تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
مسابقات القرآن الكريم الدولية في مشهد المقدسة مهرجان روحي
إنطلقت المسابقات يوم الإثنين الماضي في مرقد الإمام الرضا(ع)، والتي يعدها الكثيرون أكبر تجمع قرآني في العالم الإسلامي، حدث جذب قلوب الآلاف من محبي كلمة الوحي إلى هذه القطعة السماوية من الأرض حتى تتمكن مدينة مشهد المقدسة، وهي كنز الروحانية والسلام، من أن تصبح مرة أخرى مكاناً لتجلي نور الوحي الإلهي.
اجتمع القراء والحفظة والمقرئون ومحبو الكلمة الإلهية من عشرات البلدان ذات الثقافات واللغات المختلفة تحت القبة الذهبية للإمام الرؤوف(ع) ليظهروا وحدة الأمة الإسلامية في ظل القرآن الكريم المضيء. تواجد بين الحضور بعض الضيوف الأجانب مرتدين الملابس التقليدية لبلدانهم، مما أضاف لمسة جمالية أخرى على اللقاء، وكان الضيوف يبتسمون بفخر وهم يسجلون كل لحظة من الحفل.
57 مشاركاً من 27 دولة
أقيمت المسابقة الدولية للقرآن الكريم في دورتها الحادية والأربعين، قبل أن تصل إلى المرحلة النهائية وتصل إلى مشهد المقدسة، افتراضياً بمشاركة 400 متسابق من 104 دول، تم اختيار 57 منهم، وتأهل مشاركون من 27 دولة إلى المرحلة النهائية والحضورية عن طريق كسب أكبر عدد من النقاط.
لقد أدى هذا التنوع الوطني إلى تحويل المسابقة إلى تجمع دولي، يشكل، إلى جانب المنافسة، فرصة للتبادل الثقافي وتعزيز الوحدة الإسلامية. ويُعد القراء والحفظة من مختلف البلدان رسل محبة وإخلاص للقرآن الكريم، ورمزاً لقدرة الأمة الإسلامية الفريدة في فهم كلمة الوحي ونشرها.
قلب قاعة "قدس" ينبض بصوت الوحي
لقد وقف الأستاذ عباس سليمي وأحمد نجف، مقدما هذه المسابقة البليغان والوسيمان، على المسرح بكرامة عالية. خلال المسابقة، ألقى أحمد نجف قصيدة مليئة بالمشاعر، وجميلة جداً، وعميقة بالطبع، باللغة العربية، تصف الإمام الرضا(ع). وكان صوته رناناً، وكأن كل كلمة خرجت من أعماق قلبه وترددت في فضاء القاعة المقدسة، وعندما وصل إلى الأبيات الأخيرة، تدفقت الدموع على خديه، وهذا المشهد لم يحرك مشاعر الحاضرين في القاعة فحسب، بل حرك أيضاً مشاعر حمائم العتبة الرضوية المقدسة.
كان لمصر هذا العام حضور قوي في مسابقات القرآن الكريم في إيران، وهذه المرة شارك ثلاثة قرّاء وحكماً. ومن جهته يؤكد الحکم المصري "محمد علي جابين" على أنه يجب الإهتمام بالروابط القرآنية بين إيران ومصر، ويقول:
"كما قيل فإن القرآن الكريم نزل بمكة وقُرأ بمصر وطبع بالشام ولكن ما لفت نظري هو أنه يوجد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قراء عظام حققوا مجدا طيبا وحققوا مراكزاً في المسابقات الدولية".
في اليوم الأول من المسابقات جاء دور المقرىء العراقي "أحمد رزاق الدلفي" الذي صعد على المسرح بابتسامة هادئة، وتلاوته كانت تحمل رقة خاصة، وكأن كل بيت منها قطرة مطر، كانت رحمة إلهية تنزل على القلوب، وقد شارك المقرىء المصري في المسابقة، ووصل المقرىء اليمني إلى إيران أيضاً ويحظر المسابقات . بعد صلاة المغرب، كان الحدث الأهم هو أداء أحد الممثلين الإيرانيين. وكان محمد خاكبور ممثل بلادنا في مجال حفظ القرآن الكريم كاملاً أول من صعد على المنصة بعد الأذان وأجاب على أسئلة لجنة التحكيم.
وفي جزء آخر من البرامج قدمت فرقة "أنوار المصطفى العالمية" الإنشادية، نشيد رائع.
