تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
تأسيس كراسٍ بحثية دولية لحكمة فنه
تكريم الأستاذ فرشجيان.. حين يصبح الفن خارطة طريق للثقافة
الفن الذي يفهمه الجميع
كان أول المتحدثين الدكتور بهمن نامور مطلق، الرئيس السابق لأكاديمية الفنون وجامعة الأستاذ فرشجيان، الذي وصف الإنسان بأنه كائن يصنع المفاهيم، وقال إن الأستاذ فرشجيان ظاهرة فنية نادرة لا تتكرر إلا بعد قرون. وأكد أن أعماله تجمع بين الوحدة والتنوع، وتخاطب النخبة والعامة على حد سواء. كما أشار إلى أمنيتين لم تتحققا للراحل: إعادة منهج التعليم التقليدي في مدرسة الفنون الجميلة بأصفهان، وترسيخ نموذج الأستاذ-التلميذ في جامعته الخاصة، وهو ما لم يُنفذ رغم جهوده.
الفن الذي يُرى بالقلب
وصف حجة الإسلام خسروبناه، أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية، الأستاذ فرشجيان بأنه من نوابغ الحضارة، قائلا إن غيابه خسارة كبيرة. وأكد أن فنه يُمثل تجلياً للإيمان في الإبداع، وأنه لا يُشاهد بالعين فقط بل يُدرك بالقلب. واعتبر حجة الإسلام خسروبناه أن فن الأستاذ فرشجيان يتجاوز حدود الجماليات البصرية، ليصبح نموذجاً حضارياً للفنان المسلم في العصر الحديث، ومرآةً لحوكمة ثقافية ترتكز على الأصالة والمعرفة. وأكد أن لوحات مثل «عاشوراء» و«ضامن الغزال» ليست مجرد أعمال فنية، بل رسائل روحية تعبّر عن حب عميق لأهل البيت(ع)، وتجسيد حيّ للعرفان الإسلامي. وفي إطار الحفاظ على هذا الإرث، دعا إلى تأسيس كراسٍ بحثية دولية لحكمة الفن في الجامعات العالمية، بهدف دراسة الفن الإيراني-الإسلامي من منظور فلسفي وعلمي. كما اقترح إنشاء «خزانة وطنية ذكية» لحفظ أعمال الأستاذ فرشجيان رقمياً وتحليلها، حمايةً لها من التحريف، وتكريساً لقيمتها الثقافية.
الروح التي بقيت وفية لإيران
في ختام الحفل، تحدث محمد رضا فرشجيان، ابن شقيق الفنان، مؤكداً أن الراحل عاش 45 عاماً في أمريكا دون أن يحمل جواز سفر أمريكي، بل ظل يحمل جوازه الإيراني فقط، تعبيراً عن وفائه لوطنه. كما أُعلن عن إعادة افتتاح متحف الأستاذ فرشجيان في مجمع سعدآباد الثقافي والتاريخي ابتداءً من أمس الثلاثاء 26 أغسطس، ليكون محطة دائمة لعشاق فنه.
