في حفل ذكرى اليوم العالمي للبريد

عارف يؤكد ضرورة استخدام شركة البريد الوطني لأحدث التقنيات المتطورة

/  أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف، في حفل ذكرى اليوم العالمي للبريد الذي حضره وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ستار هاشمي، إلى إنجازات وإجراءات شركة البريد الوطنية في الحكومة الرابعة عشرة في استخدام التقنيات المتقدمة، وأكد أن «على شركة البريد الوطنية كما في السنوات الماضية أن تضع التطور العلمي في أولويات عملها أكثر من أي وقت مضى مع الحفاظ على أخلاقها ورأس مالها الاجتماعي».
كما أشار الدكتور عارف إلى أن موظفي شركة البريد الوطني برعوا بين جميع موظفي الحكومة على مدى العقود الماضية بكل المعايير، وقال: أن ثقة الناس القيمة والقائمة منذ زمن طويل في موظف البريد هي مصدر فخر، وفي الماضي عندما لم يكن الناس راغبين بالعمل في الحكومة بسبب بعض القضايا، كانوا يختارون مهنتي المعلم وساعي البريد لأنه لم تكن هناك حاجة لتبرئة الذمة، وكان من يرتدي زي المعلم أو ساعي البريد يفتخر بنفسه. وأضاف: شركة البريد الوطني مؤسسة ذات سمعة طيبة بين الشعب والحكومة، وقد كانت دوماً مشرقة بين جميع الفئات المختلفة وفي مشاهد الثورة.
إحياء ذكرى شهداء وزارة الاتصالات
وإحياءً لذكرى شهداء وزارة الاتصالات خاصة الشهيد قندي، قال النائب الأول لرئيس الجمهورية: كان الشهيد قندي رمزاً للأخلاق والجهد والعمل الجاد في فترة كانت الظروف صعبة للعمل في قطاع الاتصالات كقطاع تخصصي بعد هجرة كوادره إلى خارج البلاد في بدايات انتصار الثورة؛ لكن هذا الشهيد العظيم كان إلى جانب الموظفين المتحمسين من الرواد في بداية الثورة الإسلامية.
وأشار الدكتور عارف إلى أن تسمية الأيام بأسماء أفراد أو قطاعات تتم لأسباب مختلفة منها التعريف بالإنجازات والقدرات وليقتدي بها الجيل الشاب، وقال: شركة البريد الوطني هي من القطاعات التي لا تحتاج إلى تعريف، فقد كان ساعي البريد في الثقافة الإيرانية دائماً حاملاً للأخبار السارة، وحافزاً للثقة بين الناس، وناشراً للبهجة، وإن تسمية يوم البريد العالمي ينبغي أن تكون رسالة تحوّل في شركة البريد الوطني ونمو هذا القطاع المهم في البلاد، وممهّدة للمزيد من المنافسة والجهد في هذا القطاع الحيوي. كما أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أن مضمون رسالة قائد الثورة الاسلامية في إبلاغ سياسات المادة 44 يرتكز على أن على الحكومة أن تتدخل فقط عندما لا يرغب القطاع الخاص في ذلك، وأضاف: نحن نعتقد أنه يجب تمكين القطاع الخاص ليس فقط في الأمور التنفيذية، بل أيضاً في الأمور الحوكمية، وقد كانت تجربة البلاد ناجحة في هذا المجال كما في حالة منظمة تسجيل الوثائق فيما يتعلق بتفويض مهام المكاتب للقطاع الخاص، وكذلك نظام الطب.
وأكد الدكتور عارف قائلاً: إن «دور القطاع الخاص والشعب في جميع مشاهد الثورة كان محورياً وأساسياً وحاسماً، فالشعب هو الذي قاد سنوات الدفاع المقدس الثماني، وفي الحرب الظالم والوحشية وغير الإنسانية التي استمرت ١٢ يوماً، ظنّ الأعداء في أوهامهم أنهم سيتمكنون من إنهاء نظام الجمهورية الإسلامية، واغتالوا في اليوم الأول من الحرب شخصيات عسكرية وعلمية بارزة في البلاد؛ لكنهم لم يحققوا أي مكسب حتى في مرحلتهم الأولى، لأن البدائل للشهداء والشخصيات الجديدة لم يحتاجوا إلى وقت للتعرف على العمل، ففي غضون ١٠ ساعات بعد تعيينهم بدأوا عمليات ناجحة ضد النظام الصهيوني.»
مضيفاً: فرضت العقوبات مشاكل على البلاد والشعب؛ لكن هذه العقوبات الجائرة أصبحت عاملاً لتحقيق إنجازات مشرّفة في مختلف القطاعات، مثل قطاع الصواريخ الذي قدّم - بمساعدة الشباب وإنجازاتهم في هذا المجال - رداً قاسياً على النظام الصهيوني. واعتبر النائب الأول لرئيس الجمهورية أن شركة البريد الوطني تمثل أحد القطاعات المهمة في تنمية البلاد إلى إنجازات وإجراءات هذا القطاع في استخدام التقنيات المتقدمة، مؤكداً «على شركة البريد الوطني، كما في السنوات الماضية، أن تضع التحول العلمي على رأس أولوياتها أكثر من أي وقت مضى مع الحفاظ على أخلاقها ورأس مالها الاجتماعي». مضيفاً: «لا يمكننا أن نجد أي تقنية متقدمة أو ناشئة يمكن أن نهمش فيها دور البريد. وفي إرسال الطرود البريدية باستخدام التقنيات الحديثة، يمكن للمرسل والمستلم مراقبة طرودهم لحظياً، مما يعكس الأمن ومراعاة الخصوصية». وأكد الدكتور عارف على ضرورة استخدام شركة البريد الوطني الإيرانية لأحدث التقنيات المتطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
 شركة البريد أحد أركان الاقتصاد الرقمي
من جانبه، أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات أن صناعة البريد قد قطعت طريق النمو والتطور، وأصبحت اليوم أحد المحاور والأركان الداعمة للاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية.
وقال ستار هاشمي: مع ظهور التلغرام، ربما كان التصور الأولي أن دور ومكانة البريد سيتضاءل تدريجياً، ومع وجود البريد الإلكتروني (الإيميل)، كان من المتوقع أن يصبح الطريق بحيث لم نعد بحاجة إلى البريد والرسائل؛ لكن صناعة البريد سلكت تدريجياً طريق النمو والتطور، واليوم أصبحت شركة البريد الوطني أحد المحاور والأركان الداعمة للاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية.
وأضاف هاشمي: اليوم تمت مشاركة وتعاون البريد مع شركات القطاع المعرفي، ونحن مستعدون لدعم القطاع الخاص حتى نتمكن من خلال تكاتفنا وتعاضدنا تحقيق رضا الناس بأكبر قدر ممكن. وتابع: أحد متطلبات تحسين جودة الخدمات هو الاهتمام الخاص بالقطاع الخاص والاستفادة من قدرات شركات القطاع المعرفي. وأشار وزير الاتصالات إلى تأكيد النائب الأول لرئيس الجمهورية على الدور الرئيسي للتعاون المشترك بين القطاع الخاص وشركات التقنية في تنفيذ مشروع «التفكيك الذكي للمعاملات البريدية»، قائلاً: كان استخدام التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، محل اهتمام كجزء من متطلبات تقديم الخدمات النوعية، والهدف الرئيسي هو تحسين الإنتاجية وجودة الخدمات. مؤكداً أن «محور آخر من مهام موظفي شركة البريد هو موضوع «جي نَف» (نظام العنوان الوطني)، يجب أن أشهد أن ما حققته شركة البريد خلال هذا العام يمثل إجراءً مهماً للغاية في موضوع استكمال قاعدة البيانات الجغرافية، وقد تشكلت هذه العملية تحت شعار الوفاق وبالتعاون مع السلطة القضائية وكان مطلباً من منظمة التسجيل العقاري».
سنحقق أرباحاً في شركة البريد الوطني
وأعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عن تحقيق شركة البريد الوطني للأرباح، مؤكداً أنها «ستصل إلى نقطة التعادل بعد سنوات من الانتظار، وستتحول إلى شركة مربحة في العام المقبل». وأوضح: أن شركة البريد الوطني دخلت مرحلة جديدة من التحول التنظيمي من خلال تنفيذ سياسة «الدفع على أساس الأداء» والتركيز على إدارة الإنتاجية، مما سيمهد الطريق لتحقيق أرباح بعد سنوات من الانتظار.
وكشف هاشمي أنه وفقاً للتصنيف العالمي، حسّنت شركة البريد الوطني ترتيبها بقفزة 14 مركزاً، كما حصلت على جائزة «الجهاز المتميز» في مهرجان الشهيد رجائي. وأضاف: أنه وفقاً للاستبيانات التي أجريت، تم اعتماد الشركة كواحدة من الجهات التي حظيت «بأعلى مستوى من رضا الجمهور»، مما يعكس نهجها المرتكز على الناس وتقديمها لخدمات نوعية.
وفي ختام الحفل، كرّم النائب الأول لرئيس الجمهورية أفضل موظفي البريد في البلاد بتقديم شهادات تقديرية، وتمّ توقيع مذكرة تفاهم بين شركة البريد الوطني ومشغلي القطاع الخاص.
البحث
الأرشيف التاريخي