العدو يواصل انتهاك وقف إطلاق النار في غزّة؛ وعشرات الشهداء
حماس: العالم وقف مذهولًاً أمام ما بذله الشعب الفلسطيني من عطاء وتضحية وثبات
على الرغم من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه لمناطق مختلفة من قطاع غزّة، موقعًا مزيدًا من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، في خرق واضح للتهدئة المعلنة.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 27 فلسطينيًا، خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم 8 استشهدوا في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، فيما جرى انتشال جثامين آخرين من مناطق انسحبت منها الدبابات الصهيونية أو استشهدوا متأثرين بجراحهم. هذا واستشهد 4 فلسطينيين وأصيب 9 آخرون، وما يزال العشرات في عداد المفقودين، جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة غبون في شارع الثلاثيني في مدينة غزّة، مقابل مخبز السلطان. جيش الاحتلال علّق على الحادث بالقول إنّ القصف «تم بطريق الخطأ». كما استشهد فلسطيني وأصيب آخر نتيجة قصف خيمة على ساحل الرشيد غرب مدينة غزّة. وفي تطوّر جديد، صباح يوم الجمعة، قصفت المدفعية الصهيونية الأحياء الشرقية لمدينة غزّة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف. كما أقدم جيش الاحتلال على إحراق مبنى كلية الطب التابعة للجامعة الإسلامية داخل محور «نتساريم»، شمال وسط القطاع. وفجر يوم الجمعة، شنّ الطيران الحربي سلسلة غارات على مدينة خان يونس، وسط تحليق مكثّف في أجواء المدينة، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين خلال الساعات الماضية.
حصيلة العدوان الصهيوني
ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني المستمر، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 67,194 شهيدًا و169,890 مصابًا. أما، منذ تاريخ 18 آذار/مارس 2025 حتّى اليوم، فقد بلغ عدد الشهداء 13,598، وعدد الجرحى 57,849، في ظل تدهور الوضع الإنساني وغياب أي التزام فعلي من الجانب الصهيوني باتفاق وقف إطلاق النار.
الحية يعلن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال
أعلن رئيس حركة حماس في غزة ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية، عن «التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب والعدوان على [الشعب الفلسطيني] والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة».
وأكد الحية في كلمة مصورة، أن الاتفاق يشمل أيضًا دخول المساعدات وفتح معبر رفح في الاتجاهين وتبادل الأسرى، وقال: «سيتم إطلاق سراح 250 من أسرى المؤبدات و1700 من الأسرى؛ أبناء قطاع غزة الذين تم اعتقالهم بعد السابع من (تشرين الأول)/أكتوبر، فضلًا عن إطلاق سراح الأطفال والنساء جميعًا». وأضاف الحية: «تسلّمنا ضمانات من الوسطاء ومن الإدارة الامريكية تؤكد أن الحرب انتهت بشكل تام». وأوضح الحية، أن «العالم وقف مذهولًا أمام ما بذله الشعب الفلسطيني من عطاء وتضحية وثبات وصبر واحتساب»، وقال: «أهالي قطاع غزة خاضوا حربًا لم يشهد لها العالم مثيلًا، وتصدوا لطغيان العدو وبطش جيشه ومجازره»، ولفت إلى أن «أهالي غزة وقفوا كالجبال لم تفتر لهم عزيمة في وجه القتل والنزوح والجوع وفقدان الأهل وخسارة البيوت».
وتابع: «في ذكرى معركة 7 أكتوبر المجيدة نحيي شهداءنا من القادة مفجري الطوفان هنية والعاروري والسنوار والضيف»، وقال: «كما كنتم رجالًا في القتال، كان إخوانكم رجالًا على طاولة المفاوضات واضعين مصلحة شعبنا وحقن دمائه نصب أعيننا منذ اللحظة الأولى للمعركة»، وأضاف: «غير أن هذا العدو المجرم ماطل وارتكب المجازر تلو المجازر، وأجهض جهود الوسطاء؛ المحاولة تلو المحاولة، وعندما بدأنا وقفًا لإطلاق النار في السابع عشر من (كانون الثاني) يناير الماضي سرعان ما انقلب على الاتفاق ليؤكد سياسته الدائمة بخرق الاتفاقات ونقض العهود واختلاق الأكاذيب». وأردف الحية: «ورغم كل ذلك واصلنا التفاوض غير المباشر، والذي أخذ فترات طويلة من المماطلة والتراجع والإفشال في كل محاولة، لكننا لم نوقف بذل كل جهد ممكن لوقف العدوان وإنهاء حرب الإبادة، وأخيرًا تعاملنا بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس الأمريكي، وقدّمنا ردًّا يحقق مصلحة شعبنا وحقوق شعبنا وحقن دمائه، ويتضمن رؤيتنا لوقف الحرب، وحضر وفدنا إلى جمهورية مصر العربية متسلحًا بالمسؤولية والإيجابية، بما مكننا نحن وقوى المقاومة من إنجاز اتفاق نقدمه لشعبنا العزيز».
بالغ التقدير لكل مَن شارك الفلسطينيين الدمَ والمعركةَ
وقال: «نعلن اليوم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب والعدوان على شعبنا والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال ودخول المساعدات وفتح معبر رفح في الاتجاهين وتبادل الأسرى، حيث سوف يطلق سراح 250 من أسرى المؤبدات و1700 من الأسرى؛ أبناء قطاع غزة الذين تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر فضلًا عن إطلاق سراح الأطفال والنساء جميعًا». وأكد الحية تسلُّم الحركة «ضمانات من الوسطاء والإدارة الأمريكية»، وقال: «أكدوا جميعًا أن الحرب انتهت بشكل تام»، وأضاف: «سنواصل العمل مع جميع القوى الوطنية والإسلامية استكمالًا لباقي الخطوات». وفي ختام كلمته أعرب الحية عن بالغ التقدير لكل من شارك الفلسطينيين الدمَ والمعركةَ من أبناء الأمة «في اليمن ولبنان والعراق وإيران، ولمن تضامن [مع غزة] من الأحرار في أنحاء العالم»، كما تقدّم بـ «التقدير العميق للإخوة الوسطاء في مصر وقطر وتركيا». وأضاف: «نخص بالتقدير المتضامنين في قوافل الإسناد والحرية برًا وبحرًا وكل من أسهم معنا بكلمة حق».
ترحيب فلسطيني باتفاق وقف إطلاق النار
رحبت الفصائل والحركات الفلسطينية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيدة بصمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاومين، مؤكدة أن عدم الرضوخ لمعادلة الإبادة أو الاستسلام أفشل مخططات العدو الصهيوني كافة.
حركة الجهاد الإسلامي
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال الصهيوني لم يكن منحة من أحد. وقالت حركة الجهاد، في تصريح صحفي: «مع أننا لا ننكر الجهود العربية والدولية، نؤكد حجم التضحيات الهائلة التي قدمها شعبنا الفلسطيني وشجاعة وبسالة مقاتليه في الميدان الذين واجهوا قوات العدو وأظهروا شجاعة غير مسبوقة في القتال، ولولا ذلك، لم تكن المقاومة قادرة على الوقوف ندًا قويًا على طاولة المفاوضات». وتابعت: «لن ينسى شعبنا، في هذه اللحظات التاريخية، شهداءه العظام الذين كان لهم الدور الأهم في أن تبقى المقاومة صامدة، وتصل إلى هذه المحطة المهمة التي تستطيع فيها عقد ما اتفق عليه لإجبار العدو على وقف العدوان».
لجان المقاومة في فلسطين
بدورها، قالت لجان المقاومة في فلسطين :«إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بجهود الوسطاء والأشقاء المصريين والقطريين والأتراك، من أجل وقف العدوان والمحرقة والإبادة الصهيونية في قطاع غزة، جاء ثمرة ونتيجة صمود غزة وشعبها المقاوم الأسطوري وتضحياته العظيمة بعد عامين من العدوان». «ورأت أن الموقف والرد الموحد لفصائل المقاومة وعدم الرضوخ لمعادلة الإبادة أو الاستسلام أفشل مخططات العدو الصهيوني كافة، وعلى الرغم من فظاعة الجرائم وهول الدمار والمأساة الإنسانية، فقد فشل العدو ومن يدعمه في اقتلاع شعبنا وتهجيره من أرضه، وبقي شعبنا صامدًا مرابطًا على أرضه». ودعت إلى استمرار جميع أدوات الضغط العربية والإسلامية والدولية على الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني لضمان تنفيذ الاتفاق، في جميع مراحله، ما يؤدي إلى انسحاب الجيش الصهيوني الكامل من قطاع غزة. وختمت: «بكل فخر نحيي شهداء شعبنا الأبطال، من المدنيين العزل والقادة والمقاتلين في غزة والضفة وساحات المواجهة والإسناد كافة، في اليمن ولبنان والعراق وإيران، والذين قدّموا أطهر الدماء وأغلى الأرواح من أجل شعبنا وقضيتنا. ونوجه التحية لأسرانا وجرحانا، ونؤكد لهم جميعًا أن تضحياتهم ستظل خالدة وحاضرة في وجدان وعقول وقلوب أبناء الأمة وأحرار العالم، ومصدر فخرٍ وعزّةٍ وإلهامٍ لا ينضب».
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «إنّ التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار وبدء تنفيذ مرحلته الأولى يُعتبر إنجازًا مهمًّا وخطوةً أولى في طريقٍ طويل لإنهاء معاناة شعبنا، ولقد آن الأوان لأن تتوقّف الإبادة، وهو ثمرة صمودٍ أسطوري قدّمته غزة وشعبنا الفلسطيني وتضحيات جسيمة للشهداء والجرحى والأسرى، وصلابة المقاومة الباسلة التي واجهت العدوان حتى اللحظة الأخيرة.»
وتوجّهت الجبهة الشعبية بتحية فخرٍ واعتزازٍ إلى أبناء الشعب في الوطن والشتات، وإلى الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين، الذين جسّدوا أروع صور التضحية والثبات، مضيفة: «لقد تحمّل شعبنا ما لم يتحمّله شعبٌ آخر، ورغم التدمير والمجازر والتجويع، فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه ولم يجْنِ سوى الخيبة والعار والعزلة».
وتابعت: «لقد واصلت الجبهة، منذ بدء العدوان وحتى لحظة التوقيع على الاتفاق، جهودها دون توقف، بالتنسيق مع كلّ القوى الفلسطينية والعربية والإسلامية، من أجل الوصول إلى هذه اللحظة التي تتوقّف فيها آلة الحرب الصهيونية. وستبقى الجبهة إلى جانب شعبنا في هذه المرحلة الصعبة والمفصلية من تاريخه، تواصل دورها في دعم صموده ونضاله حتى تحقيق أهدافه الوطنية». وثمنت عاليًا جهود الأشقّاء في مصر وقطر وتركيا وسائر الدول العربية والإسلامية، ومواقف وحراك الدول والشعوب الحرّة في العالم التي رفضت استمرار المجازر وسعت إلى وقفها، وأسهمت جهودها في الوصول إلى هذا الاتفاق، وقدرت بشكلٍ خاص موقف مصر الثابت الرافض للتهجير، والداعم لصمود الشعب على أرضه.
ورأت أن الاتفاق الحالي كسر اللاءات والأهداف الصهيونية، وهو الخيار الممكن في ظلّ الظروف الراهنة، ونجاحه مرتبط بالتزام الاحتلال وضماناتٍ أمريكيةٍ واضحة تمنع المماطلة، قائلة إن «هدفنا الآن مواصلة العمل لإنهاء حرب الإبادة نهائيًّا، وتحقيق الانسحاب الشامل من القطاع، وكسر الحصار، وإنهاء معاناة شعبنا». وأضافت: «نعمل مع جميع الفصائل وبرعاية مصرية إلى حوار وطني شامل يفتح أفقًا جديدًا لبناء استراتيجية موحدة تستند إلى الثوابت والحقوق التاريخية لشعبنا لمواجهة المرحلة القادمة، وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أسس الشراكة لمواجهة كل التحديات». وأعربت عن رفضها الوصاية الأجنبية، مؤكدة أن إدارة غزة يجب أن تكون فلسطينيةً خالصة، مع مشاركةٍ عربيةٍ ودولية في الإعمار والتعافي. وختمت: «العالم اليوم يقف إلى جانبنا ويدعم حقّنا في الحرية وتقرير المصير، ويجب أن يستمر الحراك العالمي وملاحقة الاحتلال وقادته حتى بعد الوصول لاتفاق وقف لإطلاق النار، ولتبقى فلسطين حيّةً في وجدان العالم حتى زوال الاحتلال».
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
بدورها، هنأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الشعب في كل مكان، وخاصةً في قطاع غزة الصامد، بالظفر بوقف إطلاق النار في إطار المفاوضات الجارية. وحذرت الجبهة الديمقراطية في الوقت نفسه من النوايا الخبيثة للجانب الصهيوني، وطالبت الوسطاء بالعمل على قطع الطريق على أية محاولات «إسرائيلية» للالتفاف على القرار والغدر بالشعب، على غرار الموقف الغادر الذي اتخذته حكومة الفاشية الصهيونية في 2/3/2024.
وأكدت ثقتها بأن رضوخ الجانب الصهيوني لقرار وقف إطلاق النار في القطاع ما كان ليحصل لولا الصمود الأسطوري للشعب وثباته وتماسكه ورفضه كل دعوات الاستسلام والركوع.
واعتبرت الجبهة الديمقراطية أن وقف إطلاق النار هو خطوة مهمة على طريق وقف الحرب وفرض الانسحاب التام للعدو الصهيوني، والشروع في بلسمة الجراح بما في ذلك فتح المعابر والإمداد الفوري غير المشروط للقطاع بكل الوسائل والاحتياجات الحياتية والمعيشية والإنسانية، وتوفير الظروف من أجل إطلاق مشروع إعادة إعمار القطاع بالتعاون مع مصر الشقيقة وباقي الدول العربية.
داخلية القطاع تعلن بدء الانتشار
وأعلنت وزارة الداخلية بغزة يوم الجمعة أن أجهزتها ستبدأ الانتشار واستعادة النظام في المناطق التي ينسحب منها الاحتلال الصهيوني. ودعت الداخلية المواطنين إلى «الالتزام بالتوجيهات التي ستصدرها أجهزتنا في الأيام المقبلة». هذا وحثّ المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أبناء الشعب الفلسطيني على التعاون لإنجاح مرحلة التعافي عقب اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفاً أن «التعاون والاستجابة للتعليمات الحكومية هما الطريق الآمن لتسريع تقديم الخدمات.»
وأعلن جيش العدو أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي في قطاع غزة، مشيراً إلى انه «بدءاً من الساعة 12 ظهراً تمركز الجيش على خطوط الانتشار الجديدة بناء على اتفاق وقف إطلاق النار».
وبدأت قوات الاحتلال الصهيوني ، الانسحاب التدريجي من القطاع بعد أن أقرّت حكومة العدو المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف الحرب في القطاع.
وبعد 24 ساعة على دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في القطاع، بدأ الأهالي بالعودة إلى منازلهم ونصب الخيام رغم خروقات الاحتلال المتكررة.
وبحسب الخريطة التي نشرها البيت الأبيض سابقاً حول خطوط الانسحاب الصهيوني من غزة، تتضمن المرحلة الأولى الانسحاب من شمال القطاع حتى مشارف رفح، بالتزامن مع الإفراج عن الأسرى. وفي واشنطن، أعلن مسؤولون أميركيون كبار أنّ الولايات المتحدة سترسل إلى الشرق الأوسط فريقاً مكوّناً من 200 عسكري أميركي لـ«الإشراف» على تطبيق الاتفاق، حسب قولهم.
وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير للصحافيين إنّ القائد الجديد للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، الأدميرال براد كوبر، «سيكون لديه في البداية 200 شخص على الأرض»، من دون أن يوضح موقع انتشارهم تحديداً، لكنّ مسؤولاً أميركياً ثانياً أكّد أنه «لا نيّة لنشر جنود أميركيين في غزة». وبعد إقرار حكومة العدو الصهيوني اتفاق وقف إطلاق النار فجر الجمعة، تبدأ مهلة 72 ساعة ينسحب خلالها جيش الاحتلال الصهيوني إلى مواقع متّفق عليها مسبقاً، وتُجرى خلالها عملية تبادل الأسرى الصهاينة بمعتقلين وأسرى فلسطينيين.
فشل العدو أجبره على أنْ يوقّع الاتفاق
بدوره، أكّد قائد حركة أنصار الله في اليمن؛ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أنّ «الاتفاق بشأن غزة يثبت فشل العدو الصهيوني وفشل داعمه الأميركي في تحقيق الأهداف التي أرادا أنْ يحسماها في هذه الجولة».
وجزم السيد الحوثي، في كلمة له حول تطوُّرات العدوان على قطاع غزة، بأنّ «فشل العدو أجبره على أنْ يوقّع الاتفاق، وما حصل جولة من الصراع المستمر مع العدو الصهيوني».
وبينما نبّه إلى أنّ «العدو الصهيوني عقب كل جولة كان يُعِدُّ لعدوان جديد»، قال: «لهذا نحن معنيون دائمًا حتى في حال تحقَّق وقف إطلاق النار إلى الإعداد للجولات الآتية حتمًا في إطار التوجُّه العدواني لأعداء هذه الأمة».
وتطرّق السيد الحوثي إلى جبهات إسناد غزة، فأكّد أنّ «الدور الأول كان للجبهة اللبنانية التي تصدَّرت مستوى العطاء والتضحيات والاشتباك مع العدو»، مضيفًا: «كان هناك إسناد من جبهات العراق ودعم مستمر من الجمهورية الإسلامية في إيران». واعتبر أنّ «المميّزات في جبهة الإسناد اليمنية هي التحرُّك الشامل رسميًا وشعبيًا بأعلى سقف وبثبات واستمرار برغم بُعد المسافة والتعقيدات».
وأكد السيد الحوثي، أن العمليات اليمنية الصاروخية والمسيّرة نجحت بشكل فعال في حظر الملاحة على العدوّ الصهيوني، واستهداف السفن التي تحمل له المؤن والبضائع، وقد أغرقت عددًا منها، مما فرض حالة حظر تام وناجح على العدوّ في البحر.
العمليات اليمنية كسرت المعادلة
وأشار السيد الحوثي إلى أن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة واجه خمسة أحزمة حماية قبل بلوغ فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى طبقات الحماية الداخلية التي أعدها العدوّ الصهيوني بشراكة أميركية، مؤكدًا أن هذه العمليات أثرت في حركة الملاحة الجوية، وأجبرت ملايين الصهاينة على اللجوء إلى الملاجئ، وأثرت بشكل كبير في الوضع الاقتصادي للعدو، وعطّلت ميناء «أم الرشراش» بشكل تام، ما كان له تأثير حقيقي وواضح في الاقتصاد الصهيوني.
وأضاف أن هذه العمليات كسرت المعادلة التي أراد الأميركي فرضها على الأمة لمنع أي تحرك مساند للشعب الفلسطيني، مشددًا على أن الشعب اليمني صمد في مواجهة جولات العدوان الأميركي والبريطاني والصهيوني، وقدم التضحيات بكلّ المستويات، وصولًا إلى حكومة الشهداء.
