تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
والمقاومة تؤكد أن لا تنازل عن خطوطنا الحمراء
على وقع تقدم مفاوضات التهدئة.. الاحتلال يكثف من غاراته على غزة
كما نفذت طائرات حربية للعدو غارة على بناية سكنية في شارع الوحدة في مدينة غزة ما أسفر عن استشهاد فلسطينية وإصابة آخرين. كما قصفت طائرات العدو شقة سكنية في الطابق الثالث من عمارة الولاء في شارع النفق شرقي مدينة غزة.
وفي وقت سابق، استشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف استهدف مربعًا سكنيًا في شارع الجلاء في مدينة غزة. كما استشهد 7 فلسطينيين جراء استهداف العدو الصهيوني لتجمع للمواطنين في حي في منطقة الفواخير في حي الدرج بغزة. وشهدت المناطق الشمالية عمليات لنسف المنازل شمال القطاع.
واستشهد 10 فلسطينيين في غارة استهدفت منزلًا لعائلة مسمح في حي المنارة في خان يونس جنوبي القطاع، كما استشهد 3 فلسطينيين في قصف على منزلٍ لعائلة أبو نصر في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، كما وأُصيب اثنين من الصيادين برصاص البحرية الصهيونية قرب ميناء الصيادين.
كذلك شن جيش الاحتلال سلسلة غارات على مدينة دير البلح وسط القطاع ما أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين. واستشهد 5 فلسطينيين في قصف استهدف خيمة نازحين لعائلة أبو جلالة في دير البلح كما استشهد 3 فلسطينيين جراء غارة استهدفت منزلًا لعائلة الزريعى في شارع النخيل في دير البلح وسط قطاع غزة، وسط القطاع.
وكانت طائرات حربية صهيونية استهدفت منزلًا لعائلة الحتو قرب دوار المدفع فاستشهد شخص وأصيب آخرون، كما أصيب مواطنون في غارة أخرى على استراحة غرب مدينة دير البلح.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال ارتكب مجزرتين خلال الـ24 ساعة الماضية ضد العائلات في قطاع غزة استشهد فيها 19 مواطنًا وأصيب 71 آخرين. وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على القطاع إلى 46584 شهيدًا و109731 مصابًا من السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
“ساعات حاسمة”
وإنه اليوم الـ 466 للعدوان على قطاع غزة. إنه يوم استثنائي وحاسم بالنسبة لكل فلسطيني في هذا القطاع، الذي مورس بحق كل ما فيه، حجراً وبشراً، أبشع أنواع الإبادة بتواطؤ وصمت من العالم أجمع.
لكنه، أي قطاع غزة، أبى الاستسلام، قاوم وقاوم بكل شيء. رمى عدوه المتوحش المتفلت من كل شرائع الأرض بكل ما لديه. اشتبك معه من مسافة صفر، قدّم أكثر من 46 ألفاً شهداء من أطفال ونساء ورجال ومقاومين وأسرى وقادة، وظلّ صامداً يكبده الخسائر أينما حلّ. وفي كل بقعة في القطاع لحظة ظنّه أنه أنجز أهدافه يخرج له مقاوم، ليؤكد له أنه يدور في دوامة من الاستنزاف لا أفق لها.
أما في الشمال، حيث الخسارة الكبرى لعدو لم يترك سلاحاً إلا واستخدمه، إبادة وحصار ممنهج للوصول إلى “صفر اشتباك” وتهجير كامل، ولم يفلح، فأقرّ بالفشل وهو يلملم قتلاه في بيت حانون منذ أيام قليلة.
ماذا عن الأسرى؟ وهم، حسب المعلن، أحد أهم أهداف الحرب الصهيونية. هل أعادتهم الإبادة؟ ما هي النتيجة إذاً؟ لا عودة إلا باتفاق توافق عليه المقاومة، التي وبالرغم مما تعرضت له من حرب قاسية، بقيت صامدة تقاتل وتمنع العدو من التثبيت بشكل كامل ولو في حي صغير في القطاع.
لهذا، نسمع اليوم مع الأنباء عن ساعات ربما أو أيام قليلة لاتمام اتفاق لوقف اطلاق النار في القطاع، نسمع صراخ ما يُسمى اليمين المتطرف في الكيان، إذ قال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، مخاطباً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش “لنبلغ نتنياهو أننا سنستقيل من الحكومة معاً إذا تم التوصل إلى صفقة”، مضيفاً أن الأخيرة ” هي صفقة استسلام ولا نملك وحدنا القدرة على منعها”.
في المقابل، قالت “القناة الـ12” الصهيونية أن سموتريتش “يجري مشاورات مكثفة مع كبار الحاخامات بشأن صفقة تبادل الأسرى”.
من جانبها، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن عضو بمكتب سموتريش قوله “سنقرر خلال ساعات إذا ما كنا سنصدر إنذاراً بالاستقالة في حال إقرار الصفقة”.
ووصف سموتريتش صفقة التبادل التي يجري التباحث بشأنها حالياً بـ”الكارثة على الأمن القومي الصهيوني، حسب تعبيره، قائلاً إنه “لن يكون جزءاً مما سماها صفقة استسلام تشمل الإفراج عن كبار الإرهابيين، ووقف الحرب، وإهدار الإنجازات التي تحققت”، على حد زعمه. لقد أعلن الكيان إذاً هزيمته على لسان مسؤوليه.
الخارجية القطرية: وصلنا للمراحل النهائية
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري “الوصول للمراحل النهائية بشأن الاتفاق”، واصفاً المحادثات الجارية في الدوحة بالـ “مثمرة وإيجابية وتركز على التفاصيل الأخيرة”، ومشيراً إلى أن “الإعلان عن الاتفاق قريب”.
وأوضح الأنصاري أنه “تجاوزنا العقبات الرئيسية في الخلافات بين الطرفين بشأن الاتفاق”، قائلاً “عندما نعلن عن الاتفاق سيتم الإعلان عن بدء تنفيذ وقف إطلاق النار”. وفي هذا الاطار، لفت إلى أنه “سلمنا مسودات لاتفاق وقف إطلاق النار والمحادثات جارية الآن بشأن التفاصيل النهائية”، متابعاً أن “هناك تفاصيل عالقة بين طرفي المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.
هذا وحث “الجانبين على التوصل إلى اتفاق وإنهاء المأساة في غزة”.
التطورات الأخيرة لكواليس المحادثات
وفي وقت أكد فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة “نيوزماكس” اقتراب الصفقة، قائلاً إنه “يعتقد أن اتفاقاً بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة قد يكتمل بحلول نهاية الأسبوع”، رأى مراقبون أن مفاوضات الاتفاق تدخل ساعات حاسمة. وفي هذا الاطار، أعلنت نائبة وزير خارجية كيان العدو أن “الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب طلب التوصل إلى صفقة قبل 20 يناير/كانون الثاني”، قائلة “لا يمكنني كشف تفاصيل الصفقة، ولا نريد تصريحات قد تؤثر على معنويات ذوي المحتجزين”.
يُذكر أن هذه التصريحات والأجواء الايجابية بقرب التوصل إلى اتفاق في القطاع، تزامنت مع “بدء قوات الاحتلال بتفكيك عدد من مواقعها داخل محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه”، وفقاً لما أفادت به مصادر من داخل القطاع.
وفي وقت سابق نقل “موقع أكسيوس” الأميركي الإخباري عن مصدر أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو “وافق على تنازلات بشأن الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم في قطاع غزة، كما وافق على تنازلات جديدة بشأن الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم”. يأتي ذلك في وقت دعا فيه نتنياهو إلى مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية.
كما بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني مستجدات المفاوضات في اتصال هاتفي وأكد بايدن أن الاتفاق “بات وشيكاً”. ومن جهته، استقبل أمير قطر وفداً من حركة حماس التي أكدت أنها تتعامل بإيجابية مع الجهود الجارية في الدوحة.
بدوره، قال مسؤول في “حماس” لشبكة CNN إن “هناك عدة نقاط خلافية لا تزال قائمة. وتشمل هذه النقاط مطالب حماس بانسحاب الصهاينة من ممر فيلادلفيا، والالتزام بوقف إطلاق نار دائم بدلاً من وقف مؤقت للعمليات العسكرية”.
لكن مسؤولاً مطلعاً على مفاوضات تبادل الأسرى في الدوحة قال إن قطر سلمت العدو و”حماس” “مسودة نهائية” لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بهدف إنهاء الحرب.
وأضاف أن “انفراجه تحققت في الدوحة، بعد منتصف الليل، بعد محادثات بين رؤساء أجهزة المخابرات الصهيونية وبين مبعوث دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
تبقى الساعات المقبلة حاسمة لكل ما يتم تداوله والإعلان عنه، فالعبرة بالخواتيم التي لن ترضى المقاومة إلا أن تليق بتضحيات وصمود أهل القطاع.