الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • مقالات و المقابلات
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة وستة - ٠٩ فبراير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة وستة - ٠٩ فبراير ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

في ظل الجدل حول قضية الهجرة

انقسام حاد في المجتمع الألماني

 /  تشهد ألمانيا في الوقت الراهن واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخها السياسي المعاصر، حيث تتصاعد حدة الاستقطاب المجتمعي والسياسي بشكل غير مسبوق حول قضية الهجرة. وتأتي هذه التوترات في توقيت بالغ الحساسية مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية، مما يجعل المشهد السياسي الألماني أكثر تعقيداً. وتبرز في هذا السياق تحديات جوهرية تتعلق بمستقبل الديمقراطية الألمانية وقدرتها على الحفاظ على تماسكها المجتمعي في ظل صعود التيارات اليمينية المتطرفة من جهة، ومحاولات الأحزاب التقليدية إيجاد توازن بين الحفاظ على القيم الديمقراطية الأساسية وتلبية مطالب الناخبين من جهة أخرى. ويكشف الجدل المحتدم حول سياسة الهجرة عن تصدعات عميقة في النسيج الاجتماعي الألماني، وعن تحديات حقيقية تواجه النموذج الديمقراطي الألماني الذي طالما كان مثالاً يحتذى به في الاستقرار السياسي والتعددية المجتمعية.
تؤدي سياسة الهجرة الخاطئة وغير الفعالة حالياً إلى نقاشات حادة في ألمانيا. وقبيل الانتخابات الفيدرالية، تتسبب هذه القضية في انقسام حاد في المجتمع.
تظاهر الناس ضد التطرف اليميني في العديد من المدن خلال عطلة نهاية الأسبوع. في برلين وحدها، خرج ما لا يقل عن 160,000 شخص إلى الشوارع. وكان الدافع وراء ذلك هو مناقشة الهجرة في البوندستاغ التي بادر إليها حزب الاتحاد (CDU).
انتقادات لمنظمات اللاجئين
بمناسبة المؤتمر الحزبي للاتحاد الديمقراطي المسيحي، انتقدت أكثر من 140 منظمة للاجئين ومنظمة اجتماعية في نداء موجه إلى الديمقراطيين المسيحيين المناقشات حول تشديد سياسة الهجرة. ويقول الخطاب: "تمسكوا بقيمكم المسيحية والديمقراطية وحافظوا على سيادة القانون وحقوق الإنسان لصالح جميع الناس في ألمانيا."
ويستمر النداء بالقول إن قوة المجتمع تكمن في التنوع: "الأفكار المختلفة، والقصص الأصلية، والأديان، ووجهات النظر العالمية، والهويات تثرينا." ويشير النداء إلى أن اللاجئين من مناطق عديدة من العالم أصبحوا منذ فترة طويلة جزءاً من مجتمعنا.
مظاهرات ومواقف متباينة
خرج عشرات الآلاف من الناس في جميع أنحاء البلاد إلى الشوارع في نهاية الأسبوع الفائت ضد التطرف اليميني وللتنصل من حزب البديل من أجل ألمانيا. وجرت أكبر مظاهرة يوم الأحد في برلين. يُنظر حالياً إلى حزب البديل ككل من قبل مكتب حماية الدستور (جهاز المخابرات الداخلية الألماني) كحالة يُشتبه في أنها متطرفة يمينياً. وتصنف سلطات حماية الدستور في ولايات تورينغن وساكسونيا وساكسونيا-أنهالت الحزب هناك على أنه متطرف يميني بشكل مؤكد. العديد من الناس في ألمانيا لا يرون هذا التصنيف موضوعياً، بل يعتبرونه سياسياً. ولكن هناك أشخاص آخرون يعتقدون فعلاً أن هذا الحزب المعارض متطرف يميني للغاية.
كما تظاهر حوالي 1,000 من رياضيي الرياضات المائية في كولونيا يوم الأحد بما مجموعه 350 قارباً. في الطقس المشمس، اصطفوا واحداً تلو الآخر على نهر الراين أمام الأفق مع الكاتدرائية. ورفعوا لافتات تحمل شعارات مثل "لا للعنصرية" و"من أجل الديمقراطية والتنوع". نظم هذا التجمع غير المعتاد "أصدقاء الرياضات المائية
نبتون كولونيا".
انقسام سياسي
وهذا يوضح بجلاء مدى انقسام المجتمع حتى في أصغر هياكله. دافع المدير الإداري البرلماني للاتحاد في البوندستاغ، تورستن فراي، عن تصرفات مرشح الاتحاد للمستشارية فريدريش ميرتس في البوندستاغ الأسبوع الماضي. وقال إنهم ناضلوا حتى النهاية لضمان وجود أغلبية في المركز الديمقراطي. ويعتقد أنه من الضروري الانتقال من الحديث إلى العمل، خاصة بعد الهجوم في ماغديبورغ. وهكذا نرى أن الهجمات الإرهابية والاعتداءات على السكان على وجه الخصوص تؤثر على المناخ السياسي وأن الأحزاب البرجوازية في الوسط يجب أن تتفاعل الآن مع المشاكل.
أشار تورستن فراي إلى أن المستشار شولتس لم يقدم أي اقتراحات لحل المشاكل في بيان حكومته. وأكد السياسي من الاتحاد الديمقراطي المسيحي أنه لا يكفي وضع "جدار" ضد حزب البديل و"ببساطة ترك النار تستمر في الاشتعال على الجانب الآخر، حيث يوجد حوالي 20 بالمائة من الناخبين المؤهلين في ألمانيا."
وهذه هي إرادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر. أما الاتحاد، فيريد من ناحية أخرى مكافحة النار على الجانب الآخر. وفي رأيه، يجب على السياسيين الإجابة على سؤال لماذا يبدو أن واحداً من كل خمسة ألمان على استعداد للتصويت لحزب متطرف يميني.
تحذيرات وانتقادات
دعا وزير الزراعة الفيدرالي جيم أوزدمير (الخضر) الأحزاب الديمقراطية إلى تهدئة النقاش حول سياسة الهجرة وكيفية التعامل مع حزب البديل. وحذر أوزدمير من أننا سننتهي في ظروف مأساوية إذا استمر الوضع على هذا النحو.
وفي ظل استطلاعات الرأي الحالية، من المشكوك فيه ما إذا كان سيكون هناك ما يكفي لتحالف حزبين ديمقراطيين من الوسط بعد الانتخابات الفيدرالية
في 23 فبراير.
وأعربت المستشارة السابقة ورئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي أنجيلا ميركل عن مخاوفها بشأن تصرفات زعيم الحزب فريدريش ميرتس. واتهم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي رولف موتزنيخ الاتحاد بإلحاق ضرر جسيم بالديمقراطية. وقال: "ليس شريان الحياة للديمقراطية فقط هو الذي تضرر."
إن التحديات التي تواجهها ألمانيا اليوم تتجاوز مجرد الخلاف حول سياسات الهجرة لتصل إلى جوهر النموذج الديمقراطي الألماني وقدرته على الاستمرار والتطور. فالانقسامات العميقة التي تشهدها الساحة السياسية الألمانية تضع البلاد أمام مفترق طرق تاريخي، حيث يتعين عليها إيجاد توازن دقيق بين الحفاظ على قيمها الديمقراطية الراسخة وقدرتها على التعامل مع التحديات المعاصرة. ويبدو أن المستقبل القريب سيكون حاسماً في تحديد مسار ألمانيا، خاصة مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية وما قد تسفر عنه من نتائج. والسؤال المحوري الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل ستتمكن القوى السياسية الديمقراطية من تجاوز خلافاتها وتقديم رؤية موحدة تعيد اللحمة للمجتمع الألماني؟ وهل سيكون بمقدور الحكومة القادمة، أياً كان تشكيلها، معالجة الانقسامات العميقة التي تشقّ المجتمع وإعادة بناء الثقة بين مختلف مكوناته؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد ليس فقط مستقبل ألمانيا السياسي، بل أيضاً مستقبل النموذج الديمقراطي الأوروبي برمته، خاصة في ظل تنامي التيارات الشعبوية واليمينية المتطرفة في مختلف أنحاء القارة العجوز.

 

البحث
الأرشيف التاريخي
<
2025 March
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
23 24 25 26 27 28 1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31 1 2 3 4 5
today
اسفند
<
2025 March
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
23 24 25 26 27 28 1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31 1 2 3 4 5
today
اسفند
<
2025 March
>
Su
Mo
Tu
We
Th
Fr
Sa
23 24 25 26 27 28 1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31 1 2 3 4 5
today
اسفند