تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
متهمةً الاحتلال بالسعي للحصول على غطاء أميركي للعودة إلى العدوان
القسام: عودة الحرب ستجعلنا نكسر ما تبقى من هيبة العدو
وقال أبو عبيدة إن المقاومة التزمت أمام العالم والوسطاء ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، متهما حكومة الاحتلال بالتنصل من الاتفاق سعيا للحصول على غطاء أميركي للعودة إلى العدوان.
وفي الجمعة الأولى من شهر رمضان 1446هـ، شارك مئات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس في ظل إعلان شرطة الاحتلال عزمها نشر 3 آلاف من عناصرها الجمعة في مدينة القدس.
وقد قدرت الشرطة الصهيونية بأن عشرات آلاف المصلين أدوا الصلاة في المسجد الأقصى.
وفي الضفة الغربية المحتلة اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مدنا وبلدات - الجمعة- وشنت حملة اعتقالات، وذلك تزامنا مع التصعيد الصهيوني في جنين وطولكرم، في حين أقدم مستوطنون على تجريف أراض فلسطينية ومصادرة أخرى.
أبو عبيدة: عودة الحرب ستجعلنا نكسر ما تبقى من هيبة العدو
في التفاصيل، أكّد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أنّ تهديدات العدو الصهيوني بالحرب لن تحقق له سوى الخيبة، ولن تؤدي إلى الإفراج عن أسراه.
وقال أبو عبيدة، في كلمةٍ مصوّرة نشرتها قناته في "تلغرام"، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، "إننا في حالة جاهزية، ومستعدون لكلّ الاحتمالات، وعودة الحرب ستجعلنا نكسر ما تبقى من هيبة العدو".
ولفت إلى أنّ "ما لم يأخذه العدو في الحرب لن يأخذه عبر التهديدات والحِيَل"، مضيفاً أنّ أي "تصعيد للعدوان على أهلنا سيؤدي إلى مقتل عدد من أسرى العدو".
وذكّر أبو عبيدة قادة "أمّة المليارين من المسلمين" بأنّ "هذا الشعب العربي (الفلسطيني) يتعرّض على مرآكم للإبادة والتجويع ومحاولة التهجير"، وسأل: "ماذا أنتم فاعلون للدفاع عن كرامتكم، قبل أن تطالكم أيدي الظالمين في عقر داركم؟".
الإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار
وبشأن التزام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، قال أبو عبيدة إنّ "التزامنا الاتفاق جاء احتراماً لتعهدات الإخوة الوسطاء من الأشقاء".
وشدد على أنّ "العدو تنصّل من كثير من التزاماته، التي هي حقوق أساسية للشعب الفلسطيني"، مضيفاً أنّ "العدو مارس البلطجة والتسويف والعربدة، وعقدة الإجرام والسادية تعشش في عقل المحتل في قطاع غزّة ولبنان وسوريا وكلّ المنطقة.
وفي رسالته إلى شعوب الأمة الإسلامية، قال أبو عبيدة إنّ "إخوة لكم في الدين زكّوا صيامهم بتقديم سيل من الدماء الزكية"، مضيفاً أنّه "لن تقوم قائمة لأمة الإسلام، ولن يصبح لها شأن بين الأمم، حتى تُطهَّر هذه الأرض المقدسة من دنس المحتلين".
ودعا كل المنصفين ودعاة حقوق الإنسان إلى "فضح الجريمة التي تُقترف ضد الأسرى الفلسطينيين".
وقال إنّ "الأعين العوراء لأنظمة الغرب لا ترى فارقاً، بل تتباكي على عشرات من أسرى العدو، ولا تعتد بسلامة أسرانا".
ووجّه أبو عبيدة التحية إلى اليمنيين على موقفهم الذي أعلنوا فيه استمرار قرار الإسناد والجاهزية لضرب العدو الإسرائيلي، موجهاً التحية أيضاً إلى المقاومين الصامدين في الضفة الغربية، وأبطال العمليات الفدائية.
صلاة الجمعة بالأقصى وسط قيود صهيونية
هذا وشارك مئات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة في الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس في الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، وسط قيود صهيونية مشددة على وصول المصلين الفلسطينيين إليه، وفي ظل طقس شتوي ماطر.
ونقلت وكالات أنباء عن مدير أوقاف القدس أن اكثر من 90 ألف فلسطيني تمكنوا من أداء صلاة الجمعة.
وكانت شرطة الاحتلال الصهيوني قد أعلنت عزمها نشر 3 آلاف من عناصرها الجمعة في مدينة القدس في إطار استعداداتها لتوافد المصلين للمسجد الأقصى لصلاة الجمعة، وقالت إنها ستعمل بقوات معززة خصوصًا عند المعابر المحيطة بالقدس وشرق المدينة وأزقة البلدة القديمة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام فلسطينية استمرار توافد آلاف الفلسطينيين على حاجز قلنديا للعبور نحو المسجد الأقصى، رغم قيود الاحتلال والجو الشتوي البارد والماطر، كما نشرت مقاطع للبعض ممن احتجزهم الاحتلال عند الحاجز ورفض السماح لهم بالعبور نحو الأقصى.
وكانت وسائل إعلام صهيونية أشارت إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني ستسمح لنحو 10 آلاف فقط من سكان الضفة الغربية بالصلاة في المسجد الأقصى خلال أيام الجمعة في شهر رمضان، في حين وضعت الشرطة قواتها بحالة تأهب قصوى خلال شهر رمضان.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد صادق الخميس، على فرض قيود مشددة على وصول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال أيام الجمعة في شهر رمضان المبارك.
ويسمح فقط للرجال فوق 55 عاما، والنساء فوق 50 عاما، والأطفال دون 12 عاما بدخول المسجد الأقصى المبارك بشرط الحصول على تصريح أمني مسبق والخضوع لفحص أمني شامل عند المعابر المحددة.
على صعيد آخر، قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية في نبأ عاجل ظهر الجمعة إن الاحتلال الصهيوني رفض تسليم الحرم الإبراهيمي بالخليل بكل مرافقه كما هي العادة أيام الجمع في رمضان.
اقتحامات بالضفة
في غضون ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مدنا وبلدات في الضفة الغربية المحتلة - الجمعة- وشنت حملة اعتقالات، وذلك تزامنا مع التصعيد الصهيوني في جنين وطولكرم، في حين أقدم مستوطنون على تجريف أراض فلسطينية ومصادرة أخرى.
ففي شمال الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني البلدة القديمة في مدينة نابلس، وداهمت 5 مساجد وعدة منازل.
وقال الدفاع المدني في بلدية نابلس إن قوات الاحتلال أشعلت النار داخل غرفة بمسجد النصر مما أدى إلى احتراقها، وأضاف أن قوات الاحتلال حطمت محتويات المساجد الخمسة التي اقتحمتها، كما اعتدت على شاب قبل أن تقوم باحتجازه.
كما اقتحمت قوات الاحتلال حارة الشيخ مسلم في البلدة القديمة وسط مدينة نابلس إلى جانب أحياء أخرى في البلدة، وداهمت عدة منازل فيها.
اعتقالات
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية باندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة، الأمر الذي دفع جيش الاحتلال إلى إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى البلدة.
وقالت المصادر إن شباناً أشعلوا إطارات مطاطية أمام قوات جيش الاحتلال الصهيوني، مما أدى إلى اندلاع مواجهات، حيث قام جنود الاحتلال بإلقاء قنابل مسيلة للدموع وسط المدينة، قبل أن يقتحموا المقبرة الشرقية.
ومن جانبها قالت كتائب "شهداء الأقصى-طلائع التحرير-نابلس" إن مقاتليها يواصلون التصدي لاقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس، ويستهدفون قوات المشاة والآليات بوابل كثيف من الرصاص، ويخوضون اشتباكات عنيفة معها في محيط البلدة القديمة.
في حين سُمع دوي انفجار في البلدة القديمة تزامنا مع الاقتحام المستمر للمدينة.
وفي جنوب الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني أسرى محررين خلال اقتحامها مخيم الفوار جنوب الخليل. ودهمت قوات الاحتلال المخيم من مداخل عدة، ودفعت بحافلات كبيرة وعلى متنها عشرات الجنود لدهم منازل عدة.
يُذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت العشرات من سكان المخيم في وقت سابق، وأغلقت المدخل الرئيسي للمخيم منذ أكثر من سنة بهدف تشديد الحصار على سكانه.
تصعيد في جنين
كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مدينة جنين (شمال الضفة) وهدمت عددا من المنازل في مخيم جنين وأحرقت بيتا داخل المخيم.
وأوضحت المصادر أن عمليات التهجير القسري التي نفذتها قوات الاحتلال طالت أكثر من 20 ألف فلسطيني نزحوا وتوزعوا على قرابة 39 بلدة وهيئة محلية ومركزا للإيواء بمحافظة جنين، وأكد شهود عيان أن مخيم جنين بات شبه فارغ من السكان.
وتشهد جنين حصارا متواصلا منذ 45 يوما ضمن ما أطلقت عليه قوات الاحتلال الصهيوني عملية السور الحديدي العسكرية شمال الضفة الغربية.
من جهتها ذكرت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين أن عمليات الاحتلال أدت إلى استشهاد 30 مواطنا وعشرات الجرحى وأسفرت عن اعتقال المئات.
وحذرت اللجنة من تنفيذ الاحتلال مخططا لتغيير معالم المخيم إثر التدمير الممنهج لأكثر من 120 منزلا بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي.
وإلى جانب نابلس وجنين ومخيم الفوار، اقتحمت آليات جيش الاحتلال قرية يبرود شمال مدينة رام الله وسط الضفة، وبلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، كما داهمت عددا من منازل المواطنين خلال اقتحامها مخيم الفوار ومدينة دورا جنوب الخليل جنوبي الضفة.
وذكرت مصادر محلية أن آليات الاحتلال اقتحمت كذلك بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، واقتحمت المدينة من الحاجز الجنوبي.
سياسة هدم المنازل
على صعيد متصل، بدأت قوات الاحتلال هدم 17 مبنى بعد إخلائها قسرا في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، وكانت أخطرت عائلات فلسطينية تسكن هذه المنازل بإخلائها، ومنحتهم 3 ساعات فقط لأخذ بعض المقتنيات.
ومن جانبها، قالت اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس إن المنازل المستهدفة تقع في حارة المنشية، وإن الإخلاء يأتي استكمالا لمخطط نفذه الاحتلال قبل أيام في المخيم بذريعة شق طريق جديد.
وأكدت اللجنة أن المخيم يشهد يوميا حركة نزوح كبيرة خصوصا في حارات المسلخ والمنشية وجبلي الصالحين والنصر، وأن عدد النازحين قسرا فاق 9 آلاف.
تجريف ومصادرة أراض
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية إن مستوطنين يجرفون أراض في بلدة حوارة جنوب نابلس لشق طريق استيطاني يصادر نحو 800 دونم.
وكان مستوطنون أقدموا الخميس على اقتلاع وتدمير نحو 100 شجرة زيتون في قرية حارس، غرب مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة، ضمن سلسلة اعتداءات متكررة تستهدف الأراضي الفلسطينية.ووفقا لما نقلته وكالة وفا الفلسطينية الرسمية عن مصادر محلية، فإن المستوطنين اقتحموا منطقة أبو العلا، حيث قطعوا الأشجار في مساحة 20 دونما مملوكة للمواطن خالد عقل، وسرقوا أدوات زراعية وخزانات مياه.
