الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وثمانية وسبعون - ٠٥ يناير ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وثمانية وسبعون - ٠٥ يناير ٢٠٢٥ - الصفحة ٦

ضرورة الوقوف في الطرف الصحیح من التاریخ

محمد مهدي ایماني بور*

في البداية ابارك جمیع اتباع الأدیان الإبراهيمیة بالأخص زعماء الديانة المسيحیة واتباع نبي الله
عیسی بن مریم (سلام الله علیه) في انحاء العالم واهنئهم بحلول السنة المیلادیة الجدیدة ۲۰۲۵؛ متمنیاً ان یكون هذا العام بفضل الله وعونه وفي ظل العمل بتعالیم ذلك النبي العظیم عام استتباب السلام والأمن المستدام والحریة الواقعية في عالمنا المضطرب ان شاء الله.
ان الحوادث المرة التي تقع یومیا في غزة ولبنان وسوریة وباقي مناطق غرب آسيا ادت الی تعرض حیاة الملایین من الناس ومنهم المسيحیون للتهدیدات الجادة مما جعل حلاوة بدء العام الجدید مرة علی الجمیع.
هناك عدة نقاط يجب التذكير بها والتأكید علیها ونحن نبدأ العام المیلادي الجدید ۲۰۲۵ :
النقطة الاولی:
لم یتم في التعالیم المقدسة للأدیان الإبراهیمیة والإلهیة ابداً تبریر الظلم والجور كالإبادة الجماعیة والاحتلال ، بل اعتبر اتخاذ موقف اللامبالاة أو الصمت حیالها مصداقا للذنب الكبیر وانتهاك الإرادة والقانون الإلهي والتمرد علی الأوامر الألهیة الحقة.
كما ان تعالیم الأدیان الإلهية تؤكد ان اي نوع من مهادنة الظلم والظالمین لا یتواءم مع الفطرة الإنسانیة السلیمة..حیث ان العام المیلادي المنصرم ٢٠٢٤ شهد احداثاً مرة تمثل مصداقاً بارزاً للجرائم الدمویة والدناءة والوحشیة التي ارتكبها الكیان الصهیوني بمباركة الولايات المتحدة الامریكیة حیث جربوا كل انواع اسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولیاً وانهالوا بها علی رؤوس النساء والاطفال العزل والابرباء في المدارس والمشافي والملاجئ والاماكن التي اعتبرتها الامم المتحدة آمنة.
كیف یمكن تفسیر استشهاد حوالي ٦٠ الف من المواطنین الفلسطینیین واكثر من ۳۰۰۰ مواطن لبناني وعشرات الیمنیین وبأي منطق انساني تبرر هذه الجرائم الوحشیة الصهیونیة؟.
النقطة الثانیة:
ان الارهاب یمثل المعضلة الامنیة المشتركة للمجتمع العالمي حیث ان التصدي لها یمثل هاجساً مقدساً لجمیع اتباع الادیان الإلهیة ..ولكن السؤال الرئیس الذي یثار هنا یكمن في: ما هو مصدر هذا الإرهاب والعنف؟
وهل یمكن اعتبار الحیاة الخبیثة للارهاب الغاشم المحتل والتكفیري والعنصري الذي یسلب حیاة عشرات الآلاف من الابریاء سنویا فضلا عن الشكل الجدید للارهاب المتمثل (بالارهاب الاعلامي) الذي یمكن ان یكون الاسوأ من باقي انواع الإرهاب هو نتاج التغییر الكبیر الحاصل في معادلات النظام البشري الفطري؟!.
ان افضل اجابة علی هذا السؤال المهم والرئیس تكمن في الخطاب الأخیر لسماحة قائد الثورة الاسلامیة الحكیم سماحة الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) الموجه للشباب الأمیركي والأوروبي
حیث یقول:
«ان قادة التسلط والهیمنة العالمیة لم یرحموا حتی المفاهیم الإنسانیة حیث اعتبروا جرائم الكیان الصهیوني الارهابي والمجرم دفاعا عن النفس وفي المقابل اعتبروا عملیات المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن حریتها وامنها وحق تقریر مصیرها ارهابا».
اذن فان العمل الرئیس الذي یقوم به التیار السلطوي المهیمن یكمن في اساءة تحلیل الاحداث وایجاد الانحراف في ابسط التعالیم الدینیة والأخلاقیة في مختلف انحاء العالم..حیث نشاهد تجسید ذلك بشكل واضح في الاعمال التي ینفذها زعماء هذا التیار والامبراطوریة الإعلامية العالمیة التابعة له.
النقطة الثالثة :
تركّز المسؤولیة الحساسة والكبیرة التي یتحملها اتباع الأدیان الإلهیة بالأخص زعمائهم في مسار اجتیاز هذه المرحلة الحساسة والخطیرة والمؤلمة التي تمر بها الإنسانیة سعیاً من اجل صیانة الامن الإنساني وكرامة الانسان باعتباره اشرف مخلوقات الله سبحانه وتعالی؛ وهذا هو بحد ذاته الهاجس الاساسي والمهم الذي كان یشغل ذهن الشهید السعید القائد قاسم سلیماني وباقي قادة المقاومة وعلی رأسهم سید المقاومة الشهید حسن نصر الله والشهیدين اسماعیل هنیة ویحیی السنوار وغیرهم الذین قدموا ارواحهم الغالیة في سبیل تحقیق تلك الأهداف وبالأخص ما قام به الشهید الخالد قاسم سلیماني في الدفاع عن المناطق المسیحية في سوریة والعراق التي لم ولن تنسی او تمحی من ذاكرة التاریخ المعاصر في العالم ومنطقة غرب آسیا.
أجل ان اعلاء الصرخات بوجه الظلم یمثل مسؤولیة كبری ومهمة وضعها انبیاء الله العظام علی عاتق اتباعهم ومریديهم حیث یلعب زعماء الادیان الإلهیة دوراً مهماً ورئیسیاً في تدعیم السلام والامن العالمي والسعي لإعادة الجوانب المعنویة للساحة الاجتماعیة العالمیة، لذلك نأمل منهم ان یبادروا للقیام بخطوات تهدف لتدعیم السلام العادل وتحقيق الكرامة والحقوق الإنسانیة في العام المیلادي الجدید. وهذا هو الوقت المناسب لكي تختار الشعوب المعتقدة بالله سبحانه وتعالی وقادتها الدینیین ان تقف في الطرف الصحیح من التاریخ ویقوموا بدورهم التاریخي ومسؤولیتهم الكبری علی هذا الصعید ان شاء الله.
* رئیس منظمة الثقافة والعلاقات الاسلامیة

البحث
الأرشيف التاريخي