الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثمانمائة واثنان وأربعون - ١٦ أغسطس ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثمانمائة واثنان وأربعون - ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ - الصفحة ۲

لاريجاني، مُؤكّداً أن إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول:

قرار المقاومة ينبع من إرادة شعبية ناضجة وواعية

/ أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، أنّ المقاومة رأس مال استراتيجي للمنطقة، مشدداً على أنّ إيران ستردّ بقوّة على أيّ عدوان، ولا تفاوض بظلّ منطق «السلام بالقوّة» الأميركي.
وأكّد لاريجاني، في مقابلة أجرتها معه قناة الميادين مساء أمس الأول، على هامش زيارته إلى لبنان المحطة الثانية في إطار جولة شملت كل من بغداد وبيروت، استعداد إيران دائماً للردِّ بقوةٍ على أيِّ هجومٍ من كيان الاحتلال، لافتاً إلى أنّ «إسرائيل لن تترك المنطقةَ تستقرّ. نتنياهو مادام موجوداً على سُدّة الحكم، لن يدع الأمور تستقرُّ حتى في فلسطين».
وأضاف لاريجاني أنّ «نتنياهو شخص شرير ولن يدع الأمور تستقرّ. ففي لبنان تشاهدونَه كلَّ يومٍ يستهدِفُ مكاناً، وفي الدوِل الأخرى كذلك، هو يُزعِج الدول دائماً، رأينا ما فعلَه في سوريا، هذا التخبّطُ الأمنيُّ الذي يُحدِثُه في الدولِ غيرُ مقبول».
نتنياهو يفتعل الأزمات لمصالحه الشخصية
ولفت في ردّ له على «تهديد نتنياهو بأنّه مستعدّ لتوجيه ضربة أخرى لإيران»، إلى أنّ نتنياهو مادامَ موجوداً لن يكون هناك استقرار وأمن وهذه مشكلةٌ بالطبع، مضيفاً: «هو يفتعل الأزمات لمصالحه الشخصية».
وتطرق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي إلى العدوان الصهيوني على إيران، مذكراً بالهدف الصهيوني وهو إسقاط النظام في الجمهورية الإسلامية، مشيراً إلى أنّهم «خطَّطوا لهذا الأمرِ منذ 14 عاماً ولم يوفَّقوا، وكان مخطَّطُهم أن يُثيروا الفتنةَ في الجمهورية وأن ينزل الناس إلى الشوارعِ وهذا ما صرّح به نتنياهو عدةَ مرات».
وأضاف لاريجاني أنّ رئيس حكومة الاحتلال، كان يظن أن دول المنطقة أيضاً ستدعمه لأنّ لديها بعضَ المشاكلِ مع الجمهوريةِ الإسلامية ولكن لم يحدث هذا، لافتاً إلى أنّ «كلّ الدول الإسلامية رغم بعض المشاكل الموجودة، اجتمعت ودعمت الجمهورية».
المقاومة خيارٌ استراتيجي للمنطقة
وأكد لاريجاني أنّ إيران كانت ولا تزال إلى جانبه في مختلف الظروف، وهي لطالما دافعت عن لبنان وعن مقاومته، التي يراها «رأسمالاً استراتيجياً» ليس للبنان فحسب، بل لسائر شعوب المنطقة التي تواجه التحديات. وشدد على أنّ التعدد في وجهات النظر داخل لبنان أمرٌ طبيعي؛ لكن ما يجب التأكيد عليه هو احترام من يضحّون دفاعاً عن أوطانهم، معتبراً أنّ المقاومة تمثّل موقعاً متقدّماً ومُشرّفاً، وأنّ دعمها واجب أخلاقي وإنساني.
وقال: إنّ إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، بل تكتفي بتقديم المشورة عند الحاجة، انطلاقاً من إيمانها بأنّ قرار المقاومة ينبع من إرادة شعبية ناضجة وواعية، قادرة على اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية بلدها.
وشدّد لاريجاني، على أنّ المقاومة ليست حِكراً على طائفة أو مذهب، مؤكداً أنّها خيارٌ جامع يتجاوز الانتماءات، وقال: «الحقيقةُ أن موضوع المقاومة لا ينحصر بالشيعة أو السنّة، المقاومة هي للجميع، والمقاومة ليست طائفية». وذكّر بأنّها شملت كلّ المكوّنات اللبنانية، مستشهداً بأنّه «عندما استُشهد سماحة السيد حسن نصرالله، رأينا مشاركة الجميع. إذاً، المقاومة ليست للمسلمين فقط، فالمسيحيون شاركوا أيضاً في المقاومة».
ولفت إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم حركات المقاومة من دون النظر إلى خلفيتها المذهبية، مشيراً إلى دعم طهران لحركة حماس «المقاومة السنية»، وحزب الله «المقاومة الشيعية»، ما يثبت أن موقف إيران ليس طائفياً، وأن من يُشكّك في هذا الأمر «لم يفهم خيارات الجمهورية الإسلامية»، مؤكداً أن «بإمكانه التعرّف على الحقائق ميدانياً».
وفي ما يتعلّق بدور إيران في دعم حركات المقاومة في المنطقة، قال لاريجاني: إنّ طهران لا تغيّر مواقفها بحسب الظروف، مضيفاً: «نحن نعتقد أن المقاومة رأسُ مالٍ كبيرٌ للأمة الإسلامية، وفي أي دولةٍ توجد، علينا أن نساعدها، لكنّنا لا نتخذ ذلك أرضيةً للتدخل».
لا نتدخّل في الشؤون الداخلية للدول
وفي ما يخصّ النقاش حول السلاح مع رئيسَي الجمهورية والحكومة، أوضح لاريجاني للميادين، أن طهران نقلت وجهة نظرها من المقاومة بشكل عام، مشدداً على أن إيران لا تتدخل في شؤون الدول. وأكد أن الدول هي التي تقرر وفق رؤيتها وبعد استشارة مختلف الأطياف، مضيفاً: «نحن لا نخفي وجهة نظرنا ونقولها بشكل صريح، لكن لا نريد أن يحدث أي سوء تفاهم». وأشار إلى أن هناك أطرافاً قد تستغل بعض التصريحات بشكل مغرض، قائلاً: «بعض الشياطين في السياسة قد يختبئون خلف الأشخاص ويطلقون مفاهيم مغرضة».
وفي ردّه على سؤال حول انطباعه الشخصي عن الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، قال لاريجاني: «كل دولة تنتخب رؤساءها ومسؤوليها وفقاً لمزاجها، وعلينا أن نتأقلم ونتعامل مع كل الشخصيات المختلفة». وأضاف: أنّه «لا نتوقع أن يكون الجميع مثلنا، ولكن في المجتمع الدولي يجب أن نجد سبل التعاون، وأن نتحاور ونتعامل مع مختلف التوجّهات، وهذا هو جوهر العمل الدبلوماسي».
الرئيس بري رجل المرحلة الصعبة 
لاريجاني، وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بأنه «من الرجال السياسيين العظماء في لبنان والعالم العربي»، مؤكداً أنه يتمتّع بـ«نبوغ سياسي وباع طويل وتجارب كبيرة»، وقال: إنه «من العناصر الأساسية في موضوع المقاومة، ويعلم جيداً كيف يتصرّف في كل الظروف». وأشار إلى أن اللقاء مع بري تخلّله تبادل لوجهات النظر، مضيفاً: «سمعنا وجهة نظره التي تنم عن معرفة شاملة وعميقة، ورأينا أن ما قاله دولتُه يفتح الباب للمضي قُدُماً نحو حلّ الأمور في لبنان».
ولفت لاريجاني إلى أن الرئيس بري قدّم مجموعة من المقترحات المتعلقة بأوضاع المنطقة، وخصوصاً بشأن التعاون بين الدول الإسلامية لحل بعض القضايا الصعبة سواء في لبنان أو غيره من الدول، موضحاً أن «هذه النصائح كان يقدّمها دائماً، وقد استفدت من وجهات نظره واستشارته».
التطورات في سوريا فاجأت الجميع
وفي حديث صريح حول تطورات المشهد السوري، كشف لاريجاني أن زيارته إلى دمشق قبيل سقوط النظام كانت بدعوة من الرئيس بشار الأسد لبحث قضية محددة، ولم تكن مبنية على أي اعتقاد بانهيار وشيك للدولة السورية. وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان يتوقع عند لقائه الأسد آنذاك أن تكون تلك اللحظات الأخيرة لحكمه أو لحكم حزب البعث، قال لاريجاني: «أنا لا أعتقد أنّ حتى من هاجموا سوريا ودخلوا إليها كانوا يظنون أنهم قادرون على إسقاط النظام السوري، ما حدث كان مختلفاً تماماً».
وأوضح أن الأحداث تسارعت بشكل كبير في تلك الفترة، واعتبر أن «الوضع في سوريا الآن مشوّش وغير واضح، وهو ليس الوضع الذي نرغب به»، لافتاً إلى التدخل الصهيوني المتزايد، والذي وصفه بأنه «سلوك لا نحبّذه في سوريا». وأكّد على أن «هناك احتمالاً منطقياً لعودة العلاقات إذا تغيّرت الأمور في المستقبل، وحينها يمكن أن تكون هناك علاقات».
مصر دولة مهمة في المنطقة 
وبشأن التقارب والزيارات بين طهران والقاهرة، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، أن التواصل مع مصر قائم بشكل دائم، ولا توجد من جانب طهران أي مشكلة تحول دون تطوير العلاقات، مضيفاً أن «المحادثات مع الإخوة في مصر مستمرة، والعلاقة جيدة ومفيدة». وأكد لاريجاني، أن العلاقة بين طهران والرياض بدأت بداية جيدة بعد اتفاق استئناف العلاقات الذي رعته الصين، مشدداً على ضرورة تعميق هذه العلاقة رغم وجود اختلافات في بعض الملفات.
قائد الثورة قلب المعادلة 
كذلك، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: إن قائد الثورة الاسلامية لعب دوراً محورياً في الحرب المفروضة لمدة 12 يوماً، مؤكداً أنه «قلب موازين المواجهة». وأشار لاريجاني إلى أن قائد الثورة بالرغم من استهداف واغتيال عدد كبير من القيادات الإيرانية في بداية الحرب، تمكن بسرعة من تعويض تلك الخسائر خلال ساعات معدودة، مضيفاً أن خطابه للشعب الإيراني وضّح أهمية المرحلة وطبيعة المواجهة، وكان هدوؤه الحازم والمطمئن عاملاً مهماً في تغيير المعادلة. وأضاف لاريجاني: إن الرد الحازم على تهديدات الأميركيين بعدم الاستسلام، كان من خلال توجيهاته التي أعطت القوة للجيش الإيراني للرد بقوة وشجاعة، مشيراً إلى أن إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية تم بدعم كامل من القيادة العليا.
زيارة مرقد الشهيد السيد
حسن نصرالله
كما زار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، مساء الأربعاء، مرقد سيد شهداء الأمة، الشهيد السيد حسن نصر الله، وذلك في إطار زيارته إلى لبنان.
وأكد لاريجاني، خلال هذه الزيارة، أن الشهيد السيد حسن نصر الله كان رجلًا عظيمًا ورأس مال كبيرًا للعالم الإسلامي أجمع، وشدّد على أن حزب الله مفخرة ومدعاة للكرامة والعزّة.  وشهدت الزيارة استقبالًا شعبيًا واسعًا، حيث توافد المئات من المواطنين لإظهار دعمهم وترحيبهم بالضيف الإيراني.
العلاقات بين إيران ولبنان ضاربة في التاريخ
وخلال لقاءاته في بيروت مع الرئيس جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية من مختلف الطوائف، شدد لاريجاني على أنّ «موقف إيران من لبنان واضح وثابت، وأنّ العلاقات بين البلدين ضاربة في التاريخ». كما لفت إلى أنّ الغضب الأميركي من مواقف الجمهورية الإسلامية يعود إلى اختلاف جذري في الرؤى بشأن أمن المنطقة،وأضاف لاريجاني أنّ إيران ترى أنّ الأمن الحقيقي في المنطقة يقوم على احترام سيادة الدول واستقلالها وقوّتها الداخلية، وليس من خلال الخضوع لإملاءات خارجية، لافتاً إلى أنّ الغضب الأميركي في هذا السياق أمرٌ غير مستغرَب.

 

البحث
الأرشيف التاريخي