إطلاق صاروخين من شمالي القطاع نحو القدس المحتلة.. وهروب المستوطنين
قتلى وجرحى في صفوف العدو.. قنص وتفجير وقصف للمقاومة في غزة
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها اقتحموا نقطة عسكرية لقوات الاحتلال شرقي جباليا، واشتبكوا مع الجنود بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية من مسافة الصفر وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وفي اليوم الـ450 للعدوان على غزة، واصل الاحتلال قصفه مناطق عدة، في حين أفادت مصادر طبية باستشهاد 39 فلسطينياً، 27 منهم شمالي القطاع.
وبالرغم من كل الأصوات المطالبة بالتوقف عن التدمير الممنهج والكلي للقطاع الصحي، استشهد 7 فلسطينيين، وأصيب آخرون، بقصف معادي الأحد على مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي وسط مدينة غزة.
وقد طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لحماية ما تبقى من مستشفيات في شمال غزة، ودعت إلى إرسال مراقبين أمميين لتفنيد مزاعم الاحتلال بشأن استخدامها المستشفيات لأغراض عسكرية.
وعلى صعيد المفاوضات، قال مكتب رئيس العصابة الصهيونية بنيامين نتنياهو إن ما يجري الحديث عنه بشأن احتمال إبرام "صفقة مصغرة" لتبادل الأسرى، قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، هو "محض كذب".
وفي الضفة الغربية، يواصل الاحتلال تصعيد حملته العسكرية عبر المداهمات والاعتقالات باقتحامه مناطق وبلدات عدة، لاسيما في نابلس وطولكرم وقلقيلية.
العدو يواصل استهداف المستشفيات
واصلت قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الـ 450، جرائم الإبادة والتهجير والتجويع بحق نحو 80 ألف فلسطيني محاصرين في مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي خلّفت أكثر من 4 آلاف شهيد ومفقود، فضلاً عن 12 ألف جريح و1750 أسيراً.
وكان آخر تلك الجرائم إحراق مستشفى كمال عدوان، وبالتالي إخراج آخر مرفق صحي شمال القطاع من الخدمة.
وفي وسط غزة، قالت وسائل إعلام محلية إن غارة صهيونية استهدفت طابقاً في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي بمدينة غزة وسط القطاع.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بانتشال جثامين 7 شهداء بعد استهداف الاحتلال الصهيوني الطابق العلوي لمستشفى الوفاء في شارع الوحدة بمدينة غزة.
كما قصفت مدفعية جيش الاحتلال الصهيوني المستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة وسط القطاع.
وأفادت مصادر محلية بأن مدفعية الاحتلال الصهيوني أطلقت قذيفة على الطابق العلوي في أحد مباني المستشفى المعمداني، مما أثار حالة من الرعب بين صفوف المرضى في أقسامه وألحق أضراراً بالطابق المستهدف.
اعتقال مدير مستشفى في غزة
وفي تعليق له على استهداف المستشفى، قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في قطاع غزة: إن قصف المستشفى المعمداني يأتي ضمن خطة صهيونية لتدمير القطاع الصحي.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اعتقال جيش الاحتلال الصهيوني مدير المستشفى حسام أبو صفية غداة العملية التي تسببت في خروج آخر مستشفى رئيسي بمحافظة الشمال من الخدمة بشكل كامل.
وأثار استهداف المستشفيات في غزة إدانة واسعة، إذ قالت منظمة الصحة العالمية إن التفكيك المنهجي للنظام الصحي في قطاع غزة يعد حكماً بالإعدام على عشرات الآلاف من الفلسطينيين المحتاجين إلى الرعاية الصحية.
هذا ويؤكد استمرار هذا المسار، عدم جدية العدو في الوصول إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، إذ قال مكتب رئيس العصابة الصهيونية بنيامين نتنياهو إن "ما يجري الحديث عنه بشأن احتمال إبرام "صفقة مصغرة" لتبادل الأسرى، قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، هو محض كذب".
تزامن ذلك مع توجيه عائلات الأسرى الصهاينة نداءً عاجلاً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يقولون فيه إن "نتنياهو يحاول خداعك"، واصفة أياه بـ"الملاذ الأخير، للضغط على نتنياهو من أجل إبرام صفقة شاملة".
تطورات العدوان
أما في سياق تطورات العدوان، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد وفاة طفل نتيجة البرد وانعدام وسائل التدفئة في خيام النازحين وسط القطاع الذي يتعرض لإبادة منذ نحو 15 شهراً. وهذا هو الطفل الخامس، إذ توفي 3 أطفال فلسطينيين في اليومين الماضيين بسبب البرد الشديد، وقال الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت أثناء وجودهم في مخيمات النازحين.
هذا وقال محاصرون في بيت حانون شمالي القطاع غزة إن "القصف الصهيوني علينا مستمر منذ ساعات بلا توقف"، مضيفين: "لا نستطيع الخروج لكثافة القصف الصهيوني وعشوائيّته".
ولفت المحاصرون إلى أن "الكلاب الضالة تنهش جثامين الشهداء الملقاة في الشوارع"، لافتين إلى أنه "نخشى أن نموت جوعاً بسبب محدودية الطعام المتبقي لدينا". وأفادت مصادر طبية بأن قوات الاحتلال إغتالت 13 فلسطينياً بقصف على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر الأحد.
هذا واستشهد مواطن وأصيب آخرون جراء قصف طائرة مسيرة "كوادكابتر" لسيارة مدنية في محيط مقبرة السوارحة جنوبي النصيرات وسط القطاع.
ووصلت دفعة جديدة من الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال إلى مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس عبر معبر كرم أبو سالم واغلبهم من الأسرى الذين اعتقلهم الاحتلال خلال العملية العسكرية المستمرة شمالاً.
واستشهد مواطن وأصيب آخرون، صباح الأحد؛ جراء غارة معادية على منطقة السوارحة في مخيم النصيرات، كما استشهد، فجراً مواطنان، في قصف لقوات الاحتلال، شمال مدينة رفح، جنوباً. وقالت مصادر محلية إن مواطناً وزوجته استشهدا وأصيب عدد آخر في قصف للاحتلال استهدف منزلاً شمال حي النصر شمال المدينة.
بدوره مدير صحة غزة منير البرش، أفاد أن "قوات الاحتلال تنفذ أعمال حفر وتخريب داخل مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع"، مشيراً إلى أنها "تعمدت إهانة الأطباء والممرضين عند اقتحامها مستشفى كمال عدوان". وأكد البرش أن "حجج وذرائع قوات الاحتلال لتبرير اقتحامها مستشفى كمال عدوان لا تنطلي على أحد".
استمرار الإدانات إثر حرق المستشفيات
من جهته دان الأزهر الشريف، بشدة، "الصمت الدولي تجاه المجازر التي يرتكبها الكيان الإرهابي في قطاع غزة، وآخرها إحراقه مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، واستهدافه المرضى والأطباء، واستشهاد عشرات الأبرياء، واعتقاله الأطباء والمسعفين والممرضين، وإجبارهم على خلع ملابسهم واختطافهم إلى أماكن مجهولة".
وقال الأزهر، في بيان، إن هذه الأفعال "جريمة حرب مكتملة الأركان، لا تصدر إلا عن عصابات منعدمة الرحمة والأخلاق، ووحوش مجردة من كل معاني الإنسانية".
وجاء في البيان: "يذكِّر الأزهر العالم بأنّ هذا الوحش الصهيوني الكاسر، منعدم الرحمة والإنسانية، ارتكب كل جرائم الحرب المحرّمة في حق الشعب الفلسطيني البريء، وسط تهميش متعمّد لما يحدث في قطاع غزة، ومن دون أي تحرك دولي أو عربي".
منظمة الصحة العالمية
في السياق أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنّ الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الصهيوني على شمال غزة، منذ أكثر من 80 يوماً، يعرّض حياة 75 ألف فلسطيني للخطر.
وقالت المنظمة إنها "رُوّعت" من جراء الغارة التي استهدفت مستشفى كمال عدوان، مؤكدةً أنها فقدت الاتصال بمدير المستشفى حسام أبو صفية.
وأوضحت المنظمة أنّ "مستشفى كمال عدوان صار خالياً الآن. نُقل مساء السبت 15 مريضاً في حالات حرجة و50 من مقدمي الرعاية و20 من العاملين في مجال الصحة إلى المستشفى الإندونيسي، الذي يفتقر إلى المعدات والإمدادات اللازمة لتوفير الرعاية الكافية".
وأضافت أنّ "نقل هؤلاء المرضى ومعالجتهم في ظل هذه الظروف يشكلان مخاطر جسيمة على بقائهم أحياء".
حماس تفند أكاذيب الاحتلال
من جهتها طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإرسال مراقبين أمميين لمستشفيات قطاع غزة لتفنيد أكاذيب الاحتلال ومزاعمه بشأن استخدامها لأغراض عسكرية، وذلك بعد العدوان الصهيوني الأخير على مستشفى كمال عدوان وإحراقه واعتقال من كان فيه، مما أخرجه عن الخدمة.
وقالت الحركة في بيان لها إنّ استمرار جيش الاحتلال في استهدافه وتدميره الممنهج للمنشآت الطبية والمستشفيات، وآخرها مستشفى كمال عدوان، يحمّل الأمم المتحدة والمنظومة الدولية مسؤولية تاريخية عن إخفاقها في وقف حرب الإبادة.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني ادعى أن هذا المستشفى يعتبر مركزاً لحركة حماس شمالي القطاع، وزعم أن مسلحين عملوا منه طوال فترة الحرب، وهو أمر نفته الحركة بشكل قاطع.
غزة لا تزال قادرة على ضرب الصواريخ في اتجاه القدس
وعلى المستوى الميداني، قالت وسائل صهيونية، مساء السبت، إنّ صفّارات الإنذار دوّت في عشرات المستوطنات، الواقعة غربي القدس المحتلّة.
وأفادت وسائل إعلام العدو بسماع دويّ انفجار كبير، في وسط فلسطين المحتلّة، تزامناً مع صفّارات الإنذار.
وأدّت صفّارات الإنذار إلى هروب مئات الآلاف من المستوطنين نحو الملاجئ، مساء السبت، لحظة إطلاق الصاروخين من شمالي غزة نحو مناطق القدس، بحسب القناة "الـ 12" الصهيونية.
وقال موقع "والاه" الصهيوني إنه تم "رصدُ إطلاق صاروخين من قطاع غزة في اتجاه منطقة القدس"، مُضيفاً أنّ "من غير الواضح إذا تم اعتراضهما أم لا".
بدوره، زعم المتحدث باسم "جيش" الاحتلال الصهيوني إنّه "تم إطلاق صاروخين من قطاع غزة في اتجاه جبال القدس والسهول المجاورة، وكانت هناك محاولات لاعتراضهما، والتفاصيل قيد التحقيق".
وعلّقت وسائل إعلام صهيونية على الحدث، وقالت إنّه "بعد مرور 449 يوماً على الحرب، لا تزال غزة قادرة على ضرب الصواريخ في اتجاه القدس".
وقال مراسل القناة "الـ 13" الصهيونية إنّ "إطلاق الصواريخ في اتجاه القدس تمّ من منطقة بيت حانون، حيث يوجَد جيش الاحتلال"، مشيراً إلى أنّ ذلك "شكل عنصر مفاجأة، وخصوصاً أن الجيش اجتاحها مراراً وتكراراً".
ويقدّر جيش الاحتلال الصهيوني أن حماس لديها مزيد من الصواريخ القادرة على الوصول إلى "تل أبيب" والقدس، بحسب القناة "الـ 13" الصهيونية.
المقاومة تقتحم نقطة عسكرية وتشتبك مع العدو
في غضون ذلك أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنّ مجاهديها اقتحموا نقطة عسكرية صهيونية، واشتبكوا مع جنود الاحتلال بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وأوقعوهم بين قتيل وجريح في منطقة أبو صفية شرق معسكر جباليا شمالي قطاع غزة. كما تمكنت كتائب القسام، من قنص جندي صهيوني، في جوار إستوديو سلطان، شرقي جباليا البلد، شمالي القطاع.
وقصفت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، بقذائف "الهاون"، تجمعات جنود الاحتلال وآلياته في محيط مسجد العطار، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. وكانت كتائب القسام قالت إنّ أحد مجاهديها نفّذ عملية مركّبة، عبر تفجير نفسه بحزام ناسف، في قوّة للاحتلال الصهيوني، مكوّنة من 5 جنود.
وتم قنص جنديين من قوة النجدة، التي جاءت لسحب القتلى والجرحى، وأمطروها بعدد من القنابل اليدوية، إسرائيلية الصنع، في منطقة تل الزعتر، شرقيّ معسكر جباليا، شمالي القطاع.
إصابة جنود صهاينة في حادث دهس بعسقلان
وفي تطور آخر، أفادت وسائل إعلام صهيونية بورود بلاغ عن حادثة دهس قرب محطة قطار في عسقلان، أسفرت عن وقوع إصابات.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر محلية قولها إن جنديين صهيونيين أصيبا بجروح، وإن أحدهما بحالة خطيرة بعد تعرضهما للدهس من قبل حافلة قرب محطة القطار في عسقلان الواقعة على بعد نحو 65 كيلومتراً غرب القدس المحتلة.
من جانبها، قالت وكالة "سبوتنيك" أن عددا من الجنود الصهاينة أصيبوا، لكنها لم تحدد عدد المصابين.
"الجهاد" تطالب السلطة الفلسطينية بوقف حملاتها الأمنية في جنين
من جانب آخر أكّدت حركة الجهاد الإسلامي، أنّها "لن تنجرّ إلى الفتنة الداخلية، على الرغم من الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة السلطة الفلسطينية في مخيم جنين".
وفي هذا الإطار، دعت الجهاد حركة "فتح" إلى إعادة توجيه البوصلة نحو الوحدة الوطنية، مطالبةً السلطة الفلسطينية بوقف حملاتها الأمنية والإعلامية فوراً، وبرفع الحصار عن مخيم جنين. وقالت الحركة في بيان أن كتيبة جنين تتعرض، منذ أسابيع، لـ"حملة شرسة من الاعتقالات والمطاردات وإطلاق النار، وسط محاصرة إعلامية وأمنية تهدف إلى النيل من عزيمتها"، ضمن "ممارسات تهدف إلى دفعنا إلى الاشتباك الداخلي"، بحسب البيان. وتعقيباً على ذلك، أوضح البيان أنّ هذا الأمر "لا يخدم سوى الاحتلال الصهيوني، الذي يحرّض على الفتنة، مستهدفاً تصوير شعبنا الفلسطيني على أنّه في حالة اقتتال داخلي، ليمرر روايته ويبرر جرائمه بحق غزة أمام العالم".
اتهامات لأمن السلطة الفلسطينية باغتيال صحفية في جنين
بموازاة ذلك أعلن مصدر طبي فلسطيني استشهاد الصحفية شذى الصباغ من مخيم جنين شمال الضفة الغربية إثر إصابتها بعيار ناري في الرأس، وذلك خلال اشتباكات مسلحة بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ومقاومين في المخيم.
وقالت عائلة صباغ أن الأجهزة الأمنية أطلقت النار على شذى من نقطة تمركزت فيها في أثناء خروجها أمام منزلها، وأن عناصر أمن أطلقوا النار على بعض السكان ممن حاولوا إسعاف الصحفية شذى، بحسب عائلتها. ونعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الشهيدة وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تضم ممثلاً عن النقابة لجلاء ملابسات ما جرى.
وبمقتل الصباغ، ترتفع حصيلة الاشتباكات المستمرة منذ الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى 11 قتيلاً: 5 من عناصر الأمن و6 مدنيين.