ولا يُسمح بأيّ حال بتركهم معلّقين.
وأكد رئيس الجمهورية أنه يجب على جميع مسؤولي الحكومة السعي لإحقاق الحقّ والعدل والإنصاف ومنع الظّلم للناس، وقال مُخاطباً مسؤولي وزارة الداخلية: إجراءاتكم في العام ونصف العام الماضي من عمر الحكومة الرابعة عشرة تستحقّ الثّناء، لكن أوّلاً لا تغفلُوا لحظة عن السّعي لتحسين مستمرّ لأدائكم، وثانيا إبذلوا كلّ الجهد لإحقاق الحقّ ورضا النّاس من خلال رؤية ولغة مشتركة.
وأكّد الرئيس بزشكيان أنّ "القلق الرئيسيّ لديّ ليس عداوة أمريكا والكيان الصّهيونيّ، أو مؤامراتهم وعقوباتهم، بل التّفرقة والخلاف داخل البلاد"، وقال: لا تسمحوا أبدًا بتقسيم النّاس في تلقّي الخدمات. نحن ملزمون، حتى لو ارتكب أحدهم مخالفة، بجانب التعامل مع مخالفة، أن لا نسمح بإضاعة ذرّة واحدة من حقوقه المشروعة.
