تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
وتعميق التعاون في مجالات النقل والطاقة والجمارك
خطوة كبرى للثلاثي الإيراني-الروسي-الأذربيجاني نحو تطوير القدرات الترانزيتية
وأفادت وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء «إرنا»، في تقرير لها، بأن الاجتماع الثلاثي للتعاون بين إيران وروسيا وأذربيجان عقد، الإثنين الماضي، في باكو، وذلك بمشاركة وزيرة الطرق والتنمية الحضرية الإيرانية فرزانه صادق، ونائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي ألكسي أورشوك، والنائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان شاهين مصطفی يف؛ حيث ناقشوا سبل توسيع التعاون الثلاثي في مجالات النقل والطاقة والجمارك.
وحول تطوير ممر الشمال-الجنوب والبنى التحتية للترانزيت، شدد البيان على ضرورة رفع القدرات الترانزيتية الإقليمية وتسريع وتائر تنفيذ المشاريع في مسار ممر الشمال-الجنوب الستراتيجي الدولي داخل أراضي الدول الثلاث.
وأضاف البيان: أنه تم الاتفاق على اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة حجم النقل عبر هذا الممر إلى 15 مليون طن سنوياً، وضمان تدفق مستدام للبضائع، كما تقرر تشكيل فريق عمل مشترك في غضون ثلاثة أشهر لوضع برنامج تنفيذي للإجراءات، إلى جانب إنشاء فريق متخصص بالنقل البري يضم ممثلين عن سلطات الجمارك والحدود والنقل في الدول الثلاث.
وحول تعزيز التعاون الجمركي والبنى التحتية، وقّع المشاركون في الاجتماع على اللائحة التنظيمية لفريق العمل الثلاثي للتنسيق بين الدوائر الجمركية، بهدف تسهيل النقل العابر بين الدول الثلاث، حيث أكدوا أهمية استكمال المشاريع الستراتيجية، بما في ذلك خط رشت-آستارا للسكك الحديدية، وجسر آغبند-كلاله على نهر أرس.
وختم البيان بالتأكيد على عزم الدول الثلاث (إيران وروسيا وجمهورية أذربيجان) في مواصلة الجهود المشتركة وتعميق التعاون في مجالات النقل والطاقة والجمارك، باعتبارها ركائز رئيسية لتحقيق التنمية الإقليمية المستدامة وتعزيز الترابط الاقتصادي بين دول المنطقة.
رفع حجم الترانزيت إلى 15 مليون طن
وفي هذا السياق، وصفت وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيرانية أهم إنجازات الاجتماع الثلاثي بين إيران وروسيا وجمهورية أذربيجان في باكو بأنه رسم خارطة طريق لتحقيق 15 مليون طن من ترانزيت البضائع، وأكدت أهمية المشروع المحوري لربط خط سكة حديد رشت-آستارا.
وفي تصريح أدلت به للصحفيين بعد الاجتماعات الثلاثية والثنائية مع روسيا وجمهورية أذربيجان، اعتبرت الوزيرة صادق الاجتماع الثلاثي بأنه كان فعالًا للغاية، وقالت: كنا ننتظر هذا الاجتماع منذ فترة طويلة، وكانت توافقاته وتأكيداته فعالة.
وصرحت بأن أهم إنجاز لهذا الاجتماع هو وضع خارطة طريق لتحقيق رؤية نقل 15 مليون طن من بضائع الترانزيت بين الدول الثلاث، وأضافت: هذه الرؤية قابلة للتحقيق بالتأكيد، ومن خلال هذه الخارطة، سيتم حل المشكلات القائمة.
وفي إشارة إلى المشروع المحوري لخط سكة حديد رشت-آستارا، صرّحت وزير الطرق: إن ربط رشت بآستارا هو الحلقة المفقودة الأخيرة لاستكمال ممر الشمال-الجنوب الدولي. وتابعت: سيتم الانتهاء من استملاك الأراضي المتبقية من هذا المشروع بنهاية هذا العام (العام الإيراني ينتهي في 20 آذار/ مارس 2026)، ونتوقع أن يكون التقدم الفعلي لهذا الخط الحديدي ملحوظًا خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وفي إشارة إلى حضور ممثلي الجمارك من الدول الثلاث، أشارت الوزيرة صادق إلى أن تسهيل عمليات الترانزيت يُعدّ من القضايا الرئيسية الأخرى في الاجتماع، وقالت: تم التأكيد على زيادة حركة الشاحنات على جميع الحدود بين إيران وروسيا وجمهورية أذربيجان، سواءً في الاجتماع الثلاثي أو في المحادثات الثنائية.
إزدياد حجم التجارة الحرّة بين الدول الثلاث
من جانبه، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى تأثير اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الأوراسي، وقال: بعد تنفيذ هذه الاتفاقية، ارتفعت التجارة الحرة بين إيران وروسيا وأذربيجان بنسبة 35%، مما يُضاعف الحاجة إلى جاهزية البنية التحتية لمواكبة نمو التبادلات التجارية.
وفي تصريح له يوم الثلاثاء، خلال زيارة تفقدية لمشاريع البنية التحتية الاقتصادية والنقل في مدينة آستارا بمحافظة كيلان (شمال غرب إيران)، أشاد ألكسي أورشوك بجهود إيران في مجال تطوير البنية التحتية للنقل، وقال: في اجتماع مع المسؤولين الإيرانيين والأذربيجانيين، استعرضنا التقدم الملحوظ في المشاريع المشتركة، خاصة خط سكة حديد رشت-آستارا، وشهدنا إجراءات هندسية دقيقة والتزامات جادة من الجانب الإيراني في تنفيذ هذا المشروع.
وأشار أورشوك إلى أهمية التعاون في مجال الطرق بين الدول الثلاث، وأضاف: تمت مناقشة مسألة المعابر الحدودية بين إيران وأذربيجان وروسيا، خاصة على الحدود بين أذربيجان وروسيا، وتم حل القضايا المتعلقة بالبنية التحتية وتعمل هذه المعابر بنشاط وفعالية.
وتقييمًا إيجابيًا للاستثمارات الواسعة لجمهورية أذربيجان في تطوير شبكة الطرق والدور المهم لهذه الإجراءات في تسهيل حركة البضائع وسائقي الشاحنات، قال نائب رئيس الوزراء الروسي: لقد أحرز التعاون التجاري الوثيق بين الدول الثلاث، خاصة في قطاع النقل، تقدمًا كبيرًا، ونتوقع أن يتطور هذا الاتجاه ويتوسع.
وبخصوص تأثير اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الأوراسي، قال أورشوك: بعد تنفيذ هذه الاتفاقية، زادت التجارة بين بلداننا بنسبة 35%، مما يضاعف الحاجة إلى جاهزية البنية التحتية للاستجابة لنمو التبادلات التجارية. وأضاف: إننا نرحب بخطط تجديد المعابر الحدودية التي قدمها الجانب الإيراني ونحن على ثقة من أنه من خلال التعاون الوثيق بين وزارتي النقل والجمارك سيتم حل مشاكل السائقين وأصحاب الشاحنات الروس قريبًا. وتابع: إن تعاوننا الثلاثي يضمن التنمية المستدامة وزيادة التبادلات التجارية في المنطقة.
يذكر بأن وزيرة الطرق والتنمية الحضرية الإيرانية زارت، يوم الإثنين الماضي، مدينة آستارا (شمال إيران) لتفقد مشاريع البنية التحتية الحدودية الجديدة بما في ذلك خط رشت - آستارا السككي، وشاركت في الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين طهران وموسكو وباكو لتعزيز التعاون الإقليمي.
وأشارت صادق إلى أن «هذا الاجتماع يمثل مبادرة حيوية لتقوية شبكات النقل والتعاون في مجال الطاقة»؛ مشددة على أن النتائج المستخلصة ستعمل كخارطة طريق لتطوير البنية التحتية والروابط اللوجستية والطاقية بين الدول الثلاث. كما نوهت إلى الأهمية القصوى لممر الشمال – الجنوب، ودعت إلى وضع خطة لتطوير البنية التحتية لهذا الممر ضمن الأجندة المشتركة؛ مقترحة إعداد برنامج عمل بهدف زيادة عمليات الشحن عبر الممر إلى 15 مليون طن بحلول عام 2030، واعتماده في قمة قادة الدول الثلاث خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وقدّمت الوزيرة صادق مستجدات حول مشاريع البنية التحتية، مشيرة إلى تقدم العمل في طريق رشت - آستارا السككي بالتعاون مع روسيا، وتوقعت بأن يتم تسليم الجزء المتبقي منه للمقاول الروسي قبل نهاية العام الجاري؛ كما أعلنت عن استكمال محطة آستارا للسكك الحديدية بنهاية العام 2025، والانتهاء من الجسر الحدودي كلالة - آغبند قبل نهاية العام الجاري.
