رئيس الجمهورية، مؤكّدا أن الوحدة والتماسك الوطنيین هما أهم عاملين لتذليل العقبات:
لا تستطيع ايّ قوّة دفعنا إلى الاستسلام
أكد رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، على ضرورة الوحدة والتماسك لتقدم البلاد، قائلاً: إذا تحركنا جميعاً بإيمان ويقين خلف القيادة وعلى طريق واحد، فلن يقف أي عائق في وجه الشعب الايراني، وستُحل مشاكل المناطق المحرومة أيضاً من خلال نظرة عادلة ومشاركة شعبية. وصرّح الدكتور بزشكيان في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس، في ختام زيارته لمحافظة أردبيل التي استمرت يوماً واحداً، حول المشاركة الشعبية في بناء المدارس وتغيير أساليب التعليم: الأطفال ثروات ثمينة، كالمناجم، إذا استُخرجت وأُخرجت إلى النور، ستنتج ثروات لا حصر لها.
وأشار رئيس الجمهورية الى أنه «يجب أن يكون التعليم بطريقة بحيث ينجم عنه أكثر من 90% من الطلاب الذين يكونون على إيمان بضرورة بناء الكرامة والاعتزاز بأرضهم وثقافتهم ومجتمعهم. إن أسلوب التعليم ونوع السلوك والمعتقدات التي تُشكّل في المدارس، هي التي تُشكّل مستقبل البلاد. الاستثمار في المدارس يعني بناء مستقبل الأطفال، وإذا ما صُمّم التعليم بشكل صحيح، فإن مستقبلًا مشرقًا وواعدًا ينتظرنا».
أهمية الرعاية الصحية
وأكد الرئيس على أهمية الرعاية الصحية في المحافظة، قائلاً: تم تخصيص ما يقرب من 7 تريليونات تومان من القروض لهذا القطاع لتلبية الاحتياجات الطبية لأهالي المحافظة. بالإضافة إلى هذه الإجراءات، اتُخذت قراراتٌ أيضا في قطاعي الزراعة والصناعة؛ لا سيما فيما يتعلق بتطوير البيوت الزجاجية، حيث سيتم إنشاء بيوت زجاجية بتقنيات متطورة على مساحة 300 هكتار فقط من أصل 500 هكتار.
وأضاف: تعهد المستثمرون بتشغيل مشاريع البيوت الزجاجية هذه في غضون ثلاث إلى خمس سنوات بتكلفة تقارب 21 تريليون تومان. كما اتُخذت قرارات دعم ومساندة لتفادي الخسائر التي تتكبدها الصناعات والمصانع نتيجة انقطاع الكهرباء والغاز.
توقيع 36 إلى 38 مشروعا خاصا
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أن إجمالي الاتفاقيات والموافقات لهذه الزيارة يبلغ حوالي 80 تريليون تومان، وتشمل مجالات مختلفة كالمياه والكهرباء والطرق والرعاية الصحية والعلاج والتنمية الزراعية. وفي هذا الإطار، تم توقيع 36 إلى 38 مشروعا خاصا، وسيبدأ تنفيذها.
ولفت الرئيس بزشكيان إلى أنه على الرغم من جميع الضغوط، أعتقد أنه بمساعدة الشعب ودعم الله وقيادة قائد الثورة الاسلامية، بالإضافة إلى معرفة وقدرة نخبة البلاد، يمكننا التغلب على المشكلات بقوة وتمهيد الطريق للتنمية.
دور الإعلام الوطني في تعزيز ثقافة الوحدة والتماسك
وأضاف الرئيس بزشكيان قائلاً: يمكن للمساجد أن تضطلع بمسؤولية كبيرة، وبصفتها مؤسسات اجتماعية، تلعب دورًا هاما في دعم الناس. من وجهة نظر الحكومة، فإن أي إجراء من شأنه مساعدة المساجد في هذا الاتجاه مدرج على جدول الأعمال. يجب ألا نسمح للمجتمع بالوصول إلى مرحلة تتحول فيها القضايا الصغيرة العالقة إلى مشاكل اجتماعية كبيرة، فتضطر الحكومة في النهاية إلى التدخل؛ بل يجب إدارة القضايا من مستوى المنزل والحي والمنطقة.
وأشار الدكتور بزشكيان إلى دور الإعلام الوطني في تعزيز ثقافة الوحدة والتماسك، قائلاً: يمكن للإعلام الوطني أن يُسهم بشكل كبير في تعزيز ثقافة الوحدة والتماسك والمشاركة والتضامن. عادةً، لا ينبغي للمرء أن يسعى إلى البحث عن العيوب وإيجادها، بل الواجب هو ذكر الإيجابيات، وإبرازها، وسد الثغرات، لا كشفها أو تعميقها.
وأكد الرئيس على ضرورة التلاحم الوطني، قائلاً: إذا شاركنا الشعب مشاكلنا ونقائصنا بصدق، فسيواصلون الوقوف إلى جانبنا، كما وقفوا إلى جانبنا في الماضي. واجبنا هو التعامل مع جميع الناس على أساس العدالة، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو المنطقة أو المعتقد.
يجب ان نقدر مواردنا حق قدرها
واكد الرئيس بزشكيان في اجتماع مجلس التخطيط والتنمية بمحافظة اردبيل (شمال غرب)، أمس الأول، ان الشعب الذي يقرر معا ويخطط بشكل صحيح ومن اجل شموخ البلاد ورفعتها، فانه لا احد يستطيع دفعه الى الاستسلام.
وقال: ان اي قوة في العالم لا تستطيع الطمع في بلادنا، ودفعنا الى الاستسلام ان اتخذنا معا القرار من اجل شموخ البلاد وعزتها وتصرفنا بشكل صحيح. واضاف: ان الخطوة الاولى تتمثل في المعرفة، فيجب معرفة قدراتنا ونعلم الى اين نريد ان نتحرك، موضحا: ان الاقتصاد يرد على هذه الاسئلة وماذا يجب ان ننتج وبأي جودة واي نسبة وكمية ننتج.
واوضح انه يجب ان نقدر مواردنا حق قدرها، كما يجب الافادة من الخبرات الدولية. مضيفا: يجب ان ننجز دراسات علمية ومن ثم نقرّر ما هي أفضل الاساليب الممكن اتباعها.
المدرسة والجامعة، تصنعان مستقبل البلاد
كما قال رئيس الجمهورية في اجتماع تنمية العدالة التعليمية بمحافظة اردبيل، أمس الأول، ان ابناء ايران يحظون بقيمة كبيرة، ويتعين علينا تعزيز وتنمية قدراتهم وطاقاتهم . واضاف: استطعنا تحويل طاقات الشباب الى فعل وتطبيق، فان البلاد ستكون بافضل احوالها. وشدّد بالقول: ان الشيء المهم يكمن في التربية والتعليم، لان هؤلاء الشبان والاناس هم الذين يصنعون مستقبل البلاد.
واكد ان المدرسة الابتدائية والثانوية والجامعة هي المواقع التي تصنع مستقبل البلاد وثقافتنا وتعهدنا وقناعاتنا. وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة النهوض بجودة التعليم، وقال: ان المعلمين يجب أن يغيروا نظرتهم، موضحا: ان العالم يتغير، ويتعين علينا تغيير تعليمنا.
الاقتصاد والتنمية لا يجب ان يعتمدا على النفط
كما صرّح رئيس الجمهورية في جلسة امام المستثمرين ورجال الاعمال بمحافظة اردبيل، أمس الأول: ان اقتصاد البلاد وتنميتها لا يجب أن يعتمدا على مبيعات النفط وحدها، بل أن عرفنا قدراتنا وطاقاتنا، فبوسعنا انجاز اعمال ضخمة للغاية. واضاف: ان المستثمرين والمنتجين يضطلعون بدور مهم في تنمية البلاد وتقدمها مؤكدا استعداد الحكومة للتعاون في هذا المجال.
واضاف: منحنا المحافظين صلاحيات ليتّخذوا القرارات، وتم تشكيل مجموعات عمل تضم النخبة والاساتذة والمنتجين، ونؤمن أن بامكانكم القيام باعمال كبيرة في المحافظات.
و يحضر القمّة الطارئة في الدوحة
على صعيد آخر، يشارك الرئيس بزشكيان في القمّة المقبلة لقادة الدول الإسلامية والعربية، المزمع عقدها عقب العدوان الصهيوني على قطر. وسيتوجه رئيس الجمهورية إلى قطر لحضور القمة الطارئة لقادة الدول الإسلامية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، لإدانة جرائم الكيان الصهيوني، وبحث اتخاذ إجراءات لوقف اعتداءات الكيان الصهيوني على الدول الاسلامية.
