تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
خلال افتتاح المعرض الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي
النائب الأول لرئيس الجمهورية يؤكد ضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
وتفقد عارف مختلف أجنحة الشركات الكبرى العاملة في مجال الاقتصاد الرقمي وتصدير التكنولوجيا بعد مراسم افتتاح هذا المعرض، واطلع على أحدث التقنيات والمنتجات والإنجازات العلمية والتكنولوجية للشركات الحكومية والمعرفية الهامة، وكذلك الجامعات والجمعيات العلمية خاصة في مجال التصدير.
وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى بعض المشاكل الجادة في دخول بعض السلع الرقمية والذكية إلى البلاد، قائلاً: نتوقع من المعرض الدولي الخامس والعشرين للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي أن يقدم في نهاية فعالياته ملخصاً لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحكومة.
وأكد عارف أنه لا يمكن الحديث عن أحد الإنجازات القيمة في العقود الأربعة الأخيرة في العالم دون ذكر اسم أحد العلماء والشباب الإيرانيين، وأضاف: كلما تحركت هذه الابتكارات نحو مجال البرمجيات، زادت حصة الشباب الإيراني المتميز.
وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أن تقديم السلع والخدمات الإنتاجية إلى جانب توفير فرصة لتبادل الآراء وتحدي الأمور العملية وتعزيز دور تكنولوجيا المعلومات هو من المهام الأساسية لمعرض «إيران تيليکوم»، وقال: نتوقع من هذا المعرض بعد تقديم الإنجازات المحلية والأجنبية ومقارنة نتائج هذه التحديات، أن يتم اتخاذ خطوة للأمام في صناعة التكنولوجيا لنرى دور هذا القطاع في إنشاء برامج التطوير في البلاد.
كما أشار عارف إلى أن التقنيات الحديثة والتكنولوجيا العالية وأيضاً التكنولوجيا التي تدعي الريادة والتكامل تبدأ من قطاع تكنولوجيا المعلومات، وأضاف: يجب تحديد الحصة العالية لهذا القطاع في التوظيف، خاصة للخريجين، ونتوقع أن يتم تخصيص حصة تبلغ 20% على أقل تقدير من مؤشر الوظائف لقطاع تكنولوجيا المعلومات.
وأوضح: يجب أن نرى ما هي حصة تكنولوجيا المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي، ويجب أن نخصص 10% من حصة الناتج المحلي الإجمالي لقطاع تكنولوجيا المعلومات، وهذا ليس مبالغة لأن لدينا سوقاً جيداً وقيماً داخلياً وإقليمياً ودولياً مع الأخذ بعين الاعتبار إقامة علاقات جيدة إقليمياً ودولياً ووجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنظمات والهيئات الدولية.
وأشار عارف إلى تجربة عدم الاستفادة المناسبة من قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في منظمة «إيكو»، وأكد: العديد من الدول الأعضاء في هذا الاتحاد كانت لديها رغبة كبيرة في التعاون ودخول التكنولوجيا الإيرانية بسبب المجال الحضاري المشترك، وفي الوقت الذي كنت فيه وزيراً للاتصالات، خلال أول مشروع للألياف الضوئية مع تركمانستان، قدم الوزير التركماني أسباباً أخلاقية وثقافية بأننا نريد أن يكون الإيرانيون مقاولين للمشاريع في تركمانستان، وهذا يدل على مكانة إيران بالنسبة لدول المنطقة.
كما أشار النائب الأول لرئیس الجمهوریة إلى أن حضور إيران في أوراسيا وشنغهاي وبريكس يمثل سوقاً وفرصة جيدة جداً، كما أكد على ضرورة الاستفادة من تجربة عدم استغلال قدرات «إيكو» حتى لا تتكرر في الوقت الحالي.
وأكد عارف أن إيران متفوقة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وأننا لم نستفد من هذه الفرصة في السابق للدخول إلى أسواق المنطقة، وعندما أردنا أن نكون نشطين في «إيكو»، كانت هناك قطاعات حكومية مشاركة، أما اليوم فإن القطاع الخاص هو الرائد، ويجب أن يركز الفاعلون في هذا المجال اهتمامهم في السوق الداخلية وتلبية احتياجات الأسواق الداخلية والإقليمية.
وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أن استراتيجية الحكومة الرابعة عشر هي التعاون مع دول المنطقة وكذلك مع قارات مختلفة، حيث يجب أن نولي أهمية للتفاعلات والتعاون الإقليمي والعالمي إلى جانب تلبية الاحتياجات النوعية الداخلية.
كما أشار عارف إلى أننا اليوم نستفيد من أحدث الإنجازات التكنولوجية بفضل الباحثين والعلماء المحليين، وقال: لدينا تعاون جيد مع الدول والمؤسسات العلمية وأيضاً مع العلماء الإيرانيين البارزين في دول أخرى، ومساهمة العلماء الإيرانيين في الخارج وخدماتهم العلمية داخل البلاد كبيرة جداً، وهم يعملون بالتعاون مع الشركات الإيرانية ولم يهملوا التزامهم الأخلاقي والذاتي تجاه البلاد، مما ساهم في تمهيد الطريق للتقدم العلمي في إيران. وأكد على ضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي مع مراعاة الخصائص اللازمة. وأضاف: اليوم لا يمكننا أن نولي الأولوية لتكنولوجيا المعلومات في قطاع معين دون غيره كما كان في السابق؛ فهذا المجال موجود في جميع القطاعات لتحقيق تقدم البلاد، ولا يمكن اليوم أن نجد مجالاً لا تستخدم فيه هذه التقنيات.وأكد النائب الأول لرئیس الجمهوریة على ضرورة وأهمية الحفاظ على الشباب العلماء والنشطين في هذا المجال داخل البلاد، وقال: نظرتي تتجه نحو القطاع الخاص الذي يجب أن يحتفظ بالشباب المتحمسين؛ وعلاوة على الرواتب والمزايا، يجب توفير ظروف عمل مناسبة للشباب الباحثين والطموحين ليتمكنوا من عرض أفكارهم.
وأشار عارف إلى الظروف الخاصة في المنطقة والبلاد وأيضاً المنافسين والمعارضين لإيران، مؤكداً: يجب أن نسعى لتقليل التبعية الاقتصادية في هذا المجال، علماً بأن تعريف التبعية الاقتصادية اليوم يختلف عنه في العقود الماضية، ويجب أن نولي أهمية أكبر للإنتاج العلمي.
وأكد: الاستراتيجية الجادة للحكومة هي تصدير الخدمات الفنية والهندسية، حيث كانت حصة الاتصالات دائماً مرتفعة في هذا المجال، وننظر إلى الأسواق العالمية والإقليمية مع إعطاء الأولوية للسوق الداخلي والتحرك نحو الاكتفاء الذاتي.
القوى العاملة البشرية أكبر ثروة
من جانبه، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ستار هاشمي، عن الدبلوماسية والتكنولوجيا لتطوير السوق، والاستفادة القصوى من الإنتاج المحلي والشركات القائمة على المعرفة، واستخدام أحدث التقنيات العالمية وتنظيم البيانات والذكاء الاصطناعي كأهم برامج هذه الوزارة، وقال: إن القوى العاملة البشرية هي أكبر ثروة لدينا وقد تعرضت للإهمال في السنوات الأخيرة، ويجب أن نستفيد من هذه الثروة بشكل جيد في مجال تكنولوجيا المعلومات.
يشار إلى أنه تشارك في المعرض الدولي الخامس والعشرون للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي «إيران تيليکوم»، الذي يستمر حتى السادس والعشرين من ديسمبر، 148 شركة محلية وأجنبية بشكل مستقل، حيث سيكون هناك 50 شركة في أجنحة حدائق العلوم والتكنولوجيا وصندوق الابتكار والازدهار التابع لرئاسة الجمهورية. وقد شهدت مشاركة الشركات زيادة بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي.
كما أنه من المقرر أن يتم الكشف عن 30 منتجاً في مجالات إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الذكية. ويعد تنظيم ثمانية جلسات متخصصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة وتبادل الشركات والقطاعات الحكومية من بين البرامج الأخرى لمعرض «إيران تيليکوم».
كما يتم في هذا المعرض التأكيد على مواضيع مثل المنتجات الموجهة للتصدير، تشجيع الشركات للدخول في مجال التصدير، حضور الشركات الكبرى في مجال الاقتصاد الرقمي، مشاركة الشركات الحديثة، النشاط الفعال لشركات الذكاء الاصطناعي، وحضور الجامعات. كما ستشارك وفود تجارية من الدول المجاورة مثل الصين، تركيا، العراق، روسيا، أرمينيا، أفغانستان وروسيا.
الكشف عن مشروع «أبر ما/ سحابتنا»
وفي معرض «إيران تيليكوم» لهذا العام، من المقرر الكشف عن مشروع «أبر ما/ سحابتنا»، الذي يُعتبر أحد الخدمات الحديثة لشركة الاتصالات الإيرانية. وهذا المشروع سيكون في الواقع منصة لخدمات جديدة مثل «جيم بلاس»، والخدمات المنزلية، والتجارية، والتنظيمية.
ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الإيرانية، تم إطلاق هذا المشروع بهدف تقديم خدمات متنوعة وحديثة في البلاد، وسيتم استخدام القدرات الموجودة في مراكز البيانات لشبكة الاتصالات في جميع أنحاء البلاد كالبنية التحتية لهذا المشروع. وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات، فقد قامت شركة اتصالات منطقة طهران بتوقيع مذكرة تفاهم مع إدارة المعرض لتجهيز جميع قاعات المعرض بالألياف الضوئية.