رئيس الجمهورية، مُؤكّداً أن ما يضعف الأمة الإسلامية هو تأجيج الخلافات:
الوحدة بين الدول الإسلامية من المتطلبات المهمة في الظروف الراهنة
أكد رئيس الجمهورية، الدكتور مسعود بزشكيان، أننا نعتقد أن ما يضعف الأمة الإسلامية ويعطلها هو تأجيج الخلافات الداخلية، وقال: إذا عملت الدول الإسلامية على تنمية اقتصاداتها وسبل عيش شعوبها وأمنها، وتجنبت الخلافات واتحدت مع بعضها البعض نحو تحقيق أهداف مشتركة، فإن مؤامرات الأعداء والحاقدين لن تنجح بالتأكيد.
وخلال لقائه رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني والوفد المرافق له، مساء أمس الأول، اعتبر الرئيس بزشكيان التآزر والتعاطف وتعزيز الوحدة بين الدول الإسلامية من المتطلبات المهمة للمرحلة الراهنة، وقال: نعتقد أن ما يؤدي إلى إضعاف الأمة الإسلامية هو إثارة النزاعات الداخلية، وإذا ما سعت الدول الإسلامية إلى تنمية اقتصاداتها وسبل عيشها وأمنها وتجنبت الخلافات، واتحدت مع بعضها البعض في مسار السعي لتحقيق الأهداف المشتركة فمن المؤكد أن مؤامرات الأعداء والمغرضين لن تنجح.
التعاون والتنسيق في مجالات التجارة والاقتصاد
واعتبر الرئيس بزشكيان التعاون والتنسيق المستدام في مجالات التجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا وقضايا الحدود من بين المنصات المناسبة لتعزيز وتقوية العلاقات بين الدول الإسلامية، وتمهيد الطريق لمزيد من التماسك والوحدة في العالم الإسلامي، وأضاف: إذا تمكنا من تحقيق هذا التعاون وتطوير وتوسيع قدراتنا في مختلف قطاعات الصناعة والزراعة والنقل والرعاية الصحية والثقافة، فان ذلك سيزيد من قدرتنا ويحمي بلداننا وشعوبنا من أي هجوم.
وفي جانب آخر من حديثه، أشار رئيس الجمهورية إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، خاصة في سوريا، وأكد على ضرورة أن تكون الدول الإسلامية ذكية وتلعب دوراً إيجابياً وفعالاً في التطورات في هذا البلد، قائلاً: موقفنا من سوريا هو تشكيل حكومة شاملة بمشاركة كل أبناء الشعب السوري مع الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، ومنع التفكك والفوضى فيها؛ وبصورة عامة منع الأهداف الشريرة لأعداء الأمن والاستقرار الإقليمي، وفي هذا الصدد نحن نتفاعل مع الدول الإسلامية الأخرى.
إشادة بموقف العراق بدعم الشعب الفلسطيني
كما أشاد الرئيس بزشكيان بموقف العراق القوي والحاسم في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، وقال: فيما يتعلّق بمساعدة غزة ولبنان فإن اقتراحنا هو أن تبذل كل دولة إسلامية قصارى جهدها للمساعدة في إعادة بناء وإعادة الناس إلى حالتهم الطبيعية ومناطق سكنهم، لأن اللامبالاة تجاه آلام ومعاناة الشعبين المسلمين في غزة ولبنان بعيدة كل البعد عن تعاليمنا الدينية والإنسانية.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس النواب العراقي عن ارتياحه لزيارته إلى إيران ولقائه بالدكتور بزشكيان، وأكد التزام مجلس النواب العراقي بدعم حكومة بلاده في تنفيذ الإتفاقيات التي تم التوصل إليها بين البلدين، قائلاً: نؤكد أيضًا على تعزيز الشراكات والتعاون الثنائي والإقليمي والدولي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ووصف المشهداني المواقف المشتركة بين إيران والعراق تجاه القضية الفلسطينية بالمشرفة والمبدئية، مضيفاً: محور المقاومة حقق إنجازات كبيرة خلال العام والنصف الماضيين، على الرغم من فقدان بعض قادته وشخصياته البارزة، ولذلك فإن الحفاظ على المبادرة في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية في هذه اللحظة الحرجة أمر مهم وضروري للغاية.
وفي هذا اللقاء، أبدى أعضاء الوفد البرلماني العراقي، من بينهم رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية العراقية-الإيرانية، آراءهم ووجهات نظرهم تجاه مختلف مجالات التعاون بين البلدين.
حركة المقاومة حيّة وفعّالة بالكامل
إلى ذلك، أكد رئيس السلطة القضائية، حجة الاسلام والمسلمين غلام حسين محسني إيجئي، خلال استقباله رئيس مجلس النواب العراقي والوفد المرافق له: إن حركة المقاومة اليوم في إيران والعراق ولبنان وفلسطين وغيرها من الأماكن حية وفعالة بالكامل، وهناك مستقبل مشرق ينتظر هذه الجبهة، وقال: نحن في إيران دعمنا دائمًا محور المقاومة وسنستمر في ذلك. وأضاف: أولاً نحيي ذكرى شهداء جبهة المقاومة الإيرانيين والعراقيين، وعلى رأسهم الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، الذين حاربوا الجماعات الارهابية-التكفيرية المصطنعة من قبل الاستعمار وحققوا الأمن للبلدين والمنطقة برمتها، ومن الجدير أن نعرب عن عميق إمتناننا لمواقف العراق المؤيدة والداعمة للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة واعلان الاستنكار لجرائم الكيان الصهيوني. وتابع: هذا وعد إلهي أنه إذا نصرنا دين الله فسينصرنا الله ويثبت أقدامنا.
وفي إشارة إلى الجرائم الوحشية والفظيعة التي ارتكبها الصهاينة خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية في غزة، قال رئيس السلطة القضائية: رغم ارتكاب الصهاينة لجرائم وحشية وفظيعة في غزة على مدى 15 شهراً، إلا أنهم لم يحققوا أياً من أهدافهم واحلامهم في القطاع وهُزموا بشكل مخزٍ. وأضاف: إن هذا الحدث يبين أن وعد الله بالعون والمساعدة إذا صمد الإنسان هو وعد حتمي لا يخلف.
ولفت حجة الاسلام والمسلمين محسني إيجئي إلى القواسم المشتركة الكثيرة بين البلدين إيران والعراق في مختلف المجالات والأبعاد، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق، بتاريخهما الحضاري الغني والقواسم المشتركة الدينية والثقافية الكثيرة، يمكنهما ممارسة تأثير أكبر بشكل مشترك في مختلف المجالات على المستوى الإقليمي، وهذا الأمر يتطلب زيادة التفاعل بين الطرفين.
تعاون في مجال مكافحة الارهاب
وقال: إن البلدين، إيران والعراق، تضررا من تيار الإرهابيين الذين هم صنيعة الاستكبار، وذهبت شخصيات قيمة من الجانبين ضحية لجرائم الإرهابيين؛ لكن البلدين يتمتعان بقدرات عالية لمواجهة التيارات الإرهابية وإرساء الأمن وتعزيزه في المنطقة، ولذلك يبدو من الضروري أن يتقارب البلدان ويتبادلا المعلومات والخبرات قدر الإمكان في مكافحة هذه التيارات.
وخلال هذا اللقاء، أشار رئيس مجلس النواب العراقي إلى المشتركات العقيدية والثقافية الكثيرة بين شعبي إيران والعراق، وقال: إن الهدف من هذه الزيارة هو البحث مع مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول العلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية.
وأكد المشهداني على ضرورة تنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقيات المبرمة بين المسؤولين الإيرانيين والعراقيين من قبل حكومتي البلدين.
