تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
مؤكداً أنها لعبت دورًا جادًا وفعالًا في دعم المقاومة الفلسطينية
العميد قاآني: مقاومة حزب الله تجلّت في أشرس حرب في زمننا المعاصر
وقال في مقابلة متلفزة: في ظل الظروف التي استشهد فيها السيد حسن نصر الله، استطاع حزب الله أن يُثبت سلطته وثباته أكثر من أي وقت مضى في ظل الضغوط والصعوبات، مُشيراً الى أن خطة الكيان الصهيوني لنزع سلاح حزب الله تعود إلى عجزه عن العمليات العسكرية.
وأردف العميد قاآني: كان استشهاد بطل جبهة المقاومة، السيد حسن نصر الله، وصديقه القديم، السيد هاشم صفي الدين، عاماً مليئاً بالحزن والأسى على جبهة المقاومة، ولكن لو أمعنا النظر في هذه الفترة سيتكشّف أن هذا العام كان من أهم فترات استعراض حزب الله لقوته. وأكد: لطالما عُرف حزب الله بحضوره في الحروب المفروضة، وبرزت مقاومته للكيان الصهيوني في فترات مختلفة؛ لكن العام الماضي شهد بروزاً جديداً لهذه المقاومة.
حزب الله استطاع أن يُثبت
قدرته وثباته
وأضاف: في ظل الظروف التي استشهد فيها السيد حسن نصر الله، القائد البطل للمقاومة، استطاع حزب الله أن يُثبت قدرته وثباته أكثر من أي وقت مضى في ظل الضغوط والصعوبات. وقال: بلغت كثافة النيران في هذه الحرب حدًا يُعَدّ الأكثر وحشية في حروب العالم. وما أبقى قوات حزب الله على قيد الحياة هو التخطيط الدقيق والمركّز للعمليات. وأوضح: كان لكل منطقة وحداتها الخاصة ومقراتها الخاصة، بل حتى وحدات أصغر تُسمى «البقعة» كانت لها مهمة محدّدة، ومسار تمويل، والتسهيلات اللازمة، وأفراد مؤهلون تماما ومكتفون ذاتيا نفّذوا العمليات دون الحاجة إلى أوامر مباشرة.
وأردف: بالإضافة إلى كثافة العمليات، كان من الصعب جدًا توفير التسهيلات في مثل هذه الظروف، ولكن على الرغم من القيود القائمة، استطاعت قوات حزب الله مقاومة الجيش الصهيوني، المدعوم من جميع القوى العالمية، لمدة 66 يوما. وشدّد بالقول: لا يمكن لأي جيش قوي في العالم أن يقاوم عدوًا كهذا بهذا الكم من الدعم اللوجستي والجرائم، وهنا تتجلى عظمة حزب الله وصموده بوضوح. وقال: كان الكيان هو من طلب وقف إطلاق النار، ولو كان الكيان قادرًا على فعل شيء ضد حزب الله، فلماذا طلب وقف إطلاق النار؟
وأكد: خطة الكيان الصهيوني لنزع السلاح تعود إلى عجزه عن العمليات العسكرية. وأوضح: لعب حزب الله دورًا جادًا وفعالًا في دعم المقاومة الفلسطينية، ونفذ سلسلة عمليات ضد المستوطنين في شمال الأراضي المحتلة. يوم بدء عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر، أثناء دخولي لبنان، كنت أفكر في كيفية التحدث مع السيد حسن نصرالله حول هذا الحدث، وماذا يجب أن نفعل أو لا نفعل. ولكن قبل أن أبدأ الكلام، لاحظت أن السيد حسن نصر الله، منذ لحظة بدء العملية، كان غارقا بعمق في التفكير بواجبه الديني والإلهي. النقطة الجديرة بالملاحظة هي أننا لا نحن، ولا السيد نصرالله، ولا حتى قادة حماس الرئيسيين، كنا على علم بالتوقيت الدقيق لهذه العملية. عندما أُعلن عن بدء العملية في غزة، كان هنية في طريقه إلى المطار للسفر إلى العراق، وعلم بالخبر عمليا أثناء عودته.
قائد الثورة يشيد بعمل المجاهدين
وواصل قائلًا: «أظهرت صلابة وتدبير القادة الموجودين في غزة أن هذه العملية الحساسة تتطلب دقة وتخطيطًا خاصًا».
«كما قال قائد الثورة: أقبّل جبين الذين قاموا بهذا العمل العظيم، هذا الكلام يعبر عن حكمة وعظمة عملهم». بينما لم يكن أحد على علم ببدء العملية، فإن الشهيد السيد حسن نصر الله قد حدد بالدقة والتنظيم المراحل اللازمة.
استشعارًا منه للظروف الاجتماعية في لبنان، نظّم الشهيد نصر الله بدء العملية بتوقيت دقيق، وقرر أن يبدأ في ليلة يخلو فيها الجنوب. هذا الاختيار كان مثالًا واضحا على تدبيره الحكيم والقائم على الواجب، والذي نُفذ بسرعة ونجاح.
سيد المقاومة أبدى صلابة
في حادثة أجهزة البيجر
وأضاف قائد قوّة القدس: «حتى استشهاده، تحدى الشهيد السيد حسن نصر الله الصهاينة في الحرب النفسية والعسكرية بتدبير وصلابة في اللحظات الحاسمة». في فترة قاربت الأسبوعين دون إلقاء خطاب، أرعب الكيان الصهيوني وأظهر سيطرته على جميع أبعاد الحرب، من العسكرية إلى النفسية. في الحادثة الأليمة لانفجار أجهزة البيجر التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى، وقف السيد نصر الله بثبات يضرب به المثل، وأكد بعبارة تاريخية أنه لو لم يكن مجتمعنا حسينيا، لما كان من الممكن تحمل هذه المصائب.
وقال: «نظرته الروحية والاستراتيجية أبقت حزب الله والشعب صامدين في أصعب الظروف. رغم المخاوف على حياته، اتُخذت إجراءات أمنية واسعة، ولكن في النهاية كان الاستشهاد مصير هذا القائد العظيم».
حزب الله افشل تحرك جيش العدو في الجنوب
وأوضح قائد قوّة القدس: «الكيان الصهيوني لم يتحمل ضغوط حزب الله، الذي شغل ثلث قدرة جيشه في جنوب لبنان، مما قلب معادلة الحرب». «بعد سلسلة من الجرائم، من استشهاد القادة إلى حادثة انفجار أجهزة البيجر، وقعت في النهاية الجريمة الكبرى باستشهاد السيد حسن نصر الله». في هذا الهجوم، بالإضافة إلى القنابل الثقيلة، استُخدمت مواد كيميائية أيضا، مما حولها إلى جريمة حرب واضحة. لم يكن الشهيد السيد نصر الله فقط قائد حزب الله، بل كان يُعتبر كالجبل الراسخ في لبنان؛ جبلًا كان الناس، شيعة وغير شيعة، يتكئون عليه في أصعب الأحداث.
حزب الله صمد رغم الضغوط العالمية
وأكد العميد قاآني قائلاً: «في ظروف استشهاد القادة الرئيسيين لحزب الله الواحد تلو الآخر، وحادثة أجهزة البيجر التي وجهت ضربة قوية للمجتمع الشيعي وجسد المقاومة، شنّ الكيان الصهيوني أشرس حرب في تاريخه ضد حزب الله». لم تكن هذه المعركة غير المتكافئة مقصورة على جيش الاحتلال الإسرائيلي فحسب؛ بل كانت الولايات المتحدة والناتو وحتى بعض الحكومات المدعية بالإسلام تقف خلفه، ووُضعت جميع الأدوات العسكرية الحديثة في العالم تحت تصرف الكيان.
مقاومة حزب الله تجلت
في أشرس حرب في زمننا المعاصر
وأردف العميد قاآني: «من الأسبوع الأول للحرب، كان يمكن لأي خبير عسكري أن يدرك أن حزب الله كان يزداد تماسكا يومًا بعد يوم في مواجهة الضغوط الشديدة للعدو». نادرًا ما يُذكر في التقارير استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ لاستهداف أهداف حساسة للكيان. قبل يومين فقط من طلب الكيان لوقف إطلاق النار، أطلق حزب الله أكثر من 350 صاروخا صغيرًا وكبيرًا ضد العدو. «شملت هذه العمليات الهجوم على قاعة طعام الجنود، والهجوم على حيفا، وحتى منزل نتنياهو، وأظهرت القدرة العسكرية والنفسية الفريدة لقوات حزب الله.
وأوضح: هذه الصلابة والاقتدار كانت جذورها في الأسس الروحية والعقائدية، وروح التضحية، والتخطيط الدقيق. في ذروة هذه الضغوط، أثبت حزب الله كيف يمكن في أشرس حروب العصر، عرض المقاومة والقوة في وقت واحد؛ تلك الحرب التي استمرت 66 يومًا والتي تعد من أصعب معارك عصرنا».
وقال قائد قوّة القدس: «لو تمكن الكيان الصهيوني من نزع سلاح أو تدمير حزب الله عبر العمليات العسكرية، لكان بالتأكيد واصل الحرب ولم يتوقف؛ لكن في مرحلة ما طلب هذا الكيان وقف إطلاق النار لالتقاط الأنفاس». رغم الالتزامات المعلنة وتوقيع بعض الأطراف، فإن دعم الولايات المتحدة والصمت العالمي أديا إلى عدم تنفيذ الاتفاقيات وانتهاك التزامات الطرف الآخر.
وأردف العميد قاآني: القضايا الداخلية للبنان، تخصّ اللبنانيين أنفسهم، كما كان لها آثار وتعقيدات منفصلة على المسار الإقليمي. بعد الحرب، لم يصدر أي قرار جديد في مجلس الأمن، وكان القرار 1701 المتعلق بفترة حرب 33 يوما هو المطروح، والذي تحدث الجميع عن تنفيذه. حزب الله، برجولة وصبر محسوب، منع تصعيد الوضع؛ صبر كان مصحوبًا بتدبير وحكمة وسيكون مثمرًا بلا شك. وقال العميد قاآني: كان الشهيد السيد هاشم صفي الدين منذ بداية تشكيل حزب الله، شخصًا قيما جدًا ورجلًا عظيمًا، يقف كتفا بكتف مع السيد في مسؤوليات مختلفة وكان على اتصال مستمر به. كان هذا الشهيد العظيم الركن الأساسي للتعاون مع السيد حسن نصر الله؛ رغم أنه كان يتصرف بطريقة جعلت قليلين من يدركون دوره الأساسي.
وأكد العميد قاآني: الكيان الصهيوني لا يمكنه القضاء على المقاومة بزيادة صواريخه وطائراته، لأن المقاومة مثل السيف كلما شُحذ أكثر أصبح أكثر حدة.
وأوضح العميد قاآني: حزب الله يحظى بدعم واسع من المجتمع الشيعي في لبنان، وكذلك العديد من المسيحيين وأهل السنة الذين يعتبرون وجوده نعمة كبيرة ويسعون للحفاظ عليه. هذه النجاحات هي إرث قادة حزب الله السابقين الثمين، خاصة السيد حسن والسيد هاشم. الفائز الحقيقي في الميدان هم الذين يقفون إلى جانب حزب الله، والخاسرون هم الذين يعملون ضده، بما في ذلك الكيان الصهيوني وحلفاؤه.
