مُؤكّدان على عمق العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين..

رئيس الجمهورية وسلطان عمان يشددان على تعزيز الشراكة الإيرانية العمانية

أجرى رئيس الجمهورية الدكتور "مسعود بزشكيان"، يوم أمس الثلاثاء، زيارة تستغرق يومين إلى العاصمة العمانية مسقط، وذلك تلبية لدعوة رسمية من سلطان عمان "هيثم بن طارق آل سعيد".
وكان في وداع رئيس الجمهورية في مطار طهران، كل من ممثل قائد الثورة الإسلامية حجة الإسلام "محسن قمي"، والنائب الأول لرئيس الجمهورية "محمد رضا عارف"، ورافق الرئيس بزشكيان في هذه الزيارة وزير الخارجية  سيد "عباس عراقجي"، ووزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة العميد "أمير عزيز نصير زادة،" ووزير التعاون والعمل  "أحمد ميدري"، ووزير الصناعة والمناجم والتجارة "محمد أتابك"، ووزير العدل "أمين حسين رحيمي".
في السياق، استقبل سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، رسميا، عصر يوم أمس، رئيس الجمهورية في قصر العلم في مسقط.
عقب ذلك عقد السُّلطان هيثم بن طارق والرئيس بزشكيان جلسة مباحثات رسمية بضيافة قصر العلم، وفي مستهل الجلسة جدّد السُّلطان هيثم ترحيبه بالرئيس بزشكيان ووفده آملًا لهم طيب الإقامة، فيما عبّر رئيس الجمهورية عن خالص شكره وتقديره لسلطان عمان على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة.
كما جرى خلال الجلسة استعراض عمق العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين، وتبادل وجهات النظر حول المستجدات الراهنة في المنطقة والسعي في تعزيز الشراكة الإيرانية العمانية، لاسيما في مجالات الصناعة والتجارة والتعليم، إضافة إلى تعزيز التعاون في الأنشطة اللوجستية والصحية بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.
تعزيز العلاقات في كافة المجالات
عقب ذلك عقد السُّلطان والرئيس بزشكيان جلسة ثنائيّة خاصّة.
وأكّد الدكتور پزشكيان خلال اللقاء استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التعاون مع عُمان في جميع المجالات، مشيرًا إلى أن "لدينا الاستعداد لبذل كل ما في وسعنا من أجل عزّة المسلمين ورفعتهم. كلٌ منا يمتلك إمكانيات يمكن توظيفها لتحقيق الرفاهية والتقدم لشعبينا ولدول المنطقة، وفي مثل هذه الظروف لن تتمكن أي قوة خارجية من فرض هيمنتها على الشعوب المسلمة".كما اشاد الرئيس بزشكيان بالمواقف الصريحة لسلطنة عُمان في دعم الشعب الفلسطيني، وقال لسلطان عمان:نعرب عن "خالص الشكر لمواقفكم المشرفة تجاه قضية غزة ودعمكم للمظلومين".
وتطرّق إلى استعداد إيران لتطوير التعاون مع عُمان في المجالات المالية والعلمية والتعليمية والتكنولوجية وخاصة الطبية، مؤكدًا أن "في القطاع الطبي يمكننا إقامة علاقات بناءة مع عُمان. النفط والغاز هما نعمتان إلهيتان لكنهما غير دائمتين، لذا يتعين على رجال الأعمال والصناعيين في البلدين التخطيط للأجيال القادمة وبناء أسس اقتصادية طويلة الأمد".
وأكّد الدكتور پزشكيان في جزء آخر من كلمته على ضرورة تسهيل التبادلات الاقتصادية وتيسير المعاملات التجارية وتعزيز التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية.
كما أشاد رئيس الجمهورية بالدور الفاعل والبناء لسلطنة عُمان في مسار المفاوضات غير المباشرة، قائلاً: "نشكر جهود سلطنة عُمان الشقيقة والصديقة في الوساطة، ونأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى نتائج إيجابية".وأشار إلى الموقع الاستراتيجي لعُمان في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدًا أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية لها ثقة كاملة في عُمان، وهذه الثقة تزيد من مسؤولية الطرفين في تعزيز العلاقات ومتابعة التفاهمات المشتركة".
من جانبه، رحّب السلطان هيثم بن طارق بوفد الجمهورية الاسلامية الايرانية رفيع المستوى، معربًا عن امتنانه لكلمات الرئيس بزشكيان، ومشيرًا إلى أن "عُمان بفضل الله تعتمد اليوم على تعزيز التبادلات التجارية بعيدًا عن النفط والغاز، وهي في وضع جيد".
وأضاف السلطان هيثم بن طارق: "أوافقكم الرأي بأنّ فتح مسار نشاطات التجار سيقود إلى قفزة كبيرة في علاقات بلدينا. يجب تطوير العلاقات بين موانئ إيران وعُمان، كما أن خط السكك الحديدية الشمال-الجنوب في إيران يحظى بأهمية تجارية كبيرة بالنسبة لنا".
وتطرّق إلى العلاقات الأمنية والعسكرية القائمة بين البلدين، مؤكدًا أن "مسقط تتابع بجدية مسار المفاوضات وتعتبر نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية نجاحًا للمنطقة. يجب دعم اكبر للتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، ونحن نرحب بأي تعاون مع إيران خاصة في المجالات العسكرية والمصالح المشتركة".
وأعرب السلطان هيثم عن تقديره للثقة التي يوليها سماحة قائد الثورة الإسلامية للدور الوسيط لعُمان، مؤكدًا أن "عُمان لا تبحث عن مصالح شخصية في هذه العملية، بل انخرطت فيها بنوايا حسنة. مواقف قائد الثورة التي تبلغوننا إياها تحظى باهتمامنا الكامل ومتابعتنا الدقيقة".وفي الختام، أشاد السلطان هيثم بالمواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن "التمسّك بحقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عن المدنيين المظلومين هو موقف نبيل ونقدّره غاليًا".
توقيع اتفاقيات
كما شهد الرئيس بزشكيان والسلطان هيثم، التّوقيع على 5 اتفاقيات تعاون و10 مذكرات تفاهم و3 برامج تنفيذيّة وتدشين طابع بريدي بقصر العلم، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس بزشكيان لسلطنة عمان.
وتمثلت الاتفاقية الأولى في اتفاقية التعاون القانوني والقضائي في المجالات المدنية والجزائية وتسليم المتهمين ونقل المحكوم عليهم، والاتفاقية الثانية الإطارية للتعاون المشترك.
والاتفاقية الثالثة تتعلق بالتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، والاتفاقية الرابعة تتعلق بالمساعدة الإدارية المشتركة في مجال الجمارك ، والاتفاقية الخامسة تتعلق بالأفضليات التجارية.
وجاءت مذكرة التفاهم الأولى بشأن التعاون المتعلق بنشر حراس الأمن المسلحين على متن الرحلات الجوية ،ومذكرة التفاهم الثانية في مجال التعاون الصحي،وجاءت مذكرة التفاهم الثالثة بين وكالة الأنباء العُمانية ووكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ،ومذكرة التفاهم الرابعة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات،ومذكرة التفاهم الخامسة للتعاون في المجال المتحفي، وجاءت مذكرة التفاهم السادسة في مجالات الإسكان والتخطيط العمراني والبناء ، ومذكرة التفاهم السابعة في مجال تنظيم المعارض والفعاليات والمؤتمرات ، ومذكرة التفاهم الثامنة بشأن التعاون في تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال ، ومذكرة التفاهم التاسعة في مجال التعدين والموارد المعدنية ،ومذكرة التفاهم العاشرة بشأن مراجعة دراسة جدوى مشروع الربط الكهربائي.
وجاء البرنامج التنفيذي الأول للتعاون في مجالي التعليم التقني والتدريب المهني،والبرنامج التنفيذي الثاني للتعاون في المجال الثقافي،والبرنامج التنفيذي الثالث للتعاون السياحي.
 إقامة علاقات أفضل وأوسع مع الجيران
وقبيل مغادرته طهران، وفي تصريح للصحفيين في مطار مهرآباد، أكّد الرئيس بزشكيان، على ان الهدف من الزيارة إلى عُمان هو إقامة علاقات أفضل وأوسع مع الجيران، وهذه العلاقات تتطور يوماً بعد يوم.
ولفت رئيس الجمهورية الى أن حجم التبادل التجاري بين طهران ومسقط يبلغ الان 2.3 مليار دولار، مؤكداً السعي لمزيد من تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين. وقال: الهدف من هذه الزيارة هو إقامة علاقات أعمق وأفضل مع الجيران بما في ذلك سلطنة عُمان، ومن المقرر توسيع علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية.
وأضاف الرئيس بزشكيان: ان تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة ومواجهة الجرائم التي ترتكب في غزة هي من المحاور التي يمكن متابعتها خلال هذه الزيارة، ومن المقرر الوصول إلى لغة ورؤية مشتركة في هذا الشأن، ويتعين على دول المنطقة أن تتعاون وتنقل احتجاجها على الممارسات الإجرامية للكيان الصهيوني، التي لا يقبلها أي إنسان، إلى المحافل الدولية.
علاقات متنامية
وتابع قائلاً: لدينا مع عُمان ما يقرب من 2.3 مليار دولار من التبادل التجاري، وهذه العلاقات تتزايد يوماً بعد يوم، ومن المقرر خلال هذه الزيارة مناقشة مواضيع في مجالات الطرق والملاحة والتجارة وزيادة تقارب وجهات النظر بين المسؤولين. وأشار بزشکیان إلى مشاركة رئيس الغرفة التجارية الإيرانية في هذه الزيارة، قائلاً: إن شاء الله سنتمكن من إقامة علاقات أكثر دفئاً وعمقاً بين البلدين مقارنة بالماضي، والوصول إلى إنجازات مهمة.
وتعد العاصمة العُمانية مسقط الوجهة العاشرة لزيارات الرئيس مسعود بزشکیان الدولية بصفته رئيساً للجمهورية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي