فيما أُجريت بمشاركة كل من إيران وروسيا والصين..

مناورة حزام الأمن البحري 2025.. رسائل إستراتيجية في توقيت مفصلي

على وقع التحولات الدولية المتسارعة وما تتركه من تبعات على مستوى التوازنات العسكرية والإستراتيجية، أُجريت مناورات بحرية مشتركة بين روسيا والصين وإيران في ميناء تشابهار يوم أمس.
ويتزامن إجراء هذه المناورات مع مرحلة دقيقة من التوترات المتزايدة بين إيران وأمريكا، حيث تواجه طهران ضغوطا متصاعدة تتعلق بالبرنامج النووي السلمي وقدراتها الصاروخية، إلى جانب العقوبات الاقتصادية التي تستهدف مفاصل الاقتصاد.
في السياق، أعلن نائب عمليات القوات البحرية للجيش عن تنفيذ عمليات إطلاق نار ليلية ونهارية على أهداف جوية، ضمن المناورة المشتركة "حزام الأمن البحري 2025" التي تشارك فيها إيران والصين وروسيا، وقال الأدميرال مصطفى تاج الدين، في تصريح له: إن الوحدات المشاركة في المناورة، التي تُجرى في شمال المحيط الهندي، نجحت في تنفيذ إطلاق نار ليلي على أهداف جوية، وهو أحد أهم التدريبات البحرية، كما تم تنفيذ إطلاق نار نهاري أيضا.
وأشار تاج الدين إلى أن إطلاق النار على الأهداف الجوية ليلاً ونهارًا يتطلب تنسيقًا دقيقًا وتنفيذًا للأوامر خطوةً بخطوة، وقد تم تصميم سيناريو التمرين بناءً على لغة تكتيكية مشتركة بين القوات البحرية الإيرانية، المتمثلة في بحرية الجيش الإيراني وبحرية الحرس الثوري، بالإضافة إلى القوات البحرية لكل من الصين وروسيا، وقد تم تنفيذه بنجاح.
وفي ختام حديثه، أوضح أن الاختلاف الرئيسي بين مناورة "حزام الأمن البحري 2025" والمناورات السابقة يكمن في زيادة عدد الوحدات والدول المشاركة، إلى جانب الدور البارز للوحدات الجوية، بما في ذلك المروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة، التي شاركت بفعالية في عمق المنطقة العملياتية.
رسائل إستراتيجية في توقيت مفصلي
ويضفي الموقع الذي اختير لتنفيذ هذه المناورات بعدا إستراتيجيا خاصا، فميناء تشابهار، المطل على المحيط الهندي، لا يمثل مجرد قاعدة بحرية إيرانية، بل يعد نقطة محورية في المشروعات الاقتصادية الإقليمية، كما يتمتع بأهمية جغرافية تجعله مركزا لطرق التجارة الدولية والطموحات اللوجستية الإيرانية.
بالتزامن مع هذه المناورات، قال قائد بحرية الجيش الأدميرال شهرام إيراني، ردا على تخرصات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول المناورات البحرية المشتركة، قائلا: ان بعض الناس واهمون. وأضاف الأدميرال إيراني مساء أمس الأول: نحن نشهد الكثير من الأوهام في العالم، والتي يعاني منها اخرون.
وتابع: النقطة المهمة هي أن عدد الدول اليوم التي تمتلك قدرات بحرية وتستطيع التواجد في البحر قد زاد، معتمدة على علمها ومعرفتها وصناعتها.
وأكد قائد البحرية الايرانية ردا على هذه التصريحات: إن مناورات إيران والصين وروسيا، تختلف؛ مؤكدا بان هذه المناورات هي وسيلة لإرساء الأمن، لكن الذين يتحدثون ضدها ويتوهمون، فإن تواجدهم العسكري لم يحقق الأمن والسلام في أي مكان من العالم، بل تسبب على الدوام في الكثير من انعدام الأمن وتهديد للمجتمع البشري. وصرح الادميرال ايراني: اليوم، تتمتع دول شنغهاي والبريكس بالقدرة على القيام بدور إيجابي في مجال الاقتصاد البحري بأفضل طريقة ممكنة.
أمن وقدرة البلاد مبنيان ذاتياً
كما اكد نائب قائد القوات البحرية للجيش الادميرال حمزة علي كاوياني، بان الأمن والقدرة اللذين تحظى بهما البلاد اليوم مبنيان ذاتيا. وقال الأدميرال كاوياني مساء الاثنين، في ختام أول مهرجان قرآني وثقافي وفني لمعاهد القوات البحرية المقام في مركز قيادة التدريبات البحرية التخصصية "باقر العلوم" في مدينة رشت: مركز محافظة كيلان شمال ايران "إن هذا الأمن والقدرة المبنيين ذاتيا يعود الفضل فيهما إلى دماء الشهداء الأبرار والثورة".
وأضاف: "إذا كنا اليوم نصنع الصواريخ والسفن والفرقاطات والمدمرات والطوربيدات، فهو بفضل بركات الثورة الإسلامية، وفي ضوء هذه القدرة المبنية ذاتيا، لدينا اليوم مكانة خاصة في العالم".
وأضاف نائب قائد القوات البحرية: " اليوم نجري تدريبات مع روسيا والصين، القوتين الكبريين في العالم، في ميناء كنارك، ولدينا هذه القدرة بفضل دماء شهدائنا الأبرار ".
البحث
الأرشيف التاريخي