رئيس الجمهورية ملتقياً نظرائه من مختلف الدول:
نأمل تطبيق قوانين الأمم المتحدة بآليات تنفيذية في العالم
إلتقى رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مساء الخميس بالتوقيت المحلي، في مقر المنظمة الدولية، على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وعقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، وقع الرئيس بزشكيان على سجل الأمم المتحدة التذكاري.
وكتب الدكتور بزشكيان في السجل: "في 23 سبتمبر/ أيلول 2025، شاركنا في قمة الأمم المتحدة مع الوفد الإيراني، في الوقت الذي ينتهك فيه الكيان الصهيوني جميع مقرّرات وقوانين الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، ولم يستمع إلى مسؤولي هذه المنظمة والمنظمات ذات الصلة، كما ان الولايات المتحدة تدعم جرائم الكيان بكل قوتها". وأضاف: "آمل أن يتمكن الأعضاء المهمون في الأمم المتحدة من إيجاد القوة اللازمة لتطبيق قوانين المنظمة بآليات تنفيذية في العالم".
وكان الرئيس بزشكيان قد ألقى كلمة في اليوم الثاني من الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، شرح فيها آراء ومواقف إيران في مختلف المجالات بحضور قادة وممثلين رفيعي المستوى من دول العالم.
وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، إلتقى الرئيس بزشكيان برؤساء فرنسا وسويسرا وفنلندا وبوليفيا، ورئيس المجلس الأوروبي، ورئيس وزراء النرويج، وعددا من النشطاء المناهضين للحرب، وبحث معهم آخر المتسجدات في المنطقة والعالم، لا سيما قضية الاعتداءات الصهيونية المتكرّرة على دول المنطقة، بالاضافة الى الملف النووي الايراني السلمي.
موقف إيران في حال تفعيل "آلية الزناد"
ولدى لقائه بالرئيس البوليفي لويس آرسي كاتاكورا، يوم الخميس على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، اشار الرئيس بزشكيان إلى احتمال قيام بعض الدول الأوروبية بتفعيل ما يسمى بآلية الزناد "سناب باك" ضد إيران، وقال: نأمل ألاّ يحدث هذا التوجّه. مع ذلك، فإن إيران على أهبّة الاستعداد لمواجهة أي سيناريو أو ظرف، ومن البديهي أن أسلوب تعاملنا وسياساتنا سيكون متناسبا أيضا مع الوضع الجديد.
وفي إشارة إلى السياسات الأحادية للولايات المتحدة، قال الرئيس بزشكيان: إن النهج الأمريكي ليس موجها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية فحسب، بل ضد جميع الدول التي لا تدعم سياسات واشنطن. في ظل هذه الظروف، يتعيّن على الدول التي تسعى إلى الاستقلال والحفاظ على مكانتها في النظام الدولي تطوير قدراتها العلمية والتقنية والتخصصية بما يمكنها من حماية مصالحها الوطنية وسيادتها بقوة.
دعوة أوروبية لمواصلة الدبلوماسية مع إيران
وأكد الرئيس بزشكيان لدى لقائه رئيس الاتحاد الاوروبي انطونيو كوستا، مساء الاربعاء، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكدت، ولا تزال تؤكد، أنها لا تسعى أبدًا إلى إنتاج أسلحة نووية، وقال: نحن مستعدون للتعاون لتوضيح هذه المسألة وإثبات أن الأجواء السائدة في هذا الصدد كاذبة. الذين نقضوا إلتزاماتهم وانسحبوا من الاتفاق النووي هم المسؤولون عن الوضع الراهن.
وأكد رئيس الجمهورية، أن إيران لا تريد أبدًا أي حرب أو صراع، مضيفا: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد علاقات بنّاءة وودية، ولهذا الغرض، مستعدّة للحوار والتفاهم لحل المشاكل والعقبات والمخاوف بهدف منع تأجيج الخلافات".
في السياق، شدّد كوستا، عقب لقائه الرئيس بزشكيان في نيويورك، على ضرورة استمرار الحوار مع ايران لتسوية القضايا العالقة. وكتب كوستا الخميس في منشور على منصة اكس: لقد اجريت محادثات مسهبة مع الرئيس بزشكيان. وقال: لقد اتّفقنا على ضرورة مواصلة الحوار للبت وتسوية هذه القضايا.
عملية تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية
كما قال الرئيس بزشكيان خلال لقائه مع ألكسندر ستاب، رئيس فنلندا، مساء الاربعاء: إن عملية تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية لم تسر كما كنا ننوي حتى اليوم، حيث شهدنا جهود الترويكا الأوروبية لتفعيل آلية الزناد "سناب باك". وأكد أن إيران لا تنوي صنع أسلحة نووية، وبالتالي لا نمانع الشفافية في هذا الصدد، مضيفًا: "نظرًا لتجربة الولايات المتحدة والدول الأوروبية في انتهاك التزاماتها، بالإضافة إلى الهجوم العسكري على إيران في خضم المفاوضات، هناك انعدام ثقة بالغرب، لكننا نعتقد أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للتغلب على انعدام الثقة هذا".
إيران لا تنوي صنع أسلحة نووية
كما أكد رئيس الجمهورية، خلال لقائه مع الرئيسة السويسرية كارين كيلر سوتر، مساء الاربعاء، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر صنع الأسلحة النووية حراما وفقا لفتوى قائد الثورة الإسلامية، وقال: "إيران مستعدة للتحقق من هذه القضية في إطار القوانين الدولية وحقوقها. نرحب بالمحادثات الدبلوماسية لحل هذه القضية، ولكن بطبيعة الحال إذا تم تفعيل آلية الزناد "سناب باك"، فلن تكون للمفاوضات أي جدوى.
إيران تنشد السلام والاستقرار
ولدى لقائه بمجموعة من الناشطين المناهضين للحرب، مساء الاربعاء المنصرم، أكد الرئيس بزشكيان أن الدول المتهوّرة ترتكب كل عدوان وجريمة، وتصف أي دفاع ضد هذه الاعتداءات والجرائم بالإرهاب، وقال: "إيران تنشد السلام والاستقرار، لكنها لن تخضع لمنطق القوة أبدًا كما أن عودة العقوبات غير سارة، إلا أنها ليست نهاية المطاف، ولن نستسلم لها". وأشار إلى أنه طالما استمرت لغة الترهيب، فلن يكون هناك أي مجال للحوار، وأضاف: "لم تسعَ إيران قط إلى امتلاك أسلحة نووية، ولن تفعل ذلك. نحن لا نحيد عن الحوار، لكن الحوار يكون منطقيا بتجنب الترهيب والوقوف على قدم المساواة". وقال: "لقد أدركت دول المنطقة والكثير من دول العالم اليوم بشكل أفضل وأكمل أن سبب انعدام الأمن ليس إيران، بل الكيان الصهيوني.
الحل لمعالجة هواجس أوروبا وضمان مصالح إيران متاح
كما أكد الرئيس بزشكيان، في منشوره له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" في الاشارة إلى لقائه بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أمس الاول، أن الحلّ الحاسم لمعالجة هواجس أوروبا وضمان مصالح إيران متاح. وكتب الرئيس بزشكيان: "أجريتُ اليوم محادثة صريحة ومفصلة مع السيد ماكرون، تبادل فيها الطرفان وجهات النظر، وتمّ تحديد حل يضمن معالجة هواجس أوروبا وضمان مصالح إيران بوضوح". وأضاف: "إذا التزمنا بالعدالة والإنصاف وضمنّا مصالح الطرفين، فسيكون الحل الحاسم متاحًا، وقد اتفقنا أيضًا على حل قضية السجناء لدى الجانبين".
التدخل الأمريكي في أفغانستان لم يجلب سوى الكوارث
الى ذلك، صرّح عباس عراقجي، وزير الخارجية، خلال الاجتماع الرباعي للصين وإيران وباكستان وروسيا حول أفغانستان، بأن التدخل الأمريكي وعقدين من الوجود العسكري في أفغانستان لم يجلبا سوى الكوارث وانعدام الأمن، وقال: "نؤكد بشدة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول". وجاء في كلمة عراقجي، في الاجتماع مع وزراء خارجية الصين وباكستان وروسيا: تتمسك إيران بحزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتدعم الحق الأصيل للشعب الأفغاني في تقرير مستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي المعترف بها.
واردف عراقجي: على الصعيد الأمني، ورغم بعض التقدم المحرز في مكافحة داعش، لا يزال استمرار وجود جماعات متطرفة وإرهابية أخرى في أفغانستان يُشكل مصدر قلق بالغ للدول المجاورة والمنطقة ككل. نتوقع من سلطات الحكومة المؤقتة اتخاذ تدابير شفافة وقابلة للتحقق وحاسمة ضد جميع هذه التهديدات. يجب أن تكون مكافحة الإرهاب شاملة وغير تمييزية ومتوافقة مع القانون الدولي.
عراقجي ينتقد أداء الترويكا الأوروبية
ولدى لقائه مع وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر يوم الخميس، على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، انتقد عراقجي بشدّة أداء الترويكا الأوروبية (بريطانيا والمانيا وفرنسا) إزاء الملف النووي الايراني السلمي. واصفا إصرارها على إعادة تطبيق قرارات مجلس الأمن الملغاة بأنه غير مبرر وغير قانوني وغير مسؤول.
وصرح قائلاً: "لم يكن لنهج الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة على مدى السنوات العشر الماضية أي منطق سوى محاولة حرمان الشعب الإيراني من حقوقه المشروعة بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وقد بلغ هذا المسار ذروته بالهجوم غير القانوني الذي شنته الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، وصمت الدول الأوروبية الثلاث المريب تجاهه". في السياق، تبادل وزيرا خارجية إيران والبرازيل وجهات النظر حول عزم البلدين على تعزيز العلاقات في جميع المجالات التي تهمهما، وسبل توسيع العلاقات والتعاون على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف. جاء ذلك خلال لقاء عراقجي، يوم الخميس، مع وزير الخارجية البرازيلي مورا فييرا، على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
كما أشار الجانبان إلى أهمية حماية سيادة القانون وميثاق الأمم المتحدة، وضرورة التعاون والتنسيق العالميين لتحديد التحديات المشتركة التي تواجه السلام والأمن الدوليين ومواجهتها بفعالية.
إعادة قرارات مجلس الأمن الملغاة ضربة قاتلة للدبلوماسية
كما اجتمع عراقجي، بوزيري خارجية فنزويلا وأوغندا ونائب وزير الخارجية الصيني، على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. وجرى البحث في هذه اللقاءات حول العلاقات الثنائية واهم القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وهذه الدول.
هذا والتقى وزير الخارجية مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، وفي هذا اللقاء الذي عُقد عقب اللقاء الذي جمع الرئيس بزشكيان ونظيره الفرنسي، تم بحث الموضوع النووي الايراني والمبادرات الدبلوماسية للحد من العودة غير المبررة للقرارات الملغية للأمم المتحدة.
كما أكّد عراقجي خلال لقائه، وزير خارجية كوريا الجنوبية، تشو هيون، الخميس، أن إعادة قرارات مجلس الأمن الملغاة ستكون ضربة قاتلة للدبلوماسية ونظام منع الانتشار النووي.
كما أشاد عراقجي، خلال لقائه نظيرته السلوفينية تانيا آنا فيون، التي تشغل بلادها حاليًا منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن، بموقف سلوفينيا المبدئي إزاء الإبادة الجماعية في غزة واثارة الكيان الصهيوني الحروب في المنطقة، وأكد على ضرورة التحرك الدولي الجماعي لوقف جرائمه في فلسطين المحتلة ومحاكمة المجرمين ومعاقبتهم.
