الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وثمانية وستون - ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وثمانية وستون - ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

داعم للثقافة وناشط اقتصادي

علاءالدين ميرمحمد صادقي وحكاية حياة مكرّسة للثورة

قدم سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي تعازيه في وفاة السيد علاء الدين مير محمد صادقي، أحد مؤسسي وأعضاء هيئات مؤتلفة الإسلامية والخيرين البارزين في البلاد. بهذه المناسبة، قام موقع KHAMENEI.IR بنشر مقالة بقلم السيد محمد مهدي إسلامي، الباحث في التاريخ المعاصر، تناول فيها حياة السيد علاء الدين مير محمد صادقي النضالية، وتنشر الوفاق ملخصاً منها باللغة العربية:

قد يكون إسم السيد علاءالدين ميرمحمد صادقي مرتبطًا بالذاكرة الجميلة لمشاريع الخير وأنشطة حل الأزمات للعديد ممن يعرفونه. لكن هذه الأنشطة لم تكن فقط في إطار الحياة اليومية لمواطنيه، بل كانت له اهتمامات أيضًا في حل الأزمات للثورة الإسلامية. خلف هدوء ورزانة الرجل الذي يتحدث بهدوء ولهجة أصفهانية عذبة، كانت هناك عواصف من ذكريات النضال والمقاومة التي كان الكثيرون غافلين عنها.
 نضال وراثي من العائلة
وُلِد في عام 1931م؛ أي بعد ثلاث سنوات من تنفيذ "قانون الملابس الموحدة"، وهذه الذكريات الأولى له من نضال والده مع رضا شاه والتي شكلت رؤيته: "والدي، كمال الدين ميرمحمد صادقي، كان رجل دين، ولكن بعد الأحداث التي حدثت في فترة حكم الشاه الأول أُجبر على خلع زي رجال الدين ولم يرتدِه مجددًا. هذا الحدث كان بداية فترة جديدة في حياتنا وأدى إلى اكتئاب والدي، الذي تواجه مع الحكومة، بسبب ذلك، وضع في السجن لمدة."
وليست هذه الذكرى الوحيدة من طفولته، فقد شهد وبشكلٍ مباشر وهو في سن الخامسة أو السادسة، اليوم الذي تمت فيه مطاردة والدته من قبل شرطي لإجبارها على كشف حجابها؛ لكن على الرغم من نجاحها في الهروب والعودة إلى المنزل، فقد أجهضت، وأصبحت والدته كذلك مثل والده تعاني من العزلة والاكتئاب.
بعد سقوط رضا شاه وفي فترة مراهقته، بدأ العمل التنظيمي من أصفهان وأصبح عضوًا في جمعية الدعوة الإسلامية في أصفهان، استمر في هذا المسار ليصبح تدريجياً جزءًا من نضال تأميم صناعة النفط، بدأ الذهاب والإياب إلى طهران منذ عام 1947م، وبدافع من توجيهات أساتذته أصبح مهتمًا بآية الله كاشاني؛ ولكن بعد وفاة والده في عام 1950م وتغير الظروف، فضّل تدريجياً الانتقال الكامل إلى العاصمة طهران.
نافذة طهران نحو السياسة
تزايد حضوره السياسي في طهران،  بداية ًمن رفض أوراق اعتماد نواب ضد الحركة الذين تم الإعلان عن أسمائهم كمنتخبين في البرلمان السادس عشر، إلى المشاركة في الانتفاضة بأمر جهادي من آية الله كاشاني.
جذبته هذه التجارب إلى مجتمعات جديدة: "في السوق، كان لدينا اتصالات مع مجموعة من الأصدقاء ونتبادل الآراء حول القضايا السياسية. لم تكن هذه الجلسات مخصصة للاجتماعات العادية في منازل بعضنا البعض، وكان لدينا أيضًا اتصالات مع العلماء. وأحد  هؤلاء العلماء هو العلامة الشهيد "مطهري" الذي كنا نحضر خطبه في طهران، في أحد هذه الجلسات، أوصاني بالذهاب لزيارة السيد "بهشتي"، أدت توصيته إلى دخولنا مرحلة جديدة من النشاط."
بداية النضال في نهضة الإمام الخميني (قدس)
كانت هذه الجلسات مترافقة بزيادة التواصل مع الإمام الخميني (قدس)، كان الوسيط والرابط بين هذه المجموعة والإمام هو مهدي بهادران؛ لكن أحيانًا كان ميرمحمدصادقي يذهب لرؤيته. حتى جاء اليوم الذي دعاهم فيه الإمام(قدس) إلى الائتلاف مع جماعتين أخريين كانتا على اتصال به من طهران: "منذ أن قال الإمام يجب أن تذهبوا لتتعارفوا، وباقتراح الشهيد مهدي عراقي، أطلقنا على أنفسنا إسم الهيئات المؤتلفة الإسلامية، وكان لهذا الإسم فلسفته، كنا مجموعات منفصلة واتحدنا بأمر الإمام."
تركز نضال السيد ميرمحمدصادقي في هذه الفترة ضمن الخط الرئيسي نفسه لنهضة الإمام(قدس)، أي زيادة الوعي العام. حتى عندما تم تنفيذ حكم الإعدام الثوري بناءً على فتوى بعض العلماء من قبل الجناح المسلح للمؤتلفة، ورأى نفسه معرضًا للاعتقال غادر سرًا إلى مدينة النجف الأشرف، مصطحباً معه مجموعة من المنشورات.
الحل الاقتصادي كمقاومة
لكن قبل عامين من هذه الأحداث، وجد ساحة مختلفة للنضال، وشعر بمسؤولية أكبر في هذا المجال، وهي مسؤولية جعلته رهيناً لها حتى نهاية عمره. كان النضال يحتاج إلى دعم مالي، وكان يجب أن يتحمل أحدهم المخاطرة لتأمين ذلك: "بعد أحداث المدرسة الفيضية عام 1963م  شعرت بأن الحوزة  العلمية تحتاج إلى مساعدات مالية جديدة، انطلقت جماعة مؤتلفة الإسلامية لجمع هذه المساعدات المالية من السوق وتم الاتفاق على فتح حساب مصرفي ليقوم الأفراد بإيداع مساعداتهم في ذلك الحساب. كنا نشجع الناس في السوق على إيداع الأموال في هذا الحساب، وكان ذلك يسبب مشاكل أمنية، إذ كان البنك يبلغ يومياً أن ألف شخص قد أودعوا الأموال في هذا الحساب."
تكبد السيد ميرمحمدصادقي في هذا الطريق تكاليف عديدة، لكن وساطته لجمع المساعدات التي كانت محفوفة بخطر الاعتقال كان لها تأثير أكبر، خاصةً أن المساعدين كانوا مطمئنين بشأن عدم الكشف عن أسمائهم. استمر في نضاله في السنوات اللاحقة وبعد أن هدأت الأوضاع في إيران، عاد إلى طهران. بناءً على توصية الشهيد بهشتي(رض)، الذي كان لديه تمثيل شرعي لأنه كان قد عينه الإمام(قدس) ممثلاً عنه في غيابه، وفضل أن يستمر في طريق النضال في فترة نفي الإمام عبر الأنشطة الثقافية، وقد أسس صناديق القرض الحسن وأنشأ المدارس من أجل التثقيف وتربية الأفراد.
بدأت هذه الصناديق من قبل مجموعة من المناضلين المتدينين لحل المشكلات المالية للناس وتوفير الدعم للمجاهدين. كان هو وعدد آخر من الضامنين للصندوق حتى لا يحدث أي انقطاع في استرداد الأموال المودعة عندما يأتي أحد المودعين لاسترداد أمواله، وإذا لم تكن تلك الأموال موجودة بسبب القرض.
وعلى خطى الشهيد بهشتي، كانت خطته الأخرى دعم المدارس التي كانت تُركز على التربية الإسلامية. مثل مدارس علوي، نيكـان، فخريه، روزبه، علوي إسلامي وغيرها، وكانت مدرسة رفاه، من بين الجميع هي الأكثر تميزاً. من جهة، بسبب تخصيص مساحة إسلامية لتربية الفتيات، ومن جهةٍ أخرى، بسبب وجود الأشخاص ذوي الفكر المشابه له  فيها والتي كانت تحت إدارة الشهيدين رجائي وباهنر، وكانت هذه المدرسة، على عكس بعض المدارس الأخرى، ذات توجه ثوري أيضًا.
 الإصرار على كتمان المساعدات
غالبًا ما بقي دعمه المالي للنضال سراً، ولم يكن لديه رغبة في الكشف عنه. حتى بعد أن كتبت الصحف مقالات متناقضة عن تأمين طائرة الإمام(قدس) والتي أدت إلى بعض الإساءة، وبرزت الحاجة إلى توضيح تلك القضية، قال في رده على صحفي سأله عن تفاصيل ذلك: "إن انتصار الثورة يحتوي على مسائل وأحداث هامة للغاية، مما يجعل هذه الحادثة أمرًا ثانويًا في ذلك الزمان. بدلاً من هذا السؤال، يمكنك البحث عن أسباب انتصار الثورة، وكيفية وصول رسالة الثورة إلى العالم، وما إلى ذلك."
تتحدث هذه المحادثة عن فترة تم فيها تأجيل رحلة الإمام عدة مرات، وعندما تأكدت رحلة الأول من شباط /فبراير في العام 1979م  لم تكن شركات التأمين الفرنسية مستعدة لتوقيع عقد تأمين الطائرة التي كانت ستنقل قائد الثورة الإسلامية إلى إيران، بسبب الخطورة العالية لوقوع حادثة لها. وعندما عرف بذلك ووفق ما كتبته بعض وسائل الإعلام  ، أصدر شيكًا بمبلغ مليوني دولار حتى إذا حدثت مشكلة يمكنهم تقديم الشيك المذكور كتعويض عن خسائرهم. وعندما أجاب على إلحاح ذلك الصحفي الذي حاول تقييم هذا الخبر وسأل عن مبلغ الشيك، ضحك، وقال: "هل لديكم أسئلة أخرى؟" وأضاف:"في ذلك الوقت، أخبرت الشهيد آية الله بهشتي أنني مستعد لتقديم جميع ممتلكاتي لكي تهبط طائرة الإمام الخميني(قدس) في طهران."
ريادة الأعمال جزء من النضال
كان من الداعمين لتأسيس لشركة "لعاب قائميان"، والتي، كما أشار أحمد أحمد في مذكراته لعبت دورًا محوريًا في توفير فرص العمل للمناضلين الذين كان يُطلق سراحهم من السجن، ولم يتمكنوا من العثور على عمل. وقد أشار إلى هذا الموضوع بطريقة متواضعة قائلًا: "كانت سياسة السيد بهشتي تتمثل في مراعاة جميع جوانب حياة الأفراد. أي أنه إذا شعر أن مجموعة من المجاهدين تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، كان يشجع الآخرين على مساعدتهم عبر توفير فرص العمل، بعد هذه التوصية قام مجموعة من الأصدقاء بتأسيس مصنع " لعاب قائم"".
هذا المسار توسع بعد الثورة الإسلامية، نظرًا لإزالة العقبات التي فرضها نظام الشاه البائد على الثوار. على الرغم من أن السيد ميرمحمدصادقي كان رائد أعمال شخصيًا عبر نشاطاته الاقتصادية مثل تأسيس مصانع متعددة للإسمنت والجص، إلا أن دوره الداعم لروّاد الأعمال بعد الثورة كان له أهمية حيوية أكبر.
شهرة مرتبطة بالأمور الثقافية والإجتماعية
لكن كما قيل بحق، فإن شهرته مرتبطة أكثر بالأمور الثقافية والخيرية منها بالسياسة أو الاقتصاد. كان يمتلك روحاً تنظيمية؛ إلى جانب تأسيس صناديق القرض الحسن في جميع أنحاء إيران، أسس أكثر من مائة مدرسة، ومنظمة لتجهيز المدارس، وشارك في تأسيس جامعة الإمام الصادق(ع). كان نشطًا في العديد من الجمعيات الخيرية، وفي كل مكان كان حضوره يجلب الخير والبركات.على سبيل المثال، يقول أحد طلاب جامعة الإمام الصادق(ع): "في عام 2005 أو 2006م، أعلن آية الله مهدوي كنى في الصلاة أن أي شخص يرغب في الزواج، فإن السادة اعتماديان وميرمحمدصادقي سيقدمون قرضًا بلا استرجاع قدره ٥ ملايين، كان ذلك المبلغ بالفعل مفيدًا ومشجعاً للزواج في ذلك الزمان".
البحث
الأرشيف التاريخي