إختتام الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين ايران وأمريكا
جولة صعبة وبناءة..والخامسة يحددها الجانب العماني
إستضافت العاصمة العمانية مسقط، يوم أمس الأحد 11 مايو/أيار، الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا، علما بأن الجولات الثلاث الاولى من هذه المحادثات قد عقدت في السابق في سلطنة عمان وإيطاليا.
ولدى وصوله الى مسقط، التقى وزير الخارجية سيد عباس عراقجي الذي يترأس وفد المفاوضات مع وزير الخارجية العماني بدر البوسيعيدي.
وفي هذا اللقاء، أعرب عراقجي عن امتنانه لوزير الخارجية وحكومة سلطنة عمان لاستضافتها ودورها المهم في تسهيل المحادثات الإيرانية الأمريكية، واستعرض وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الايرانية بشأن أهم جوانب هذه المحادثات ومواقف إيران المبدئية والأساسية في هذا الصدد.وأكد وزير الخارجية العماني عزم بلاده على تقديم أي مساعدة لتسهيل المحادثات، وأطلع عراقجي على الترتيبات والاستعدادات المرتقبة لهذه الجولة من المحادثات.
ختام الجولة الرابعة
قال وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية سيد عباس عراقجي بعد اختتام الجولة الرابعة من المفاوضات:أن هذه الجولة كانت جادة وصريحة أكثر من سابقاتها وتباحثنا في التفاصيل بشكل أكبر ولكن بالرغم من صعوبتها كانت المفاوضات مفيدة والكثير من القضايا الخلافية تم بحثها وحدث تقارب في وجهات النظر و ممكن أن نقول بأن المفاوضات تتقدم نحو الأمام وتم الاتفاق على عقد جولة قادمة والجانب العماني سيحدد مكان و موعد المفاوضات و ممكن أن تقام بعد اسبوع من الان بفرق يوم أو يومين.
وبشأن التصريحات الأمريكية المتناقضة قال عراقجي:للاسف هنالك مواقف متناقضة من الجانب الامريكي و هذا لايساعد المفاوضات و اليوم بحثنا هذا الامر بان هذه الطريقة يجب اصلاحها و كما أن ايران لها مواقف واضحة وموحدة فلذلك يجب على الجانب الامريكي ان يكون كذلك و اليوم كانت المباحثات مفيدة و لكن لا نقبل بمواقف متضاربة واذا تكررت سنتخذ السلوك المناسب.
وبشان القضايا التقنية والقانونية قال وزير الخارجية:تم بحث القضايا التقنية و القانونية و موضوع التخصيب يجب ان يستمر و لا يمكن ان نتنازل عنه و لكن من اجل خلق الثقة ممكن التفاوض حول مستواه لفترة محددة ولكن ايقافه غير مطروح،و رفع العقوبات هو اساس المفاوضات.
الى ذلك، اعلن المتحدث باسم الخارجية، اسماعيل بقائي، ختام الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين ايران وامريكا التي عقدت عصر أمس بوساطة وزير الخارجية العماني في مسقط. وكتب بقائي عبر منصة اكس للتواصل الاجتماعي حول هذه الجولة من المفاوضات: لقد كانت مفاوضات صعبة ولكنها مفيدة من اجل فهم أفضل لمواقف بعضنا الآخر والتوصل الى طرق معقولة وواقعية لحلّ القضايا الخلافية. ولفت بقائي الى ان الإعلان عن زمان ومكان الجولة التالية من هذه المحادثات، سيتم بواسطة المنسق العماني.
دماء علماء ايران النوويين أريقت من أجل التخصيب
وقبيل مغادرته الى سلطنة عُمان للمشاركة في الجولة الرابعة للمفاوضات الايرانية-الامريكية غيرالمباشرة، رأى عراقجي ان المواقف المتناقضة للولايات المتحدة إحدى المشاكل الخطيرة التي تواجهها المحادثات، مُؤكّداً على ان التخصيب حقّ لإيران ولن تتراجع عنه، موضحاً بأن دماء علماء ايران النوويين أريقت من أجل التخصيب ولا يمكن التفاوض عليه.
وأردف موضحاً: عقب جولتي الإقليمية الأخيرة والمشاورات مع المملكة العربية السعودية وقطر، أتّجه لحضور الجولة التالية من المفاوضات غير المباشرة وقد أجرينا المزيد من المشاورات هذا الصباح في طهران، ونأمل أن نصل في هذه الجولة إلى نقطة حاسمة.
تناقضات في مواقف الجانب الأميركي
وأشار وزير الخارجية إلى أنه وللأسف يُسمع الكثير من التصريحات المتناقضة من الجانب الآخر، سواء في المقابلات أو في المواقف، قائلا: نشهد وجود تناقضات سواء داخل أو خارج غرفة المفاوضات، أو في الفضاء الإعلامي. إن مواقف الجانب الآخر تتغيّر وتتحوّل باستمرار، وهذا هو أحد المشاكل في المفاوضات. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على عكس الطرف الآخر، لديها مواقف معروفة ومبدئية. لقد تحركنا في خط مستقيم تماما ومواقفنا واضحة تماما.
واكد عراقجي على ان البرنامج النووي الإيراني يتمتع بأسس قانونية وتنظيمية قوية، وكانت كافة جوانبه السلمية دائما وستظلّ تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا أحد حقوق الشعب الإيراني التي لا يجوز حتى التفاوض عليها أو المتاجرة بها.
إيران قدمت اقتراحاتها إلى الجانب الأمريكي
وفي إشارة إلى استعداد إيران لبناء الثقة واتخاذ خطوات أخرى في مجال الأنشطة النووية، أوضح عراقجي بان هذه المسألة كانت دائما واحدة من أولويات ايران وتمّ تناولها في المفاوضات السابقة، مبيّنا انه الآن وإستناداً إلى المنطق نفسه، قدّمت ايران للأطراف الأخرى خطّة يمكنها ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، مُضيفاً بانّهم قد قدموا خطتهم أيضا، ولكن للأسف يتم ملاحظة أفكار متناقضة بهذا الصدد.
ومضى يقول انه ومع بداية العصر الجديد، نؤكد مجددا أن حقوق الشعب الإيراني محددة بشكل كامل، وأن مبادئنا ومواقفنا بشأن البرنامج النووي محددة بوضوح. هذه الأشياء غير قابلة للنقاش أو التفاوض. ومع ذلك، نحن مستعدون لبناء الثقة والشفافية بما يتجاوز ما تم إنجازه حتى الآن، ونأمل أن يأتي الجانب الآخر أيضا إلى طاولة المفاوضات بمنطق تفاوضي واضح.
إثارة قضايا التفاوض إعلاميا
واوضح عراقجي بان المفاوضات يجب أن تتم على طاولة المفاوضات، وإثارتها في وسائل الإعلام يتعارض مع طبيعة المفاوضات ويخرجها عن مسارها الصحيح ويشكك في جدّية الطّرف الآخر.
وأضاف بانه إذا كان الهدف هو ضمان عدم امتلاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأسلحة النووية، فهذا أمر قابل للتحقيق تماما، ومن المؤكد أن الاتفاق على هذا الهدف سيكون متاحا. ولكن إذا تم تقديم مطالب غير معقولة، أو غير واقعية، أو غير قابلة للتنفيذ، فمن الطبيعي أن تواجه المفاوضات صعوبات.
الجولات السابقة كانت ايجابية وجدية
وعن موقف ايران فيما يخص التناقضات الامريكية، اوضح عراقجي بان الجولات السابقة كانت إيجابية وبنّاءة، وكان الطرف الآخر يظهر دائما جديته واهتمامه بالتوصل إلى اتفاق، لكن بعض مواقف الامريكان الاعلامية خارج المفاوضات متناقضة، مبيّنا ان هذه المسألة تعوق عملية التفاوض وتخرجها عن مسارها الصحيح والسليم.تابع: «نحن نتفهم أن لدى الامريكان جمهورا مختلفا وقد يستجيبون لضغوط معينة وعوامل التحريض على الحرب ،لكن هذه الامور مشكلتهم، وليست مشكلتنا، ولا ينبغي أن تصبح موضوعا للتفاوض.»
و استطرد مشيرا الى ان المفاوضات لها جديتها ومتطلباتها ومبادئها، ويجب الالتزام بها، ولا يجوز إجراء المفاوضات من خلال وسائل الإعلام، موضحا بانه يتوقع من الطرف الآخر أن تكون مواقفه ثابتة وحازمة، كما أن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابتة ومبدئية وجوهرية تماما.
وأردف: ستعتمد مدّة المفاوضات على أجوائها ومدى تقدّمها. وقد تمّ بالفعل إرسال فريق من الخبراء الإيرانيين إلى مسقط للاستفادة منه إذا لزم الأمر.
إيران تصر على حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
وفي كلمة ألقاها عراقجي يوم أمس الأول، في الدورة الرابعة من «مؤتمر الحوار بين إيران والدول العربية» تحت عنوان «علاقات قوية ومنافع متبادلة» المنعقد بشكل مشترك من قبل «المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية» و»مركز الجزيرة للدراسات صرح: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر حيازة واستخدام الأسلحة النووية امرا محرما ، وكانت على الدوام عضواً ملتزماً بالنظام الدولي لمنع الانتشار لكنها في الوقت نفسه تصر على حقها في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب.
إيران تؤمن إيمانا كاملا بمبدأ الحوار
وأكد عراقجي على تعزيز التفاعل والتفاهم بين إيران والعالم العربي. وأضاف: «لا شك أن العلاقات الطيبة بين إيران والعالم العربي عبر التاريخ وفي إطار الحضارة الإسلامية العظيمة حققت إنجازات قيمة للحضارة الإسلامية والعالم أجمع والتي تعتبر اليوم جزءا من التراث الإسلامي المشترك ومصدر فخر لنا. إن منطقتنا التي كانت مهد الحضارات القديمة والأفكار النبيلة والثقافات الغنية في الماضي البعيد، تحتاج إلى التفاهم والتضامن والتعاون المتبادل أكثر من أي وقت مضى. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن إيمانا كاملا بمبدأ الحوار، سواء على المستوى الداخلي أو في البيئة الإقليمية والدولية.
وأضاف عراقجي: «بناء على السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإننا نصر على تحقيق الوفاق الإقليمي.
وتابع وزير الخارجية: «لقد أدركنا أن نقاط الاشتراك بيننا كثيرة وأكبر بكثير من نقاط الخلاف التي معظمها بالطبع مفتعل ومفروض من الخارج. ولكننا اليوم لا نستطيع أن نتحدث عن تحقيق أهداف العالم الإسلامي وفي نفس الوقت نتجاهل الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. إن الوجود الصهيوني هو أهم مصدر تهديد للسلام في المنطقة، ومن خلال دعمه وضعت أمريكا نفسها في موقف المتواطئ والشريك في جرائم هذا الكيان.
الكيان الصهيوني هو مصدر انعدام الأمن
وأضاف عراقجي: «إن فكرة الدولتين التي تم خلقها بالوهم قد ادت لعقود من الزمن إلى تدمير حقوق الشعب الفلسطيني بشكل أكبر. والآن وقد أعلن الكيان الصهيوني رسميا الغاء هذه الفكرة، ويواصل الآن بلا هوادة إبادة الشعب الفلسطيني استعماريا من خلال أبشع أساليب الإبادة الجماعية والتهجير القسري. إن الكيان الصهيوني، باعتباره كياناً شريراً وإجرامياً في المنطقة، كان دائماً مصدراً لانعدام الأمن والتهديد والحرب في المنطقة المحيطة على مدى العقود الثمانية الماضية. لقد اعتدى هذا الكيان على كل جيران فلسطين المحتلة، وبينما يرتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، فإنه جعل من سوريا ولبنان هدفا لعدوانه المستمر وهجماته الإرهابية، وهاجم اليمن مرارا وتكرارا.
وأشار وزير الخارجية الايراني إلى أن هدف الكيان الصهيوني من هذه الاعتداءات هو التدمير والإضعاف والقتل في الدول الإسلامية واحتلال أكبر قدر ممكن من أراضي دول المنطقة، وقال: «إن مواجهة هذه الاعمال الشريرة واجب قانوني وأخلاقي على جميع حكومات المنطقة.
وتابع: «من الضروري للدول الغربية وكل من يدعي معارضة الأسلحة النووية أن يمتنع عن المعايير المزدوجة. لا يمكن لأحد أن يدعي القلق بشأن الطاقة النووية السلمية لإيران وغيرها من البلدان في المنطقة، ثم يسمح لكيان احتلالي ومعتد ومجرم بامتلاك ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية. نحن نواصل حواراتنا مع الحكومة الأميركية، وبطبيعة الحال، في الوقت نفسه مع أوروبا وروسيا والصين، بحسن نية.
تصريحات جدلية لرئيس الوفد الامريكي المفاوض
في السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية «إسماعيل بقائي»، بأن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصممة بشكل قاطع على متابعة حقوقها القانونية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفقًا لمعاهدة عدم الانتشار، ومستعدة لمواصلة تفاعلاتها الدبلوماسية من اجل تقديم الضمانات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي». وكتب «بقائي» أمس الأحد على منصة «إكس» حول انطلاق الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا: مصممون في الوقت نفسه على مواصلة الجهود لإنهاء الحظر غير القانونية وغير الإنسانية المفروض على الشعب الإيراني منذ فترة طويلة.
وفي اشارة الى الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين ايران وامريكا، صرح بقائي، بان هذه الجولة بدات فور وصول الوفد الايراني الى مقر المفاوضات وبعد اللقاء بين وزير الخارجية السيد عباس عراقجي مع نظيره العماني بدر البوسعيدي. واوضح بقائي: اللافت في هذه الجولة من المفاوضات، انها بدات في ظل التصريحات الجدلية لرئيس الوفد الامريكي المفاوض «استيف فيتكوف» حول «ضرورة توقف عمليات التخصيب في ايران»، ورفض طهران لهذا الموقف.
وحول الجولة الرابعة من المفاوضات، قال بقائي: إن هذه الجولة من المفاوضات بدأت حوالي الساعة 12:00 (أمس) في مسقط، وإن وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية المكون من فريق من الفنيين والخبراء تمركز في مسقط لتقديم المشورة اللازمة خلال المحادثات.وأكد المتحدث باسم الخارجية: «بناءً على المبادئ التوجيهية والأطر التي أبلغتها هيئات صنع القرار في النظام، فإن وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يدّخر جهداً لحماية مصالح الأمة الإيرانية والحفاظ على الإنجازات الثمينة لبلادنا في مجال الطاقة النووية السلمية، مع رفع العقوبات والقيود الاقتصادية القمعية في الوقت نفسه».
