تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
المفاوضات بين إيران وأمريكا لم تتضمّن سوى القضايا النووية
وأوضح عارف، السبت، في تصريح له: لقد أظهرت ثقافتنا أننا أهل للحوار؛ ولحسن الحظ، في المسار الذي تم اتباعه من قبل الحكومة الرابعة عشرة، يشعر الشعب والنخب في البلاد بأن الظروف مهيأة للحوار غير المباشر، مع أننا لن ننسى الأحداث الماضية والإجراءات القاسية والسيئة والخاطئة تجاه إيران والعالم الإسلامي؛ لكننا أهل للحوار والمفاوضات.
وتابع: نتوقع من النخب ووسائل الإعلام التخلي عن بعض التحليلات غير الواقعية؛ مُؤكّداً بأن «الجهاز الرئيسي لتقديم الأخبار والمعلومات حول المفاوضات هو وزارة الخارجية، وهي المصدر الرئيسي المعني بالمفاوضات؛ وبناء على الأخبار الواردة من هذا المصدر الرسمي، يمكن التحليل ومساعدة الفريق المفاوض في الدفاع عن حقوق الشعب المتمثلة في رفع الحظر الظالم المفروض على البلاد».
رؤية مستقبلية
من جانبه، أكد وزير الخارجية، بشأن المفاوضات غير المباشرة مع الممثل الخاص للرئيس الأمريكي، بوساطة عمانية مساء أمس الأول، أنه استعرض مواقف إيران بكل حزم، وفي الوقت نفسه بناء على رؤية مستقبلية؛ كلا الطرفين قرّرا على مواصلة هذا المسار في غضون الأيام المقبلة.
ونشر عباس عراقجي تدوينة باللغة الإنجليزية في منصة «إكس»، عقب انتهاء المفاوضات، كتب فيها: إن «الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة مع الممثل الخاص للولايات المتحدة السيد ويتكوف، بوساطة أخي سعادة بدر البوسعيدي في سلطنة عمان، كانت بنّاءة وتبعث على الأمل».
تبادل الأطر العامة للإتفاق المرتقب
من جانبه، لفت المتحدث باسم الخارجية إلى أن «محادثات الجمعة كانت الجولة الأولى من المفاوضات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة حول رفع العقوبات غير القانونية والملف النووي».
وفي برنامج صباحي تلفزيوني على القناة الثانية الإيرانية، أوضح إسماعيل بقائي إن «إيران قالت مراراً وتكراراً، وأثبتت عملياً أنها لا تواجه أي مخاوف أو عقبات أمام بناء الثقة فيما يتصل بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني». وأضاف انه «أيضاً أثبتت ذلك من الناحية العملية على مدى العقدين الماضيين، والجميع يعلم ما حدث لتلك الإتفاقية، بحيث إن إيران إلتزمت بتعهّداتها بشكل كامل، وفي نهاية المطاف انسحبت الولايات المتحدة منها بشكل أحادي».
اختبار جدية ونوايا الطرف الآخر
وضمن إشارته إلى أن ما حدث في سلطنة عُمان كان لقاء لاختبار جدية ونوايا الطرف الآخر، بيّن بقائي بأن المفاوضات تمت بوساطة وزير الخارجية العُماني، وشملت أربع جولات من المباحثات المتبادلة بين الجانبين، تم خلالها تبادل الرسائل والمواقف والأطر العامة التي نظر فيها الجانبان. وفي نهاية المطاف، اتفق الجانبان على أن المحادثات كانت بناءة وجرت في جو من الاحترام المتبادل.
ورداً على سؤال عما إذا كان الجانبان قد عبرا عن شروطهما ومطالبهما، قال بقائي: نعم، من حيث المبدأ، في أي مفاوضات من هذا النوع، يتم تبادل الأطر العامة في الاجتماع الأول، ويحدد كل طرف الشكل والتوازن الذي يرغب في التفاوض عليه. وتابع: من المقرر أن يعقد الاجتماع المقبل السبت المقبل، باستضافة ووساطة سلطنة عمان، حيث تستمر المفاوضات بشكلها غير المباشر.
وفي ختام حديثه، أعرب المتحدث باسم الخارجية عن تقديره للدعم الإعلامي الذي تقدمه وسائل الإعلام المحلية لوزارة الخارجية، قائلاً: باعتباركم وسيلة إعلامية وطنية، كنتم تتابعون القضية وتعتبرون شريكاً لوزارة الخارجية وسلكها الدبلوماسي طوال هذه العملية، فإنني أقدر حقاً دعم هيئة الإذاعة والتلفزيون والشبكات المختلفة والتعاون المتعاطف للغاية من جانب مجتمع الإعلام في البلاد. أعتقد أن ما حدث كان اختباراً واستعراضاً للقدرات الإعلامية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
المحور الرئيسي للمفاوضات
كما قال المتحدث باسم الخارجية إنه إذا أخذنا المراسلات، التي جرت كبداية عملية للمحادثات غير المباشرة، أساساً للعمل؛ فإن هذه المراسلات لم تتضمن سوى القضايا النووية.
وأجاب عن سؤال حول إن بعض المصادر المطلعة ذكرت بأن مشروع القرار الذي أعده الممثل الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط «ستيف ويتكوف» والموجود على مكتب وزير الخارجية الإيرانية، لا يتطرق إلى قضايا مثل الوجود الإقليمي لإيران وقدراتها الصاروخية والأمن، ويطلب فقط من إيران ضمان أن يكون برنامجها النووي مدنياً.
وفي هذا السياق، قال بقائي: إذا أخذنا المراسلات، التي جرت كبداية عملية للمحادثات غير المباشرة، أساسا للعمل؛ فإن هذه المراسلات لم تتضمن سوى القضايا النووية. وأضاف: لذا، وبناء على ذلك، أعتقد أنه من الواضح أن الجانب الأمريكي دخل في هذا التفاعل بناء على نفس التعليمات التي تلقاها.
وأوضح: إنه وفي المقابل، فإن إيران تقوم بالتحدث مع الجانب الأميركي فقط بشأن القضية النووية ورفع العقوبات وفقاً لتعليمات وتوجيهات قيادة النظام، وانطلاقاً من اعتقادات وزارة الخارجية والتزاماتها. وتابع: إنه يمكن القول وبعبارة أخرى، إننا وافقنا بشكل أساسي على إجراء محادثات غير مباشرة مع أمريكا، إنطلاقاً من النقاط المذكورة أعلاه، مما يوضّح عدم صحة الادعاءات التي تم طرحها فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والصواريخ وما إلى ذلك.
