عراقجي، كاشفاً أن إيران تدرس الزمان والمكان والضمانات المطلوبة لذلك:
الجانب الأمريكي يكثّف رسائله لاستئناف المفاوضات
/ صرّح وزير الخارجية سيد عباس عراقجي، في معرض إشارته إلى تكثيف واشنطن لرسائلها بشأن المفاوضات مع البلاد، بأن «رسائل متعددة وصلت من الجانب الأمريكي لاستئناف المفاوضات»؛ مؤكداً أن «إيران تدرس الزمان والمكان والشكل والضمانات المطلوبة لذلك، وليست في عجلة من أمرها للدخول في مفاوضات غير مدروسة».
في السياق، أكد وزير الخارجية في منشور له على حسابه الرسمي على إنستغرام حول لقائه مع السفراء والممثلين الأجانب المقيمين في طهران: إن إيران لن تقبل بأي إتفاق لا يتضمن الاعتراف بحقّها في تخصيب اليورانيوم، مشددًا على أن وزارة الخارجية، جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة، لن تألو جهدًا في سبيل الدفاع عن الحقوق المشروعة والقانونية للشعب الإيراني المقاوم.
وأضاف عراقجي أنه قام خلال اللقاء بتوضيح المواقف المبدئية والحاسمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه العدوان الأخير الذي شنّه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على بلادنا. وأضاف: «وزارة الخارجية، بالتوازي مع القوات المسلحة، وبالاعتماد على الإرادة الراسخة للشعب الإيراني العظيم، لن تدّخر أي جهد في سبيل نيل الحقوق المشروعة والقانونية للإيرانيين الشامخين والصامدين».
احترام حقوق الشعب الإيراني في المجال النووي
وفيما يتعلق بالمفاوضات، قال عراقجي: «في أي حل تفاوضي، يجب احترام حقوق الشعب الإيراني في المجال النووي، بما في ذلك حق التخصيب. نحن لن نقبل بأي اتفاق لا يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم. لقد قدمنا تضحيات كبيرة من أجل التخصيب، وقد فُرضت علينا الحرب بسببه. وإذا ما جرت مفاوضات، فإن موضوعها سيكون الملف النووي فقط، مقابل رفع العقوبات، ولن تكون هناك أي ملفات أخرى محل تفاوض».
وشدّد بالقول: «إيران ستُبقي على قدراتها العسكرية والدفاعية في جميع الظروف، وهذه القدرات دفاعية الطابع، وليست محل تفاوض بأي شكل من الأشكال».
طبيعة الضمانات التي تريدها إيران
وفي تصريح صحفي على هامش لقائه مع سفراء وممثلي الدول الأجنبية، تطرق عراقجي إلى طبيعة الضمان أو الطمأنة الذي تريده إيران لكي تعود إلى طاولة المفاوضات، وهل تلقّت إشارات من الطرف المقابل، قائلاً: لقد واجهنا خلال التفاوض تحولاً باتجاه الخيار العسكري، وهذا كان خيانة للدبلوماسية، وليس لإيران فحسب، وإذا كان الطرف الآخر اليوم مصرًا على العودة إلى التفاوض -كما تدل الرسائل العديدة التي وصلتنا- فمن الطبيعي أن نطمئن بأن مثل هذا التصرف لن يتكرر، وأنهم لن يلجأوا إلى الخيار العسكري عندما لا يحصلون على مبتغاهم عبر التفاوض.
وأوضح: في العلاقات الدولية لا يوجد شيء اسمه ضمان مطلق ونحن لم نطالب بضمان، بل يجب أن نحصل على ما يكفي من الاطمئنان، وأن نقتنع بأن ما حدث لن يتكرر؛ وقد وردتنا بالفعل بعض إشارات التطمين، ونحن في صدد دراستها، وعندما نتيقن بأن حقوق الشعب الإيراني ومصالح الجمهورية الإسلامية العليا ستُحقق عبر التفاوض، فلن يكون لدينا أي تردد أو تهرب من الحوار. كما شدّد على أن «أبواب الدبلوماسية لم تُغلق في أي وقت، وفي كل الظروف هناك إمكانية للجوء إلى الدبلوماسية وتحقيق الأهداف من خلالهان وسنخوض هذه العملية بيقظة كاملة وثقة بالنفس».
واختتم وزير الخارجية بالقول: لقد خضنا حربًا بطولية بمقاومة عالية المستوى، ولا شك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها خرجوا منتصرين من هذه الحرب، ومن ينتصر ويرفرف علمه عالياً، لا يخشى المفاوضات، بل إن أفضل وقت للتفاوض هو عندما تكون قد خرجت من عدوان عسكري منتصرًا.
ويتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفيري فرنسا والبرازيل
على صعيد آخر، تسلم وزير الخارجية، أمس الأول، نسخة من أوراق اعتماد سفيري فرنسا والبرازيل الجديدين في طهران، حيث إلتقى عراقجي سفير فرنسا لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية «بيير كوشار»، وتسلّم نسخة من أوراق اعتماده إيذاناً ببدء مهامه الجديدة في طهران. كما استقبل «عراقجي» السفير البرازيلي الجديد لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية «أندريه فيراس غيماريش»، الذي سلمه هو الآخر نسخة من أوراق اعتماده.
المفاوضات لا تقلّ صعوبة عن ساحة المعركة
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي، وفي معرض تعليقه على احتمال استئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن: ان هذا الكلام يتردّد بين الناس على الدوام؛ واصفاً المفاوضات بأنها «نوع من الصراع، وإن لم تكن أصعب من ساحة المعركة، فهي لا تقلّ صعوبة عنها». ولفت بقائي إلى سير المفاوضات بين إيران وأمريكا قبل العدوان العسكري الصهيوني على البلاد، قائلاً: إن الهجوم اللاقانوني الذي تعرضت إليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في خضم الدبلوماسية، فضح العدو وكشف عن عجزه امام منطق الحوار والتعامل؛ مضيفاً: «لقد اصبح واضحاً للجميع بأن الجمهورية الاسلامية هي من تنتهج طريق الحوار والدبلوماسية».
وتابع بقائي: إن الهجوم على ايران لا يمكن تبريره وفق أي معيار قانوني أو أخلاقي أو سياسي، ويُعّد بناء على ميثاق الأمم المتحدة نموذجًا واضحًا للعمل العدواني؛ مبيناً ان الهجوم الصهيوني نفذ وسط المفاوضات، عندما كانت إيران بصفتها فاعلًا مؤثراً، منخرطة في عملية التفاوض، وذلك بشهادة الجميع، لكن الطرف الآخر قوض منطق الدبلوماسية والتعامل.
