الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • مقالات و المقابلات
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة وواحد وأربعون - ١٢ أبريل ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة وواحد وأربعون - ١٢ أبريل ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

رغم اقتراب الطرفين من الحل عدة مرات

ما هي العقبات في طريق السلام بين باكو ويريفان؟

/ تشهد منطقة القوقاز الجنوبي تطورات متلاحقة في العلاقات بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا بعد سنوات من الصراع المرير. ورغم وجود بوادر انفراج في العلاقات بين البلدين عقب حرب 2020، إلا أن الوصول إلى اتفاقية سلام شاملة لا يزال يواجه عقبات متعددة. ما هي أبرز التحديات التي تعترض مسار المفاوضات والرؤى المختلفة للأطراف المعنية، بحسب آراء مسؤولين سابقين ومحللين سياسيين من كلا البلدين.
 مسار متعثر
لا تزال مفاوضات السلام بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا معلقة دون تحقيق نتائج حاسمة. فعلى الرغم من تعدد اللقاءات واقتراب الطرفين مراراً من التوصل لاتفاق بعد حرب 2020، إلا أن الوثيقة النهائية لم توقع بعد.
وفقاً للموقف الأرميني، فإن العقبة الرئيسية في طريق السلام هي الشروط التي تفرضها باكو. بينما يرى "إلمار ممدياروف"، وزير الخارجية الأذربيجاني السابق، أن هذه النظرة أحادية الجانب، مؤكداً أن عوامل قانونية وسياسية ودولية تلعب دوراً في تأخير التوصل إلى السلام.
نشر "آرغ كوتشينيان"، المحلل السياسي الأرميني، مقالاً في موقع "مركز أبحاث السياسة الأرمينية" اعتبر فيه أن مطالبة جمهورية أذربيجان بتعديل الدستور الأرميني تمثل تدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية لأرمينيا.
لكن "إلمار ممدياروف" يرفض هذا الادعاء بحزم، موضحاً أن الدستور الأرميني يتضمن مزاعم صريحة ضد وحدة أراضي أذربيجان، وهو ما قد يقوض المصداقية القانونية لاتفاقية السلام مستقبلاً.
ويضيف ممدياروف: "إن اعتبار مطالبة أذربيجان بتعديل الدستور الأرميني تدخلاً في الشؤون الداخلية أمر مثير للسخرية. يحق لأذربيجان من الناحية القانونية أن تطلب من أرمينيا حذف المواد المتعلقة بالمطالبات الإقليمية في دستورها. أفضل أن توقع اتفاقية السلام فقط بعد تغيير الدستور الأرميني، لأن باشينيان موجود اليوم وقد لا يكون غداً. يمكن للقوى التي ستصل إلى السلطة لاحقاً أن تسعى لإلغاء الاتفاقية بحجة تعارضها مع الدستور."
مينسك أداة سياسية
يلفت وزير الخارجية الأذربيجاني السابق الانتباه إلى نقاط مهمة حول مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
يشير إلى أن أرمينيا لا تستعجل الإنهاء الرسمي لنشاط هذه المجموعة. ويرى ممدياروف أن "الولايات المتحدة وفرنسا ترغبان في الحفاظ على مجموعة مينسك كأداة للنفوذ في جنوب القوقاز. هنا يظهر سيناريو مثير للاهتمام: إذا قدمت أرمينيا مع جمهورية أذربيجان مذكرة بشأن إلغاء مجموعة مينسك إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فقد يضر ذلك بمصالح الولايات المتحدة وفرنسا. يمكنهما إبطاء هذه العملية بذريعة تقديم المساعدات الإنسانية لأرمن قره باغ."
ويضيف أن أرمينيا تبدو مهتمة بخطوة حل مجموعة مينسك فقط بعد توقيع اتفاقية السلام.
سلام بدون وسطاء
يصف "آرغ كوتشينيان" المحلل الأرميني "إصرار جمهورية أذربيجان على المفاوضات بدون وسطاء" بأنه محاولة للهيمنة. بينما يرى "إلمار ممدياروف" وزير خارجية أذربيجان السابق أن وجود الوسطاء يشكل جزءاً من المشكلة.
يقول ممدياروف: "لقد شهدت بنفسي في اللقاءات الدولية التي شاركت فيها أن الوسطاء ليسوا محايدين. كل منهم يسعى للتأثير على العملية بدافع مصالحه الخاصة. لذلك، تعد المفاوضات المباشرة نموذجاً أكثر صحة. ولحسن الحظ، وافقت الحكومتان على المفاوضات المباشرة بشأن قضية السلام."
يعتقد إلمار ممدياروف أن "هناك دعماً واسعاً للسلام في المجتمع الأذربيجاني، وهذا ينعكس في سياسة الحكومة الأذربيجانية المستمرة. عاجلاً أم آجلاً، سياسة حسن الجوار هي الأفضل. لقد اتخذ الرئيس إلهام علييف خلال السنوات الخمس الماضية جميع الخطوات المهمة لتحقيق اتفاقية سلام. على أرمينيا أيضاً أن تستجيب لهذه الخطوات وتغير دستورها."
وفقاً لإلمار ممدياروف، "في المرحلة الحالية من المفاوضات، يمكن للطرفين التوقيع بالأحرف الأولى على الوثيقة، لكن التوقيع النهائي يجب أن يتم دون تسرع وبعد توفير الضمانات القانونية. توقعات أذربيجان هي منع إبطال هذه الاتفاقية في المستقبل."
خلفية النزاع
منذ أوائل التسعينيات، أدت الصراعات في جنوب القوقاز إلى توترات بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا. في هذا السياق، وقعت منطقة قره باغ والمناطق السبع المحيطة بها تحت سيطرة القوات الأرمنية.
لكن في عام 2020، وبعد 44 يوماً من القتال، استعادت باكو السيطرة على هذه المناطق السبع وجزء من قره باغ. في أعقاب هذه التطورات، تم إرسال قوات حفظ السلام الروسية إلى المنطقة.
في 19 و20 سبتمبر 2023، أعلنت باكو عن "إجراءات مكافحة الإرهاب المحلية" في قره باغ، وأكدت أنها أمنت وحدة أراضيها. ووصفت يريفان هذا الإجراء بأنه "تطهير عرقي" و"عدوان". إثر هذا الحدث، انسحبت قوات حفظ السلام الروسية من جمهورية أذربيجان.
على الرغم من المفاوضات التي تجري بوساطة الاتحاد الأوروبي وروسيا بين البلدين، لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق سلام. هذا الوضع يزيد من المخاوف بشأن مستقبل الاستقرار والأمن في منطقة جنوب القوقاز.
في السنوات الأخيرة، جرت مفاوضات مباشرة بين البلدين لتحديد الحدود، وقيل إن هناك تقدماً جيداً في هذا المجال. ومع ذلك، لا تزال اتفاقية السلام بين أذربيجان وأرمينيا غير موقعة. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الدولتان من تجاوز الخلافات وتحقيق سلام دائم، أم ستستمر حالة اللاسلم واللاحرب في المنطقة لفترة أطول؟

البحث
الأرشيف التاريخي