تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
ماكرون يحاول العودة إلى الساحة الدولية من بوابة النزاعات
يشعر ماكرون أن مواقفه أصبحت مُبرّرة الآن. فقد طالما أخبر أصدقاءه الألمان، وليس فقط خلال رئاسة ترامب، أن حلف الناتو «ميت دماغياً» وأن الأمريكيين يفقدون اهتمامهم بأوروبا، وبالتالي يجب على القارة العجوز أن تتحمل مسؤولية أمنها.
الآن، يسعى الرئيس الفرنسي لاستعادة مكانته بعد ركود سياسي داخلي حاد. فرغم أن حكومة الأقلية التي يقودها في باريس قد تكون مقيدة إلى حد كبير في تنفيذ القرارات، إلا أنه عاد إلى الساحة الدولية.
كان ماكرون أول زعيم أوروبي يلتقي بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وقد أظهر في هذا اللقاء لهجة ودية وحازمة ومحترمة.
بعد تقديم خطة المفوضية الأوروبية لحشد ميزانية دفاعية أكبر في الاجتماع الأخير للاتحاد الأوروبي، وضع ماكرون مشروعه للدفاع عن أوروبا على جدول الأعمال رغم فراغ خزينة حكومته. ودون اعتبار لمسألة البريكست، دعا ليس فقط أهم وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي من ألمانيا وبولندا وإيطاليا إلى باريس ، بل دعا أيضاً ممثلاً عن بريطانيا للمشاركة في هذا الاجتماع الذي يركز على أوكرانيا.
يتبع خطاب ماكرون نهجاً واحداً. فقد صرح بوضوح في خطاب تلفزيوني استعراضي هذا الأسبوع: «التهديد الروسي موجود».
بعد دراسة خطة إرسال قوات برية إلى أوكرانيا قبل أشهر، سلّم ماكرون طائرات ميراج المقاتلة للجيش الأوكراني، والتي استُخدمت لأول مرة الأسبوع الماضي. كما عرض على فريدريش ميرتس، المستشار الألماني المحتمل القادم، الحماية النووية الفرنسية.
وبحسب الصحيفة، يقدم ماكرون حججاً لصالحه. لكن المشكلة هي أنه في عهد ماكرون، نادراً ما تستطيع باريس تعويض انهيار المظلة الأمريكية الواقية في أوروبا. فرنسا ليست مؤهلة للعب دور قيادي مثل أمريكا. تعتمد قوة فرنسا على استقلاليتها الفكرية والعسكرية عن واشنطن وموسكو.
وكتبت صحيفة «زد دي إف» الألمانية في هذا الصدد: أصبحت الولايات المتحدة غير متوقعة لأوروبا، بما في ذلك في مجال الردع النووي. وقد وعد الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» الآن بحماية أوروبا بالقوة النووية الفرنسية. لكن السؤال المطروح هو: كم سيساعد هذا؟
اقتراح ماكرون بتوسيع المظلة النووية الفرنسية لتشمل دولاً أوروبية أخرى ليس جديداً. ما هو جديد هو أن الشركاء الأوروبيين يستجيبون الآن لأفكاره. فعلى سبيل المثال، تجاهلت ألمانيا لسنوات طلبات الرئيس الفرنسي لتوسيع الدفاع الأوروبي، وفضلت الاعتماد على الولايات المتحدة.
يبدو الآن أن هذه الظروف تتغير. تأتي إشارات جديدة من ألمانيا، إشارات يأمل بها ماكرون. يرى الرئيس الفرنسي نفسه أكثر من أي وقت مضى كقوة دافعة تضمن الاستقرار في أوقات التهديد العالمي. كما يريد تعزيز فرنسا كقوة نووية رائدة وتوسيع استقلالية أوروبا، وهو هدف طالما سعى إليه ماكرون.