فيما تواجه المحتل حتى من بين أنقاض البيوت
نمط جديد من القتال للمقاومة في غزة.. والعدو عاجز عن الحسم
مع دخول حرب الإبادة الصهيونية على غزة يومها الـ445، أفادت وسائل إعلام بأن جيش الاحتلال أصدر أوامر إخلاء إلى سكان منطقة الشجاعية، وطالبهم بالانتقال لغرب مدينة غزة، بينما كثّف استهدافه لمستشفيات شمال القطاع.
في المقابل شهدت الأيام الماضية تزايداً في عمليات الإجهاز التي ينفذها مقاتلو المقاومة الفلسطينية من المسافة صفر وبأسلحة بيضاء ضد جنود الاحتلال، وهو ما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى الصهاينة بينهم ضباط، حيث تشير هذه المعارك التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال شمال قطاع غزة، إلى أنها اتخدت منحى جديداً.
وفي الضفة المحتلة، استشهد فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الصهيوني الذي أطلق عملية عسكرية في طولكرم، في حين نشرت كتائب القسام مشاهد لاستهدافها آليات الاحتلال الثلاثاء في مخيم طولكرم.
العدو يواصل إستهداف المستشفيات في غزة
واصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على مستشفيات العودة والإندونيسي وكمال عدوان شمال غزة، وفي حين استشهد العشرات نتيجة الغارات الصهيونية، تعرضت قافلة مساعدات إنسانية للسرقة على يد عصابات مرتبطة بالاحتلال، وذلك بعد اغتيال الطيران الصهيوني أفراد الأمن الذين كانوا يقومون بحمايتها.
في التفاصيل، قالت مصادر محلية إن آليات صهيونية أطلقت نيرانها تجاه مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وقامت بنسف المباني المحيطة به باستخدام روبوتات وبراميل متفجرة.
وأضافت المصادر أن الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على مستشفى كمال عدوان خلفت 20 إصابة في صفوف الطواقم الطبية والمرضى، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في جدران المستشفى الذي يتعرض منذ أيام لحصار واستهدافات صهيونية بين الفينة والأخرى.
وأظهرت مشاهد اشتعال النيران في أحد المواطنين الفلسطينيين عقب استهدافه من قبل قوات الاحتلال أمام بوابة مستشفى كمال عدوان. كما أظهرت المشاهد محاولة عدد من الفلسطينيين إنقاذه وسط استمرار إطلاق النار من المسيرات والآليات العسكرية.
مستشفى العودة
في الأثناء، أكدت إدارة مستشفى العودة، في تل الزعتر شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع، أن غارات جوية عنيفة شنتها مقاتلات حربية صهيونية في محيطه بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات واشتعال النيران في منازل سكنية قريبة منه.
وأعلنت إدارة المستشفى اندلاع حريق في مستودع الأدوية المركزي، إثر قصف الاحتلال الصهيوني لمحيط المكان.كما أفادت وسائل إعلام في غزة بتقدم عدد من الآليات العسكرية الصهيونية بالتزامن مع غارات جوية وإطلاق نار مكثف من تلك الدبابات والمسيرات في محيط مستشفيي العودة والإندونيسي في تل الزعتر شرقي جباليا، مؤكداً أن طلقات نارية أصابت مباني المشافي المذكورة وتسببت بأضرار مادية وحالة من الخوف والهلع في صفوف المرضى داخلهما.
عشرات الشهداء
وقالت مصادر طبية أن 32 شخصاً استشهدوا منذ الاثنين، جراء الغارات الصهيونية المتواصلة على مختلف مناطق القطاع.
وأفادت وسائل إعلام باستشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة آخرين -بينهم نساء وأطفال- في غارة صهيونية استهدفت منزلاً في محيط سوق العملة بالبلدة القديمة شرق مدينة غزة.وفي حي الزيتون المدينة، استشهدت سيدة وطفلان، وأصيب آخرون في قصف طائرة صهيونية استهدف أحد المنازل.كما استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف صهيوني على تجمع لمواطنين بمحيط مفترق السرايا وسط مدينة غزة.وأفادت مصادر محلية باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف صهيوني على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وأوضحت المصادر أن جيش الاحتلال أصدر أوامر إخلاء إلى سكان منطقة الشجاعية، وطالبهم بالانتقال لغرب مدينة غزة.
من جانب آخر، شيعت جثامين 17 فلسطينياً استشهدوا في غارات صهيونية متفرقة على منطقة المواصي التي تأوي نازحين غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم اليونيسيف في قطاع غزة روزاليا بولين، إنه لا يوجد أي مكان آمن في غزة.
وأضافت أن أطفال غزة يعانون من أزمات نفسية عميقة، بسبب القصف الجوي المستمر.
سرقة المساعدات
إنسانياً، تعرضت شاحنة مساعدات كانت تحمل دقيقا للنهب في وسط قطاع غزة في أعقاب غارة صهيونية مساء الاثنين نتج عنها استشهاد 4 من رجال الأمن كانوا داخل سيارة تحرس الشاحنة، في شارع صلاح الدين بمدينة دير البلح وسط القطاع.
واغتالت القوات الصهيونية 723 رجل شرطة وعنصرا لتأمين المساعدات، منذ بداية الإبادة الجماعية بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.وغالباً ما يستهدف جيش الاحتلال رجال الشرطة الذين يحرسون شحنات المساعدات، ثم تقوم عصابات مسلحة بحماية كاملة من قوات الاحتلال بسرقة المساعدات الإنسانية ضمن حرب التجويع التي يفرضها الكيان الصهيوني كعقاب جماعي لسكان غزة.
وقالت مصادر من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إنهم يواجهون صعوبة في إيصال المساعدات، بما في ذلك الإمدادات الشتوية الضرورية، إلى غزة، جزئياً بسبب عمليات النهب وغياب الأمن لحماية القوافل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال الصهيوني بدعم أميركي حرباً على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المقاومة تستغل كل شيء في المعركة مع العدو
هذا وفي عملية معقدة، تمكنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- من طعن وقتل 3 جنود صهاينة كانوا يحمون بيتاً تتحصن بداخله قوة صهيونية في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع.
وأكدت القسام أن مقاتليها نجحوا في دخول المنزل والإجهاز على الجنود الذين كانوا يتحصنون فيه، وأطلقوا سراح عدد من الفلسطينيين المحتجزين بداخله.
وتعكس هذه العملية تحول المقاومة إلى نمط جديد من القتال، كما تقول مصادر إخبارية إن هذا يعتمد على تغير جغرافية المكان والقدرة على الوصول، حتى إن أحد المقاتلين نجح في تفجير نفسه وسط مجموعة من الجنود الصهاينة قبل يومين.
ورغم وجود 3 ألوية من جيش الاحتلال بمنطقة الشمال فإنهم لا يزالون عاجزين عن الحسم ويعانون خسائر كبيرة بسبب غياب فكرة الجبهة بمعناها العسكري، بعدما أصبحت كل غرفة أو نافذة أو شارع يتطلب معركة خاصة.
أنقاض البيوت أزمة ميدانية أخرى
وحتى أنقاض البيوت التي هدمها جيش الاحتلال خلال عام من العدوان، تحولت هي الأخرى إلى أزمة ميدانية بسبب استغلال المقاومة الفلسطينية لها في تنفيذ هذه العمليات العسكرية اعتماداً على ما تملكه من معلومات وخبرة بالمكان، كما تشير وسائل إعلام.
ولم يقف الأمر عند شمال القطاع، لكنه امتد إلى منطقة الوسط التي أكد جيش الاحتلال مقتل 3 من أفراد لواء كفير فيها الاثنين، مما يعني تجهيز المقاومة ساحة معركة جديدة على مدار 14 شهراً من العدوان.
وكان «أبو عبيدة» الناطق باسم القسام قد أكد أن مصير بعض الأسرى مرهون بتقدم قوات الاحتلال مئات الأمتار في بعض المناطق.
اشتباكات في الضفة المحتلة
وفي الضفة المحتلة، قال جيش الاحتلال الصهيوني إن قواته بدأت مع الشاباك والشرطة خلال ليلة الإثنين عملية في طولكرم، في حين قالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن فتى استشهد برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم طولكرم.
ويواصل جيش الاحتلال اقتحامه المخيم منذ ساعات ما بعد منتصف ليل الإثنين، وسط اشتباكات مسلحة وانفجارات متواصلة في أنحاء متفرقة من المخيم، كما عززت قوات الاحتلال اقتحامها بجرافات عسكرية وعدد من الآليات.
وذكر شهود عيان أن قوات خاصة صهيونية اقتحمت مدينة طولكرم وحاصرت مخيمها ودفعت بتعزيزات عسكرية رفقة جرافات إلى المخيم.
وأضافت المصادر أن جيش الاحتلال شرع في محاصرة المخيم وسط غطاء جوي من مسيّرات، ونشر قناصته على عدد من البنايات، وفق الشهود.
كما وثقت منصات تدمير آليات الاحتلال الممتلكات وتجريفها للبنية التحتية في المخيم، في ظل حملة اقتحامات نفذها جيش الاحتلال الصهيوني فجر الثلاثاء، في مدن نابلس (شمال) ورام الله (وسط)، وعدة بلدات في محافظات الضفة الغربية، اعتقل خلالها عددا من الفلسطينيين.
مستوطنون يعتدون على مركبات المواطنين
كما قالت مصادر محلية إن آليات جيش الاحتلال اقتحمت بلدة رأس عطية جنوب قلقيلية شمالي الضفة، إلى جانب اقتحام آخر لمدينة بيت لحم جنوبي الضفة.
من ناحية أخرى، ذكرت مصادر محلية فلسطينية أن مستوطنين متطرفين اعتدوا على مركبات المواطنين عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة وسط الضفة المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال هدمت منزلين قيد الإنشاء بذريعة عدم الترخيص في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.
عمليات القسام والسرايا
في غضون ذلك نشرت كتائب القسام-طولكرم مشاهد لتفجيرها عبوات ناسفة بآليات الاحتلال في «حارة الغانم» داخل مخيم طولكرم.
وفي حين قالت مصادر محلية إن المقاومة أعطبت جرافة عسكرية عقب تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار ومحلية الصنع في محيط حارة الغانم بالمخيم، نشرت منصات فلسطينية مشاهد تفجير عبوة في آليات لجيش الاحتلال هناك.
كما نقلت منصات فلسطينية عن بيان لكتيبة نابلس بسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– أن مقاتليها تصدوا لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم بلاطة في نابلس، واستهدفوا الآليات العسكرية بالرصاص والعبوات الناسفة.
اعتقالات
واعتقل جيش الاحتلال الصهيوني 15 فلسطينياً، بينهم مصاب وأسرى سابقون، بالتزامن مع تخريب وتدمير منازل خلال اقتحامه مناطق بالضفة الغربية المحتلة.وأوضح بيان لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني الثلاثاء أن تلك الاعتقالات توزعت في الخليل وبيت لحم، إضافة إلى نابلس وقلقيلية وطوباس وطولكرم، ورام الله.وذكر البيان أن عمليات الاعتقال رافقتها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين.وأضاف أن «عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء شعبنا، بلغ أكثر من 12 ألفاً و100 مواطن من الضفة، بما فيها القدس»، من دون غزة حيث تقدّر أعدادهم بالآلاف.