فصائل المقاومة الفلسطينية تُشيد بالعملية
عملية إطلاق نار بطولية قرب طوباس وقتلى وجرحى صهاينة
شهدت قرية تياسير شرق طوباس، في شمالي الضفة الغربية المحتلة عملية إطلاق نار بطولية نفذها فلسطيني قتلَ فيها جنديين صهيونيين.
هذا؛ وأفادت إذاعة جيش العدوّ عن: "إصابة 8 جنود في العملية، من بينها إصابتان مميتتان، ويجري إجلاء الإصابات بمروحية عسكرية". كما أشارت وسائل إعلامية صهيونية إلى أنّ: "عملية إطلاق النار وقعت بالقرب من قرية يعمل فيها الجيش في إطار عملياته في شمالي الضفة الغربية". ولفت إعلام العدوّ إلى أنّ: "المنطقة التي نفذت فيها العملية شهدت اشتباكًا مسلحًا بين فلسطيني والجنود الصهاينة، ما أدى إلى قتلى وإصابات في صفوف الجيش، مشيرًا الى "مقتل" (استشهاد) منفّذ العملية الذي كان يرتدي مثل لباس الجيش.
وفي التفاصيل؛ أن منفّذ العملية قد وصل إلى الحاجز العسكري قرب تياسير، وتمكّن من التسلل إلى داخل المجمع العسكري؛ حيث يوجد الجنود، وهو أشبه بموقع سري، فتحصّن المنفذ داخل برج للمراقبة، وأطلق النار باتجاه الجنود واشتبك معهم، بحسب ما أفادت وسائل إعلام العدو.
وأضاف إعلام العدو : "يحتفظ سلاح الجو بطائرة مسيّرة من طراز "زيك" في الأجواء، لكنّ الجيش الصهيوني قرر عدم استخدامها لتصفية المنفذ من الجو لأسباب عملياتية، ومن بينها كان هناك خشية من أن تصيب الطائرة المسيّرة القوات على الأرض".
يذكر أنّ الضفة الغربية المحتلة تشهد منذ أسابيع عملية عسكرية صهيونية سبقتها عملية أخرى نفذتها السلطة للحدّ من العمل المقاوم فيها، ويلجأ الاحتلال إلى استخدام أدواتٍ هجومية، لم يسبق له أن استخدمها إلا نادرًا في الماضي، فقد استخدم خلال الأيام الأخيرة ناقلات جند مدرّعة من طراز "إيتان"، والتي يستخدمها لواء "نحال" في القتال، في منطقتي طوباس وجنين، وذلك للمرة الأولى منذ عملية "السور الواقي" في العام 2002.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، في بيان لها، عن استشهاد 70 مواطنًا في محافظات الضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام الجاري غالبيتهم من محافظة جنين.
ضربة نوعية
باركت فصائل المقاومة الفلسطينية، عملية إطلاق النار البطولية التي نفّذها فلسطيني، مستهدفًا حاجز "تياسير" العسكري شرقي طوباس، شمال الضفة الغربية المحتلة، وأسفرت العملية عن مقتل جنديين صهيونيين وإصابة 6 آخرين؛ اثنان منهم بحالٍ حرجة.
في هذ السياق، قالت حركة حماس إنّ: "عملية إطلاق النار البطولية النوعية، والتي نفّذها مقاوم فلسطيني واستهدفت حاجز "تياسير" العسكري شرق طوباس، هي ردٌّ على جرائم الاحتلال وعدوانه على شمال الضفة المحتلة، وذلك لن يمرّ دون عقاب". وفي بيان لها، أكدت الحركة أنّ: "جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني، في الضفة ومخيماتها في جنين وطولكرم وطوباس، لن توهن من عزم شعبنا ومقاومته"، مشددةً على أن: "هذه العملية تأتي لتؤكد إصرار شبابنا الثائر ومقاومتنا الباسلة في الضفة، على المضيّ في طريق المقاومة والتصدي للعدوان الفاشي".
وتابعت الحركة: "أن مشاريع العدو الإجرامية كافة، ومحاولاته إخضاع شعبنا الفلسطيني، أو كسر إرادة المقاومة لديه، أو تهجيره عن أرضه ودياره، ستتحطّم أمام إرادة وبسالة هذا الشعب ومقاومته الباسلة، وشبابه الحرّ الأبي"، ودعت حماس: "جماهير شعبنا المرابط لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه، وتحدّي جيشه المجرم وإجراءاته الأمنية والعسكرية، نصرةً لأرضنا ومقدساتنا، وتأكيدًا على حقّنا في الحرية وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".
بدورها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بهذه العملية النوعية قائلةً في بيان لها: "إنّ هذه العملية البطولية تأتي تأكيدًا على إصرار شعبنا ومقاومته على التصدي لجرائم الاحتلال المجرم الذي يفجر البيوت ويهجّر العائلات ويرعب المدنيين". كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ "مقاومة شعبنا ماضية حتى دحر الاحتلال".
من جانبها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية البطولية، مشيرةً إلى أنّ: "هذه الضربة النوعية تؤكد هشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية وعجزها أمام تصاعد وتيرة المقاومة في الضفة المحتلة". وتابعت الجبهة في بيان لها: "أنّ نجاح المقاوم في التسلل إلى داخل الموقع العسكري، والوصول إلى مهاجع الجنود وفتح النار من مسافة صفر يعكس مستوى الجرأة والتخطيط العالي، ما يُشكّل فشلًا لسياسة الاغتيالات الممنهجة والحملات الواسعة التي تستهدف مناطق شمال الضفة، ولا سيما جنين وطولكرم وطوباس".
من جهتها، باركت لجان المقاومة في فلسطين العملية البطولية على حاجز "تياسير"، وعدتها "ردًّا شرعيًّا وواجبًا طبيعيًّا على جرائم الاحتلال المجرم وحربه بحق أهلنا في جنين". وقالت اللجان إنّ: "العملية البطولية قرب جنين صفعة جديدة ومتواصلة للمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية، ورسالة للصهاينة بأن لا أمن لهم ولا استقرار في ظل استمرار العدوان الصهيوني على شعبنا"، داعيةً: "أبناء شعبنا ومقاوميه وأحراره إلى تصعيد المقاومة وضرب الاحتلال في كل مكان".
الاحتلال يواصل عدوانه على الضفة
يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الواسع على مدن في شمال الضفة الغربية المحتلة، ويتركز في جنين وطولكرم وطوباس، فيما خلف العدوان عشرات الشهداء والإصابات، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية، فضلًا عن الاعتقالات وعمليات القتل والتهجير والتفجير ونسف العشرات من المنازل، وسط مقاومة مستمرة.
ولليوم الـ 15 تواليًا، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها الواسع على مدينة جنين ومخيمها، مخلفًا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، إلى جانب تدمير واسع في البنية التحتية ونسف وتفجير عشرات المنازل.
كما يواصل الاحتلال إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة جنين ومخيمها عبر حاجز الجلمة العسكري، كما اعتقلت قوات الاحتلال شابًّا بعد احتجاز مركبته بالقرب من دوار الحثناوي وسط مدينة جنين.
من جانبه، أوضح رئيس بلدية جنين محمد جرار أن 35-40% من الأحياء ما تزال محرومة من المياه نتيجة عمليات التدمير، حيث خرج أهم بئر للمياه، "السعادة"، عن الخدمة منذ اليوم الأول للعدوان، ما أدى إلى انقطاع المياه عن أحياء جبل أبو ظهير، خلة الصوحة، الهدف، وادي برقين، وعن جزء من حي الجابريات، الزهراء، البساتين، والمحطة، مشيرًا إلى هذا العدوان هو الأصعب منذ اجتياح المخيم في العام 2002. كما أوضحت محافظة جنين أن قوات الاحتلال لاحقت مركبات المواطنين وقامت بتفتيشها والتدقيق في هوياتهم وتضييق الخناق عليهم.
بدوره، قال مدير مستشفى جنين الحكومي: "إننا نعمل مع الحد الأدنى من الطواقم الطبية لتقديم الخدمات للمواطنين نتيجة حصار المستشفى".
وفي ظل استمرار العدوان الصهيوني ، يستمر التعليم في المدارس الحكومية والخاصة في مدينة جنين ومخيمها إلكترونيًّا، فيما أتاحت مديرية التربية والتعليم في المدينة للطلبة النازحين إمكان الالتحاق بمدارس القرى والبلدات التي نزحوا إليها لحين انسحاب جيش الاحتلال.
وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم التاسع، وسط مداهمة المنازل وتخريبها وطرد سكانها وتدمير البنية التحتية واعتقال الشبان.
في السياق ذاته، تواصلت عمليات إخلاء السكان من منازلهم في المخيم، وسط جهود طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تمكنت من إخلاء سيدتين مسنتين من حارة المطار تعانيان أمراضًا مزمنة وصعوبة في المشي. وتتوالى مناشدات من تبقى من المواطنين داخل المخيم، لإنقاذهم خاصة كبار السن والمرضى والأطفال، وتوفير متطلباتهم الأساسية في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي خلفه العدوان من حصار مشدد وانقطاع للكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت بعد تدمير جرافات الاحتلال للبنية التحتية.
هذا؛ وكان محافظ طولكرم عبد الله كميل قد صرح، بأن قوات الاحتلال أجبرت ما يزيد عن 75% من سكان مخيم طولكرم على النزوح قسرًا من المخيم، خلال العدوان المستمر عليه، وأن هناك ما يقارب 9 آلاف مواطن تقريبًا أُجبروا على النزوح من المخيم في هذا العدوان غير المسبوق على المحافظة.
كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، عددًا من الشبان بعد مداهمتها للمنازل في ضواحي المدينة ،كما واحتجزت قوات الاحتلال سيدة كانت برفقة مريضة في مركبة إسعاف جمعية الهلال الأحمر كانت متوجهة إلى مستشفى الشهيد ثابت الحكومي.
كما تفرض قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مستشفيي الشهيد ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وتعرقل عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والمرضى وتخضعهم للتفتيش والتحقيق الميداني. وأحدثت جرافات الاحتلال الثقيلة دمارًا في البنية التحتية، وبسطات المواطنين الباعة في المكان، بعد أن جرفت شارع ياسر عرفات وهو بداية شارع نابلس الذي يصل وسط المدينة بمدخل المخيم الشمالي.
في السياق نفسه، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها العسكري وحصارها على مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب طوباس، لليوم الثالث على التوالي، وسط عمليات مداهمة واعتقال واسعة، بالإضافة إلى احتجاز عشرات آخرين والتحقيق ميدانيًّا معهم. كما تغلق قوات الاحتلال جميع مداخل البلدة، فضلًا عن تنفيذها عمليات تجريف وتدمير لعدد من الشوارع وللبنية التحتية، والدفع بمدرعات وتعزيزات عسكرية، وما تزال قوات الاحتلال تحكم الحصار على مخيم الفارعة وتغلق مداخله بالكامل.
حمدان: الوسطاء بدأوا التواصل
في سياق آخر قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إنّ: "الوسطاء بدأوا التواصل للتفاوض من أجل ترتيب المرحلة الثانية من "اتفاق" وقف إطلاق النار، كما أكدوا التزامهم بذلك، بما فيهم الولايات المتحدة".
وفي لقاء سياسي نظمه مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة، أكّد حمدان أنّ حركته تراقب تنفيذ المرحلة الأولى من "اتفاق" وقف إطلاق النار مع الاحتلال، مضيفًا: "نُسجل تلكؤ العدو وإشكالات أخرى يحاول اختلاقها"، موضحًا أنّه تحدث بوضوح مع الوسطاء عن هذا التلكؤ، مشيرًا إلى وجود لجنة في الحركة تتابع ما يدخل إلى غزة من مساعدات إغاثية، كمًّا ونوعًا، ومدى انسجام ذلك مع "الاتفاق" المُوقّع عليه.
كما لفت حمدان إلى أن حركته أبلغت الوسطاء بأن استمرار الاحتلال في تلكّئه سيدفعها لاتخاذ بعض الإجراءات التي ستجبره على الالتزام، قائلًا: "أبلغنا الوسطاء ببعض الإجراءات التي ستتّضح غدًا، والتي ستكشف عمّا إذا كان العدو يلتزم بنقل المعلومات الصحيحة أم يماطل، وما إذا كان الأمر يستوجب خطوة من جانب المقاومة".
تفاصيل المرحلة الثانية
في سياق متصل، أوضح حمدان أنّ مفاوضات المرحلة الثانية تتضمن تفاصيل كثيرة، من بينها إعادة الإعمار والإعلان الدائم عن وقف إطلاق النار، وترتيبات تبادل الأسرى، مضيفًا: "قد تستغرق هذه المفاوضات بعض الوقت، لكننا حريصون على أن يأخذ شعبنا فرصته في الإعمار والاستقرار".
كما أكّد أن ملف الأسرى يشمل جميع التصنيفات، مثل: أصحاب الأحكام المؤبدة، والمعتقلين بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأسرى حزب الله، مشيرًا إلى أن جميع هذه الملفات ستكون على طاولة التفاوض. كما كشف أن هناك جهودًا تُبذل مع دول لاستضافة الأسرى المبعدين الموجودين في مصر، وأن هذا الملف في طريقه إلى الحل.
أمّا بشأن معبر رفح، فقد لفت حمدان إلى أن "الاتفاق" يقضي بأن يعمل وفقًا لترتيبات "اتفاق" 2005، وأن الحالات الإنسانية هي التي سُمح لها بالخروج في المرحلة الأولى، فيما ستُتابع عودة العالقين وفتح المعبر للحالات الأخرى في المرحلة الثانية.
هذا؛ ونفى حمدان المزاعم التي تتحدث عن توقيع المصابين على تعهدات بعدم عودتهم إلى القطاع مجددًا، مؤكدًا أن "الاتفاق" واضح، ولا يوجد فيه أي شيء سري أو ملاحق خفية، كما هو الحال في "اتفاقات" أخرى.
