ويدفع بمدرعات إلى مخيم جنين
الاحتلال يواصل عدوانه على الضفة.. وتدمير للبنية التحتية
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مناطق ومخيمات شمالي الضفة الغربية، ولا سيما على مدينة طولكرم ومخيمها، لليوم الـ31، وعلى مخيم نور شمس في المدينة، لليوم الـ18. في حين استشهد فلسطينياً في نابلس وأصيب العشرات إثر استمرار قوات الاحتلال عدوانها على الضفة، كما منعت الفلسطينيين النازحين من العودة إلى منازلهم داخل مخيم جنين للاجئين، بالتزامن مع توغل دباباتها للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية، كما بدأت هجوماً على بلدة قباطية جنوبي المدينة وفرضت حظر التجول فيها.
بالتزامن، أعلن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن وفداً إسرائيلياً غادر للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من إتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في وقت قالت فيه مصادر إخبارية إنه تم التوصل لاتفاق بجهود الوسطاء لحل أزمة عدم إفراج الكيان الصهيوني عن الأسرى الفلسطينيين في الدفعة الماضية.
بدورها، قالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة: إن المنظمة لن تشارك في "أي نوع قسري" من الإخلاء للفلسطينيين من غزة، وذلك بعد أن اقترح الرئيس الأميركي سيطرة بلاده على قطاع غزة المدمر ونقل أكثر من مليوني فلسطيني من سكانه إلى أماكن أخرى.
حصار وهدم منازل في الضفة المحتلة
في التفاصيل، صعّد العدو الصهيوني من عمليات هدم المنازل والمباني السكنية، إذ طالت في الأيام الماضية أكثر من 26 بناية في مخيم طولكرم، ضمن مخطط استيطاني بزعم فتح شارع يمتد من منطقة الوكالة إلى حارة البلاونة، وإلحاق أضرار جسيمة بكل ما هو حولها من بنايات ومرافق.
كذلك، أخطرت قوات الاحتلال، بهدم 11 منزلاً في مخيم نور شمس خلال الأيام المقبلة، تحت ذريعة "شق طريق يمتد من ساحة المخيم باتجاه حارة المنشية"، وفق ما نقلت وسائل إعلام صهيونية.
كما يواصل الاحتلال أيضاً اقتحام منازل الفلسطينيين والدفع بتعزيزات عسكرية وإقامة نقاط عسكرية بين البيوت، كما دمّر ممتلكات ومحال تجارية ونزح نحو 12 ألف فلسطيني من مخيم طولكرم و5 آلاف آخرين من مخيم نور شمس.
إضافةً إلى ذلك، أدّى العدوان الصهيوني إلى تدمير في البنية التحتية في المخيمين، ومنها شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات.
وفي إثر العدوان الصهيوني وسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تتوالى مناشدات السكان الذين مازالوا في منازلهم ويعيشون ظروفاً صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية، في وقت تمنع قوات الاحتلال الدخول إليهما أو الخروج منهما، وتعيق عمل طواقم الإغاثة.
عربات مدرعة تدخل جنين
ولليوم الـ37، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على شمال الضفة مستهدفاً مدينة جنين ومخيمها، ومدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ31، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم الـ18. ونقلت وسائل إعلام عن شهود عيان أن جيش الاحتلال دفع بعربات مدرعة جديدة لمخيم جنين بعد يومين من دفعه 3 دبابات إليه.
ونفّذ جيش الاحتلال سلسلة اقتحامات في مدن وبلدات بالضفة الغربية، تركزت في مخيم عقبة جبر غربي مدينة أريحا، شرقي الضفة، ومدينة قلقيلية (شمال)، ومخيم قلنديا شمالي القدس. كما شوهدت 3 دبابات صهيونية ترافقها آليات عسكرية تقتحم المخيم، في مشهد يعيد للأذهان اجتياح الضفة الغربية خلال عملية "السور الواقي" عام 2002.
شهيد وجرحى واشتباكات عنيفة بنابلس
وتأتي التطورات في جنين ومخيم نور شمس بالتزامن مع استشهاد فلسطيني متأثراً بجروحه من رصاص جنود الاحتلال، وإصابة أكثر من 30، خلال اقتحام قوات الاحتلال منطقة المقبرة الغربية، في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وشهدت نابلس اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة لساعات ثم انسحبت.
وأفادت كتائب شهداء الأقصى-مجموعات الشاهين، في بيان، بأن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة ضد القوات الصهيونية التي اقتحمت المدينة.
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، وسّع جيش الاحتلال عملياته العسكرية -التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"- في مدن ومخيمات الفلسطينيين شمال الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم وطوباس، مخلفاً 62 شهيداً، وفق وزارة الصحة، ونزوح عشرات الآلاف، ودماراً واسعاً.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية تأتي "في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها".
ويأتي توسيع العمليات العسكرية شمال الضفة الغربية بعد تصعيد جيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 924 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفاً و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
إنفراجة لأزمة تبادل الأسرى
من جانب آخر، أعلن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن وفداً إسرائيلياً غادر للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأتى إعلان ويتكوف بعيد توصل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والكيان الصهيوني إلى إتفاق يقضي بأن تطلق القوات الصهيونية سراح جميع الأسرى الفلسطينيين الذين كان مقرراً أن تفرج عنهم السبت الماضي مقابل أن تسلمها حماس جثث 4 أسرى صهاينة الخميس.
وشدد مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط على استعداده للسفر على وجه السرعة إلى الشرق الأوسط، حيث تنتهي السبت المقبل المرحلة الأولى من الاتفاق بين حماس والكيان الصهيوني، وقال: "نحن نحقق تقدماً كبيراً.. الحكومة الاسرائيلية ترسل فريقاً في الوقت الذي نتحدث فيه". وأضاف: إما أنهم سيذهبون إلى الدوحة أو إلى القاهرة، حيث ستبدأ المفاوضات، مجدداً مع المصريين والقطريين، الذين يشاركون مع الولايات المتحدة في الوساطة بين حماس والكيان الصهيوني.
وأكد المبعوث الأميركي أن هذه المحادثات الجديدة تهدف إلى "المضي قدماً بالمرحلة الثانية، والتوصل لإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين"، وأوضح أنه "ربما" ينضم إلى هذه المفاوضات يوم الأحد "إذا ما سارت الأمور على ما يرام"، وفق تعبيره.
بيان صادر من حركة حماس
وقالت مصادر إخبارية إنه قد تم التوصل لاتفاق بجهود الوسطاء لحل أزمة عدم إفراج الكيان الصهيوني عن الأسرى الفلسطينيين في الدفعة الماضية. وأضافت المصادر أنه تم الاتفاق على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين لم يفرج عنهم الاحتلال يوم السبت الماضي وإتمام تبادل الجثامين دفعة واحدة وبشكل متزامن وفق الموعد المحدد الخميس.
وأشار بيان من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى أن وفدها اختتم زيارته إلى القاهرة بعد محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى واستشراف مفاوضات المرحلة الثانية.
وكشف البيان عن توافق على اتفاق إطلاق أسرى فلسطينيين أخر الاحتلال تسريحهم بالتزامن مع جثامين أسرى صهاينة متفق على تسليمهم خلال المرحلة الأولى، إضافة إلى ما يقابلهم من النساء والأطفال الفلسطينيين.
وأضاف البيان أن وفد حماس أكد موقف الحركة الواضح بضرورة الالتزام التام والدقيق بكل بنوده ومراحله.
وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، وهي فصيل فلسطيني مسلح في غزة، أنها ستسلم الخميس جثة الأسير الصهيوني أوهاد يهلومي.
وأوهاد واحد من أربعة جثامين من المقرر أن تسلمها حماس ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وعرقل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إطلاق سراح نحو 620 أسيراً فلسطينياً كان من المقرر الإفراج عنهم السبت الماضي، بعد وفاء حماس بالتزامها ضمن الاتفاق، في حين يفترض أن يتم الخميس الإفراج عن جثث 4 أسرى صهاينة من غزة، مما يشكل نهاية رسمية للمرحلة الأولى من الاتفاق.
مسار حرج
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، التي تتضمن 3 مراحل يمتد كل منها 42 يوماً، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الجمعة، يتوقع مسؤولون إما استئناف القتال أو تجميد الوضع الحالي، بحيث يستمر وقف إطلاق النار لكن مع عدم عودة الأسرى الصهاينة وربما تمنع الحكومة الصهيونية دخول المساعدات إلى القطاع.
وضمن 33 أسيراً صهيونياً أحياء وأمواتاً، نصت المرحلة الأولى من الاتفاق على إطلاق سراحهم، أفرجت الفصائل الفلسطينية بالفعل عن 25 أسيراً حياً و4 أموات على 7 دفعات. ومقابل هؤلاء، أفرجت الحكومة الصهيونية عن 1135 من المعتقلين الفلسطينيين، بينهم عشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.
أي نزوح من غزة سيكون "خطاً أحمر" للحكومات
من جانبها، قالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب: إن المنظمة لن تشارك في "أي نوع قسري" من الإخلاء للفلسطينيين من غزة، وأوضحت بوب، أن أي نزوح من هذا القبيل سيكون "خطا أحمر" للحكومات في المنطقة. وقالت بوب، وهي مواطنة أميركية، "التزمنا أمام المجتمعات التي نقدم لها الخدمات بأننا لن نشارك في أي نوع من التحريك القسري للسكان أو إجلاء الناس".
وأثار اقتراح دونالد ترامب بإعادة بناء قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد تهجير سكانه انتقادات واسعة عند طرحه للمرة الأولى أوائل فبراير/ شباط الجاري.
وقالت بوب عن البلدين اللذين قال ترامب إن بإمكانهما استقبال سكان غزة: "كما نرى الآن، (تهجير الفلسطينيين) خط أحمر لكل من حكومتي الأردن ومصر". وأضافت: "نحن جهة إنسانية فاعلة"، متابعة: "لذا فإننا (…) بالتأكيد لا نشارك في أنشطة من شأنها أن تشكل خطوطاً حمراً لدول أعضاء رئيسية".
وفي مواجهة معارضة شديدة في المنطقة وخارجها، قال ترامب -في مقابلة الجمعة الماضية- إنه "لا يفرض" خطته.
وقالت بوب التي زارت غزة الأسبوع الماضي: "أنت (…) ترى المباني التي دمرت بالكامل، ترى الأنقاض والسيارات المحترقة، لكن ترى الناس على جانب الطريق في ظل مبان منهارة يتحلقون حول المواقد ليحاولوا البقاء دافئين".
وأعلن الدفاع المدني في غزة أ أن 6 أطفال حديثي الولادة لقوا حتفهم خلال أسبوع بسبب موجة البرد التي تضرب القطاع.