تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
محافظ ميسان العراقية:
إيران والعراق تربطهما علاقات تاريخية عميقة ستساهم في تطوير السياحة
وأضاف:« إن سماع أبيات الفردوسي في مدح النبي(ص) وأهل البيت (ع) يدل على الولاء العريق للإيرانيين لأهل بيت العصمة والطهارة». وأكد على : «إن إيران والعراق تربطهما علاقات تاريخية وثقافية عميقة، وذلك يساهم في تطوير السياحة الثقافية بين البلدين». كما قدم محمد كاظم رادمنش، مدير مجمع نادري الثقافي والتاريخي في مدينة مشهد المقدسة، تقريراً عن تاريخ المجمع وإمكاناته وبرامجه التطويرية. وقال:« نستضيف سنوياً في مجمع نادري آلاف السياح من البلد الصديق والشقيق العراق».
المهرجانات التقليدية جسر للتقارب الثقافي
وزار الفرطوسي، مهرجان الخبز والتقاليد والنكهات في قلعة والي التاريخية بمحافظة ايلام، وتعرف على الطقوس التقليدية والمظاهر المحلية للمحافظة.
ووصف الفرطوسي ومجموعة من المسؤولين، خلال حضورهم مهرجان «الخبز، التقليد، النكهة» في قلعة والي، وزيارتهم للطقوس المحلية والأجنحة المحلية، هذا الحدث بأنه خطوة مهمة في سبيل تعزيز العلاقات الشعبية والثقافية والسياحية بين البلدين.
وخلال هذه الزيارة، تعرف الضيوف العراقيون عن قرب على الطقوس التقليدية لصنع الخبز والأطعمة المحلية والمظاهر الأصيلة للثقافة المحلية في محافظة إيلام من خلال زيارتهم للأجنحة المتنوعة للمهرجان.
وأشار أحمد كرمي، محافظ إيلام، في هذه الزيارة إلى أن المحافظة مستعدة لإقامة معرض للصناعات اليدوية في محافظة ميسان العراقية، وقال:«لقد أقمنا حتى الآن معرضين في محافظتي واسط والسليمانية في العراق، ونظراً للمعبر الجديد الذي تم افتتاحه بين محافظتي إيلام وميسان عند حدود جيلات وعلي الغربي، فإننا على استعداد لإقامة المعرض في محافظة ميسان».
من جانبه، أعرب حبيب ظاهر الفرطوسي عن سعادته بإقامة هذا الحدث الثقافي، قائلاً:« إن مثل هذه المهرجانات لا توفر فقط منصة للتعريف بالثقافة والتراث المشترك بين إيران والعراق، بل يمكن أن تمهد الطريق لازدهار السياحة، والتبادلات الثقافية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الشعبين».
وأضاف: «إن إيلام، بما تملكه من إمكانيات تاريخية وثقافية وسياحية غنية، تُمثل فرصة فريدة للتعريف بها للسياح الأجانب، وإن مثل هذه البرامج لها دور حاسم في تعزيز مكانتها الثقافية».
كما قام محافظا إيلام وميسان العراقية والوفد المرافق لهما، خلال مواصلة زيارتهم، بجولة في متحف إيلام للأنثروبولوجيا، وتعرفوا على القطع الأثرية القيمة، والصناعات اليدوية، والتراث الثقافي المتنوع لهذه المحافظة.
وقد سجلت محافظة إيلام حتى الآن أكثر من 860 أثراً تاريخياً وطبيعياً وغير ملموس في قائمة الآثار الوطنية، ومع وجود 14 منطقة سياحية و6 قرى مستهدفة، أصبحت واحدة من الأقطاب السياحية الناشئة في البلاد.
السياحة تُمهد لتوسيع التفاعلات الثقافية
ومن جانب ٍأخر أكد رئيس مجمع نواب محافظة طهران في مجلس الشورى الإسلامي على أهمية إقامة جولة السياحة الإيرانية في العراق، واعتبر هذا الحدث فرصة مهمة لتعزيز التعاون الثقافي وتطوير مسارات السياحة بين البلدين، وقال:« إيران والعراق، باعتبارهما حضارتين عريقتين في منطقة بلاد ما بين النهرين، لديهما إمكانيات قيمة لإحداث تحول في السياحة الإقليمية».
وأضاف سيد علي يزدي خواه، الذي رافق وفد السياحة الإيراني في العراق يوم الإثنين 6 أكتوبر /تشرين الثاني، خلال لقائه بالقنصل العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى العراق:
«إن أهم الحضارات البشرية نشأت في النطاق التاريخي لبلاد ما بين النهرين، وإن المدن القديمة مثل بابل والموصل هي رموز للروابط التاريخية والثقافية العميقة بين الشعبين الإيراني والعراقي».
وأضاف:« بالنظر إلى القواسم المشتركة الكبرى بين إيران والعراق والروابط التاريخية والثقافية العميقة بين البلدين، من الضروري أن تصبح مسارات السياحة الإيرانية أكثر تنوعاً للسياح العراقيين حتى يتمكنوا من الاستفادة من الإمكانيات الواسعة لبلدنا في مجالات السياحة التاريخية والطبيعية والثقافية والدينية».
وأشار يزدي خواه إلى الإقبال الكبير للسياح العراقيين على السفر إلى إيران، قائلاً:« في الوقت الحالي يعرف غالبية السياح العراقيين وجهات مثل مدينة مشهد المقدسة، طهران، وقم المقدسة والمناطق الشمالية من البلاد، في حين أن هناك العديد من المعالم السياحية الفريدة والمتنوعة في باقي محافظات إيران يمكن تقديمها كوجهات سياحية جديدة».
وأضاف مؤكداً على ضرورة التعريف الممنهج بإمكانات السياحة في إيران والعراق قائلاً:
« يجب بذل الجهود لتعريف السياح العراقيين بشكلٍ صحيح بالمعالم المتنوعة في إيران، وفي المقابل يتعين على الإيرانيين أيضاً أن يتعرفوا أكثر على المعالم التاريخية والثقافية للعراق. هذا التفاعل المتبادل سيكون أساساً لتعميق معرفة الشعوب ببعضها البعض وتعزيز الصداقات القديمة».
كما أشار يزدي خواه إلى الدور الفاعل للحكومة في تنظيم السياحة الدينية، وقال:« الهيئات مثل منظمة الحج والزيارة، التي تنشط في مجال إرسال الزوار إلى العتبات المقدسة، تُقدم خدمات واسعة لتسهيل الرحلات الدينية، ومن أجل منع الإجحاف بحق القطاع الخاص، يمكن استثمار هذه الإمكانيات في تعزيز التعاون مع القطاع الخاص ورفع جودة الخدمات السياحية».
كما أشار رئيس تجمع نواب طهران إلى إمكانيات السياحة البحرية بين إيران والعراق، مؤكداً:«تتمتع إيران بموقع جغرافي متميز، ويمكن أن تكون الطرق البحرية محوراً جديداً للتعاون في مجال السياحة بين البلدين. وزيارة الوفد الإيراني ونشطاء السياحة إلى البصرة مثال على الإمكانيات العالية لهذا المسار في تعزيز السياحة والتبادلات الثقافية».
وأوضح:« أن السياحة تُعد من أكثر الأدوات فعالية في الدبلوماسية الثقافية، ويمكن أن تلعب دوراً في تقديم الصورة الحقيقية للشعوب.
كل سائح أجنبي يزور إيران، بعد إطلاعه على الحقائق الثقافية والاجتماعية والتاريخية للبلاد، يتحول إلى سفير ثقافي لإيران في العالم».
وفي الختام، أشار يزدي خواه إلى أهمية تطوير الأساليب الحديثة للسياحة، وقال:« رغم أن السياحة الدينية لطالما احتلت مكانة خاصة في العلاقات بين إيران والعراق، إلا أنه ينبغي أيضاً التعريف على نطاق واسع بقدرات السياحة الأخرى في إيران، مثل السياحة الثقافية والطبيعية والصحية والتاريخية. إن هذا الإجراء يُعد خطوة فعالة نحو تعميق العلاقات الشعبية، وتعزيز التفاعل الثقافي، وتوسيع التعاون المستدام بين الشعبين».
