متحدث الخارجية:

الترويكا الأوروبية استغلّت آلية «سناب بك» لتلبية مطالب أمريكا

اعتبر المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، أن الترويكا الأوروبية لم تتمكن من إثبات نفسها كطرف تفاوضي ناضج ومستقل إزاء الملف النووي، خصوصاً خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، حيث انتهجت نهجاً غير مسؤول ومدمّر، واستغلّت بشكلٍ فعلي آلية «سناب بك» المنصوص عليها في الاتفاق النووي لفرض مطالب أمريكا على مجلس الأمن الدولي. وصرّح بقائي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أمس الإثنين: مرّت الوزارة بأحد أكثر فتراتها ازدحاماً خلال مشاركتها في نيويورك والجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث شهدنا تطورات مهمة. وأهم قضية تشغل الساحة اليوم، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، هي استمرار الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة. فرغم الادعاءات المتكررة حول وقف الجرائم وإحلال السلام في غزة، لا يزال الفلسطينيون الأبرياء يتعرضون للقتل والتجويع. وأضاف: خلال العامين الماضيين، فإن نحو 80 ألف إنسان بريء بين شهيد ومفقود في غزة، بينما أُصيب ضعف هذا العدد تقريبا، وتحوّلت غزة إلى أنقاض، ويقف مجلس الأمن والأمم المتحدة عاجزين عن اتخاذ أدنى إجراء لوقف هذه الإبادة الجماعية، ويستمر النقاش االإنساني والدولي لتقديم الدعم وكسر الحصار، كما أن منع دخول «أسطول الصمود» المؤلف من 500 شخص يُعدّ بمثابة جريمة حرب تهدف إلى ضمان استمرار المجاعة والإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
نهج الترويكا الأوروبية كان
غير مسؤول ومدمراً
وعن الملف النووي، رأى بقائي أن نهج الدول الأوروبية الثلاث إزاء القضية النووية، خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، كان نهجاً غير مسؤول ومدمّراً، موضّحاً: أن هذه الدول استغلت آلية «سناب بك» المنصوص عليها في الاتفاق النووي بشكلٍ غير مشروع لفرض مطالب أمريكا على مجلس الأمن الدولي. مضيفاً: ان الشروط الثلاثة التي وضعوها لمنع سوء استخدام هذه الآلية كانت شروطاً غير منطقية.
على الوكالة الدولية التركيز
على مهامها الفنية
وردّاً على سؤال حول تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي؛ أكّد المتحدث باسم الخارجية أن إيران ترى أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما المسؤولان مباشرة عن الهجمات غير القانونية على المنشآت النووية الإيرانية، وكذلك ضد وحدة أراضي البلاد وسيادتها الوطنية. واستطرد بقائي مُؤكّداً أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي تم استغلاله لاحقاً من قبل الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لإصدار قرار في مجلس المحافظين، قد وفّر ذريعة ومساحة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة لاستغلاله.
وأوضح أن غروسي أشار بشكل صحيح إلى أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية لم تُثبِت أي انحراف في البرنامج النووي الإيراني عن مساره السلمي، وأردف: لقد كان توقّعنا الدائم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بصفتها هيئة فنية متخصّصة، أن تلتزم بمهامها وصلاحياتها الفنية فقط.
إجراء الترويكا تنفيذ لطلب أمريكي
وحول محاور لقاء وزير الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة، أوضح بقائي: عقدنا في نيويورك اجتماعًا مهمًّا مع الأمين العام للأمم المتحدة، أجرينا خلاله حواراً صريحاً وبناء. وكان أحد المواضيع التي نوقشت هو إساءة الترويكا الأوروبية لاستخدام مجلس الأمن وآلية تسوية الخلافات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وقدّمنا بالتفصيل أسباب عدم قانونية إجراء الترويكا الأوروبية، مُعتبراً أن الإجراء الأخير للترويكا الأوروبية لم يكن مبنياً على حسابات عقلانية أو تحليل قانوني، بل كان عناداً وتنفيذاً لطلب أمريكي، دون مراعاة لمصالحها أو مكانتها أو مصداقيتها كطرف في الاتفاق النووي.
وعليه، اعتبر بقائي أنّ إجراء أمانة الأمم المتحدة بإصدار بيانات تتعلق بالعقوبات لا يمتلك أي أساس قانوني، وهو فاقد للمنطق القانوني، ويحظى موقف إيران في هذا الصدد بدعم من الصين وروسيا. مبيناً أن روسيا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، سارعت إلى التذكير بعدم قانونية هذا الإجراء.
نأمل أن تمتنع أمريكا عن تسييس المجال الرياضي
ورداً على سؤال حول احتمال عرقلة الإدارة الأمريكية إصدار تأشيرات للاعبي كرة القدم الإيرانيين، قال بقائي: من المبدأ، يجب أن تُدار القضايا الرياضية في ميادينها، وفق الإطارات القانونية والحقوقية الدولية ذات الصلة، ونأمل أن تمتنع الإدارة الأمريكية عن ممارسة الانتقائية السياسية وتسييس المجال الرياضي. فالولايات المتحدة، بصفتها واحدة من الدول المضيفة لكأس العالم، تتحمل مسؤوليات واضحة وملموسة تجاه الوفود الرياضية من جميع الدول.
لا عجلة لدينا في استئناف العلاقات الثنائية مع سورية
وحول مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين إيران وسورية، أكّد بقائي على أن إيران تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها، وعلى أنه يجب أن تكون سورية قادرة على الدفاع عن نفسها ضدّ الاحتلال والاعتداءات المستمرة من الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أن هذا الموقف واضح ومبدئي تماماً. وأشار إلى أن إيران لا تتعجل في استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة، بل تنتظر أن يقرر الشعب السوري مستقبله دون تدخل خارجي.
البحث
الأرشيف التاريخي