الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • مقالات و المقابلات
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة واثنان وعشرون - ٠١ مارس ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة واثنان وعشرون - ٠١ مارس ٢٠٢٥ - الصفحة ٤

الضفة الغربية في عين العاصفة.. قراءة في الأسباب والنتائج

موقع الميادين

قبل ثلاثة وعشرين عاماً تقريباً، وتحديداً في التاسع والعشرين من آذار/مارس من العام 2002، أصدر رئيس الوزراء الصهيوني السابق أريئيل شارون أوامره للبدء بعملية عسكرية واسعة ضدّ مدن ومحافظات الضفة الغربية المحتلة، مُطلقاً على عمليته تلك اسم "السور الواقي"، والتي اجتاحت بموجبها القوات "الإسرائيلية" كلّ مدن الضفة، بمشاركة أكثر من 30 ألف جندي، من قوات المشاة، وفرق المظليّين، ووحدات النخبة المختلفة، إضافةً إلى أكثر من 200 دبابة وعربة مدرّعة، وطائرات مروحية هجومية، وغير ذلك من أسلحة ومعدّات.
بعد انتهاء الحملة العسكرية في العاشر من أيار/مايو من العام نفسه، اعتقد العدو الإسرائيلي أنه حقّق جملة من الأهداف، كان من أهمها استباحة مدن الضفة، وإعادة احتلال معظمها، وتدمير البنية التحتية لتلك المدن بشكلٍ شبه كامل، وتخفيض العمليات الفدائية إلى حدّها الأدنى ولو بشكل مؤقت، وترسيخ نمط جديد في التعامل مع الفلسطينيين، سمته الأساسية العنف المبالغ فيه، ضدّ مواطنين في غالبيتهم مدنيون وعزّل، من دون أن يستحقّ ذلك الإدانات المطلوبة، حتى من معظم الدول العربية، وصولاً إلى بناء جدار الفصل العنصري، الذي ترك آثاراً كارثية على العديد من المدن الفلسطينية على المستويات كافة.
إلّا أنّ الأوضاع على الأرض لم تكن كذلك، وذهبت الأهداف الإسرائيلية التي ادّعى أنه حقّقها أدراج الرياح، بعد أول عملية استشهادية استهدفت الحافلة رقم 32 في مدينة القدس المحتلة بعد توقّف العدوان بأربعين يوماً تقريباً.
اليوم تبدو الأوضاع في مدن الضفة المحتلة مشابهة إلى حدٍ كبير مع مثيلتها في تلك الفترة، مع بعض الاختلافات المهمة، والتي يمكن أن تكون مؤثّرة وذات تداعيات خطيرة ولا سيّما تلك المتعلّقة بسيطرة قوى اليمين الإسرائيلي المتطرفة على مقاليد الحكم في "الدولة" العبرية، ورغبة تلك القوى في تنفيذ مخططاتها التاريخية الداعية إلى فرض السيطرة الكاملة على كلّ أراضي الضفة الغربية، بحجة أنها أرض "إسرائيل" الخالصة، والتي كانت تقوم عليها بحسب زعمهم دولتهم، التي حملت اسم "يهودا والسامرة"، بالإضافة إلى عودة دونالد ترامب لتولّي منصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، وهو الذي يُعرف عنه تأييده الجارف للكيان الصهيوني، وإمكانية اتخاذه لخطوات قد تبدو صادمة وحاسمة تصبّ في مصلحة الكيان كما جرت العادة، ناهيك عن موقف معظم الأنظمة العربية والإسلامية المتخاذل والمشبوه، والذي لا يبدو أنه يمكن أن يشهد تحوّلاً لافتاً خلال مقبل الأيام، ولا سيّما في ظلّ التهديدات العلنية والمبطّنة التي سمعها قادة تلك الدول من الرئيس الأميركي، والتي كما يبدو حشرتهم في زاوية الدفاع عن كراسيهم وعروشهم، بدلاً من الالتفات لمصالح الشعوب،أو قضايا الأمّة المحقّة والعادلة .
على صعيد الأسباب ينظر البعض لتصاعد وتيرة العدوان على الضفة بأنه عبارة عن محاولة من رئيس الوزراء الصهيوني المأزوم لاسترضاء قوى اليمين المتطرّف في "إسرائيل"، والتي تهدّد صباح مساء خصوصاً بعد وقف إطلاق النار في غزة بإسقاط الحكومة، وتفكيك الائتلاف، وهو ما يخشى منه نتنياهو ويحاول تلافيه بكلّ ما يملك من قوة، إذ إنّ أيّ سقوط للحكومة الحالية يعني بما لا يدع مجالاً للشكّ انتهاء حياته السياسية، ويفتح المجال على مصراعيه لمحاكمته وإدانته في قضايا الفساد المرفوعة ضدّه في القضاء الإسرائيلي.
سبب آخر قد يراه البعض مهماً ولا سيّما بعد الزجّ بسلاح الدبابات إلى شوارع مخيم جنين، وهو يتعلّق بمحاولة قادة "الجيش" الصهيوني على وجه الخصوص محو الصورة الكارثية التي علقت بأذهان الكثيرين ولا سيّما من المجتمع الإسرائيلي، والمتعلّقة بالسقوط الكبير صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والتي تشير التحقيقات الحالية التي تجري في أوساط "الجيش" إلى أنّ ما حدث فيها كان بمثابة سقوط مدوٍ وغير مسبوق، وكشف عن خلل هائل في معظم القطاعات العسكرية لـ "جيش" الاحتلال، وفي المقدّمة منها جهاز الاستخبارات العسكرية، إلى جانب كلّ الأجهزة الأخرى المعنيّة بالتدخّل في أوقات الطوارئ.
أما السبب الثالث والذي أراه من وجهة نظري أقرب إلى الحقيقة، فهو رغبة "الدولة" العبرية في استغلال وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سدّة الحكم للقيام بما عجزت عنه خلال السنوات الماضية، وهو إعادة السيطرة العملياتية على بعض مناطق الضفة،وتحديداً تلك التي شكّلت لها صداعاً مزمناً خلال السنوات الثلاث الماضية، وشكّلت إحراجاً لكلّ أجهزة الأمن الإسرائيلية، وللمستويين السياسي والعسكري أيضاً،حيث تأتي على رأس تلك المناطق محافظة جنين بمخيمها الصامد، وطولكرم وفي القلب منها مخيم نور شمس، إلى جانب نابلس التي وإن شهدت بعض الهدوء مؤخّراً إلا أنها تبقى إحدى أهمّ المدن التي توجد في مخيماتها نواة صلبة للمقاومة الفلسطينية.
إلا أنه وبعيداً عن الأسباب الحقيقية للحملة العسكرية الإسرائيلية ضدّ مدن ومحافظات الضفة الغربية، وبغضّ النظر عن المدة الزمنية التي ستستغرقها والتي تبدو بأنها لن تكون قصيرة، فإنّ عملية عسكرية بهذا الحجم، ومع وجود قوى وتيارات دينية متطرّفة تدعمها، وتدعو إلى توسيعها لتشمل كلّ مناطق الضفة الغربية، بما يؤدّي في نهاية الأمر إلى فرض سيطرة كاملة عليها، فإنّ النتائج التي ستترتّب عليها يمكن أن تكون بالغة الخطورة ما لم يتمّ التصدّي لها،أو مجابهتها بالطرق والأدوات كافة التي يملكها الفلسطينيون،والذين يقع على كاهلهم عبء إفشال مخططات الاحتلال بجهدهم المباشر، وبعيداً عن أيّ انتظار لدور المؤسسات الدولية المتواطئة..
على كل حال، وبعيداً عن الغوص أكثر في توقّع النتائج المترتّبة على توسّع العدوان على مدن الضفة الغربية المحتلة، والتي يمكن أن تتحوّل إلى ساحة المواجهة الرئيسية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، فإن إمكانية حسم العدو الصهيوني للمعركة هناك بالطرق العسكرية أو من خلال المشاريع والخطط السياسية تبدو غير واردة، إذ إنّ الكوابح التي تقف في وجه الاندفاعة الإسرائيلية كثيرة ومتعدّدة، وفي المقدّمة منها حيوية وثبات الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة، والتي استطاعت خلال السنوات الماضية مفاجأة الاحتلال على أكثر من صعيد، وإفشال الكثير من الخطط التي كان يسعى لتنفيذها، بل وإرغامه على تبنّي خطط دفاعية مثل إقامة الجدر العازلة، وتعزيز الأمن حول مستوطناته غير الشرعية.

البحث
الأرشيف التاريخي
<
2025 April
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
30 31 1 2 3 4 5
6 7 8 9 10 11 12
13 14 15 16 17 18 19
20 21 22 23 24 25 26
27 28 29 30 1 2 3
4 5 6 7 8 9 10
today
فروردین
<
2025 April
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
30 31 1 2 3 4 5
6 7 8 9 10 11 12
13 14 15 16 17 18 19
20 21 22 23 24 25 26
27 28 29 30 1 2 3
4 5 6 7 8 9 10
today
فروردین
<
2025 April
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
30 31 1 2 3 4 5
6 7 8 9 10 11 12
13 14 15 16 17 18 19
20 21 22 23 24 25 26
27 28 29 30 1 2 3
4 5 6 7 8 9 10
today
فروردین