الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وستة وثمانون - ١٥ يناير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وستة وثمانون - ١٥ يناير ٢٠٢٥ - الصفحة ٤

رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية للوفاق:

الأديان السماوية لا تسمح باللامبالاة أمام الإبادة في غزة ولبنان

الثقافة لها أجزاء مختلفة وواسعة ودورها في الدبلوماسية العامة دور هام، وما يبدو مؤكداً هو أن العالم اليوم لا يمكن فصله عن الدبلوماسية، فالدبلوماسية الثقافية هي جزء من الدبلوماسية العامة التي تحاول التفاعل مع الآخرين على أساس أنها قوة ناعمة، والتي تتعلق بإقامة وتطوير ومتابعة العلاقات مع الدول الأخرى من خلال الثقافة والفن والتعليم، وهي في الحقيقة تأمّن المصالح الوطنية باستخدام الأدوات الثقافية، ولكي نتمكن من خلق الإبداع، يجب علينا ترسيخ الثقافة أولاً، وهذه المهمة في إيران تقع على عاتق رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، وهناك مستشاريات إيران الثقافية في مختلف البلدان تقوم بهذا الواجب، ففي الأجواء التي تسود المنطقة أجريناً حواراً مع رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية حجة الإسلام الدكتور محمدمهدي إيماني بور، فيما يلي نصه:

موناسادات خواسته

إجراءات إستراتيجية ومراكز فكر تنويرية
بداية كان الحوار عن خطط ومشاريع مستشاريات ايران الثقافية في العام الجديد للتعريف بقدرات إيران في مختلف المجالات ودعم فلسطين ولبنان، فقال: حددت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية مواجهة الظلم وحماية حقوق الإنسان، بما في ذلك الشعب الفلسطيني المظلوم، كإجراءات استراتيجية في سياساتها الثقافية، وحتى قبل عملية "طوفان الأقصى"، كان هذا الموضوع مدرجاً في صف مقر المستشاريات الثقافية.
في العام الجديد، وفي ظل الوعي الجماعي العالمي بطبيعة الكيان المحتل للقدس وجرائمه السافرة والوقحة، ستسلط المستشاريات الثقافية الضوء على دور مراكز الفكر التنويرية والحوارية في مساعدة الدول ووسائل الإعلام المحبة للحرية والداعمة للحق، لتعكس الحقائق الميدانية وشرح أبعاد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني المظلوم
في غزة.
لقد تضاعفت أنشطة مستشاريتنا الثقافية في مختلف أنحاء المنطقة والعالم دعماً للقضية الفلسطينية وانسجاماً مع المجموعات الإسلامية وغير الإسلامية التي هي عازمة على الدفاع عن هذه الأمة المظلومة، ومن المؤكد أن هذه العملية سوف تستمر في المستقبل القريب بطريقة جدية ومتواصلة في عام 2025.
دعم الشعب الفلسطيني
عندما سألنا حجة الإسلام إيماني بور عن رأيه حول أنه في ظل الأحداث الأخيرة التي نشهدها في المنطقة، كيف يمكننا مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم، هكذا رد علينا بالجواب: أولا، أرى من الضروري أن أدين الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان المحتل الصهيوني والإبادة الجماعية للفلسطينيين في ظل صمت وتقاعس بعض الحكومات الإقليمية والمنظمات الدولية.
إن مساعدة الشعب الفلسطيني تعني أي عمل يؤدي إلى زيادة تكاليف جرائم الكيان المحتل الصهيوني وإجباره على التراجع عن أهدافه الشريرة في قطاع غزة.
وفي مثل هذه الظروف لا يجوز للناس أن تتنحى جانباً ويعتبروا هذه المسؤولية الكبيرة قد انتزعت منهم بسبب عدم قدرتهم على التواجد على الأرض في غزة أو حتى تقديم المساعدة المباشرة للشعب الفلسطيني المظلوم.
إن التعبير الصريح عن التعاطف من قبل كل إنسان في العالم دعماً لفلسطين وإدانة جرائم الكيان المحتل الصهيوني بمختلف الطرق، بما في ذلك النشاط في الفضاء الإلكتروني وإقامة الاحتجاجات الجماهيرية، كلها أمثلة على دعم فلسطين.
خطوات لمواجهة الإرهاب
وبعد ذلك دار الحديث عن الإرهاب، بما أنه مُدان في كل الأديان، فسألنا رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية عن رأيه حول اتحاد أتباع الديانات المختلفة لمحاربة هذه الظاهرة، فأجاب: هنا نواجه ثلاث خطوات أساسية: الأولى هو فهم موحد للإرهاب الصهيوني وأمثلته، وهو ما لا يترك مجالاً للشك في ضوء الكشف عن جرائم الكيان المحتل الصهيوني في قطاع غزة ولبنان.
نحن نؤمن بأن الصهيونية مكروهة أكثر من أي وقت مضى في أميركا وأوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا اليوم، وأن الطبيعة البشرية والضمير النقي، وفوق ذلك، التعاليم النهائية لجميع الأديان السماوية، لا تسمح باللامبالاة أمام هذا الحجم من القسوة والجريمة.
والخطوة الثانية هي تحويل هذا التصور الجماعي إلى صيغة عملية، ويتم ذلك في ظل المسؤولية والتداخل بين الأتباع وخاصة قادة الديانات الأخرى.
وعلى مدى العام الماضي، دخل بعض الزعماء الدينيين بشكل مباشر على الساحة للدفاع عن الشعب الفلسطيني وإدانة الإرهاب الصهيوني.
ويمكننا أن نؤكد بكل جرأة أنه لم يتوقف يوم واحد خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، أي لقاء ثنائي أو متعدد الأطراف بين رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية والزعماء الدينيين بشأن القضية الفلسطينية.
والخطوة والمرحلة الثالثة هي تعزيز الجوانب العملية والملموسة لهذا البناء. ولا ينبغي لنا أن ننسى أننا لا نواجه هنا قضية تاريخية فحسب (احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني)، بل نواجه جرائم موضوعية لا يمكن إنكارها. إن هذه الجرائم تحدث في أي لحظة، وهي تحرم الفلسطينيين من حياتهم.
ومن ثم فإن التآزر النظري والتقارب البنيوي بين الزعماء الدينيين لا ينبغي أن يقتصر على وصف أو حتى إنشاء هيكل واحد لإدانة جرائم الكيان المحتل، ويجب أن يثبت هذا الهيكل فعاليته في الممارسة العملية.
الإتفاقيات الثقافية
فيما يتعلق بتوقيع مذكرات التفاهم بين المستشاريات الثقافية الإيرانية والدول العربية، والإجراءات التي اتخذتها رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في هذا الصدد، يقول حجة الإسلام إيماني بور: من الطبيعي أن أساس تعاوننا مع البلدان الأخرى هو قانون الإتفاقيات الثقافية، التي تتمتع بالقوة القانونية، وفي هذا الإطار يتم تنفيذ أنشطة مختلفة في المجالات العلمية والثقافية والفنية والسياحية. ويعد تنظيم فعاليات فنية وسينمائية مختلفة، فضلاً عن التبادلات العلمية والأكاديمية والمعارض، جزءاً من التعاون المحدد على مدار العام.
وقد أدّت بعض مذكرات التفاهم مع الدول العربية إلى تطوير التعاون التكنولوجي أو الحوار الثقافي. ومن مسؤولياتنا كرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية متابعة هذه المذكرات من أجل تقديم صورة دقيقة عن إيران الإسلامية وحضارتها وثقافتها وتاريخها ومبادئها الغنية، فضلاً عن واقع المجتمع الإيراني.
لقد أدى استمرار انعقاد الفعاليات الثقافية المتبادلة بين إيران والدول العربية إلى خلق أجواء تركّز فيها الأمم على السرديات المباشرة والموثقة، بدلاً من السرديات غير المباشرة والكاذبة التي تصنعها التيارات المعادية والمنحازة. وهنا لا بد أن أشير أيضاً إلى خارطة الطريق الكبرى التي ذكرها قائد الثورة الإسلامية الحكيم. انطلاقاً من مبدأ "بناء الأمة" في العصر الجديد، نسعى إلى خلق آليات جديدة للتعاون الثقافي مع الدول العربية لنقل التجارب الحضارية.
 الثقافة والأدب الإيراني والدول العربية
وبعد ذلك سألنا الدكتور إيماني بور عن خطة رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية لتعزيز الثقافة والأدب الإيراني مع الدول العربية، فقال: بخصوص ما تم الرد عليه في السؤال السابق، لا بد أن أؤكد أن لكل دولة سياقا وعلاقات ثقافية وتاريخية محددة، ولا يمكن تطبيق صيغة واحدة عمليا لكل دولة من الدول العربية.
على سبيل المثال، تختلف متطلبات وقواعد النشاط الثقافي المتبادل بين إيران ودول شمال أفريقيا عن تلك الموجودة في الدول العربية بالمنطقة.
وتقع على عاتق رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، باعتبارها مركز ثقل الدبلوماسية الثقافية للبلاد، بالإضافة إلى معالجة البيئة، مهمة تحديد وتفعيل عناصر مثل المرونة في تحديد وتنفيذ العلاقات الثقافية، مع الأخذ في الاعتبار تاريخ العلاقات بين البلدان. إن تعزيز الثقافة والأدب الإيراني في بلدان المنطقة، وخاصة بالنظر إلى المزايا الأدبية والقدرات الثقافية والتاريخية الفريدة لإيران الإسلامية في هذا المجال، يعد مسؤولية كبيرة لم يتم إهمالها أبداً في عملية رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية. الأنشطة ومتابعتها وإرسائها على أساس النمذجة، ولم تتوقف التقنيات التقليدية والحديثة ولن تتوقف في المستقبل.

 

البحث
الأرشيف التاريخي