أمام الصمت العالمي تجاه عملية الإبادة الصهيونية في القطاع
إستشهاد 7 غالبيتهم من الرضع بسبب البرد القارس في غزة
في اليوم الـ451 للعدوان على غزة، كثف جيش الاحتلال الصهيوني، قصفه المدفعي على مناطق متفرقة بالقطاع، فيما واصل نسف مبان سكنية في محافظة الشمال حيث يمعن بإجراءات التطهير العرقي منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. في الأثناء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الإثنين، ارتفاع عدد الوفيات بسبب البرد القارس وموجات الصقيع بين النازحين الذين دمّر الاحتلال منازلهم إلى 7 وفيات، مشيراً إلى أن العدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية. ويعيش النازحون الفلسطينيون في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، ليالي عصبية حيث غمرت مياه الأمطار خيامهم وتسببت الرياح بتمزق أجزاء منها أو تطايرها بشكل كامل، بعدما تعرضت للاهتراء على مدار أكثر من 15 شهرا ًمن الإبادة الصهيونية. في المقابل، اعترف جيش الاحتلال الصهيوني بهلاك أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح في شمال القطاع، مشيراً إلى أن أحد المصابين ضابط وأن إصابته خطرة، وبذلك يرتفع عدد قتلاه إلى 40 جندياً خلال العملية الأخيرة بجباليا. في غضون ذلك، شنّت قوات الاحتلال صباح وفجر الإثنين، حملة مداهمات وتفتيشات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق ونصب حواجز عسكرية، واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين. بدوره، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أسامة حمدان: إن الحركة تحلّت بأقصى قدر من المرونة في مفاوضات تبادل الأسرى، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني ينقلب في كل محطة من محطات التفاوض على ما يتم الاتفاق عليه، ويرفض الانسحاب الكامل من القطاع.
المقاومة الفلسطينية تكبد العدو خسائر في الشمال
تثبت المقاومة في شمال قطاع غزة للعدو ولغير العدو، أن الإبادة ونسف البيوت والتهجير وتدمير المستشفيات لا تنهي فعلها، بل تجعله أقوى بمنحه وحده الشرعية وسط غياب كل الأنظمة والشرائع الانسانية إزاء الجريمة الكبرى التي لا تزال ترتكب منذ 451 يوماً.
في التفاصيل، أعلن جيش الاحتلال أن أحد ضباطه من لواء غفعاتي أصيب بجروح خطيرة خلال معارك في منطقة شمال قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني أعلن قبل ساعات مقتل جندي في معارك شمالي قطاع غزة، كما أصيب جندي بجروح خطيرة في حدث آخر شمال غزة. واعترف جيش الاحتلال بمقتل أحد جنوده وإصابة إثنين آخرين بجروح في شمال القطاع، مشيراً إلى أن أحد المصابين ضابط وأن إصابته خطرة، وبذلك يرتفع عدد قتلاه إلى 40 جندياً خلال العملية الأخيرة بجباليا.
كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الاثنين، عن تنفيذها ضربة صاروخية تجاه القدس وتل أبيب ومستوطنات غلاف غزة خلال اليومين الماضيين. وصباحاً قالت إذاعة جيش الاحتلال إنه تم رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة، “لكنه لم يدخل الأراضي المحتلة، وفق زعمها.
العدو يكثف هجماته على المستشفيات
يأتي ذلك في وقت كثّف فيه جيش الاحتلال هجماته على مستشفيات القطاع، واعتقل 4 مرضى أحدهم حالته خطرة، وذلك أثناء نقلهم من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، كما أصدر أمراً بإخلاء بيت حانون. في وقت قالت فيه “القناة 12” الصهيونية إنه “من المتوقع توسيع العمليات العسكرية كتلك التي جرت في مستشفى كمال عدوان وبيت حانون شمالي قطاع غزة”.
مدير منظمة الصحة العالمية بدوره، أعلن أن “المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى ساحات معارك والنظام الصحي تحت تهديد شديد”، مشيراً إلى أن “مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية في مكان غير معروف ونطالب بالإفراج عنه”. وقال: “نحث الكيان المحتل على احترام الاحتياجات الصحية للمرضى الذين احتجزتهم في غزة”، حسب تعبيره.
مفاوضات وقف إطلاق النار: العدو يراوغ
أما فيما يتعلق بالمسار التفاوضي لوقف اطلاق النار، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أسامة حمدان: إن الحركة تحلّت بأقصى قدر من المرونة في مفاوضات تبادل الأسرى”، مشيراً إلى أن العدو ينقلب في كل محطة من محطات التفاوض على ما يتم الاتفاق عليه، ويرفض الانسحاب الكامل من القطاع.
تزامن ذلك مع زعم صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية عن مسؤولين ومصادر بجيش الاحتلال والشاباك، أن “مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مستمرة وبقيت بعض الفجوات”، مشيرة إلى أن “جميع الأطراف تحاول التوصل إلى تفاهمات قبل تسلم ترامب مهام منصبه”، وهذا ما نفاه مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد.
بدورها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر أنه “لا يمكن القول إن مفاوضات صفقة التبادل مجمدة لكن لا تطورات جديدة حتى الآن”، لافتة إلى أن “الجيش يحاول الضغط عسكرياً على حماس لإبرام صفقة رغم فشل هذه السياسة خلال الأشهر الماضية”.
تطورات العدوان
وفي ما يتعلق بتطورات العدوان، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بارتفاع عدد الوفيات بين النازحين في القطاع بسبب موجات الصقيع إلى 7 مواطنين. وقال المكتب: إن عدد الوفيات مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية في القطاع المحاصر.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي صباح الاثنين، الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون الفلسطينيون في مناطق عديدة من القطاع، خاصة في دير البلح جنوبي القطاع، حيث أظهرت تلك المقاطع خياماً مهترئة غرق عدد منها جراء تساقط الأمطار الغزيرة والرياح منذ فجر الإثنين.
هذا واستشهد مواطن فلسطيني جراء غارة معادية استهدفت منزلاً في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة وسط القطاع.
وقصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة. واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني ليلة الأحد، عدداً من المرضى خلال نقلهم من مستشفى الأندونيسي شمال القطاع، إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وذكرت مصادر طبية أن قوات الاحتلال اعتقلت 4 مرضى من بين 10 مرضى، أثناء نقلهم من مستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء، مشيرة إلى أن أحد المرضى، الذين اعتقلهم الاحتلال، في حالة حرجة للغاية.
كما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني إلى 45 ألفاً و541 شهيداً، و108 آلاف و338 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
النازحون يعيشون ظروفاً مأساوية
من جهتها، أعلنت بلدية غزة أن “النازحين يعانون من ظروف مأساوية للغاية بسبب المطر والعواصف، ولا توجد إمكانيات كافية لمساعدتهم”.
وأضافت أن “مدينة غزة تشهد منخفضاً جوياً شديداً يحمل أمطاراً وعواصف تشكل خطراً على خيام النازحين”، مشيرة إلى أن “عمليات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي معقدة بسبب الأضرار الهائلة في شبكات الصرف الصحي”. كما طالبت المنظمات الدولية بالتدخل لتخفيف معاناة أهلنا وتقديم حد أدنى من الخدمات في الظروف الصعبة.
وفاة رضيع جديد من البرد
في غضون ذلك، أفادت مصادر طبية لوكالة «وفا» باستشهاد الرضيع علي البطران، الذي يبلغ من العمر شهر واحد، صباح الإثنين، وهو توأم الطفل جمعة الذي ارتقى يوم الأحد، من جراء البرد وانخفاض درجات الحرارة، في خيمة في دير البلح، وسط القطاع. وأصبح علي الرضيع السادس الذي يستشهد من البرد خلال أسبوع.
وقبل أيام، استشهد أربعة أطفال حديثي الولادة تتراوح أعمارهم بين (4 و21) يوماً، نتيجة انخفاض درجات الحرارة، والبرد الشديد.
من جهته، قال مدير الإغاثة الطبية في غزة وشمالها محمد أبو عفش، إنّ الأطفال يستشهدون يومياً بسبب البرد الشديد وقلة مقومات الحياة كالطعام والشراب وحليب الأطفال، مبيّناً أنه لا يوجد خيام ولا بطانيات ولا ملابس ولا طعام للأطفال.
جيش الاحتلال يمارس التطهير العرقي
إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام صهيونية، الاثنين، عن الهجوم الصهيوني المتعمد على المستشفيات في قطاع غزة، مشيرةً إلى أنه يأتي في إطار التطهير العرقي.
وأوردت صحيفة «هاآرتس» أنّ «الهجوم المتعمد على المستشفيات في قطاع غزة يبدو أنه في إطار التطهير العرقي لشمال القطاع، الذي دمر فيه الجيش جميع المنازل والبنى التحتية تقريباً من أجل منع عودة مئات الآلاف من المطرودين من هناك»، موضحةً أنه «تقرّر تدمير المستشفيات أيضاً».
«الأونروا»: سكان غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي
بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من خطر المجاعة في قطاع غزة الذي يعاني سكانه من انعدام الأمن الغذائي، ونقص المساعدات الإنسانية، في ظلّ العدوان الصهيوني المستمر منذ أكثر من 14 شهراً.
وذكرت الوكالة الأممية في سلسلة منشورات عبر حسابها على منصة «إكس»، أن فرقها تعمل على إيصال المساعدات إلى المحتاجين، لكنها شددت على أنها «ليست كافية على الإطلاق».
استشهاد أسير من غزة في سجن النقب
من جانب آخر، استُشهد الأسير الفلسطيني محمد رشيد سعيد العكة (44 عاماً) من غزة، الاثنين، في سجن النقب.
وأوضح نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيان أنهما تبلغا من هيئة الشؤون المدنية باستشهاد العكة، ليرتفع عدد الشهداء بين صفوف المعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 51، وهذا العدد هو الأعلى تاريخياً لتكون هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967.
هيئة الأسرى تحذر من واقع حياتي مأساوي
في السياق، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن المعتقلين في سجن «منشة» يعيشون واقعاً يومياً كارثياً وظروفاً قاسية ومؤلمة على مدار الساعة، الأمر الذي يشكّل خطورة على أجسادهم وحياتهم.
وأوضحت الهيئة، في بيان لها، أن سجن «منشة» حديث النشأة، وهو من السجون والمعسكرات التي أُنشئت أو أُعيد افتتاحها بعد بدء حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي تجاوزت خلالها سلطات الاحتلال الصهيوني كل القوانين والأعراف الدولية.
كما كشفت الهيئة أن المعتقلين في هذا السجن محرومون من المياه الساخنة، وأن هناك معتقلين منذ أكثر من شهر لم يتمكنوا من الاغتسال والاستحمام، إضافةً إلى أن الإهمال الطبي والجرائم الطبية تجعلان من المرضى منهم فريسة سهلة للأمراض والآلام والأوجاع التي تزداد طوال الوقت، مشيرةً إلى أن وجبات الطعام ثابتة من اللبن والمربى وبكميات قليلة جداً.
اقتحامات واعتقالات بالضفة والقدس
هذا وشنّت قوات الاحتلال صباح وفجر الإثنين، حملة مداهمات وتفتيشات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق ونصب حواجز عسكرية، واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين. يأتي ذلك في وقت تواصل فيه أجهزة أمن السلطة، عدوانها على مخيم جنين وملاحقة المقاومين وحصارها لليوم الـ26 توالياً، وسط حرق لأحد المنازل في حارة الدمج بالمخيم. وأحرقت أجهزة السلطة، ليل الاثنين، منزلاً في حارة الدمج في مخيم جنين مع استمرار العملية العسكرية ضد المقاومين.
وفي التفاصيل، فقد أطلقت أجهزة السلطة الرصاص الخطاط والقنابل الحارقة على منازل المواطنين في حارة الدمج بمخيم جنين. وتجددت الاشتباكات بين المقاومة وقوات الأجهزة الأمنية للسلطة في مخيم جنين. واقتحمت قوة من أجهزة أمن السلطة، في ساعة متأخرة من ليلة الأحد سكن طلبة جامعة بولتيكنك فلسطين في الخليل، واعتقلت عدداً من الطلبة من جنين بعد الاعتداء عليهم.وتواصل أجهزة السلطة عدوانها على مخيم جنين وملاحقة المقاومين لليوم الـ26 على التوالي، استشهد خلالها 6 مواطنين برصاصها، آخرهم الصحفية شذى صباغ. وتتجاهل أجهزة السلطة كل المطالبات الفصائلية والشعبية والحقوقية بوقف عمليتها العسكرية ضد مخيم جنين، وكف يدها عن ملاحقة المقاومين والطلبة في الضفة الغربية.