العدد سبعة آلاف وثمانمائة واثنان - ٢٦ يونيو ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثمانمائة واثنان - ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ - الصفحة ۲

رئيس الجمهورية، مُؤكّدا أن الشعب أحبط كلّ مؤمرات العدو:

مجد هذا النصر التاريخي يعود للشعب الإيراني العظيم

الوفاق- أكّد رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، وعلى هامش اجتماع الحكومة أمس الأربعاء، على أن التعاطف الذي نشأ بين الشعب والمسؤولين خلال حرب الـ12 يوما يُمثل فرصة لتغيير نظرة الإدارة وسلوك المسؤولين، قائلا: لقد جعلنا الكيان الصهيوني ندرك أكثر من أي وقت مضى أن كل الشعب الإيراني هو القادر على الدفاع عن البلاد.
وفي إشارة إلى الحرب المفروضة منذ 12 يوما، قال الرئيس بزشكيان: الحرب ظاهرة قبيحة، ونحن لم نبدأ الحرب قط، ولكن مع كامل قوتنا واستعدادنا، لا ينبغي ألاّ نقاوم العدوان وندافع عن انفسنا والوطن.
وضمن تقديره لجهود كافة شرائح المجتمع الايراني والقوات المسلحة خلال فترة العدوان الصهيوني، اعتبر الرئيس بزشكيان، ان هذه الحرب خلقت صفحة جديدة من الشجاعة والتعاطف والتضامن حيث وقف الشعب الايراني موحّداً وواجه هذا العدوان بكلّ قوّته دفاعا عن الوطن.
التعاطف والانسجام والوئام بين الجميع
ورأى رئيس الجمهورية، ان هجوم العدو على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وبعض المراكز الأخرى أظهر أن العدو يسعى إلى خلق الفوضى في الداخل، لكنه لم ينجح، مُعرباً عن أمله في ان تزيد هذه الاحداث من بصيرة الشعب ويقظته، وصرّح الرئيس بزشكيان: لقد جعلنا الكيان الصهيوني يدرك أكثر من أي وقت مضى أن الشعب الإيراني المتحد بأكمله قادر على الدفاع عن البلاد، وواجه وأحبط كلّ مؤمرات العدو الساعية الى الفوضى والتخريب في الداخل. 
ولفت الى ان هذا العدوان والتعاطف الذي نشأ بين الشعب والمسؤولين أثناءه، يمثلان فرصة لتغيير نظرة الإدارة وسلوك المسؤولين حتى يتمكنوا من خلق التعاطف والوئام والانسجام، شاكرا كافة السلطات على تعاونها وتكاتفها ودعمهما خلال هذه الأيام.
صمود الشعب ومقاومته 
وفي رسالة إلى الشعب الايراني، أكد الرئيس بزشكيان أننا مدينون لصمود الشعب ومقاومته، ونؤمن إيمانًا راسخًا بأن هذا النصر يعود إلى الوحدة والاستقرار والتماسك التي تجلت خلال هذه الفترة، وقال: كل مجد هذا النصر التاريخي يعود إلى الشعب العظيم والصانع للحضارة، ولو أن العدو الغادر انتبه إلى ماضي هذا الشعب وهويته بشكل أفضل، لما ارتكب مثل هذا الخطأ أبدًا. وقال الدكتور بزشكيان في رسالة وجهها بمناسبة وقف إطلاق النار ووقف الصراع العسكري، مع تقديره لجميع الأفراد والشرائح المختلفة من الشعب: «اليوم، وبعد المقاومة الشجاعة منكم، أيها الشعب العظيم والصانع للتاريخ، نشهد وقف إطلاق النار ووقف حرب الـ 12 يومًا التي فُرضت على الشعب الايراني بمغامرة واشعال نيران الحرب من قبل الكيان الصهيوني، واضاف: خلال هذه الفترة، شهد العالم اقتدار إيران العظيمة، التي حظيت بدعم شعبها، وبينما كان البادئ بهذه الحرب المفروضة هو العدو الإرهابي، فقد تم تحديد نهايتها بإرادة واقتدار الشعب الايراني العظيم.
العدوّ المعتدي رضخ لوقف الحرب
واردف: لن ينسى التاريخ نقض أعداء إيران العزيزة لوعدهم وانتهاكهم لعهدهم، ولجوئهم إلى العدوان والهجوم خلال المفاوضات. واليوم، فان العدوّ المعتدي قد رضخ لوقف الحرب، بعد ان تلقى فيها عقابا تاريخيا قاسيا. ورغم أن فقدان أرواح عددٍ من مواطنينا الأعزاء، من نساءٍ وأطفالٍ وعلماءٍ وقادةٍ عسكريين ، وإلحاق الضرر ببعض البنى التحتية، يُعدّ خسارةً وجرحًا فادحًا لوطننا، إلا أن الضرر الذي لحق بالعدو المعتدي، رغم الدعاية والرقابة الإعلامية الشديدة، فاق التصور. لقد فشل العدوّ المعتدي في تحقيق أهدافه الخبيثة في تدمير المنشآت النووية، والقضاء على المعرفة النووية، وإثارة الاضطرابات الاجتماعية. من جهةٍ أخرى، فإن انهيار الهيمنة الزائفة للكيان الصهيوني وحلفائه، والدمار الهائل الذي لحق بالمنشآت والمراكز المهمة في جغرافية كيان الاحتلال، أوصل هذه الرسالة المهمة إلى العالم بأن ثمن المغامرة ضدّ دولة إيران العظيمة باهظٌ للغاية.
وقال الرئيس بزشكيان: نحن مدينون لصمودكم ومقاومتكم، ونؤمن إيمانًا راسخًا بأن هذا النصر تحقق بفضل الوحدة والاستقرار والتماسك الذي تجلى خلال هذه الفترة. علينا أن نسعى جاهدين لضمان استمرار هذا الانسجام والتماسك القيّم، وهو أعظم ثروة للبلاد. كل مجد هذا النصر التاريخي يعود إلى هذا الشعب والحضارة العظيمة، ولو انتبه العدو الغادر لماضي هذا الشعب وهويته، لما ارتكب مثل هذا الخطأ أبدًا.
نؤمن إيماناً راسخاً بالتعايش والاستقرار
وختم رئيس الجمهورية رسالته بالقول: أعلن أيضاً للدول المجاورة والإقليمية أننا نؤمن إيماناً راسخاً بالتعايش والاستقرار، وأن قوة إيران الإسلامية وقدرتها الدفاعية كانت وستظل دائماً في خدمة السلام والصداقة بين الإخوة المسلمين والجيران التاريخيين، وأن ذكاء وحكمة جميعنا كفيلان بإحباط الاعمال الشريرة للأعداء الذين يسعون إلى إثارة الخلاف والتفرقة بيننا.
مسار التطورات جرى خلافا لتوقعات الأعداء
كما قال الرئيس بزشكيان في إشارة إلى الأهداف الخفية للعدو في عدوانه الأخير على إيران «لجأ الأعداء إلى العمل العسكري طمعًا في اثارة الخلافات الداخلية وفي ظل بعض الصعوبات التي تواجهها البلاد، وكانوا يأملون أن ينزل المواطنون إلى الشوارع بعد العدوان وأن تكون الظروف مهيأة لتحقيق أهدافهم، لكن مسار التطورات جرى خلافا لتوقعاتهم تمامًا، وهذه نعمة كبيرة». وفي اجتماع لجنة الخدمة الاجتماعية، الذي عقد الثلاثاء، اكد الرئيس بزشكيان على ضرورة استغلال الفرص المتاحة للبلاد بشكل صحيح وقال: «يجب إحياء وحدة الشعب وتماسكه ومشاركته، واستخدام هذا الرصيد الاجتماعي لتجاوز الأزمة».
إيران مستعدة لحل القضايا على أساس الأطر الدولية
كما قال رئيس الجمهورية في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: إن إيران مستعدة لحل الخلافات بينها وبين الولايات المتحدة وفق الأطر الدولية مؤكدا ليس لدينا أي مطالب تتجاوز حقوقنا. وفي هذا الصدد، نرحب بأي مساعدة من الدول الصديقة والشقيقة. وأشاد بزشكيان بمواقف السعودية الواضحة ودعمها لايران خلال العدوان العسكري للكيان الصهيوني على ايران وكذلك التعاون الصادق لخادم الحرمين الشريفين في إدارة أوضاع الحجاج الإيرانيين الذين تعطلت رحلات عودتهم.
وقال في إشارة إلى سياق التدخل الأميركي في الأحداث الأخيرة، بدءاً من رفض أي إجراء من جانب الکیان الصهيوني ، وصولاً إلى الهجوم العسكري على إيران في خضم المفاوضات مع الولايات المتحدة: اضطرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى شن هجوم صاروخي على القاعدة الامريكية في دولة قطر الصديقة والشقيقة، رداً على مشاركة أميركا المباشرة في الهجوم على سلامة الأراضي الإيرانية.
وصرح: لا تفكر إيران في المواجهة مع أي من الدول الإسلامية أو جيرانها، مؤكدا: نأمل أن تبدأ المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة وتصل إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن.
تشييع جثامين القادة الشهداء 
هذا وستُقام مراسم التشييع الوطنية للقادة الشهداء الذين ارتقوا جراء العدوان الوحشي للكيان الصهيوني، صباح يوم السبت 28 يونيو 2025، في طهران، حيث ستنطلق مراسم التشييع من أمام بوابة جامعة طهران باتجاه ميدان آزادي، ابتداءً من الساعة الثامنة صباحًا، بحضور جماهيري واسع من أبناء الشعب الإيراني.
وستقام مراسم تشييع جثمان الفريق الشهيد الحاج حسين سلامي، قائدحرس الثورة الإسلامية، وجثمان العميد الشهيد الحاج مسعود شانه‌اي، مدير مكتبه، صباح يوم الخميس 26 يونيو 2025، في مسقط رأسهما بمدينة «كلبايكان».
ومن الجدير بالذكر أن مراسم التشييع الوطنية للجثامين الطاهرة لهؤلاء الشهداء الأبرار، إلى جانب الجثامين الطاهرة لقادة آخرين استُشهدوا جراء العدوان الوحشي للكيان الصهيوني، ستُقام صباح السبت في طهران، انطلاقًا من أمام بوابة جامعة طهران في شارع الثورة الإسلامية باتجاه ميدان آزادي، ابتداءً من الساعة الثامنة صباحًا، بمشاركة واسعة من أبناء الشعب الإيراني الشريف والمقدر لتضحياتهم.
البرنامج النووي سيتقدم بوتيرة أسرع
هذا وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي أننا لن ننخدع بأي وعود وسنكون أكثر استعدادًا من أي وقت مضى للرد بقوة وحزم على أي عدوان وأضاف: «سيتقدم البرنامج النووي السلمي الإيراني بوتيرة أسرع. وقال محمد باقر قاليباف في جلسة لمجلس الشورى الإسلامي، أمس الأربعاء: إن الولايات المتحدة والکیان الصهيوني اضطرا إلى وقف هجماتهما ضد الدفاع القوي للقوات المسلحة الإيرانية، التي كانت مدعومة بدعم موحد من الشعب، دون تحقيق أهدافهما الاستراتيجية المعلنة.
وأضاف: لم يفشل العدو في تحقيق أهدافه بوقف التخصيب والحد من برنامج الصواريخ فحسب، بل تم لأول مرة تدمير البنية التحتية العسكرية والأمنية لكيان  «إسرائيل» المزيف وأصبحت كل مدنه غير آمنة وانهارت أسطورة مناعة القبة الحديدية. وتابع: الولايات المتحدة، عندما رأت صمود الشعب الإيراني حاولت إنقاذ نفسها من المأزق بهجوم استعراضي وفي مقابل رد إيران امتناسب على مركز قيادة قواعدها العسكرية في المنطقة، اقترحت وسعت إلى وقف إطلاق النار. في غضون ذلك، لم توظف إيران، بضبط النفس، كامل إمكاناتها بعد، بما في ذلك «التأثير على اقتصاد الطاقة العالمي».
وقال قاليباف في رسالة وجهها الى الشعب الايراني مساء الثلاثاء: إن فرض وقف العدوان على العدو المعتدي دون قبول طلبه المتعلق ببرنامج التخصيب والصواريخ الإيرانية يعني أننا سنتجاهل مطالب العدو، ولن نتقدم إلا بما يخدم مصالح الشعب الإيراني العظيم والبطل، ومع عدم ثقتنا المطلقة بالعدو، فإننا مستعدون بأيد على الزناد للرد بحزم على أي عدوان في أي لحظة.
لن نسمح بعد الآن بالمساومة على تخصيب اليورانيوم داخل البلاد
بدوره صرح النائب الأول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد رضا عارف بان الدول الغربية ادركت جيدًا أن عقوباتها الظالمة لم تعد فعالة، ولا يمكنها ادعاء التخصيب الصفري، واليوم لن نسمح بعد الآن بالمساومة على التخصيب داخل بلادنا لأننا دخلنا مرحلة جديدة، وأدرك العدو أيضًا أنه يواجه إيران جديدة ليست كما كانت من قبل.
وقام عارف صباح يوم الاربعاء بزيارة إلى مركز قيادة إدارة الإطفاء وخدمة الطوارئ الوطنية وجمعية الهلال الأحمر، وأعرب عن تقديره لخدمات وجهود كوادر ومتطوعي منظمات الإغاثة والانقاذ خلال الأيام الـ 12 الماضية.وقال: لقد أدركت الدول الغربية أن عقوباتها الجائرة لم تعد فعّالة، ولا يمكنها ادعاء التخصيب الصفري، واليوم لن نسمح بعد الآن بالمساومة على التخصيب داخل أراضي بلادنا، لأننا دخلنا مرحلة جديدة، وأدرك العدو أيضًا أنه لا يواجه إيران كما كانت من قبل». وأضاف: «لقد وصلت الدول الغربية إلى حدّ التوسط لوقف إطلاق النار مع وليدها غير الشرعي الذي فرضته على المنطقة على مدى 70 عامًا، وبعد الهجوم الصاروخي للجمهورية الإسلامية الإيرانية على قاعدة أمريكية في المنطقة». وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أن «إيران لا تسعى للحرب، ولكن يجب أن نكون على أهبة الاستعداد للدفاع في ظلّ خبث الأعداء، إذ لا ثقة بوعود الدول الغربية، وقد أعدّت الحكومة نفسها لظروف صعبة. كانت استراتيجية الحكومة الرابعة عشرة (الحالية) هي الحفاظ على السلام وتوفير أفضل الظروف للشعب بكامل الاستعداد. بعد العدوان الصهيوني، لم نواجه أي نقص في أي مكان في البلاد. وبالطبع، يجب توثيق تضحيات وتفاني مقدمي الخدمات، وخاصةً الشعب».
كما أصدر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله آملي لاريجاني بيانا أشاد فيه بقائد الثورة والشعب الإيراني الغيور والقوات المسلحة، وأكد على اليقظة المستمرة ضد الكيان الصهيوني.
من جانبها أعلنت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، أن خدمة الإنترنت ستعود إلى حالتها الطبيعية تدريجياً، موضحة أن خطوط الإنترنت الثابت قد عادت بالفعل، فيما ستعود خطوط الهاتف المحمول إلى حالتها العادية حتى نهاية اليوم(أمس الأربعاء)، وذلك بعد انقطاع أو تقييد مؤقت بسبب الظروف الأمنية.
وأضافت مهاجراني أضافت في مقابلة تلفزيونية، أن الرحلات الجوية ستُستأنف أيضًا تدريجياً بدءًا من اليوم(أمس الاربعاء)، انطلاقاً من المناطق التي تتمتع بدرجة أعلى من الاستقرار والأمن، مشيرة إلى أن الأوضاع تتجه نحو العودة إلى الحالة الطبيعية.
وتحدثت المتحدثة باسم الحكومة عن ما وصفته بـ»مرحلة مشرقة من تاريخ البلاد»، مؤكدة أن التضامن الواسع بين الدولة والشعب كان له الدور الأكبر في إفشال المؤامرة المعقدة التي استهدفت البلاد ضمن الحرب المركبة، مشيدة بالمشاركة الواسعة للمنظمات الشعبية والمبادرات المدنية، ومنها تسجيل 2000 منظمة غير حكومية في وقت قصير.
وفي سياق جهود الحكومة، لفتت إلى أن الرئيس بزشكيان زار شخصيًا أكثر من 10 وزارات ومؤسسات خلال الأيام الأخيرة، كما عقد اجتماعات منفصلة مع عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، من بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، كما عقدت جلسات مشتركة بين السلطات الثلاث لمتابعة التطورات.
وأكدت مهاجراني أن الحكومة أصدرت قرارًا بإسناد مسؤولية إعادة إعمار المنازل المتضررة إلى «مؤسسة الإسكان»، وأن النائب الأول لرئيس الجمهورية سيترأس لجنة الإعمار، كما تم إقرار استيراد اللحوم الطازجة حتى نهاية العام المقبل بهدف تنظيم السوق المحلية.
كما أشارت إلى أن الحكومة خصصت اعتمادات مالية لدعم العاملين في الاقتصاد الرقمي الذين تأثروا بسبب القيود المفروضة، مؤكدة أن مشاكل أنظمة التموضع والملاحة يتم العمل على حلها، إلا أن نظام GPS سيبقى محدودًا نظرًا لاعتبارات أمنية.
ولم تُغفل مهاجراني الإشارة إلى الاعتداءات التي طالت المراكز الطبية، بما فيها مستشفى لبافي نجاد، مؤكدة استشهاد عدد من الكوادر التمريضية والإسعافية خلال العدوان، كاشفة عن استشهاد 62 امرأة وطفلاً، وإصابة 250 آخرين نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وختمت بالتشديد على أن البلاد دخلت مرحلة جديدة من الصمود والتلاحم الشعبي، وأن الحكومة ترى في هذا الاصطفاف الوطني فرصة لتعزيز علاقة الدولة بالمواطنين وتجاوز آثار العدوان من خلال التعاون والمبادرات المشتركة.
الصين تدعم حق إيران في الدفاع عن نفسها 
الى ذلك، ناقش وزير الخارجية ونظيره الصيني التطورات الإقليمية في اتصال هاتفي. وبحث عباس عراقجي، خلال اتصال هاتفي مع وانغ يي، آخر التطورات الإقليمية في أعقاب العدوان العسكري الذي شنه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران، وتبادلا وجهات النظر حولها. وأعرب عن تقديره لمواقف الصين المسؤولة في إدانتها الحازمة للعدوان الأخير الذي شنه الكيان الصهيوني على ايران، وكذلك إدانتها للهجوم الأمريكي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية.
وأكد عراقجي أن استهداف القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للمراكز العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني يأتي في إطار الدفاع المشروع ضد عدوان هذا الكيان على إيران. من جانبه أكد وزير الخارجية الصيني على موقف بكين المبدئي في إدانة انتهاك الكيان الصهيوني وامريكا لسيادة إيران وسلامة أراضيها، واعتبر الهجوم على المنشآت النووية السلمية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة، بصفتها دولة عضوًا في معاهدة حظر الانتشار النووي، عملًا خطيرًا ينتهك جميع المعايير الدولية.
في السياق، قال عراقجي، إن مهاجمة المنشآت النووية سيكون لها تأثير خطير على مسار إيران المستقبلي، مضيفا: لا يمكن للولايات المتحدة استخدام أراضي الدول الأخرى ملاذًا آمنًا لتحقيق أهدافها وزعزعة استقرار المنطقة.
رسالة إلى مجلس الأمن بشأن الرد على العدوان الامريكي
في السياق، قال أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، في رسالة إلى مجلس الأمن بشأن رد طهران الصاروخي على الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية: إن العمل الدفاعي الإيراني باستهداف قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر لا يشكل أي تهديد للدولة الصديقة والشقيقة وحكومة قطر وشعبها النبيل.
وقال: «ممارسةً لحق الدفاع عن النفس المتأصل المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وردًا على العمل العدواني للولايات المتحدة الذي انتهك سيادة وسلامة أراضي جمهورية إيران الإسلامية – والذي يُعتبر هجومًا مسلحًا وقد قوبل بالصمت والتقاعس من قبل مجلس الأمن على الرغم من دعوات إيران المتكررة لاتخاذ إجراء حاسم – قامت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في 23 يونيو 2025، إجراء دفاعيا ومشروعا ومتناسبا في إطار القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي باستهداف القاعدة الجوية الأميركية في العديد الواقعة في قطر.
كما أكد سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أن إيران لم تكن البادئة بالحرب ولن تتجاهل الخداع والمعايير المزدوجة، واحتج على حضور مندوب الكيان الصهيوني في اجتماع خطة العمل الشاملة المشتركة، قائلاً: «إن الحرب التي ظنوا أنها قد تجبر إيران على ما يسمونه «الاستسلام غير المشروط» وتثنيها عن برنامجها النووي السلمي من خلال الترهيب والتهديد واللجوء إلى القوة، قد فشلت اكثر وضوحا من أي وقت مضى».
من جهته أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية عن امتنانه لإعلان الدول العربية والإسلامية تضامنها مع إيران، مؤكدا على ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تدخر أي جهد لتعزيز التفاهم والتعاون بين دول المنطقة بهدف ضمان الأمن والاستقرار الداخلي.
كما أكد أمين وعضو مجلس إدارة جمعية صناعات المنظفات في إيران، علي بيكدلو، أن عملية الإنتاج في مختلف القطاعات الصناعية مستمرة دون انقطاع، وأن مسار التجارة الخارجية، بما في ذلك واردات المواد الأولية والسلع الأساسية، يسير بشكل طبيعي ومنتظم، رغم الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد.
مشروع تعليق التعاون مع الوكالة الذرية
من جانبه، أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، انه تم خلال اجتماع اللجنة، الموافقة على تفاصيل مشروع إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال إبراهيم رضائي، في تصريح للصحفيين حول اجتماع مساء الثلاثاء للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي: «في هذا الاجتماع، قدم رئيس اللجنة تقريرا عن التطورات في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الكيان الصهيوني، وأكد أنه على الرغم من وقف تبادل إطلاق النار ، إذا ارتكب الكيان الصهيوني أي عمل شرير، فسيتم الرد بصورة أكثر حسما».
ووافق نواب مجلس الشورى الإسلامي على مناقشة مشروع قانون يُلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصفة ذات أولوية.
هذا وعُقدت الجلسة العلنية للبرلمان صباح يوم الأربعاء 25 يونيو برئاسة محمد باقر قاليباف، وبمشاركة أكثر من ثلثي أعضاء المجلس.
ووافق نوّاب مجلس الشورى الإسلامي في جلسته العلنية صباح اليوم الأربعاء، على طلب عدد من النواب منح الأولوية لتقرير لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بشأن مشروع «إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وذلك بـ 210 أصوات مؤيدة، و2 معارضين، و2 ممتنعين من أصل 219 نائبًا حضروا الجلسة.
وفي هذا السياق، قال النائب علي خضريان، المتحدث باسم مقدّمي طلب الأولوية لهذا المشروع:
“أنتم تعلمون جيدًا أن حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في النشاط النووي السلمي قد تعرّض للاعتداء من قبل أعداء هذا البلد، أي الكيان الصهيوني، أمريكا المجرمة، والدول الغربية. وعلى الرغم من أن العلاقات والتعاون بين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال السنوات الماضية، تجاوز في بعض المراحل حدود اتفاق الضمانات، لإثبات سلمية برنامجنا النووي، إلا أن الوكالة ومديرها العام ومجلس الحكام، عبر تقارير غير دقيقة وسياسات منحازة بدلاً من التعامل الفني، سعوا إلى انتهاك هذا الحق.”
وأضاف: «رغم أن الوكالة قامت بجميع عمليات التفتيش، إلا أن ما حدث هو إصدار بيان استنادًا إلى تقرير مغلوط من السيد غروسي، مما وفّر ذريعة للكلب المسعور في المنطقة – أي الكيان الصهيوني – للاعتداء على بلادنا، في وقت شنت فيه دول تملك أسلحة نووية هجومًا على شعبنا المقاوم والمظلوم.»
وتابع النائب عن طهران، ري، شميرانات، إسلامشهر، وبرديس في الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى: «في مثل هذه الظروف، يبدو من الضروري، ما لم نتحقق من أن العلاقة مع الوكالة الدولية تصب في مصلحة الأمن والمصالح الوطنية، أن نعلّق التعاون مع الوكالة.»
وأكد خضريان: «نسعى إلى التأكيد على ما ورد في المادة 4 من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، والتي تنص على حقنا في تخصيب اليورانيوم، إلا أن الغرب المتغطرس، والولايات المتحدة، وثلاث دول أوروبية، باتوا يطالبون إيران بوقف التخصيب تمامًا. بأي حق يطرحون هذا المطلب؟! ما علاقتهم بالشأن الداخلي لبلدنا؟!»
ووجّه عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية رسالة إلى الدول الغربية قائلاً: «لماذا التزمتم الصمت حين تم الاعتداء على منشآتنا النووية؟! لماذا منحتم الضوء الأخضر لهذه الاعتداءات؟! واليوم يريدون العودة للتفتيش ليتعرفوا على الأماكن المتضررة وغير المتضررة، تمهيدًا لضربها مجددًا.»
وأضاف: «إن مجلس النواب بأكمله سيصوّت بالإجماع لصالح هذا المشروع، وسيلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة حتى يتم ضمان الاحترام الكامل لحقوق السيادة الوطنية ووحدة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأمن المنشآت النووية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
وحتى يتم التأكد من احترام الحقوق الجوهرية لبلادنا المنصوص عليها في المادة الرابعة من معاهدة NPT، خصوصًا حق تخصيب اليورانيوم، لن نتعاون مع من يرسل الجواسيس إلى بلادنا، ويستهدف علماؤنا ومراكزنا النووية.»
وبحسب التقرير، عقب التصويت الساحق على المشروع، دوّت شعارات «الله أكبر»، «الموت لأمريكا»، و»الموت لإسرائيل» في قاعة البرلمان.
على امريكا والصهاينة أن يتعظا
من جهته، حذر المتحدث باسم مقر «خاتم الأنبياء (ص)»المركزي، أمريكا والكيان الصهيوني بان يتعظا من الضربات الساحقة التي وجهتها القوات الايرانية الباسلة للارض المحتلة من شمالها الى جنوبها وقاعدة العديد الأمريكية في قطر.
وقال المقدم إبراهيم ذو الفقاري، في تصريحه  بعد ان تلا الآية الكريمة «إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا»: لقد اعتاد الكيان الصهيوني العاجز على الكذب بادعاءات المجرمين نتنياهو وترامب الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة.
وقال: «إن القوات المسلحة القوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع عدم ثقتها التامة بالضمانات الملفقة والكاذبة لقادة اميركا والكيان الصهيوني المعتدي المجرمين، مستعدة تمامًا لمواجهة أي عدوان معادي باشراف استخباراتي وعملياتي». وتابع: «نحذر اميركا والكيان الصهيوني بان يتعظا من الضربات الساحقة التي تلقياها من ابطال الإسلام البواسل من شمال الأراضي المحتلة إلى جنوبها وقاعدة العديد الأمريكية، وإلا فانهما سيتلقيان ردًا اشد قوة بتحديد أهداف واسعة النطاق».
حزب الله يهنىء إيران بالنصر الإلهي: بداية مرحلة تاريخية ‏جديدة
كما توجه حزب الله في بيان له بأسمى آيات التبريك والتهنئة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بتحقق هذا النصر الإلهي المؤزّر الذي ‏تجلّى في الضربات الدقيقة والمؤلمة التي ‏وجهتها لكيان العدو الصهيوني.
وتوجه حزب الله في بيان له الاربعاء بأسمى آيات التبريك والتهنئة إلى سماحة قائد الثورة الإسلامية ‏الإمام السيد علي ‏الخامنئي (دام ظله) وإلى رئيس الجمهورية الإيرانية وحكومته وإلى الجيش والحرس الثوري والشعب ‏الإيراني العزيز، بتحقق هذا النصر الإلهي المؤزّر الذي ‏تجلّى في الضربات الدقيقة والمؤلمة التي ‏وجهتها الجمهورية الإسلامية ‏الإيرانية لكيان العدو الصهيوني والتي حطمت هالة منظوماته الدفاعية ‏ودكت عمق كيانه المصطنع ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، وأيضًا بالرد الصاعق على العدوان ‏الأميركي على منشآتها النووية ‏في العملية النوعية “بشارة الفتح”، وما هذا إلا بداية ‏مرحلة تاريخية ‏جديدة في مواجهة الهيمنة الأميركية والعربدة الصهيونية في ‏المنطقة.‏
وقال حزب الله إن “الردّ البطولي المباشر وجّه رسالة حاسمة للإدارة الأميركية وللكيان ‏الصهيوني ولكل الطغاة ‏والمستكبرين، أن زمن الاستعلاء والتجبر على ‏شعوب المنطقة قد ولى إلى غير رجعة وأن الجمهورية ‏الإسلامية بقيادتها الحكيمة ‏وشعبها المقدام وجيشها وحرسها الأبطال، لم يخيفهم قصف ولا تهديد ولا ‏وعيد، ولم ‏يثنيهم شيء عن المضي قدمًا في الدفاع عن سيادتهم وحقوقهم بكل بسالة وحزم، ‏وإن كل ‏رهان على ضعف أو وهن أو تراجع سيصيب هذه الأمة المؤمنة قد خاب وسقط‎”.
واضاف حزب الله “إننا إذ نبارك هذا النصر المؤزّر الذي تحقق بفضل الله عز وجل وببركة دماء الشهداء الذين ‌‏ارتقوا في هذا العدوان الغادر وبإيمان وتضحيات الشعب الإيراني وصموده ‏ووقوفه الواثق خلف قيادته ‏الحكيمة، وإننا نؤكد وقوفنا الحاسم والثابت إلى ‏جانب الجمهورية الإسلامية قيادةً وشعبا”، ودعا “جميع ‏شعوب الأمة إلى استلهام هذا ‏النصر العظيم، بتوحدها ووقوفها مع الحق في مواجهة فراعنة هذا ‏العصر ‏بما يحقق للأمة عزتها وكرامتها وأن القوة المتمثلة بالإرادة والإيمان هي الكفيلة ‏بهزيمتهم وردّ كيدهم ‏وبأن كل استسلام أو خنوع وتنازل لن يزيد أعداءنا إلا تعجرفًا ‏وتسلطًا على منطقتنا‎”.
إعدام 3 جواسيس للموساد في أروميه 
كما أعلنت السلطات القضائية الإيرانية صباح الأربعاء عن تنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة أشخاص أدينوا بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وتهريب معدات تُستخدم في تنفيذ عمليات اغتيال داخل البلاد. وتم تنفيذ الحكم في سجن مدينة أروميه شمال غرب إيران، وذلك ضمن سلسلة من الإجراءات التي وصفتها السلطة القضائية بأنها حاسمة في مواجهة عملاء الكيان الصهيوني.
المدانون الثلاثة هم: إدريس عالي وآزاد شجاعي ورسول أحمد رسول. ووفقاً للائحة الاتهام، فقد تم توقيفهم ومحاكمتهم بتهم المحاربة والإفساد في الأرض من خلال التعاون مع دولة أجنبية معادية لصالح الكيان الصهيوني، وذلك بعد إدخال معدات اغتيال إلى داخل إيران. تشير الوثائق الموجودة في ملف القضية إلى أن المتهمين الثلاثة كانوا على تواصل مباشر مع أحد كبار عناصر جهاز الموساد في إحدى الدول المجاورة، وعملوا على تهريب المعدات تحت غطاء شحنة مشروبات كحولية. وقد استخدمت هذه المعدات لاحقاً في تنفيذ عملية اغتيال داخل إيران (لم يُفصح عن تفاصيلها في التقرير).
بعد إلقاء القبض عليهم من قبل جهاز الاستخبارات التابع لوزارة الأمن الإيرانية، وُجهت إليهم لوائح اتهام رسمية، وتمت محاكمتهم بحضور محاميهم، حيث كان لبعضهم محاميان في جلسات المحكمة.
ونظراً للأدلة المقدمة من الجهات القضائية والمخابراتية، والتي تثبت صلتهم بالموساد وتعاونهم مع الكيان الإسرائيلي، أصدرت المحكمة الثورية في أروميه حكماً بالإعدام بحقهم. وقد تم تأكيد الحكم في ديوان العدل الأعلى بعد النظر في طلب الاستئناف، وتم تنفيذ الحكم صباح الأربعاء.
البحث
الأرشيف التاريخي