سيرة شهيد
في ذكرى استشهاده
حجة الإسلام ميثمي.. يحمل روح الإيثار والاستشهاد
ظهر في الدفاع المقدس عدداً من القادة الذين شجعوا الشباب بروح الإيثار والاستشهاد على الوقوف في وجه أي اعتداء على البلاد وجعلوا العدو الذي كان مدعومًا من قبل العديد من الدول القوية في العالم، يتذوق طعم الهزيمة بفضل إدارتهم وإبداعهم ومنهم الشهيد الشيخ عبد الله ميثمي الأصفهاني، الذي يُعتبر أحد الشخصيات البارزة في
حرب الدفاع المقدس.
المولد والنشأة
ولد الشهيد عام 1955م بمدينة أصفهان من أبوين مؤمنين، ترعرع عبدالله في كنف أبويه تربية إسلامية إلى أن غدا فتىً يافعاً. ولما التحق بالمدرسة الثانوية كان يساعد أباه في عمله. كان تواقاً منذ صغره للقيام بالنشاطات الدينية ونشر العلوم الإلهية، ما جعله يسلك طريق أهل العلم ودخول الحوزة العلمية.
نشاطاته الدينية والسياسية
إلى جانب دراسته الدينية، بدأ الشهيد عدداً من النشاطات الدينية، منها تأسيس جمعية دينية وخيرية بمعية جمع من زملائه، وتأسيس هيئة السيدة رقية(س)، ودروس تعليم القرآن، وافتتاح صندوق القرض الحسن. وكان عملياً هو المرشد لزملائه وتوجيههم دينياً وسياسياً، تركزت نشاطات الشهيد وزملائه في هذه المرحلة على توزيع البيانات والكتب الدينية، وشرح أهداف النضال، وبيان سيرة وشخصية الإمام الخميني (قدس)، وفضح عمالة النظام الملكي لأمريكا وخيانته للإسلام والمسلمين.
عُيّن من قبل ممثل الإمام في حرس الثورة الإسلامية حجة الإسلام والمسلمين الشهيد محلاتي في مسؤولية ممثل الإمام في مقر خاتم الأنبياء(ص) المقر المركزي لقوات الحرس والتعبئة وسائر القوى الشعبية مما أعطى دفعاً قوياً لمعنوياتهم والانسجام في صفوفهم، وكان لكلامه وقع في نفوسهم خصوصاً أثناء تواجده في الخطوط الأمامية.
الخصال والسجايا
كان الشهيد يرى أن التكليف الشرعي يحظى بالأولوية، كان دائم التأكيد على أن العمل الخالص لله مهما كان صغيراً يكبر بصورة لا يصدق به فاعله أيضاً، شكل قدوةً لجنود الإسلام في إيثاره وتفانيه. هذا العالم المجاهد والورع الذي عرفه زمانه جيداً، كان يرجح الخدمة في جبهات الحرب على كل شيء، فلم يكن مستعداً للذهاب إلى الحج لاعتقاده أن التواجد في جبهة الحرب له أجر حج بيت الله الحرام أيضاً.
كان يعتقد أننا يجب أن نكون بين الناس وبجانبهم، وأن نعيش مثلهم، ونتعرف على مشاكلهم ونشعر بألامهم، ولهذا كلما سنحت الفرصة، كان يذهب إلى المدن والقرى، ويتحدث مع الناس في مناسبات مختلفة.
معراج الشهادة
وكما قال هو في الليلة الثانية من عمليات كربلاء الخامسة "إنني أنال أجري من الله في هذه العمليات"، في ليلة 29/1/1987م تحقق الوعد الإلهي في منطقة عمليات كربلاء الخامسة، أصابته شظية في رأسه، وعرجت روحه بعد ثلاثة أيام في 2 جمادى الثانية ليلة شهادة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء(س) إلى بارئها.
