تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
رئيس الجمهورية، خلال قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي:
إيران شريك موثوق به في العلاقات الاقتصادية الإقليمية
وأثناء كلمته في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مساء الجمعة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، شكر الرئيس بزشكيان بيلاروسيا -حكومة وشعباً- على استضافة قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وضمن إشارته إلى أن الكيان الصهيوني شن عدواناً وحشياً وهجمات إرهابية ومسلحة غير قانونية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بيّن رئيس الجمهورية أن هذا العدوان يأتي في خضم المفاوضات الإيرانية - الأمريكية غير المباشرة بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني، والتي تعرضت خلالها المنشآت النووية السلمية الإيرانية أيضاً للهجوم. وأضاف: إن الهجمات العسكرية التي شنها الكيان الصهيوني وأمريكا على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، والتي تخضع للإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشكل إنتهاكاً صارخاً لجميع القواعد الدولية، وتعتبر ضربة لا يمكن إصلاحها لمكانة نظام منع الانتشار النووي من قبل عضو دائم في مجلس الأمن.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أن هذه الهجمات العدوانية غير القانونية استهدفت القوات العسكرية خارج أماكن خدمتهم،كما استهدفت أساتذة الجامعات والعلماء والمدنيين العزل، مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين وإصابة آخرين في هذه الهجمات على المناطق السكنية والبنية التحتية العامة والمستشفيات والمراكز الطبية. وأوضح: إنه خلال هذه الحرب المفروضة التي استمرت إثني عشر يوماً، انخرطت القوات المسلحة الإيرانية، استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، في الدفاع المشروع عن الشعب الإيراني الشريف وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، معتبراً إنه لو لم يتم الرد على عدوان الكيان الصهيوني، لكان من الممكن أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق وخارجة عن السيطرة في المنطقة.
وفي هذا السياق، رأى رئيس الجمهورية أنه يجب على المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن يتبنى موقفاً أكثر مسؤولية تجاه المعتدين ومفتعلي الحرب.
وبالإشارة إلى أنه أصبح من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى، أن سياسة الاسترضاء مع الكيان الصهيوني في سياق الانتهاكات المنهجية والمتكررة لحقوق الإنسان يجب التخلي عنها، أكد بزشكيان قائلاً: أرى من الضروري أن أشكر جميع الدول التي أدانت هذه الإعتداءات السافرة بمسؤولية. كما أن قمة قادة الاتحاد تشكل فرصة ثمينة لنقل الموقف الجماعي للأعضاء إلى العالم في إدانتهم الحازمة لهذه الاعتداءات والتهديدات الإقليمية والعالمية التي تشكلها.
إيران شريكاً موثوقاً به في العلاقات الاقتصادية
وبيّن الرئيس بزشكيان أنه لطالما سعت إيران إلى أن تكون عضواً وشريكاً فاعلاً وموثوقاً به في العلاقات الاقتصادية الإقليمية؛ مضيفاً: إن تطبيق إتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي تعد خطوة مهمة نحو تعميق العلاقات الاقتصادية في المنطقة، وتوفر فرصاً فريدة للاقتصادات الوطنية ورجال الأعمال في الدول المتعاقدة. وتابع: أقدر قرار القمة السابقة لزعماء الاتحاد بمنح صفة المراقب للجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي سيؤدي إلى حضور أوسع وأكثر فعالية في أنشطتنا الاقتصادية كاتحاد.
وفيما يتعلق في مجال الترانزيت، أوضح رئيس الجمهورية: إنه يتم النظر في تطوير وتحديث ممرات سكك الحديد والطرق القائمة وتعزيز النقل الجوي وإنشاء مناطق مشتركة خاصة واستخدام قدرات الترانزيت في الموانئ الإيرانية لربط الدول الأعضاء في الاتحاد بالأسواق العالمية؛ مضيفاً: إنه وفي قطاع الطاقة، فإن التعاون بين المنتجين والمستهلكين واستخدام القدرات الموجودة لربط شبكات الطاقة في المنطقة من الأمور التي تهمنا.
التكنولوجيات الجديدة
أما فيما يخص التكنولوجيات الجديدة، فقد اعتبر الرئيس بزشكيان إن إنشاء البنية التحتية اللازمة لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيات الرقمية وتسهيل تبادل المعلومات والتجارة الجديدة، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وبذل جهود مشتركة لمكافحة الأحادية في هذا المجال من شأنه أن يزيد من القدرات الوطنية والجماعية.
ولفت إلى أنه مما لا شك فيه أنه لن يكون من السهل الاستفادة الكاملة من إمكانات وفوائد إتفاقية التجارة الحرة دون تطوير بنية تحتية مصرفية مستقلة ومناهضة للعقوبات. واعتبر انه وفي هذا السياق، قد يكون من بين المواضيع المطروحة تمويل مشاريع البنية التحتية والصناعية المشتركة من قبل بنك التنمية الأوراسي، وتوسيع نطاق نظام التداول المالي للاتحاد ليشمل الدول المراقبة المهتمة، وإدخال نظام تسوية بالعملات الوطنية.
واستطرد قائلاً: إنني على ثقة بقدرتنا على تقديم نموذج ناجح للتكامل الإقليمي، وتحويل هذه الفرصة التاريخية إلى نقطة تحول نحو النمو المشترك، فالمستقبل للدول التي تمهد الطريق للتقدم من خلال التعاون والثقة المتبادلة.
واختتم الرئيس بزشكيان كلمته قائلاً: أتمنى النجاح لهذا الاجتماع المهم، والرخاء والراحة والرفاهية والآفاق المشرقة لحكومات ودول الاتحاد الأوراسي الموقرة.
