وسط مخاوف أوكرانية..
الصين تدعم الجهود الرامية لحل الأزمة في أوكرانيا سلمياً
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في إيجاز صحفي، الثلاثاء، إن بلاده تدعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية للأزمة في أوكرانيا.
وأضاف المتحدث في تعليقه على المباحثات المقبلة في ألاسكا بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة: تدعم الصين جميع الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، ويسرنا أن نلاحظ استمرار الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة، وتحسن علاقاتهما، ودفع عملية التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية إلى الأمام.
ووفقاً له، يتوقع الجانب الصيني أيضاً أن تتمكن جميع الأطراف المهتمة من الانضمام إلى عملية التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد وملزم. وتابع المتحدث الصيني القول: نأمل أن تتمكن جميع الأطراف المعنية من الانضمام إلى عملية مفاوضات السلام في الوقت المناسب والتوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق سلام عادل وطويل الأمد وملزم يقبله جميع أطراف الصراع.
هذا وحظي الرئيس الأوكراني بدعم من قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «الناتو»، مع تصاعد الاستعدادات لقمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين المقررة يوم الجمعة المقبل في ولاية ألاسكا، ستتناول الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات في أوكرانيا. وتخشى كييف أن يسفر اللقاء الثنائي بين ترامب وبوتين عن محاولة لفرض شروط لإنهاء الحرب من دون إشراكها بشكل مباشر، بما قد يضعها تحت ضغط للتخلي عن مزيد من الأراضي لصالح روسيا.
وكان ترامب قد أعلن الجمعة الماضية عزمه عقد القمة في 15 أغسطس/آب مع بوتين، مشيراً إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن تبادل بعض الأراضي بما فيه صالح الجانبين، وهو ما أثار قلق كييف وحلفائها الأوروبيين. ورغم تأكيد السفير الأميركي لدى حلف الناتو، ماثيو ويتيكر، أن زيلينسكي قد يحضر القمة الأميركية - الروسية، فإن الترتيبات الجارية تركز على اجتماع ثنائي بين ترامب وبوتين فقط.
اجتماع طارئ لبحث الخطوات التالية
من جهة أخرى، شدد قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في بيان مشترك على أن أي حل دبلوماسي يجب أن يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها للضغط على روسيا للتفاوض بجدية، مؤكدة أن أي اتفاق أميركي - روسي يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وأعلنت كالاس أن وزراء خارجية الاتحاد سيعقدون اجتماعا طارئاً لبحث الخطوات التالية.
حملة تشهير متعددة المكونات ضد روسيا
الى ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن النخب الأوروبية تحتاج إلى «عدو» في شخص روسيا، في ظل أزمة اجتماعية واقتصادية حادة، لتلقي اللوم عليه في إخفاقاتها.
وأضافت زاخاروفا، في مقابلة مع مجلة «إكسبيرت»: لتبرير العدوانية الفائقة في الخطاب وتصريف السلبية المتراكمة في المجتمع، تم إطلاق حملة تشهير متعددة المكونات ضد روسيا، وتغذيتها بالاستفزازات المستمرة والتزوير والأكاذيب الصريحة، وفي ظل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الحادة التي تعصف بدول الاتحاد، تحتاج النخب الأوروبية الحالية بشدة إلى «عدو» تستطيع أن تلقي عليه اللوم في كل مشاكلها وتتجاهل إخفاقاتها.
ووفقا لها، لا تزال العواصم الأوروبية الأطلسية تحلم بإلحاق «هزيمة استراتيجية» بروسيا، وهي مستعدة لفعل أي شيء لتحقيق هذه الفكرة المهوسة. وتابعت زاخاروفا القول: إن الغرب قام بنفسه بخلق ورعاية وتغذية نظام كييف النازي الجديد، الذي كان ولا يزال يعاني من هوس تدمير كل شيء روسي. لقد فشلت الحرب الخاطفة ضد روسيا، وكذلك فشلت العقوبات، ولا يمكن لضخ الأسلحة إلى نظام كييف أن يغير الوضع على الجبهة. لكن رغم ذلك تستمر محاولات فرض مقولات معادية لروسيا وكارهة لها في رؤوس الناس في جميع أنحاء العالم. ونوهت زاخاروفا بأن النخب الغربية، دأبت على غرس هذه الفكرة والترويج لها هناك على مدى قرون، من صحف القرن التاسع عشر، إلى الدعاية المسعورة المعادية للسوفييت وسينما هوليوود في القرن العشرين، إلى الحملات الكاذبة والاستفزازات «المحتملة» في الألفية الجديدة، واليوم نشهد ذروة هذه المساعي المعادية لروسيا.
تصعيد أوكراني كبير
ميدانياً، قال روديون ميروشنيك سفير الخارجية الروسية المفوض لشؤون جرائم نظام كييف: إن القوات الأوكرانية زادت خلال الأسبوع الماضي، قصفها للمناطق الروسية 3 مرات تقريبا. ويرى السفير أن هذه التصعيد الأوكراني الكبير، جاء على خلفية اقتراب انعقاد القمة الروسية الأمريكية وفي خضم الاستعدادات لها.
وقال: تمثل رد فعل أوكرانيا، على الأنباء حول الاستعدادات لقمة روسيا والولايات المتحدة، في زيادة حادة في عدد قصف المناطق المأهولة بالسكان والأهداف المدنية داخل الأراضي الروسية.
وأشار ميروشنيك إلى أن أكثر الأهداف المدنية التي تعرضت للهجوم من قبل القوات الأوكرانية الأسبوع الماضي، كانت في مقاطعات بيلغورود وكورسك وخيرسون، ونتيجة للقصف الأوكراني، أصيب خلال الأسبوع الماضي 105 أشخاص، بينهم 6 أطفال، كما قتل 22 شخصا.
وكان الكرملين والبيت الأبيض قد أعلنا ليل السبت عن التحضير للقاء بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في ألاسكا يوم 15 أغسطس. وبحسب مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، سيركز الطرفان على مناقشة سبل التسوية طويلة الأمد للنزاع الأوكراني.
