تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
رئيس الجمهورية خلال لقائه وزير الخارجية العماني:
تعزيز السلام والأمن في المنطقة النهج العملي لإيران
وشدّد رئيس الجمهورية، أمس الإثنين، خلال لقائه وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، أن "رؤية ونهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتمثلان في تعزيز السلام والأمن في المنطقة وبين جميع الدول الإسلامية. وأضاف: "أدعو إلى تعزيز التعاون الجاد بين إيران وسلطنة عمان لتحقيق هذا الهدف".
ووصف رئيس الجمهورية العلاقات بين إيران وسلطنة عمان بأنها عريقة، وصادقة، وودّية، ومتنوعة في مجالات ومستويات مختلفة، وأكد أن استمرار وتوسيع هذه العلاقات البناءة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إجراءات ومتابعات جيدة
ولفت رئيس الجمهورية إلى الإتفاق بين البلدين لعقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي قريباً؛ مضيفاً: "هناك إجراءات ومتابعات جيدة جارية لتسريع تنفيذ الإتفاقيات السابقة والتوصل إلى تفاهمات جديدة بين البلدين".
وأوضح أن السياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشرة تركز على توسيع العلاقات وتعزيز التعاون مع جميع الدول الإسلامية، والدول المجاورة، والصديقة، مؤكداً أن سلطنة عمان تتمتّع بمكانة متميّزة في هذا السياق. وأردف قائلاً: "من غير المقبول إطلاقاً أن تكون هناك خلافات بين دول المنطقة والشعوب المسلمة، مما يمنح كياناً إجرامياً مثل الكيان الصهيوني فرصة لاستغلال هذا الوضع للإضرار بهم".
وشدّد الرئيس بزشكيان على أن نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية العملي يتمثل في تعزيز السلام والأمن في المنطقة وبين جميع الدول الإسلامية، داعياً إلى تعاون أكثر جدية بين إيران وعمان لتحقيق هذا الهدف.
العلاقات بين البلدين متجذرة وتاريخية
من جانبه، نقل وزير الخارجية العماني تحيات السلطان الحارة إلى قائد الثورة الإسلامية، ورئيس الجمهورية، والشعب الإيراني، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين مُتجذّرة وتاريخية، بُنيت على الثقة وحسن النية، ونمت بشكل كبير. وأكد أن السلطان يولي اهتماماً خاصاً لتوسيع هذه العلاقات.
ووصف بدر بن حمد البوسعيدي العلاقات بين البلدين بأنها نموذج للتعاون المبني على الصداقة والثقة المتبادلة، مشدداً على أن توسيع العلاقات مع إيران على أساس الاحترام والثقة المتبادلة يشكل قاعدة ثابتة في السياسة العمانية، وأضاف: لطالما دعمنا نهجكم الحكيم على الصعيد الداخلي، خصوصاً في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن موقعي في وزارة الخارجية العمانية، أعمل على متابعة تنفيذ التوجهات المشتركة بين البلدين.
إيران مع تشكيل حكومة شاملة في سورية
إلى ذلك، لفت وزير الخارجية، عباس عراقجي، إلى أن إيران تتفق بالكثير من مواقفها مع سلطنة عُمان ومعظم دول المنطقة، والجميع يريد الاستقلال والاستقرار في سورية، وتشكيل حكومة شاملة تحترم جميع المجموعات العرقية والدينية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، صباح الإثنين، مع وزير الخارجية العُماني، صرّح عراقجي بأن العلاقات بين البلدين تتوسع في مختلف المجالات، وكانت لدينا دائماً مشاورات إقليمية مستمرة، وفي لقاء اليوم (أمس) تحدثنا عن العلاقات الثنائية بالتفصيل، مشيراً إلى أن اللجنة الاقتصادية للبلدين تعقد اجتماعها في مسقط الشهر المقبل. ولفت وزير الخارجية إلى أنه تم إحراز تقدّم جيّد وتضاعف حجم التجارة في عام 2023 أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2020، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية في العام الماضي مليارين و500 مليون دولار. وأوضح: أن هناك وجهات نظر متقاربة بين إيران وسلطنة عُمان بشأن القضايا الإقليمية؛ مضيفاً بأن المشاورات الثنائية مستمرة، بحيث نتفق على وجوب التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفتح قنوات إيصال المساعدات.
طهران تتفق بالكثير من مواقفها مع مسقط
وفيما يتعلق بالمستجدات على الساحة السورية، صرح عراقجي بأنه تم إجراء مناقشة مفصلة في هذا السياق، وتم الإتفاق على الحفاظ على سيادة وسلامة ووحدة الأراضي السورية، وتشكيل حكومة شاملة تحترم جميع المجموعات العرقية والدينية.
كما لفت وزير الخارجية إلى أن إيران تتفق بالكثير من مواقفها مع سلطنة عُمان ومعظم دول المنطقة، والجميع يريد الاستقلال والاستقرار في سورية.
أما بخصوص اليمن، أوضح عراقجي بأنه تم أيضاً تبادل وجهات النظر وإدانة الهجمات الأمريكية والكيان الصهيوني على الأراضي اليمنية، مؤكداً على الحفاظ على سلامة اليمن ووحدة أراضيه، معرباً عن أمله في أن تستأنف محادثات السلام لمنع المؤامرات التي قد تؤدي إلى حرب أخرى.
تبادل الرسائل مع أمريكا عبر سلطنة عُمان
وحول الرسائل المتبادلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيران عبر سلطنة عُمان خلال لقاء وزيري خارجية الجانبين، ذكر عراقجي بأن سلطنة عُمان كانت دائماً على استعداد لمساعدة إيران في علاقاتها مع بعض الدول الأخرى، وبالتالي تمت الاتصالات وأصبح دور عُمان في المفاوضات النووية قبل الانسحاب الأمريكي وبعده واضحاً، لافتاً إلى أن إيران دائماً تقدّر أصدقاءها العُمانيين. ومضى قائلاً: لم يتم تبادل أي رسائل خلال هذه الزيارة ونواصل تبادل الرسائل اللازمة مع الجانب الأمريكي في الوقت المناسب عبر السفارة السويسرية، وحالياً لا توجد هناك رسائل عبر عُمان.
المحادثات الثنائية تظهر عمق العلاقت التاريخية
من جانبه، قال وزير الخارجية العُماني: بداية، أودّ أن أنقل تحيات شعب العُماني والقيادة العُمانية إليكم وإلى إيران. أنا سعيد جداً بوجودي في طهران وقد كان لي لقاء جيد مع السيد عراقجي، وتظهر هذه المحادثات عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتابع البوسعيدي: إنه لشرف لي أن أنقل الرسالة المكتوبة من جلالة السلطان إلى السيد الرئيس بزشكيان، وتأتي هذه الرسالة في إطار استمرار المشاورات، والتأكيد على توسيع العلاقات بين البلدين. كما تم التأكيد على أهمية العمل والجهد حتى تتحقّق مصالح البلدين والمنطقة.
وأوضح وزير الخارجية العُماني: أجرينا محادثات مختلفة خلال اللقاء. وفيما يتعلق بالمتابعات في مختلف المجالات، اتّفقنا على اتخاذ خطوات جديدة لتوسيع العلاقات التجارية وتسهيل النقل.
وفيما يتعلق بالتطورات الإقليمية، أشار البوسعيدي إلى أنه تم مناقشة التطورات الإقليمية والدولية، خاصة في سورية ولبنان وقضية فلسطين؛ مثنياً على ترحيب نظيره الإيراني الحار له، مُؤكّداً على استمرار التعاون لصالح البلدين إيران وسلطنة عُمان.
وفيما يتعلق بموقف بلاده من التطورات في سورية، صرح وزير خارجية سلطنة عُمان: نحن مثل إيران نؤيد سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ونؤكد على أن سياسة الحفاظ على استقلال سورية ووحدة أراضيها وسيادة هذا البلد وقضاياه، يجب أن تسير في اتجاه أن يكون لسورية دورها الدولي الخاص.