الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وأربعة وسبعون - ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وأربعة وسبعون - ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

الهداية الثالثة.. ذكريات محمد جعفر الأسدي حول الثورة الإسلامية والدفاع المقدس

كان طبيعيًا أن حربًا طويلة كالحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية التي استمرت لثمانية أعوام بخط جبهوي شاسع أن تكون مصدراً لإلهام عدد من المبدعين الإيرانيين الذين غرفوا من ماء الجبهات مادتهم الخام وصاغوا عالمًا بحد ذاته، عالم محفوف بالمخاطر والحذر الدائم من العدو في الجهة المقابلة من القصف الجوي وحقول الألغام والحراسات الليلية وليالي الصقيع والأمطار والثلوج الجبلية إضافة إلى وجود التضاريس بصحاريها ووديانها وممراتها المائية وجزرها. في حرب وظروف كتلك التي برع بها الأدب الإيراني في تبيان خصال المجاهدين كالصبر والشجاعة وشدة البأس والالتزام بأوامر القيادة والتضحية والإيثار.
غير أن ما يميز الأدب القادم من الجبهة الايرانية هو تصويره لواقع مختلف عن سائر الجبهات العالمية لجهة النزعة الإنسانية التي تجلت في كثير من تلك الكتابات. وهذه النزعة الإنسانية تستبطن الدعوة الى التسامي وتغليب الروحي والنفسي على البيولوجي، والسعي إلى إعلاء الفكر الديني على حساب الفكر المادي.
لقد عثر الكاتب الإيراني في تلك الجبهات على لقطات انسانية من الصعب أن تجدها في أية حرب من الحروب وفي أي بقعة من بقاع الأرض.
تروي القصص الوافدة من الجبهة حكايات قادة من طراز نادر تشبه أولئك الابطال الملحميين، إنهم عمالقة أسطوريون بثياب بشر انتصروا على أنفسهم وكان هذا الانتصار الداخلي على النفس مقدمة للإنتصار الخارجي على الأعداء.
ومن هذه القصص قصة "الهداية الثالثة" التي تروي ذكريات محمد جعفر الأسدي في الجبهة، وهو من قادة قوات حرس الثورة الإسلامية في الحرب المفروضة على إيران، وهو من الذين لا يتحدثون أمام الكاميرا إلا بشكلٍ رسمي وعام، ولا يترك مجالًا للخوض بتفاصيل الأحداث، وكان المرجع الوحيد الذي استفاد منه الكاتب هو الأشرطة المصوّرة لمقابلاته، لكنّ الأهم منها، كان القائد نفسه.
البحث
الأرشيف التاريخي