الإمام الخامنئي خلال اللقاء الرمضاني مع طلاب الجامعات:

دعوة الرئيس الأمريكي إلى المفاوضات خداع للرأي العام العالمي

استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، يوم الأربعاء، طلاب الجامعات الإيرانية.
والتقى عددا من الطلاب والنشطاء في التنظيمات الطلابية من مختلف أنحاء البلاد، عصر يوم (الأربعاء)، في اليوم الحادي عشر من شهر رمضان المبارك، سماحة الامام الخامنئي.
وأكد قائد الثورة الإسلامية، خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب، أن أحداثًا مختلفة وقعت منذ الاجتماع السابق في العام الماضي حتى الآن، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في الظروف.
وأضاف: «في مثل هذا اليوم من العام الماضي، عندما عقدنا هذا اللقاء معكم أيها الطلاب، كان الشهيد رئيسي لا يزال على قيد الحياة، وكان الشهيد السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) بيننا، وكذلك الشهداء هنية، صفّي الدين، السنوار، الضيف(رضوان الله تعالى عليهم)، وعدد من الشخصيات الثورية البارزة الذين لم يعودوا معنا اليوم.”وأشار سماحته إلى أن الأعداء والمنافسين للجمهورية الإسلامية ينظرون إلى هذه الحوادث بنظرة سطحية خاطئة، مضيفًا: «نعم، هؤلاء الإخوة كانوا شخصيات قيّمة، وغيابهم خسارة كبيرة لنا، ولكن رغم فقدانهم، نحن اليوم في بعض المجالات أقوى مما كنا عليه العام الماضي، وفي بعض المجالات الأخرى لم نضعف، وإن لم نكن أقوى.”
 الجمهورية الإسلامية تواصل نموها
وتابع: «بحمد الله، لدينا هذا العام قدرات وإمكانات من زوايا متعددة لم تكن لدينا في العام الماضي، لذلك رغم أن فقدان هؤلاء الأعزاء خسارة، إلا أن الجمهورية الإسلامية تواصل نموها وتقدمها وتعزيز قوتها.”
وأكد قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب أن فقدان الشخصيات البارزة لا يعني بأي حال من الأحوال التراجع أو الضعف، مشيرًا إلى مثال من التاريخ الإسلامي: «في السنة الثالثة للهجرة، فقد النبي الأكرم (ص) شخصية عظيمة مثل حمزة في غزوة أحد. لم يكن حمزة وحده، بل رحل معه العديد من الشجعان والأنصار البارزين. ومع ذلك، في السنة الرابعة والخامسة للهجرة، كان النبي أقوى مما كان عليه في السنة الثالثة.”
 التمسك بالأهداف والمبادئ
وأوضح سماحته أن استمرار قوة أي أمة يعتمد على عاملين أساسيين: التمسك بالأهداف والمبادئ والسعي المستمر والعمل الدؤوب.
وأضاف: «إذا وُجد هذان العاملان في أي أمة، فإن غياب الشخصيات، رغم كونه خسارة، لا يشكل ضربة لمسار الحركة العامة.”
وقال الإمام الخامنئي:اليوم، يقول طغاة العالم «على الجميع أن يتبعونا ويقدّموا مصالحنا على مصالحهم»، لكنّ إيران الإسلاميّة هي الدولة الوحيدة التي رفضت هذا الأمر بشكل قاطع.
وقبل كلمة قائد الثورة الإسلامية، قام ممثلو التنظيمات الطلابية في بداية اللقاء بعرض آرائهم ومواقفهم حول القضايا السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية في البلاد.
إلى جانب نشطاء التنظيمات الطلابية، حضر اللقاء أيضًا عدد من طلاب الجامعات من مختلف أنحاء البلاد، ممن قاموا بالتسجيل مسبقًا عبر منصة إلكترونية وتم اختيارهم بالقرعة لحضور هذا اللقاء.
 اليوم الجامعة أكثر تقدماً
وقال قائد الثورة الإسلامية: "الجامعة اليوم تختلف كثيرًا عن الجامعة قبل الثورة وحتى عن الجامعة بعد الثورة -قبل 20 عامًا-. اليوم الجامعة أكثر تقدمًا، تطورها أكبر، فهمها للقضايا المختلفة أكثر عمقًا، ووقوفها أيضًا جيد. على عكس ما يتم الترويج له، أحيانًا يُقال إن الجيل الجديد من الطلاب والشباب الإيراني ليس لديه الاستعداد مثل جيل الثمانينيات؛ هذا غير صحيح."
وأضاف سماحته: "هذا الاستعداد موجود اليوم أيضًا. لقد لاحظنا هذا في قضايا مختلفة، واليوم نرى بأعيننا استعداد الشباب الإيراني للوقوف في الصفوف الأمامية، في مواجهة العدو، فهم مستعدون، وفهمهم للقضايا أفضل، واستعدادهم أيضًا بحمد الله جيد جدًا."
دعوة الرئيس الأمريكي للمفاوضات خداع للرأي العام
وقال قائد الثورة الاسلامية: "إن كلام الرئيس الامريكي بإننا مستعدون للتفاوض مع إيران ودعوته للمفاوضات هو خداع للرأي العام العالمي. هذا يعني أننا أهل للتفاوض ونريد التفاوض والسلام، لكن إيران ليست مستعدة. لماذا إيران ليست مستعدة للتفاوض؟ ارجعوا إلى أنفسكم!"
وأضاف: "لقد جلسنا لعدة سنوات تفاوضنا. نفس هذا الشخص خرج من الاتفاقية المتفق عليها بالكامل والمُوقَّعة من على الطاولة ومزقها. عندما نعلم أنه لن يلتزم، فما الفائدة من التفاوض؟ لذلك، فإن الدعوة إلى المفاوضات والإعلان عنها هو خداع للرأي العام."
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن الجمهورية الإسلامية لو كانت تنوي صنع سلاح نووي، لما تمكنت الولايات المتحدة من منعها، مشددًا على أن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي هو قرار نابع من إرادتها الذاتية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي