تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
رئيس الجمهورية مُؤكداً أن الأعداء يغتالون علماءنا لوقف تقدّمنا:
لا نبحث عن الحرب؛ ولا نسعى لامتلاك قنبلة نووية
وخلال هذه الزيارة التي رافقه فيها محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية ومجموعة من كبار المسؤولين في المنظمة، اطلع الرئيس بزشكيان على أحدث إنجازات الخبراء الإيرانيين في مختلف مجالات التكنولوجيا النووية، بما في ذلك دورة الوقود والطاقة والكهرباء، وإنتاج الماء الثقيل ومشتقاته والأدوية المشعة وتكنولوجيا البلازما، وتطبيقات الإشعاع وغيرها من التقنيات الجديدة في هذا المجال.
وجرى تنظيم معرض إنجازات الصناعة النووية في ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأول يعبر عن «نظرة عامة على دورة الوقود النووي»، والذي يتضمّن غرفاً في مجال الجيوفيزياء الجوية، واستكشاف مناجم اليورانيوم والمشاريع التشغيلية، وإنتاج الكعكة الصفراء، ومعالجة اليورانيوم، وإنتاج حبيبات الوقود والتجميع، فضلاً عن عملية التخصيب.
ويخصص القسم الثاني «الطاقة» لتقديم المشاريع المتعلقة بمحطات الطاقة النووية، بما في ذلك تقدم بناء الوحدتين 2 و3 في محطة بوشهر للطاقة النووية، وتقرير عن معدل إنتاج الكهرباء في الوحدة الأولى من محطة بوشهر للطاقة، وتقرير عن بناء محطة كارون للطاقة النووية، وتوطين بناء مفاعلات الطاقة والبحث، فضلاً عن تصميم وإنتاج قطع الغيار اللازمة لمحطة بوشهر للطاقة.
وفي القسم الثالث، المخصص لتطبيقات الصناعة النووية، يتم تقديم تقنيات ومنتجات مختلفة، بما في ذلك إنتاج مركبات الماء الثقيل والديوتيريوم، وتصنيع المستحضرات الصيدلانية المشعة، ومعدات القياس النووية، وتطوير تكنولوجيا البلازما، واستخدام الإشعاع في الطب والزراعة، وتشعيع الدم، وإنتاج المُسرّعات الصناعية، والتقنيات الجديدة. كما يعرض هذا القسم أيضًا تصميم وتصنيع مختلف أنواع الليزرات الصناعية والطبية.
البلاد بحاجة للعلوم والطاقة النووية
وفي كلمة له خلال هذه الزيارة التفقّدية، أكد الرئيس بزشكيان أن إيران لا تبحث عن الحرب ولا تسعى لامتلاك قنبلة ذرية؛ لكنها بحاجة للعلوم والطاقة النووية، مشيراً إلى أنه وبفضل العلم والاقتدار سيتم مواجهة أي عدوان بقوة.
وتكريماً لذكرى شهداء الطاقة النووية، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الله عزّوجلّ ذكر في محكم كتابه المجيد، أنه أمر الملائكة بالسجود لبني آدم الذي أغدق الله عليه بالعلم والمعرفة، مؤكّداً على أن العلم والمعرفة تمكن الشعب والوطن من الوصول إلى الاقتدار والعزة، موضحاً أن إيران وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من الاقتدار والمكانة المرموقة بفضل جهود وعمل الأشخاص العظماء الذين عملوا بجد على هذا الطريق.
وضمن تأكيده على أن «مِدادُ العُلماءِ أفضَلُ مِن دِماءِ الشُّهداءِ»، أوضح الرئيس بزشيكان أن الأعداء يحاولون تصوير إيران والإيرانيين كإرهابيين، بينما هم ضحايا الإرهاب؛ مضيفاً بأن الشهود الأحياء موجودون بحيث أنه قد استشهد أكثر من 23 ألفاً من أفضل وأخلص أبناء إيران وتم اغتيالهم عمداً.
الأعداء لا يريدون لشعبنا أن يتقدّم
واستطرد رئيس الجمهورية في معرض إشارته إلى مخاتلات الأعداء: هؤلاء الجبناء رفعوا لواء الضلال ولا يريدون لشعبنا الطيب أن يتقدّم ويتطوّر، فهم يغتالون شعبنا وعلماءنا ومثقّفينا؛ لكنهم يجهلون أنهم لا يستطيعون إخضاع بلدنا من خلال القتل والاغتيال، فهناك الكثير من الناس الذين هم على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل هذا البلد وترابه ولجعل إيران فخورة، وهذا أمر متأصل في طبيعة شعبنا الأبّي.
كما أكد الرئيس بزشكيان مُجدّداً على أن إيران لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية، قائلاً: إنهم يقولون بأن إيران تريد إنتاج قنبلة نووية، فمن يستطيع أن يضع السياسات أفضل من قائد الثورة، الذي أعلن رسمياً وعلنا أننا لا نسعى إلى امتلاك قنبلة نووية.
منظمة الطاقة الذرية تزداد قوة
من جهته، قال مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة النووية محمد اسلامي، خلال هذه الزيارة: رغم كل التهديدات والدمار والعمليات الارهابية والاضطرابات التي تعرّضت لها البلاد، فإن زملاءنا في منظمة الطاقة الذرية حاضرون في أنشطتهم بقوة ومثابرة أكبر يوما بعد يوم.
وقال إسلامي: على الرغم من كل التهديدات والدمار والعمليات الإرهابية والاضطرابات التي شهدناها، فإن زملاءنا في منظمة الطاقة الذرية حاضرون في أنشطتهم بقوة ومثابرة أكبر يوما بعد يوم، وتمكنوا من الحفاظ على مستوى نشاطهم وإنتاجيتهم وتعزيزه في مجال التقدم.
وأشار رئيس منظمة الطاقة النووية إلى أن منظمة الطاقة الذرية لديها خطط لحل أي مشكلة تواجهها باستخدام التقنيات المتاحة للمنظمة، وقال: لقد حققت هذه المنظمة باستمرار حوالي 150 إنجازًا تكنولوجيًا وصناعيًا في كل عام، واليوم يمكنكم في المعرض مشاهدة نتائج هذا النشاط المستمر والفعال والذي ساهم في تمكين الشعب الإيراني في مجال العلوم والتكنولوجيا المتقدمة عالميًا. وأضاف: يجب على المنظمة أن تسعى جاهدة لتحقيق الاقتصاد النووي.
وأشار إسلامي إلى أنه «من أجل تقليل مخاطر الاستثمار، قمنا اليوم بمتابعة أنشطة العمل الحصرية أو التمهيدية في ثلاثة قطاعات: المسار الأول يتعلق بالاستثمار في قطاع الرعاية الصحية، المخصص لإنتاج المواد الصيدلانية المشعة.
وتابع: نقوم حاليًا بتوزيع 68 دواءً، منها 20 دواءً إشعاعيًا في مرحلة التجارب السريرية، وثلاثة منها وصلت بالفعل إلى المرحلة التالية. وتابع: إن الجزء الثاني من أنشطتنا يتعلق بالأمن الغذائي والإنتاجية. إن استخدام الإشعاع في هذا الصدد سيساعد على ضمان وصول 130 مليون طن من المنتجات الزراعية المنتجة في البلاد إلى مسارها السليم حتى المرحلة النهائية.
وقال إسلامي: في هذا الصدد، قمنا خلال العامين والنصف الماضيين بتوسيع أنظمة الإشعاع واستثمرنا في نحو 500 ألف طن من المحاصيل، في حين أن هناك قدرة لدى القطاع الخاص على تشغيل ما يصل إلى 130 مليون طن، ولا تساعد هذه التدابير على زيادة الإنتاجية فحسب، بل لها أيضًا تأثير إيجابي على سبل عيش الأسر واقتصاد البلاد.
وأضاف إسلامي في شرحه لإنجازات منظمة الطاقة النووية: في شهر مارس/ آذار الماضي، ونظراً لاختلاف نظرتنا تجاه الصناعة النووية، أنشأنا قسماً نووياً في غرفة التجارة، الأمر الذي جذب مستثمري القطاع الخاص المهتمين بهذا المجال. وتابع: المحور الثالث لنشاطنا في مجال الاستراتيجية يتضمن مرحلتين، المرحلة الأولى هي دخول الصناعة النووية، والمرحلة الثانية هي خلق القدرة على التخصيب، واليوم نحتفل بالعام التاسع عشر للتخصيب والحمد لله تجاوزنا مرحلة البحث والتصنيع ووصلنا إلى مستوى مستدام من حيث أجهزة التخصيب والبنية التحتية.
الخطوة النهائية في بناء وتشغيل مفاعلات الأبحاث
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية: المرحلة الثانية هي تصميم وبناء مفاعل بحثي وتصميم وإنتاج الوقود. لقد دخلنا بالفعل هذه المرحلة، واليوم، بحضور الرئيس، نعلن رسميًا الدخول في المرحلة الثالثة. مرحلة تتخذ فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطوتها النهائية باعتبارها مشغلة لمفاعلات الأبحاث ومفاعلات الطاقة المحلية بالكامل.
وأضاف إسلامي: إن تحقيق هذا الهدف يتطلب تطويرا متناسبا للأنشطة في مجال دورة الوقود وبنفس النهج السابق في الاستفادة من قدرات القطاع الخاص، قمنا بتوسيع أنشطتنا التعدينية قبل عامين وقد قدمنا تقريراً عن ذلك أيضاً في المعرض لخدمة فخامتكم.
تطوير الأنشطة المتعلقة بإنتاج الكعكة الصفراء
وأشار إسلامي إلى أنه «في ضوء هذه الاستثمارات، تم إدراج معالجة المعادن والعناصر إلى جانب المواد المشعة على جدول الأعمال، وسوف نقوم أيضًا بتطوير الأنشطة المتعلقة بإنتاج الكعكة الصفراء حتى نتمكن من توفير الوقود لمفاعلات الأبحاث وكذلك مفاعلات الطاقة الإيرانية بالكامل».وأكد: اليوم وبفضل الله ودعم رئيس الجمهورية، ندخل المرحلة الثالثة من تطوير الصناعة النووية في البلاد وبطبيعة الحال، بدأت هذه الأنشطة منذ عقد من الزمن وهي ليست المسار الذي تم اتخاذه اليوم؛ ولكن اليوم دخلنا مرحلة التصنيع في هذا المسار. وقال: إن المرحلة الثالثة تعتبر في الواقع مرحلة ذهبية وهو ما يتم تحقيقه الآن. وأضاف: لقد قمنا بالتخطيط الإقليمي للصناعة وحددنا ونظمنا الصناعات المستهدفة ودخلنا هذه المرحلة مستعدين بشكل كامل.وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية: في مجال الحفاظ على الطاقة وخفض استهلاك الوقود الأحفوري، فإن محطة طاقة نووية بقوة 1000 ميغاواط توفر حوالي مليار يورو سنوياً في استهلاك الوقود الأحفوري، ومن المتوقع أن يبلغ عمر محطة الطاقة هذه، التي سيتم بناؤها باستثمارات تبلغ نحو 4 مليارات دولار، 60 عاماً.
حماية الإنجازات النووية مسؤولية وطنية
من جانبه، رأى المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، بأن حماية إنجازات الشعب الايراني في مجال المعرفة النووية وتطبيقاتها السلمية المتنوعة مسؤولية وطنية، وأن وزارة الخارجية كما في الماضي ستستخدم كل إمكانياتها لحماية حقوق الشعب الايراني في المجال النووي.
وكتب المتحدث باسم الخارجية عبر موقع التواصل الاجتماعي: أُهنّئ المدراء والعلماء والخبراء والعاملين في هذا المجال الاستراتيجي بمناسبة اليوم الوطني للتقنية النووية، واوجه تحية اجلال واكبار لأرواح شهداء العلوم والتكنولوجيا النووية الإيرانية الطاهرة في هذه المناسبة تخليدا لذكراهم.
