خبراء سياسيون يؤكدون للوفاق:
الكيان الصهيوني خسر المعركة وتمرغ أنفه في التراب
/ بسريان عملية وقف إطلاق النار في غزة والانتصار الكبير الذي حققه الشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة، أجمع الخبراء على أن الكيان الصهيوني تعرض لهزيمة نكراء في هذه الحرب، وكانت الهزيمة الأهم للعدو هي الفشل في الادعاءات التي طرحها ولكن في النهاية خضع لشروط المقاومة.
على خلفية هذه التطورات الواعدة لمحور المقاومة، التقت صحيفة الوفاق بعدد من الخبراء، حيث تحدث الكاتب والمحلل السياسي حسين الديراني، في حواره مع صحيفة الوفاق، عن هزائم العدو الصهيوني في غزة وقال: حقيقة أن جميع الحروب العدوانية التي خاضها الكيان الصهيوني منذ تأسيسه المشؤوم ضد الشعوب العربية والإسلامية واحتلاله لأراضٍ عربية كانت بمساعدة مالية وعسكرية وسياسية وإعلامية وأمنية ولوجستية أمريكية غربية، والكيان الصهيوني يعتبر أم الولايات والويلات في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتكفل بحماية أمنه وسلامته أكثر من الاهتمام بأمن أي ولاية في أمريكا. وفعلاً لولا هذا الدعم العسكري والمالي المباشر لهذا الكيان الصهيوني لا يستطيع الصمود أمام المقاومة التي تحمل روح التضحية والاستشهاد والايمان، فهذه الروحية يفتقدها الجندي الصهيوني الذي يحب الحياة ويخاف من الموت.
أمريكا الداعم الرئيسي للصهاينة
وأضاف:الولايات المتحدة الأمريكية لم تتخلى ساعة واحدة عن مد هذا الكيان الصهيوني بالأسلحة والصواريخ التي تمكنه من مواصلة عدوانه الإرهابي، وإخضاع الكيان الصهيوني لوقف الحرب لم يتعلق بنقص في آلة التدمير ونقص في مخازن الأسلحة وإن ادعى النتنياهو ذلك لتبرير موافقته على وقف الحرب في لبنان وغزة.
وقال الديراني: الذي أجبره على وقف إطلاق النار هو الخسائر الهائلة في أرواح جنوده على الجبهتين جنوب لبنان وغزة والضفة، وعدم تمكنه من تحقيق أهدافه المعلنة من تدمير المقاومة في لبنان وفلسطين والقضاء على حزب الله وحماس وتحرير الرهائن دون شروط، والسبب الآخر وعود ترامب للنتنياهو بتحقيق أهدافه من دون مواصلة الحرب العسكرية، ووعده بتحقيق ذلك عبر بلطجته وتهديداته الجوفاء، وأخذ ما عجزت عن تحقيقه الآلة العسكرية بالسياسة والبلطجة التي يتمتع بها المعتوه ترامب.
انتصار المقاومة
وقال الكاتب اللبناني: لقد ذكرنا منذ بداية العدوان أن مجرد اعلان الكيان الصهيوني عن موافقته على وقف إطلاق النار في غزة مهما طالت فترة العدوان ودون تحقيق أهدافه يعتبر انتصارا للمقاومة ولكل المحور الذي شارك بمعركة الاسناد، ويعتبر اعلان هزيمة للكيان الصهيوني، والمشاهد التي ظهرت خلال تبادل الأسرى والظهور المسلح البارز لقوات المقاومة في غزة خير دليل على الانتصار في غزة والهزيمة داخل الكيان، وقد عبر عن ذلك كل وسائل الإعلام الصهيوني الذي عبر عن خيبة أمله، واعتبر ذلك هزيمة وانكساراً لجيش الاحتلال، وكان يوماً أسوداً على الكيان بكل مؤسساته العسكرية والسياسية والاعلامية، وتجرع الكيان كأس الهزيمة وتذوق طعم مرارتها، وكان يوم بهجة وسرور عند كل محور المقاومة وكل المقاومين والأحرار في العالم رغم كل التضحيات الجثيمة التي مني بها المحور من قادة ومجاهدين ومواطنين أبرياء، وخسائر مادية وتدمير بنية تحتية.
المقاومة فكرة متجذرة
وختم المحلل السياسي حسين الديراني في تصريحه للوفاق بالقول: لا شك أن مجرد قبول العدو الصهيوني بوقف إطلاق النار دون تحقيق أهدافه المعلنة يعتبر انجازاً كبيراً وانتصاراً للمقاومة، فالانتصار لا يقاس بما خلفه العدو من دمار وخراب وقتل، بل يقاس في تعطيل أهداف العدو، ولم تدعي المقاومة يوما بأنها تملك أسلحة تستطيع أن تدمر الكيان بل لديها الأسلحة لردع عدوانه، إضافة لما يتمتع به العدو من دعم أمريكي وغربي وحتى عربي تحت الطاولة، كل هذا التحالف ضخ كل إمكانياته العسكرية والمالية والاعلامية لتمكين العدو من مواصلة عدوانه، ورغم كل هذا الدعم مني العدو بهزيمة وإن كان بصورة المنتصر، وانتصرت المقاومة وإن كانت بصورة الهزيمة.
وأضاف: أما مستقبل الصراع بعد الهدنة في غزة، فهناك مشهدان، المشهد الأول الذي ظهر في أمريكا خلال لقاء المعتوهان ترامب والنتنياهو، ومطالبة ترامب بل أوامر صادرة للنظامين الأردني والمصري لاستقبال أهالي غزة بكاملها، وتوطينهم بالبلدين رغماً عن إرادتهما، واعلان غزة مقاطعة أمريكية لإعادة إعمارها وجعلها منتجعا أمريكيا، والمشهد الآخر تشبث المواطنين الفلسطينيين في أرضهم ورفضهم التهجير، والصمود في أرضهم ولو بخيم إيواء.
فالمقاومة فكرة متجذرة في عقول وقلوب المظلومين والمضطهدين ولا يمكن أن تموت وتفنى إلا بإزالة الظلم وتحقيق العدل واستعادة الحقوق، وسيبقى الصراع مستمراً طالماً هناك احتلال وعدوان.
هزيمة الكيان الصهيوني
من جانبه تطرق الصحفي والمحلل السياسي اليمني محمد صالح حاتم، في حوار له مع الوفاق، إلى هزيمة الكيان وحليفته أمريكا في معركة غزة، والنصر المقدام للمقاومة في هذه المعركة وقال أن الكيان الصهيوني خسر المعركة وتمرغ أنفه في التراب، وأظهرت معركة طوفان الأقصى مدى هشاشة جيش الكيان الصهيوني، وقبل أن نخوض في مسألة لماذا ساعدت أمريكا الكيان الصهيوني عسكرياً علينا أن نعرف أن الكيان الصهيوني يعتبر قاعدة عسكرية متقدمة للدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، وأن هذه الدول يتحكم بها اللوبي الصهيوني الذي يحكم الكيان الصهيوني.
وأضاف: قد رأينا من أول يوم معركة طوفان الأقصى كيف سارع قادة الدول الغربية بزيارة تل أبيب وتصريحات الرئيس الأمريكي السابق بايدن الذي قال: لو لم تكن (اسرائيل) موجودة لأوجدناها، وكذلك تصريحات وزير خارجيته الذي قال: أتيت إلى تل أبيب ليس بصفتي وزير خارجية أمريكا ولكن بصفتي يهودي، فالمعركة تعتبر معركة وجود والحرب هي حرب الحضارات، وإن المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية لإسرائيل جزءاً من التحالف الاستراتيجي بين البلدين، وجزء من الدفاع والحماية لهذا الكيان فخلال العدوان على غزة، قدّمت الولايات المتحدة دعماً كبيراً للكيان الصهيوني، مع طول مدى المعركة وصمود وثبات أبناء غزة وعدم قدرة جيش الكيان الصهيوني على تحقيق أهدافه العسكرية التي أعلن عنها، فأمريكا لم تتخلى عن الكيان الصهيوني، بل سعت لحماية الكيان وإعادة بناء ماخسرته في معركة طوفان الأقصى وتقليل الخسائر، وكذلك تحرير الأسرى والذي يشكل ضغط شعبي أمريكي وصهيوني.
وقال المحلل السياسي اليمني: كما قلنا أن وقف اطلاق النار جاء بهدف تحرير الأسرى والذي كان يمثل ضغط شعبي كبير من قبل أهالي الأسرى، وكذلك ترميم البيت الصهيوني، وإعادة بناء الاقتصاد الصهيوني خاصة مع إغلاق باب المندب والبحر الأحمر أمام الملاحة العالمية المتجهة نحو الموانئ. العدو الصهيوني تكبد خسارة هي الأكبر في تاريخه المشؤوم، ويحتاج إلى عدة قرون لإعادة ما خسره عسكرياً ومعنوياً، فما بناه الكيان الصهيوني خلال السبعة العقود خسره يوم السابع من أكتوبر.
المقاومة أقوى
وختم الصحفي اليمني بالقول: ستظل غزة والمنطقة برمتها ساحة حرب، ولن تتوقف الحرب، ستشتعل في أي لحظة، فالعدو يسعى إلى تحقيق أهدافه، وهذا لم يتم ابداً، والمقاومة ستستعيد قدراتها وستثبت الأيام أن المقاومة ستكون أقوى من قبل، فمخطط ترامب سيجعل المنطقة على فوهة بركان سيشتعل ويلتهب بناره الجميع، نحن نخوض مع العدو الصهيوني معركة وجود، وحرب حضارية لن تتوقف الحرب حتى يزول الكيان الصهيوني الغاصب.
هدف توسيع العمليات
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي المصري ياسر حماد، في حوار له مع صحيفة الوفاق، مُتحدثاً عن تطورات العدوان الصهيوني على الضفة ومخيم جنين، أنه توجد خسائر مريرة عدة تكبدها العدو الصهيوني في الضفة المحتلة وعلى الأخص في جنين وقال: الهدف الرئيسي من وراء توسيع العمليات في غزة هو بقاء نتنياهو في الحكم والفرار من شبح المحاكمة من خلال إرضاء تحالف اليمين المتطرف في حكومة الحرب بأشباع رغبتهم في تحقيق مزاعمهم الوهمية بـتأسيس الدولة الكبري من النيل للفرات .
وأضاف: لن يحدث ذلك إلا من خلال إرباك المنطقة ودول الجوار تحديداً بتحميل اقتصاديتهم المنهكة جراء الحرب بين روسيا وأوكرانيا والديون وأزمة الدولار بأعباء جديدة ألا وهي تهجير الشعب الفلسطيني من الضفة للأردن ومن غزة لمصر، وكذلك محاولة تطبيق استراتيجيته لتعويض فشله في غزة من خلال تحقيق نصر وهمي "التهجير".وأضاف الكاتب المصري إنهاك المقاومة واستنزاف قوتها هو هدف نتنياهو خاصة بعد ظهور عناصر المقاومة أثناء تبادل الأسري ضمن الصفقة الهشة التى يرعاها ترامب في مرحلتها الاولى بشكل قوي بث الرعب في قلوب الداخل الصهيوني فعلى الرغم من مرور سنة وأربعة أشهر تقريباً ومازالت المقاومة تحتفظ بقوتها وصلابتها أمام العدو الصهيوني.
وختم الكاتب المصري بالقول: الدعم الأمريكي هو الضامن لاستمرار العدو الصهيوني في الحرب ولولا الضوء الأخضر الأمريكي لما اندلعت أعمال العنف التي قام بها المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي وأيضاً ما كان لنتنياهو ليعلن بالأمس عن توسيع العمليات العسكرية في الضفة المحتلة .أقولها ملئ الفم توقف الدعم الأمريكي للصهاينة يعني توقف العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة وفي سوريا ولبنان وغلق ملف التهجير بشكل نهائي .
