في ذكرى شهداء الخدمة
الشهيدان رئيسي وأميرعبداللهيان جبلا إيران الشامخان و خادما الأمة الإسلامية وسندا المقاومة
كان شامخاً فوق السد، نظره يجري عكس النهر، ويده تحفر المجرى تقود الحياة من آراس إلى تبريز حيث تولد البساتين بين أصابعه، وتتحول قرى الطين والحجر عند سفوح زاغروس الكبير إلى أضواء من ماء مقدس يلمع عشقاً في أعلى جليد جبل دماوند.
هو أحد جبال إيران الشامخة وأكثر انهارها تدفقاً ومفاعلها النووي وسلاحها المجنح القادم من بلاد الشمس وصحراء طوس المنتدب من سلطان مشهد إلى رئاسة الجمهورية.
خادمٌ صغير في دولة كبيرة، لم يعرف التعب ولا الكلل أو الملل، طاف في مختلف البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، صلى صلاته أينما حلّ ضيفاً مرحباً به، ورفع القرآن الكريم في المحافل الدولية دفاعاً عن حرمة كتاب الله، ودافع عن الشهيد قاسم سليماني في عقر دار الأميركي في نيويورك عندما حمل صورته قائلاً: «الحاج قاسم استشهد وهو على درب تأمين الحرية للمنطقة».
إختار وزير خارجية حكومته بدقة، فكان له رفيق الدرب والمسير وكانا قائدي الجبهة والمحور. ومنذ اللحظات الأولى للقيادة، وضعا إيران فوق كل اعتبار، حكومة وشعباً وخدمات وواجبات حتى الرمق الأخير، فهم الأشداء على الكفار والرحماء فيما بينهم.
بينما كان يجود بنَفسه الأخير بين ضباب الغابة أدرك الناس أنهم فقدوا واحدا من أغلى الرجال في إيران، وفقدوا من كان حاملاً فلسطين وقضيتها، رحل «الشامخ» وهو واقف في ساحة العمل يكافح من أجل ازدهار البلاد وتطورها، هو خادم الشعب الشهيد السيد إبراهيم رئيسي،ورحل وزير خارجية إيران المحب الدكتور حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما الذين شهدوا معهم اللحظات الأخيرة قبل الشهادة.
كانت ليلة باردة ودامعة عندما توارت الأجساد في عتمة الغياب، وظلّ صدى صوت القسم يتردد في مدن إيران الحزينة التي عبّرت عن حبها للرئيس الخادم وتقديرها الكبير له عندما تدفقت خلف نعشه تهدر شكراً له. إنها لحظة الحقيقة حيث تجلت أعمال الرئيس الشهيد.
رحل الشهداء وعيونهم على الوطن والمحور والجبهة والقضية وأطفال غزة، هكذا يعبر الشهداء بهدوء العطاء وعظمة التشييع وكثرة الحاضرين والباكين والمعزّين، وقلوب الملايين التي حملت الأجساد الطاهرة تودعها إلى مثواها الأخير. هكذا هم، شهداء الخدمة الشاهدون على مطالب الشعب ومظلومية غزة وفلسطين ودعم المقاومة ومحورها.
لم يكن خبر استشهاد شهداء الخدمة في تحطم المروحية التي كانت تقلّ رئيس الجمهورية الشهيد آية الله السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان وإمام الجمعة في تبريز آية الله السيد محمد آل هاشم ومحافظ أذربايجان الشرقية مالك رحمتي والعميد سيد مهدي موسوي قائد وحدة الحماية الرئاسية والعقيد الطيار سيد طاهر مصطفوي والعقيد الطيار محسن داريوش والرائد الفني بهروز قدمي من محافظة آذربايجان الشرقية خبراً عادياً، بل كان خبراً عالمياً تابعه الجميع في العالم، وآلم قلوب المحبين في جميع دول العالم دون استثناء، فهم شهداء الخدمة قولاً وفعلاً، ضجّ خبر استشهادهم في كل مكان، قريباً كان أم بعيداً، فهم ذاكرة الشعب الإيراني والشهداء الذين لم يهابوا الموت.
منذ اللحظة الأولى للإعلان عن شهداء الخدمة، نُكّست الأعلام في الكثير من الدول حداداً وتضامناً مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأقامت دول صديقة ودول المحور مجالس تأبين للشهداء، جريدة الوفاق، في ذكرى مرور سنة على الإستشهاد، تنشر مقابلات مع عدد من الشخصيات حول مواقف مهمة في حياة كل من الشهيدين الرئيس المقاوم آية الله السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية المقاوم الدكتور حسين أمير عبداللهيان.
الشيخ حسن البغدادي: إيران رأس الحربة في محور المقاومة
من لبنان كانت البداية، البلد الذي أحب الشهداء وفتحت لهم المقاومة أذرعها ترحيباً وتقديراً عند كل زيارة لهم، حين صالوا وجالوا على مواقع المقاومة والتقوا المقاومين وزاروا أضرحة الشهداء، فكانوا المحبين للبنان ولشعبه، وكذا هو الحال من لبنان وشعبه لشهداء الخدمة.
الشيخ حسن البغدادي، عضو المجلس المركزي في حزب الله يحدثنا عن تأثير هذا الحادث فيعتبر أن إيران كبيرة ولديها مؤسسات ووجود آية الله العظمى السيد علي الخامنئي كما أن المجتمع الإيراني بتنوعه الطائفي والمذهبي وحتى مشاربه السياسية يجتمع على مصلحة إيران عندما تتعرض لأية هزة وهذا بديهي بالنسبة للجمهورية الإسلامية، ربما يؤدي هذا الحادث في دول أخرى إلى اهتزاز وضعها الأمني وإعلان حال الطوارئ، لكن إيران تعاملت قيادةً وشعباً مع الحدث على أنه أمر مؤلم ولكنه طبيعي، وبقيت الأمور تسير كالسابق وفق إطار مؤسسي. هذا يدل على عمق إيران وأهمية دور المؤسسات التي تحكم البلاد مضافاً لطبيعة المجتمع الايراني الذي يختلف عن كثير من طبائع شعوب المنطقة.
ويشير إلى أن مشاركة فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية واليمنية في مراسم التشييع تأتي في سياق العلاقة المتينة التي تربط الجمهورية الإسلامية بهذه الفصائل، وهم لا يرتبطون بها ارتباطاً روتينياً أو مجاملةً أو مصالح خاصة بقدر ما هو ارتباط حقيقي، ارتباط مع القيادة والقائد ومع التكليف ارتباط الموجّه مع الرأس، كل الفصائل اليوم في المنطقة تنظر إلى إيران أنها هي الأم وهي التي تُشكل رأس الهرم ورأس الحربة في محور المقاومة، لذلك من الطبيعي أن تجتمع الفصائل في مراسم تشييع الرئيس الشهيد ومرافقيه بما يُمثل فخامة رئيس الجمهورية من موقع متقدم في ضمير هذه الفصائل، والتي شاهدته عن قرب كيف تبناها وكيف دافع عنها وكيف حماها والشهيد الرئيس بقي لآخر لحظة يوجه التحايا إلى فلسطين وغزة ويبكي على شهدائهم ونسائهم وعلى أطفالهم، فهذا أمر طبيعي وبديهي أن يكون هذا التكامل بين محور المقاومة وبين رأسها.
تعتبر القضية الفلسطينية من أعمدة نظام الجمهورية الاسلامية، يؤكد الشيخ البغدادي فالجمهورية قامت على ركائز أساسية لا يمكن التنازل عنها هي القضية الفلسطينية، وإيران تعتبر نفسها مقابل الكيان الصهيوني الذي يريد أن يكون معبراً لمواجهة الإسلام، ولينهب ثروات المسلمين وليفُت من عضد المسلمين، الجمهورية الإسلامية التي أسسها الإمام الخميني(قدس) تعتبر نفسها المعبر الآخر التي تريد له أن يتشكل لمواجهة هذا الاستكبار وقطع يده عن بلاد المسلمين ومواجهة الغدة السرطانية «إسرائيل» التي تعد بوابة هذا النفوذ الغربي إلى بلادنا وبالتالي تكون إيران هي العنوان الجامع لوحدة المسلمين، والعنوان المؤثر في خيارات الأمة، من هنا يؤكد الشيخ البغدادي أنه عندما نتحدث عن الشهيد الرئيس لا نتحدث عن شخص جاء بأفكار جديدة إنما هو كادر من كوادر هذه الثورة وعالم من علمائها ورئيس من رؤسائها ومسؤول من مسؤوليها وشخصية من شخصياتها، حمل الفكرة نفسها والأهداف نفسها وسار وفق المشروع الذي رسمه الإمام الخميني (قدس)، هو سار طبق هذا البرنامج وحمل لواء الثورة وذاب بالامام (قدس) وبسماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، وكان الرئيس المطيع للقائد الحكيم وحمل هموم الثورة الإسلامية وقضية المسلمين الأولى القضية الفلسطينية والتي اعتبر أنها ليست قضية حدود جغرافية بقدر ما هي قضية مركبة من المقدسات ومظلومية شعب مسلم بأكمله، فهو كان يرى في مظلومية أهل غزة أن تكون المحطة الأخيرة في دق اسفين قوي في هذا الكيان الغاصب المؤقت التي ستطيح به هذه الدماء الطاهرة المراقة على أرض فلسطين أو أي منطقة، وبالتالي لم يكن يرى الرئيس الشهيد أن الزمن الذي يفصله عن زوال هذا الكيان بعيداً، وبغض النظر عن وجوده شخصيا ًكان أو لا يكون، هذا ما أسسه مع رفاقه وعندما لا يكون هو موجوداً سيأتي من يكمل طريقه بنفس الهمة والأسلوب لتحرير فلسطين إن شاء الله(سبحانه وتعالى).
كما تُشكل شهادة وزير الخارجية الشهيد عبد اللهيان خسارة كبيرة وفق الشيخ البغدادي، معتبراً أن للوزير الشهيد شخصية مميزة فهو مفكر حاضر الذهن نشيط حيوي يذوب في قضايا العرب والمسلمين وفي القضايا الإسلامية، وكان في الأشهر الأخيرة بعد عملية «طوفان الأقصى» وإلى اليوم حاضر في كل الميادين وفي لبنان والمنطقة، لا شك ولا ريب أن فقدانه خسارة لا يمكن لأحد إنكارها ولكن نحن تعودنا في إيران ومع فصائل المقاومة أن فقدان الرجال لا يوقف العمل، إنما يأتي البديل بسرعة ويقوم بالمهام نفسها.
الدكتورة دلال عباس: الشهيدان رئيسي وأميرعبداللهيان حملا القضيّة الفلسطينيّة إلى المحافل العالميّة
ترى الاستاذة الجامعية اللبنانية الدكتورة دلال عباس بأن آية الله السيّد الشهيد رئيسي رسم في المجتمع الدّولي صورة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، المستقلّة، التي لا تساوم على مبادئها؛ مستخدماً لهجةَ تحدٍّ لأميركا، التي تربّى منذ أن كان فتًى على وصف الإمام الخميني (قدس) لها على أنّها «الشيطان الأكبر» وتحدٍّ للكيان الصهيونيّ الذي يؤمن بأنّه لا شكّ زائل؛ وفي الوقت الذي كان يعمل فيه على معالجة المشاكل الإقتصاديّة الناجمة عن العقوبات المفروضة على إيران، بسبب دعمها للقضيّة الفلسطينيّة وقضايا التّحرّر، اتّبع في موازاة ذلك سياسة خارجيّة تقوم على التقارب مع دول الجوار لتحصين المنطقة التي صرّح مراراً أنّها تتعرّض لهجومٍ شرس، لا يقلّ سوءاً عن الغزو الصّليبيّ، يهدف إلى تفتيت المنطقة عبر المؤامرات التي يحوكها بمختلف الوسائل.
أما الدكتور أمير عبداللهيان فله باعٌ طويلٌ في العمل الدبلوماسي قبل أن يُعيّن وزيراً للخارجيّة في عهد الرئيس الشهيد رئيسي، وهو عزّز العلاقات بالمعسكر الدولي المناهض للولايات المتحدة الأميركيّة، واعتماد استراتيجيّة “التّوجّه شرقاً”، وعدم إغفال عامل التفاهمات الدبلوماسيّة في إدارة العَلاقات مع الولايات المتّحدة… أميرعبد اللهيان أو «الدبلوماسي المقاوم»، تولّى الأمانة العامّة لـ “المؤتمر الدولي لدعم الإنتفاضة الفلسطينيّة” في العام ٢٠١٦؛ وتوثّقت علاقته بقادة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وكلنا شهدنا دوره التنسيقيّ بين تلك القوى عقب عمليّة «طوفان الأقصى»، وجولاته وأسفاره إلى البلدان المنخرطة في محور المقاومة، والمؤيّدة والداعمة لهذا المحور، بهدف مساندة غزّة.
وتؤكد بأن إيران خسرت وكذلك محور المقاومة رئيساً مثاليّاً، رمزاً لرجل الدولة والنظام والقانون، عاشقاً للقضيّة الفلسطينيّة والمقاومة؛ وخسرت باستشهاد عبد اللهيان دبلوماسيّاً حذقاً؛ متفانياً من أجل الحق والقضيّة الفلسطينيّة والمقاومة… لقد حملا القضيّة الفلسطينيّة إلى المحافل العالميّة.
أركان بدر: الشهيد أمير عبد اللهيان وزير خارجية المقاومة الفلسطينية
من فلسطين التي سكنت قلب وعقل الشهيدين وحملوا قضيتها إلى المحافل الدولية فيعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأستاذ بدر أنه لا شك فيه بأن استشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي يُشكل خسارة جسيمة على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي، نظراً للدور الريادي الذي لعبه في قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال فترة توليه السلطة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل دورها في رسم السياسات الداخلية والخارجية لأنها دولة مؤسسات، وهي عصية على الاستهداف، وستواصل المسيرة على خطى الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي، في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لقائد الثورة سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.
يرى الأستاذ بدر بأن الملف الفلسطيني احتل أولوية مطلقة في سلّم أولويات واهتمامات الرئيس الشهيد، باعتباره تقدم صفوف الداعمين للقضية الفلسطينية ومظلومية شعبنا، وقد تميز بدعمه اللا محدود للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، إذ لم يفوت فرصة ولا خطاباً إلا وكانت فلسطين حاضرة بقوة، ولاسيّما في خطابه الأخير قبل استشهاده. ونقول له: كما كنتم أوفياء لفلسطين، سنكرمكم في قلوبنا، وسنقيم لكم ولشهداء إيران والمقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل أحرار العالم، أنصبة التكريم في القدس عاصمة دولة فلسطين المستقلة.
أمّا الشهيد أمير عبد اللهيان فقد مارس دور الدبلوماسي المقاوم في المحافل الإقليمية والدولية، دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومظلوميته التاريخية، في مواجهة الاحتلال وإرهابه المُنظم، و قد كان بمثابة وزير المقاومة الفلسطينية، إذ استثمر موقعه الدبلوسي بمروحة اتصالات وجولات إقليمية ودولية مكوكية لشرح معاناة الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال الصهيوني، المدعوم بلا حدود من الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تضاعف هذا الدور منذ عملية «طوفان الأقصى» والعدوان الصهيوني البربري النازي والوحشي الذي شنته قوات الاحتلال على شعبنا الصامد الصابر المقاوم في غزة الأبية وصموده الأسطوري غير المسبوق في تاريخ البشرية، رغم المجازر وحرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير والقضم والتهويد والاستيطان، في إطار المشروع الصهيوني الهادف إلى إقامة دولة «إسرائيل» الكبرى على كل أرض فلسطين التاريخية، على حساب الشعب الفلسطيني ووجوده وحقوقه الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».
علاء العجيل الفتلاوي: خادم الشعب الذي زهد بالدنيا
من العراق يقول مدير شبكة إعلام النجف الأشرف علاء العجيل الفتلاوي عن الشهيد رئيسي أنه كان رئيس لدولة هي من بين أغنى دول العالم تَنَقل بين أقوى مؤسساتها ووقعت بين يديه الكريمتين ثروات طائلة ولكنه زهد بها، بل قد أكون غير منصف إن قلت زاهداً، فالزهد يقال لمن أحب شيئاً ورغب به ثم تركه أما هو خادم الشعب فيقينا ومن خلال سلوكه فإنها الدنيا لم تجذب نظره لأنه يعلم أن سفره قصير وأن خير المسافرين هو قليل المتاع، وأنه رضي بالتقوى زاداً (تزوّدوا فان خير الزاد التقوى).
وأقول له أيها الشهيد الرئيس لم يبكيك الإيرانيون فقط، بل بكاك كل محب للحرية، عليك وعلى قادة النصر التقى نهر دموع العراقيين بنهر دموع الإيرانيين فانهارت السدود التي سعى الإستكبار التى وضعها بين أنهار الخير في عالمنا والتي جمعها روح الإمام آية الله الخميني(قدس) وقوّت أواصر وحدتها حنكة سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي وفجرتها دماء الرئيس الشهيد الخادم آية الله رئيسي فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.
الشيخ حسن الجابري: خادم المشروع الإسلامي
من ناحيته، تحدث الشيخ حسن الجابري مسؤول في مركز الجنوب الثقافي بالعراق عن نظرة الشعب العراقي للشهيد الرئيس آية الله إبراهيم رئيسي على أنه رئيس حكيم، وكذلك ينظرون إليه بأنه صاحب « النظرة الثاقبة والدقيقة» وخادم المشروع الإسلامي، إذ كان ينظر إلى قضايا الأمة لا سيّما قضايا العراق، بعبارته الشهيرة مخاطباً الشعب العراقي: « دمك دمي ولحمك لحمي»، تعامل مع القضية الفلسطينية وكان خير ممثل ونائب عن سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، الشعب العراقي كان ينطر إليه بإحترام كبير، وأيضاً وزير الخارجية الشهيد أمير عبد اللهيان واحد من الشخصيات العظيمة والعملاقة، هذا الشهيد العزيز كان يمثل وزير الخارجية للمقاومين في العالم الإسلامي وليس فقط لإيران، وكذلك كان داعماً كبيراً جداً للمقاومين في العالم الإسلامي وليس فقط في إيران، وذلك كان داعماً للعراق أثناء وجود الاحتلال الداعشي، فكان دائماً ما يدعم الشعب العراقي والمرجعية والحشد الشعبي.
العميد حميد عبدالقادر عنتر: شهداء الخدمة كانوا المدد والسند لمحور المقاومة
ومن اليمن وبكلمات قليلة معبّرة من مستشار رئاسة الوزراء العميد حميد عبدالقادر عنتر، قال معزياً بأن الحزن والأسى خيّم على كل دول المحور وشعوب وأحرار دول العالم بإستشهاد رموز المقاومة الشهيدين الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية ورفاقهما، هؤلاء الشهداء شهداء الخدمة الذين كانوا المدد والسند وقادة دول المحور ونشهد لدورهما المحوري والرئيس في دعم المقاومة سواء في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان، وبإستشهادهما فقدت دول المحور والأمة العربية والإسلامية رموز المقاومة الذين كانو يمثلون السند والمدد والشريان الرئيس لدعم كل الدول المستضعفة، ورغم الفقد المؤلم، إلاّ أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابتة وراسخة ولن تشهد فراغاً سياسياً، ففي إيران الجمهورية الإسلامية من شيعة الليث الكرار والغيث المدرار والمردي لعمرا يوم زاغت الأبصار أسد الله الغالب وسهم الله الصائب إمام المشارق والمغارب من رُدت لقتاله الشمس بعد المغارب وحبه فرضاً واجب على الحاضر والغائب إمام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين الإمام علي ابن أبي طالب(ع) لحمل الراية وأخذ زمام المبادرة لاستكمال المشروع المحمدي حتى يرث الله الأرض ومن عليها لإقامة دولة العدل الإلهي.
ناشطة جزائرية: بالحنكة الدبلوماسية وطد العلاقات مع الدول المختلفة
من الجزائر قالت الدكتورة جميلة شطيطح رئيسة التحالف الدولي لدعم غزة وفلسطين في الجزائر عن حادث استشهاد الرئيس رئيسي والوزير حسين أمير عبد اللهيان، وعن شخص الشهيد رئيسي: بالنسبة لنا شخصية الرئيس الشهيد محترمة ووقورة، وأيضاً تتجلى فيه الحنكة الدبلوماسية وهذا ظهر عبر إقامته علاقات طيبة مع العديد من الدول وعلى رأسها روسيا ولا ننسى الجزائر، هنالك علاقات طيبة بين إيران والجزائر وهي علاقات قوية جداً على أرض الواقع.
وتابعت عن دور شهداء الخدمة في دعم القضية الفلسطينية: لهم دور كبير وخاصة في معركة «طوفان الأقصى» كانوا خير سند وداعم، ومن أكبر المناصرين للقضية وإسناداً للمقاومة على كافة المستويات.
وأضافت: لقد لعبت إيران دوراً كبيراً من أجل دعم وإسناد القضية الفلسطينية، في هذا الوقت بالذات، خصوصاً أننا نعلم أهمية العامل النفسي، ونعلم أن الطرف المقابل يخاف من تكتل وجهود جميع شرفاء وأحرار العالم، ومثل اللقاءات التي عقدتها إيران حول فلسطين بهذا الحجم، وبهذا الوزن ترعب أعداء الأمة وتجعلهم يتراجعون.
سيد أحمد إقبال رضوي: الشهيد رئيسي رئيسٌ وخادم للإسلام والمسلمين
من باكستان تحدث لصحيفتنا سيد أحمد إقبال رضوي نائب رئيس حزب مجلس الوحدة الإسلامية الباكستانية عن دور الشهيدين رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان في دعم قضايا الأمة الإسلامية، موضحاً: الشهيد رئيسي لم يكن في نظرنا رئيساً لإيران فحسب، بل كان رئيساً وخادماً للإسلام والمسلمين في العالم، وكان من الشخصيات المؤثرة التي قدمت العديد من الخدمات والأنشطة في العالم الإسلامي، وبذلت الجهود من أجل تحقيق وحدة المسلمين. وقد كان مصراً جداً على الوحدة بين مسلمي العالم، لكي يكون لدى المسلمين مودة وأخوة مع بعضهم البعض في مواجهة الغطرسة الصهيونية العالمية.
وأردف: كان الشهيد النبيل يدأب لنصرة شعب غزة الأعزل والمضطهد، وكان من أصدق الأشخاص الذين بذلوا جهوداً لا مثيل لها من أجل انتصار القضية الفلسطينية، ونحن كباكستانيين نتذكر أفضاله جيداً ونقدر جهوده وخدماته إلى أبعد الحدود.
وأضاف قائلاً: عندما حضر الرئيس الشهيد إلى باكستان، كان لي شرف لقائه عن قرب، وكان الشعب الباكستاني سعيداً جداً ومسروراً بحضوره إلى باكستان، وعلى الرغم من أن الغطرسة العالمية التي تقودها أمريكا لا تريد أن تكون إيران وباكستان الجارتان، صديقتين وأن تتوطد علاقتهما، إلا أنه عندما سافر السيد رئيسي إلى باكستان، ومنذ لحظة وصوله، رحب شعبنا بحضوره أحر ترحيب وكان سعيداً جداً بهذه الزيارة، كما غطت وسائل الإعلام الباكستانية حضوره بشكلٍ كامل، وقد كان استشهاده خسارة كبيرة ليس لإيران فحسب، وإنما للعالم الإسلامي برمته.
وتابع: إن السياسة الدولية للشهيد السيد رئيسي ومبادئ الدبلوماسية للدكتور أمير عبد اللهيان لم تكن مبنية على السياسة والمبادئ الدبلوماسية المشتركة في الدول الأخرى فحسب، بل كانت هذه الدبلوماسية مبنية على روح المقاومة، وينبغي اعتباره وزيراً لخارجية محور المقاومة بأكمله وليس فقط للجمهورية الإسلامية الإيرانية. لذلك فإن فقدان هاتين الشخصيتين الكبيرتين هو في الحقيقة خسارة مؤلمة وكبيرة لإيران والعالم الإسلامي قاطبة.
ناشط سياسي تركي: إيران مهمة جداً للعالم الإسلامي
بدوره، علق الناشط السياسي التركي البارز «عاطف أوزبي» على استشهاد الرئيس رئيسي والوزير أمير عبد اللهيان قائلاً: إيران قدمت العديد من الشهداء في سبيل المقاومة.
وأردف في حديثه: لقد بكى الشعب التركي وبكينا كلنا عندما سمعنا بخبر استشهادهم، طبعاً الشهادة أمرٌ عظيم، وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم:» ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء ولكن لا تشعرون». ونحن نعرف أن الرئيس رئيسي والوزير أمير عبد اللهيان قد أصبحا شخصيتين مشهورتين على مستوى العالم الإسلامي، خاصةً في إطار دعم المقاومة الفلسطينية وقضية غزة، وإن إيران هي الدولة الوحيدة بين دول العالم الإسلامي التي تؤيد حركات المقاومة في فلسطين وتدعمها في الوقت لم تقدم بقية الدول أي إنجاز يذكر في سبيل القضية، كما أن الرئيس رئيسي سعى لتحسين العلاقات مع دول الجوار، وزيارته إلى تركيا كانت ناجحة جداً كما قام بزيارات إلى باكستان وجمهورية أذربيجان في السياق نفسه. ونقول للشعب الإيراني بأن الدولة الإيرانية مهمة جداً للعالم الإسلامي وخاصةً للمقاومة ضد الصهاينة وأمريكا.
الشيخ محمد حافظي جالو: الشهيدان قدما خدمة جليلة للمستضعفين
من جهته، قال الشيخ « محمد حافظي جالو» أستاذ جامعي وإمام الجمعة في عاصمة غينيا ورئيس مؤسسات أهل البيت (ع) في هذا البلد، أن الشهيد آية الله رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان من الناس النشطين الذين كانوا يعملون ليل نهار لخدمة شعبهم، وخدمة القضية الإسلامية والمستضعفين ولقضية فلسطين، لذلك أدخل استشهادهم الحزن في قلوب المسلمين والأحرار في العالم، وفي بلدنا كنا من الذين يقدم إليهم التعازي، إذ تلقينا مئات الاتصالات لتقديم التعازي إلينا وإلى سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بلدنا وإلى الشعب الإيراني قيادة وحكومة، وفعلاً كما نقول في لغتنا: لم نكن نتمنى احتراق البيت ولكن استفدنا من النور، وأوضح: هؤلاء فعلاً عملوا وكانوا في الميدان وكانوا يتصلون بالقيادات ويزورونهم ويدعونهم على أساس أن يوحدوا صفوفهم ويتحدوا لكي يسيروا نحو التطور والنجاح والانتصار.
