قائد الثورة، مُؤكّدا أن الصهاينة والأمريكان يخسؤون عن فعل شيء بشأن صناعتنا النووية:
قرار الشعب الإيراني بيده وتخصيب إيران لليورانيوم لا شأن لأمريكا به
أقيمت مراسم الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في مرقده الشريف، صباح الأربعاء 04/06/2025، بحضور قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي، الذي ألقى كلمة بالمناسبة، شدّد فيها على أن مطالبة الأمريكيين إيران بالتخلّي عن الصناعة النووية وقاحة مرفوضة، مؤكداً أنّه لا يحقّ لأحد التدخّل فيها، وأن الجميع سيُمنى بالفشل في مواجهتها. كما وصف الجرائم الصهيونية في غزة بالمروّعة، محمّلاً أمريكا المسؤولية عنها، ومؤكداً أن على الحكومات الإسلامية اليوم أن تتحمّل مسؤوليّة كبيرة تجاه أهالي القطاع.
وفيما يلي نصّ كلمة قائد الثورة الاسلامية:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا، أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، الهداة المهديين المعصومين المكرّمين، [ولا] سيما بقية الله في الأرضين.
قبل أيّ حديث، أبعث تحيّتي إلى الروح الطاهرة للإمام الجليل، وأسأل الله المتعالي أن يرفع درجته [في مناسبة] هذه الأيام الزاخرة بالعبادة والتوجّه والذكر. غدًا يوم عرفة؛ إنه ربيع الدعاء، وربيع الخشوع والتوجّه والتوسّل. علينا جميعًا أن نغتنم هذه الفرصة، إن شاء الله. أوجّه حديثي خاصة إلى الشباب بأن يغتنموا يوم عرفة إلى أقصى حد؛ ويرفعوا أكفّهم بالدعاء ويتوسلوا ويعرضوا على الله المتعالي طلباتهم وحوائجهم وأهدافهم ويطلبوا منه العون والهداية. أوصي الشباب على وجه الخصوص، بالإضافة إلى دعاء الإمام الحسين(ع) في يوم عرفة - هو دعاء مؤثر جدًا ومفعم بالمحبة -، أن يقرؤوا أيضًا دعاء الإمام السجاد(عليه السلام)، وهو الدعاء السابع والأربعون من «الصحيفة السجادية». طبعًا، إنه دعاء طويل، ولكن اقرؤوا منه ما تيسّر لكم وفق الحال والقدرة؛ فليس من الضروري أن يقرأ الإنسان الدعاء بأكمله إذا لم يكن لديه وقت أو رغبة أو فرصة لذلك.
النظام السياسي انبثق وَوُلِدَ من رحم ثورة عظيمة
الموضوع الذي أودّ طرحه اليوم يتمحور عن الإمام الراحل العظيم الشأن، يليه عرض موجز يتصل بقضية وطنية، وأرجو أن تعود معرفتها بالنفع على الشعب، إن شاء الله. أود أن أبدأ حديثي من هذه النقطة: لقد انبثق النظام السياسي القائم في بلادنا وَوُلِدَ من رحم ثورة عظيمة، وبحمد الله، هو نظام ينعم اليوم بالنماء والاستقرار والاقتدار. إنّ قائد تلك الثورة ومؤسّسها، ومهندس النظام الإسلامي المنبثق منها، لهو رجل عظيم لا يزال حضوره، بعد مضيّ أكثر من ثلاثين عامًا على رحيله، مشهودًا في العالم، بل إنّ تأثيره وتأثير ثورته لا يزالان ظاهرَين للعيان حتى يومنا هذا؛ فالنظام الدولي المتعدّد الأقطاب اليوم متأثر بثورته، وكذلك إنّ أفول القوى الكبرى وانحدار مكانة أمريكا ونفوذها في العالم وتصاعد الاشمئزاز العام من الصهيونية، الذي بات واضحًا في العالم، كلّها أمور متأثرة بثورته، كما إنّ الصراحة لدى كثير من الشعوب، وخاصة لدى شبابها، في نفي القيم الغربية الذي نراه اليوم متأثرة بثورته. نشهد اليوم في العالم الغربي، في أوروبا وحتى أمريكا وسائر الدول التابعة لها، حركة نحو الاشمئزاز من القيم الغربية. لا شكّ أنّ ثورة الإمام الجليل وثورة الشعب الإيراني كانتا مؤثرتين إلى حد كبير، وتركتا أثرًا في هذه الأمور كلها. لقد أطلق الإمام الجليل هذه الثورة بالتعاون مع الناس.
الثورة الإسلامية في إيران باغتت العالم الغربي
لقد بُغتوا؛ إذ لم يكن في حسبانهم ولا كان يدور في بالهم أنّ عالم دين وحيدًا، من دون امتلاك إمكانات [تُذكر] أو موارد مالية كافية، يمكنه أن يحرّك شعبًا ويُنزله إلى الميدان. لم يكن أحد في الغرب يتوقع ذلك ولا يخطر بباله. الثورة الإسلامية في إيران باغتت العالم الغربي! لم يكونوا يتوقعون أن يتمكن هذا الشعب، بيدٍ فارغة وبتوجيه هذا العالم الديني وقيادته، من الغلبة على النظام المدجج بالسلاح حتى النخاع. لم يكونوا يتوقعون أن يسقط ذاك النظام الذي كان يحظى بدعم القوى العالمية جميعها، سواء الشرقية منها أو الغربية. لم يكونوا يتوقعون أن تتمكن هذه الثورة وهذا الإمام من كنس الأمريكيين والصهاينة الذين كانوا قد جلسوا مسترخين في إيران لسنوات طويلة، ومهيمنين على كل شيء، وطردهم من البلاد، فلا يبقى لهم أيّ أثر فيها.
المباغتة التالية لهؤلاء كانت في تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية. لو كانت حكومة مُساوِمة قد وصلت إلى الحكم بعد الثورة – كما ظهرت بعض المؤشرات في بداية الأمر لاحتمال وصول حكومة مُساوِمة مع الغرب إلى السلطة – لكان الغربيّون قد استبشروا بإمكانية إعادة نفوذهم إلى إيران وتأمين مصالحهم غير المشروعة فيها. لكن الإمام أعرب عن مواقفه الصريحة والواضحة عبر تأسيس نظام إسلامي للبلاد؛ أي إنّ الإمام أعلن – قولًا وعملاً – أنّ النظام المنبثق من هذه الثورة هو نظام إسلامي ونظام ديني. من هنا بدأت المؤامرات؛ فبعد أن أدرك الغربيّون الوجهة التي تسير فيها الثورة، وبعد أن تبيّن لهم المسار الذي يسلكه الشعب الإيراني ويخطو فيه، انطلقت مؤامرات الأعداء ومشاريعهم التخريبية والهدّامة ضدّ بلدنا العزيز وشعبنا.
المخططات التي نُفّذت ضد النظام المنبثق من الثورة
أنا لا أعرف أيّ نظامٍ ثوريٍّ في العالم، على مدى القرنين أو الثلاثة قرون الماضية من تاريخ الثورات، قد تعرّض لهذا الحجم من المؤامرات والعداوات ومخططات الأعداء. انظروا إلى ما حدث منذ بداية الثورة من تحريك النزعات القوميّة وإثارة القوميّات، إلى تسليح الجماعات اليساريّة – إذْ كانت هناك بعض الجماعات اليساريّة في إيران، فعمدوا إلى تسليحها وزرعها في الجامعات وغيرها، وتهيئتها للتحرك ضد النظام – إلى تحريض ذئبٍ دمويّ كصدّام حسين ودعمه، إذْ حرّضوه وشجّعوه ودفعوه ليهاجم حدودنا، إلى الاغتيالات الموجّهة؛ من اغتيال الشهيد مطهّري والشهيد بهشتي والشهيد مفتّح والشهيد رجائي وشهداء المحراب، وصولًا إلى اغتيال العلماء النوويّين والشباب الثوريّين الناشطين. لاحظوا، هذه سلسلة من المخططات التي نُفّذت ضد النظام المنبثق من الثورة في إيران. ثمّ جاء الحظر الشامل، ثمّ الهجمات المباشرة، مثل العدوان الأمريكي على طبس وما حدث فيها من حادثة شهيرة وإعجازية، أو الاعتداء على الطائرة المدنيّة وإسقاطها، وما إلى ذلك من ممارسات. لقد استُهدفَ النظام المنبثق من الثورة الإسلاميّة بهذه الممارسات منذ بداياتها، وهي بطبيعة الحال لا تزال مستمرّة إلى يومنا هذا. أرى أنّه لم يسبق في أيٍّ من الثورات المعروفة حول العالم أن تعرّضت ثورة لأنواع هذه المخططات والمؤامرات من حيث تنوّعها وشدّتها والمضامين الخبيثة التي تنطوي عليها.
مَن كان ينفّذ هذه المؤامرات؟ أحيانًا تُقدِم جماعات إرهابية على أعمال ما [في العالم]، ولكن في إيران لم يكن الأمر على هذا النحو؛ فقد كانت هذه المؤامرات وهذه المخططات وهذه الممارسات الخبيثة تحدث بواسطة الدول المستكبرة - أمريكا والصهيونية بصورة رئيسية - وبواسطة أجهزة المخابرات المعروفة في العالم مثل الـ«سي آي إيه» الأمريكية، والـ«إم آي 6» البريطانية، و«الموساد» التابع للكيان الصهيوني.
الجمهوريّة الإسلاميّة لم تَضعُف قط
صمد النظام الإسلامي، أي الجمهوريّة الإسلاميّة، في وجه هذه المؤامرات والتخطيطات والعداوات كلّها، وأفشل هذه المؤامرات وأحبطها. ربّما لو أردنا أن نحصيها، لوجدنا أن الجمهورية الإسلاميّة أحبطت أكثر من ألف مؤامرة، وردّت على بعضها أيضًا. المهمّ في الأمر هو أنّ هؤلاء حاكوا هذه المؤامرات حتى يُضعفوا الجمهوريّة الإسلاميّة، ولكن الجمهوريّة الإسلاميّة لم تَضعُف قط، بل تعزّزت قدراتها يومًا بعد يوم، ليس داخل البلاد فحسب، بل تعزّزت مختلف قدرات الجمهوريّة الإسلاميّة خارج البلاد أيضًا. دعوني أخاطب هنا الشعب الإيراني ومن لديهم اهتمام بقضايا إيران جميعهم أننا سنُعزّز من الآن فصاعدًا أيضًا وبتوفيقٍ من الله قوّتنا الوطنيّة الشاملة قدر استطاعتنا.
المشاعر هي التي تسهم في تشكّل النهضات الاجتماعيّة
لا بدّ لي هنا من الإشارة إلى نقطة، ومن بعدها سأتحدّث عن الموضوع الرئيسي الذي أودّ طرحه. تلك النقطة هي أن النهضات الاجتماعيّة عادة ما تتشكّل في أرجاء العالم عبر الاستمداد من المشاعر. المشاعر هي التي تسهم في تشكّل النهضات الاجتماعيّة وانتصارها. إذا كان هناك وجود لفكر وعقلانيّة وراء هذه المشاعر، فإنّ تلك الركائز العقلانيّة غالبًا ما تضيع وتفقد رونقها بين الآراء والاجتهادات المنبثقة من هذه المشاعر. في كثير من الأحيان، تؤثّر المشاعر في الأهداف العقلانيّة للانتفاضات. ما هي النتيجة؟ النتيجة هي أن المشاعر عندما تخمد، فإنّ مسار الحركة الذي تأسّست الثورة من أجله يتبدّل، لأنّ تلك العقلانيّة التي كانت وراء هذه النهضة ضاعت وتراجع أثرها، وهذا ما يجعل المسار يتبدّل. هناك نماذج متعدّدة في التاريخ، على سبيل المثال، انطلقت الثورة الفرنسيّة في القرن الثامن عشر من أجل مكافحة النظام الملكي لعائلة معيّنة – عائلة بوربون - وبعد أن انتصرت الثورة وقتلوا الملك وزوجته أيضًا، سيطرت المشاعر المتنوعة على الأجواء العامة إلى حدّ أن الناس نسوا لماذا ثاروا وكافحوا ونزلوا إلى الميدان. بعد نحو خمسة عشر عاماً، تأسّست ملكيّة نابليون وسلطته على فرنسا، وبعد رحيله عادت العائلة نفسها، التي ثار الناس ضدّها، جاؤوا أنفسهم وعاشت فرنسا التي حاربت الملكيّة، في ظلّ الملكيّة لسبعين أو ثمانين عامًا، أي إنّ الأساس العقلاني الذي كان يقف خلف تلك الثورة والنهضة ضاع بالكامل وتلاشى، وهذا الأمر نشهده تقريباً في الثورات جميعها أو في غالبية ثورات العالم.
الإمام الخميني صان الثورة الإسلاميّة
أساس كلامي هو أنّ الإمام الخميني(رض) صان الثورة الإسلاميّة وحفظها من هذه الآفة المدمّرة. الإمام [الخميني] الجليل عمد بتدبير من الله وعقلانيّة منبثقة من الإيمان بالله والغيب إلى فعل ما يمنع إصابة الثورة الإسلاميّة بهذه الآفة، أي إنّه فعل ما جعل المشاعر – كانت المشاعر كثيرة في ثورتنا أيضًا – تعجز عن حرف المسار الأوّلي الأساسي والصائب للثورة، ولا تتمكّن من حرف حركة الناس وإبعادهم عن ذاك المسار.
ما الذي فعله الإمام؟ تجسّدت عقلانيّة الإمام، تلك العقلانيّة التي أدّت إلى تمكّن سماحته من إنجاز هذا العمل، في ركنين أساسيّين: أحدهما «ولاية الفقيه»، والآخر هو «الاستقلال الوطني». أنا أعرّف ذاك المعنى الذي كان حاضرًا في الذهن المبارك للإمام وتكرّر في كلماته بمفردة «الاستقلال الوطني». عندما أفكّر، أجد أنّه لا يوجد تعبيرٌ أنسب من «الاستقلال الوطني».
«ولاية الفقيه» صانت الجانب الديني لهذه الثورة
قُدّمت شروحات كثيرة بشأن «ولاية الفقيه»، ولا أرغب في الخوض فيها. «ولاية الفقيه» صانت الجانب الديني لهذه الثورة. لو لم تكن «ولاية الفقيه»، فإنّ هذه الثورة التي نشأت انطلاقًا من دافع ديني وتضحيات نابعة من الإيمان بالله، كانت ستنحرف عن مسار الدين. إذًا، كانت «ولاية الفقيه» الرّكن الأوّل. هذه عقلانيّة الإمام [الخميني] الجليل، العقلانيّة الموجودة خلف هذه الحركة العامّة للناس وتدفعها قدمًا وتوجّهها. لن أتحدّث عن «ولاية الفقيه» أكثر من هذا القدر.
الرّكن الثاني هو «الاستقلال الوطني». يندرج كثير من العناوين التي تكرّرت في خطابات الإمام [الخميني] وكرّر سماحته تأكيدها، ضمن عنوان «الاستقلال الوطني». طبعًا، لا يعني «الاستقلال» قطع العلاقة مع البيئة المحيطة والعالم، فلا يغالط بعضم بالقول إنّنا عزلنا أنفسنا، كلّا، «الاستقلال» لا يعني الانقطاع عن الآخرين. ما يعنيه «الاستقلال» هو أن تقف إيران بلدًا وشعبًا على قدميها، وألا تعتمد على هذا وذاك، وأن تشخّص الأمور وتتخذ القرارات وتنفذها بنفسها؛ هذا ما يعنيه «الاستقلال الوطني». هذا ما يعنيه «الاستقلال»، ألا تكون بانتظار الضوء الأخضر من أمريكا وأمثالها، وألا يُقلقها الضوء الأحمر لأمريكا وأمثالها؛ أن يكون التشخيص بعهدة الشعب الإيراني نفسه، والقرار بيده، والإقدام على أيّ خطوة في أيّ مكان احتاج الأمر ذلك بيد الشعب الإيراني، ولا تكون هناك أهميّة لموافقة الآخرين، القوى، أمريكا وغيرها أو معارضتهم. هذا ما يعنيه «الاستقلال». حسنًا، قلنا إنّ العناوين المتكرّرة في خطابات الإمام [الخميني] تندرج ضمن إطار هذا «الاستقلال الوطني». سوف أتطرّق إلى بعض النماذج من هذه العناوين.
الإمام علّمنا أن نقول ونؤمن بأنّنا قادرون
أحد العناوين، هو مبدأ «نحن قادرون». الإمام علّمنا أن نقول ونؤمن بأنّنا قادرون. كانوا في النظام السابق قد صرّحوا وجعلوا الناس يصدّقون أنّنا غير قادرين، ولا يمكننا فعل أيّ شيء، وعلى الآخرين أن يقدموا على الأمور من أجلنا، [ثمّ] غرس الإمام في الهوية الوطنية للشعب الإيراني ما هو على النقيض تمامًا من ذلك: «نحن قادرون»، أي إنّه أحيا الثقة بالنفس لدى الشعب وفي أوساط الشباب. لا بدّ لي أن أقول هنا إنّ «نحن قادرون» هذه على درجة من الأهميّة إذ يخطّطون من أجل نبذ «نحن قادرون». الآن في هذه القضيّة النوويّة الأخيرة والمحادثات القائمة في المجال النووي بوساطة عمان، يقع المشروع الذي قدّمه الأمريكيّون ضدّ «نحن قادرون» مئة بالمئة. الإمام أحيا الثقة بالنفس لدى شبابنا وفي مسؤولينا السياسيّين. قال نحن قادرون، وجرّبنا نحن أيضًا ووجدنا أن نعم، نحن قادرون. إنّ أنواع التقدّم العلمي والتقني هذه وهذه القدرات الدفاعيّة وهذه الأعمال الكُبرى التي أنجزتها الحكومات طوال هذه الأعوام لإعمار هذه البلاد، لم نكن نصدّق إمكانيّة تحقّق هذه الأمور، وكانوا يقولون إنّه لا يمكن تحقيقها، ولكنّنا اختبرنا الأمر وتوصّلنا إلى أن لا، الشعب الإيراني قادر ونحن قادرون. هذا أحد العناوين المهمّة ومبدأ ضمن إطار «الاستقلال الوطني» تكرّر في خطابات الإمام.
التتمة في الصفحة 3
