تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
بطاقة نقل ملايين المسافرين سنوياً
سكة حديد شلمجة-البصرة.. مشروع ستراتيجي للربط السككي بين إيران والعراق
هذا المسير الذي يبلغ طوله 36 كيلومترًا لن يسهل فقط تنقل ملايين الزائرين، بل سيلعب دورًا رئيسيًا في نقل البضائع ويعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ومع التقدم الحديث مثل الانتهاء من إزالة الألغام وبدء عمليات بناء الجسر، أصبح هذا المشروع رمزًا لـ«دبلوماسية السكك الحديدية» والتعاون الإقليمي.
سكة حديد شلمجة - البصرة هو مشروع استراتيجي لربط الشبكة الإيرانية بالعراق، ويمتد من حدود شلمجة في محافظة خوزستان إلى مدينة البصرة، التي تُعتبر البوابة الذهبية للتجارة في جنوب العراق. هذا الخط الحديدي، بطول يقارب 34 كيلومترًا وعبورًا لنهر أروند (شط العرب)، يشكل جزءًا من الممر الحديدي الشرقي -الغربي، ويربط العراق بدول وسط آسيا وشرق آسيا.
ويحظى هذا المشروع بأهمية كبيرة نظراً لتسهيل تنقل الزائرين الإيرانيين للعتبات العاليات في العراق والزائرين العراقيين لمشهد المقدسة، ونقل جزء من التجارة البالغة 12 مليار دولار بين إيران والعراق.
هذا المشروع، يُعتبر جزءًا من استراتيجية «دبلوماسية السكك الحديدية» للبلدين، ويمكن أن يحول إيران إلى مركز عبور إقليمي.
حاليًا وفي أشهر أغسطس وسبتمبر 2025، حقق المشروع تقدمًا ملحوظًا، فقد اكتملت إزالة الألغام لمعظم المسار حوالي 4 كيلومترات داخل الأراضي العراقية (بعمق 6 أمتار وعرض 50 مترًا)، وبدأت العمليات التنفيذية في شهر فبراير 2025.
وقّع العراق في فبراير 2025 عقدًا مع شركة «IMATHIA Construcción SL» الإسبانية لبناء 36 كيلومترًا، ووافق مجلس وزراء العراق على المشروع، وبلغ التقدم الفعلي حتى يونيو 2025 حوالي 28٪، مع التركيز على بناء الجسر وحل المشاكل العقارية.
في مايو 2025، زارت وزيرة الطرق الإيرانية العراق للإشراف على التقدم، مؤكدة على أن إزالة الألغام لمعظم المسار تمت بدعم من الحكومة العراقية.
وقام الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للسكك الحديدية ميعاد صالحي، في يوليو 2025، بزيارة حدود شلمجة، وأعلن أن المشروع يسير بسرعة، والهدف هو الانتهاء من بناء الجسر قبل ذكرى الأربعينية في عام 2026، مما سيمكن من تسهيل حركة ملايين الزائرين. هذه التطورات هي جزء من خطة لزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي إلى 25 مليار دولار سنويًا، وتقليل تكاليف النقل بنسبة تصل إلى 20٪.
التحديات والفوائد
تشمل التحديات الرئيسية المشاكل المالية (100 مليون يورو كاستثمار خاص)، والألغام المتبقية، والتنسيق الثنائي. ومع ذلك، فإن الفوائد الاقتصادية كبيرة، مثل: توفير في وقت السفر (من 2-3 ساعات بالحافلة إلى 30-45 دقيقة بالقطار)، خلق فرص عمل في العراق، وتعزيز النقل الإقليمي.
من الناحية الجيوسياسية، يعزز هذا المشروع العلاقات الإيرانية-العراقية ويجعل إيران أكثر مقاومة للعقوبات. كما أنه يزيد من فرص التصدير للبضائع الإيرانية من خلال الاتصال بموانئ البصرة. وعلى الصعيد الديني، فإن تسهيل تنقل الزائرين خلال زيارة الأربعين (ملايين الأشخاص سنويًا) له أهمية ثقافية واجتماعية كبيرة.
رمزٌ للتعاون الإيراني-العراقي
مشروع سكة حديد شلمجة - البصرة، بعد عقود من التأخير، يقترب الآن من مراحله النهاية مع التقدم المحرز في عام 2025 مثل الانتهاء من إزالة الألغام وبدء العمليات.
هذا المشروع لا يعزز فقط التجارة والنقل، بل هو رمز للتعاون الإيراني-العراقي في مواجهة التحديات الإقليمية. ومع استكماله بحلول عام 2026، يمكن لإيران أن تلعب دوراً محورياً في السكك الحديدية في الشرق الأوسط.
