من ميدان السبعين وعلى طريق القدس
تشييع جماهيري ضخم لرئيس الحكومة اليمنية ورفاقه الشهداء
تحت عنوان «شهداء الفتح الموعود» شيّع اليمنيون في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء كوكبة من الشهداء على طريق القدس، وعلى رأسهم رئيس الوزراء اليمني أحمد غالب الرهوي، وعدد من الوزراء والمسؤولين الذين ارتقوا جراء اغتيالهم بغارات صهيونية.
مراسم التشييع الرسمية والشعبية المهيبة شاركت فيها حشود غفيرة، وأدت مراسم الصلاة في جامع الشعب، فيما ألقى مفتي الديار اليمنية السيد شمس الدين شرف الدين كلمة استذكر فيها مواقف الوزراء الشهداء. كما ألقى القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح كلمة أكد فيها أن جريمة اغتيال رئيس الوزراء وعدد من الوزراء لن تنجح في زعزعة أركان الدولة اليمنية، وستكون دماؤهم وقوداً لمزيد من الإصرار والعمل، في مواجهة ما وصفه بمخطط العدوان الفاشل.
اليمن مستمر في نصرة الحق ودعم المظلومين
وأكد العلامة الشيخ محمد مفتاح، خلال مراسم تشييع رئيس مجلس الوزراء اليمني ورفاقه من الوزراء في جامع الشعب بالعاصمة صنعاء، موقف اليمن البطولي في نصرة الحق ودعم المظلومين، مشيدًا بتضحيات رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة الذين استشهدوا في أداء واجبهم الوطني.
وقال مفتاح :«إن الشهداء قدموا أرواحهم طواعية، وهم فخورون بموقفهم»، مؤكداً أن: «الحكومة كانت حاضرة بينهم، والشعب اليمني أحاطهم بالمساندة والتقدير في أثناء أداء مهامهم». كما أشار إلى أن «الجهود الحكومية، خلال العام الماضي، شملت إعادة هيكلة الجهاز الحكومي وإعداد قاعدة إحصائية دقيقة لمقدرات الدولة، على الرغم من ظروف العدوان الشامل على مرافق البلد كافة من اقتصاد واتصالات وكهرباء ونفط». وأضاف: أن «القوات الأمنية والجيش اليمني أثبتا قدرتهما على حماية المواطنين، مع استمرار عمل الموانئ وتدفق السلع الأساسية من دون أي أزمة، ما يعكس استقرار الوضع الأمني والتمويني والإداري في البلاد على الرغم من محاولات العدو الأميركي والصهيوني ومرتزقته لتعطيل الحياة اليومية».
وأكد مفتاح أن «الحكومة اليمنية تمثل دولة مؤسسات حقيقية، ودماء الشهداء تمنحها قوة معنوية وحافزاً لمواصلة العمل والتصدي للعدوان»، مشدداً على وحدة مؤسسات الدولة كلها في مواجهة التحديات. وختم القائم بأعمال رئيس الوزراء بالدعاء للشهداء بالرحمة والمقام الرفيع، وللشعب اليمني والمضطهدين في فلسطين بالنصر والتمكين، مؤكداً ثبات اليمن وإرادتها في الدفاع عن الحق والكرامة.
نصرة فلسطين من أهم المسؤوليات
في السياق ذاته، أكد قائد حركة أنصار الله، سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن استشهاد رئيس حكومة التغيير والبناء أحمد الرهوي وعدد من الوزراء في غارة «إسرائيلية» «لن يؤدي إلى تراجع موقف اليمن الرسمي والشعبي، بل سيزيده ثباتًا وصمودًا في نصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة العدو الصهيوني».
وفي كلمة له لمناسبة استشهاد رئيس حكومة التغيير والبناء أحمد الرهوي وعدد من الوزراء، شدد السيد الحوثي على أن «ما ارتكبه العدو الصهيوني جريمة جديدة تُضاف إلى سجله الإجرامي، فهو يقتل المدنيين والأطفال والنساء، ويستهدف حتى الوزراء العاملين في المجالات المدنية»، مؤكدًا أن «هذا العدو المتوحش يشكل خطرًا على الأمة كلها ولا يلتزم بأي ضوابط أو مواثيق».
وقال السيد الحوثي إن: «التضحية في سبيل الله وشرف الجهاد لن تضعف موقف اليمن، بل تمنحه مزيدًا من اليقين والثبات»، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني «وطن نفسه منذ البداية على تقديم التضحيات باعتبار نصرة فلسطين من أهم المسؤوليات الدينية والإنسانية والأخلاقية». وأضاف أن «المخطط الصهيوني يقوم على استعباد الأمة واستباحتها، وهو ما لا يمكن ليمن الإيمان أن يقبل به أبدًا»، لافتًا إلى أن «المعركة التي يخوضها الشعب اليمني اليوم هي أقدس معركة، وكل ما يُقدَّم فيها من دماء وتضحيات هو فوز حقيقي عند الله».
وفي حديثه عن مسارات المواجهة، أوضح السيد الحوثي أن «المعركة مع العدو الصهيوني شاملة، عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وإعلامية»، مؤكدًا أن «العمليات العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيّرة والحظر البحري مستمرة وبوتيرة تصاعدية، فيما تواصل الأجهزة الأمنية تحصين الجبهة الداخلية وكشف محاولات الاختراق والخيانة».
وأكد أن الأجهزة الأمنية في مهمتها العظيمة الجهادية تحصن الجبهة الداخلية من الاختراق، معتبرًا أن «من يعمل لخدمة العدو الصهيوني ومخططاته ويسعى لتمكينه من تنفيذ جرائم بحق هذا الشعب لا يمكن أن يقف معه ولا أن يسانده إلا خائن مثله».
وقال: «الأيام القادمة ستشهد نجاحات إضافية لها أهمية كبيرة في إفشال العدو الصهيوني فيما يسعى له من تنفيذ جرائم ضد شعبنا العزيز سواء لمؤسساته الرسمية أو للأوساط الشعبية».
وأشار إلى أن الشعب اليمني «يخوض معركته بروح إيمانية عالية، ويتحرك في مسيرات مليونية ووقفات شعبية وأنشطة طلابية ونسوية واسعة لا مثيل لها، نصرة لفلسطين».
وأضاف أن «هذا الشعب الصابر الثابت يواجه كل التحديات بصبر واستبسال، ولا يتراجع عن موقفه الإيماني المبدئي، مهما كانت التضحيات»، مؤكدًا أن «الموقف اليمني هو موقف راسخ يستند إلى القرآن الكريم، ويرفض الخنوع والاستكانة، ويثبت الانتماء الإيماني الأصيل».
وفي ختام كلمته، دعا السيد الحوثي بالرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والفرج للأسرى، مشددًا على أن «الموقف اليمني يبيض الوجه في الدنيا والآخرة، وهو موقف قوة وعزة وإيمان في مواجهة العدو الصهيوني حتى تحقيق النصر للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية».
إستمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية
من جانب آخر، أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن القوة البحرية التابعة لها استهدفتْ ناقلة نفط تابعة للكيان الصهيوني في البحرِ الأحمر، بواسطة صاروخٍ باليستي، مؤكدة إصابتها إصابة مباشرة.
وقالت القوات المسلحة اليمنية، في بيان عسكري تلاه المتحدث الرسمي باسمها العميد الركن يحيى سريع، صباح يوم الاثنين الأول من أيلول 2025: انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديهِ الأعزاءِ، ورداً على جرائمِ الإبادةِ الجماعيةِ وجرائمِ التجويعِ التي يقترفُها العدوُّ الصهيونيُّ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة، وتأكيدًا على استمرارِ حظرِ حركةِ الملاحةِ البحريةِ للعدوِّ الصهيوني في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ. نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكرية استهدفتْ سفينةَ (SCARLET RAY) النفطيةَ «الإسرائيليةَ» شماليَّ البحرِ الأحمر، وذلك بصاروخٍ باليستي. وأكد البيان أن «العملية أدتِ إلى إصابةِ السفينةِ بشكلٍ مباشرٍ بفضلِ الله».
وأعلنت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ في بيانها استمرارَها في نصرةِ الشعبِ الفلسطينيِّ من خلالِ منعِ الملاحةِ «الإسرائيليةِ» أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ وكذلكَ في تنفيذِ المزيدِ من العملياتِ العسكريةِ على أهدافِ العدوِّ الصهيوني في فلسطينَ المحتلةِ.
وشددت القوات المسلحة اليمنية على نَّ هذه العملياتِ لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.
