تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
الهداية الثالثة.. ذكريات محمد جعفر الأسدي حول الثورة الإسلامية والدفاع المقدس
غير أن ما يميز الأدب القادم من الجبهة الايرانية هو تصويره لواقع مختلف عن سائر الجبهات العالمية لجهة النزعة الإنسانية التي تجلت في كثير من تلك الكتابات. وهذه النزعة الإنسانية تستبطن الدعوة الى التسامي وتغليب الروحي والنفسي على البيولوجي، والسعي إلى إعلاء الفكر الديني على حساب الفكر المادي.
لقد عثر الكاتب الإيراني في تلك الجبهات على لقطات انسانية من الصعب أن تجدها في أية حرب من الحروب وفي أي بقعة من بقاع الأرض.
تروي القصص الوافدة من الجبهة حكايات قادة من طراز نادر تشبه أولئك الابطال الملحميين، إنهم عمالقة أسطوريون بثياب بشر انتصروا على أنفسهم وكان هذا الانتصار الداخلي على النفس مقدمة للإنتصار الخارجي على الأعداء.
ومن هذه القصص قصة "الهداية الثالثة" التي تروي ذكريات محمد جعفر الأسدي في الجبهة، وهو من قادة قوات حرس الثورة الإسلامية في الحرب المفروضة على إيران، وهو من الذين لا يتحدثون أمام الكاميرا إلا بشكلٍ رسمي وعام، ولا يترك مجالًا للخوض بتفاصيل الأحداث، وكان المرجع الوحيد الذي استفاد منه الكاتب هو الأشرطة المصوّرة لمقابلاته، لكنّ الأهم منها، كان القائد نفسه.