تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
قائد الثورة، مُؤكّداً أننا لا نحتاج لقوات بالنيابة:
الشباب السوري الشجعان سيدحرون الصهاينة
وأوضح قائد الثورة بأن توضيح قضايا اليوم مهمة بالغة الأهمية، ويمكن لقرّاء مدائح ومراثي أهل البيت(ع) أن يقوموا بدور بارز ومهم في هذا الصدد.
وأشار سماحته إلى أن أهم ما قامت به السيدة فاطمة الزهراء(س) كان التبيين، وأن ذكر مناقب أهل بيت النبي(ص) یتم من خلال إتباع السيدة فاطمة الزهراء(س) في رسالة التبيين هذه. وأضاف: السيدة فاطمة الزهراء(س) تُحب مَن يجعل خصالها نموذجاً في حياته، وأحد أبرز هذه الخصال هو التبيين، لقد بدأت السيدة الزهراء(س) منذ اللحظة الأولى بتبيين الحقائق، وكشفتها لكل المستمعين ولكل مَن لا يعلم، أو يعلم ويتجاهل ذلك، أو يعلم لكنه نسي.
وأضاف الإمام الخامنئي: التبيين هو أهم ما فعلته السيدة فاطمة الزهراء(س)، والمديح هو إتباع لها في هذا التبيين. أقول هنا على الهامش: ما قدّمه الإخوة اليوم في هذه البرامج كان تبييناً، أي أنهم بجانب التعبير عن العاطفة والحب لأهل البيت(ع)، بيّنوا الحقائق وعرضوا القضايا المعاصرة.
المدح وسيلة إعلام شاملة
وأردف قائد الثورة: أيها الإخوة المدّاحون، أنتم المخاطبون بهذا الكلام: الجهاد باللسان. حسنًا، إن أداة هذا الجهاد بين أيديكم، وأنتم تمتلكون فناً مركباً، والمديح فن مركب يجمع بين الشكل والمضمون. كما أردف سماحته: لذلك، فإن المدح هو وسيلة إعلام شاملة، وبما أنه وسيلة إعلام، فإنه يمكن أن يكون أداة للتبيين.
وأضاف: إذا كانت حركة المديح تبعث على الوعي، أي توعي الناس أولاً، ثم تُلهمهم الأمل، ولا تُحبطهم، بل تحفزهم على التحرك، فسيكون ما تفعلونه عملا عظيمًا وأساسيًا. وتابع: قبل حوالي أسبوعين أو ثلاثة، قلت في خطاب لي هنا إنّ خطة أمريكا للسيطرة على الدول تعتمد أحد أمرين: إما إقامة حكومة فردية استبدادية يتعاونون معها ويتقاسمون مصالح البلد في ما بينهم، أو -إن لم يتحقق ذلك- نشر الفوضى وإثارة الاضطرابات، في سوريا، انتهوا بإثارة الفوضى ونشر الاضطراب.
من صفات أتباع الشيطان
وأكمل سماحته: يخالون الآن أنهم حققوا النصر. الأمريكيون، والكيان الصهيوني، والمتعاونون معهم يشعرون وكأنهم انتصروا، وقد بدأوا بالتفاخر والتباهي. ومن صفات أتباع الشيطان أنهم عندما يتوهمون انتصارهم يفقدون السيطرة على ألسنتهم ويتبجّحون بتصريحات فارغة وسخيفة. وأضاف: هؤلاء اليوم يتحدثون بكلام فارغ؛ أحد المسؤولين الأمريكيين، في سياق تفاخره وتباهيه، قال ما معناه -على الرغم من محاولته تنميقه-: «كل من يثير الاضطرابات في إيران، سندعمه». وأردف: النقطة الأولى هنا هي أن الشعب الإيراني سيسحق تحت أقدامه كل من يقبل أن يكون عميلاً لأمريكا في هذا المجال.
لا نمتلك قوات بالنيابة
وأضاف الإمام الخامنئي: مخطئ من يكرر أن إيران خسرت قواتها بالنيابة لأننا لا نمتلك قوات بالنيابة من الأصل وإذا أردنا يوماً القيام بأمر ما فإننا لا نحتاج لقوات بالنيابة.
وتوقع سماحته أن تؤدي الأحداث في سورية إلى ظهور مجموعة من الشرفاء الأقوياء، لأنه ليس لدى الشباب السوري ما يخسره، وما عليه فعله هو الوقوف بكل قوة وإصرار لمواجهة من صمم هذا الانفلات الأمني ومن نفذه، وبالتأكيد فإن مستقبل المنطقة سيكون افضل من واقعها الحالي.
وأشار قائد الثورة الاسلامية إلى جهود الأعداء في خلق الخوف والتفرقة واليأس في المجتمع، مُؤكّداً على أن صفة أتباع الشيطان هي المبالغة والكذب، والحلّ هو تبيين الحقائق وتقديم المنطق المقبول في هذا الخصوص.
ولفت سماحته إلى أن الكيان الصهيوني لم يستطع تحقيق أهدافه بالقضاء على حركة حماس وحزب الله، مؤكداً أن شعوب المنطقة الحرة وبعون الله ستعمل على القضاء على هذا الكيان البشع وخلق غد أفضل للمنطقة.
وذكر مجدداً أن مجموعة مثيرة للقلق وبمساعدة وتخطيط حكومات أجنبية، تمكّنت من استغلال نقاط الضعف الداخلية في سورية وجرّ هذا البلد إلى الفوضى.
المقاومة في المنطقة مازالت نشطة
وعن المستجدات في المنطقة، تساءل قائد الثورة الاسلامية عن الانتصار الصهيوني المزعوم والمبالغ فيه، قائلاً: أيها البائسون أين انتصرتم؟ هل يُعتبر انتصاراً قتل 40 ألف امرأة وطفل بالقنابل، وبالمقابل فشل في تحقيق ولو هدف واحد من أهدافكم المعلنة في بداية الحرب؟ هل دمرتم حماس وأطلقتم سراح أسراكم في غزة؟ هل تمكّنتم من تدمير حزب الله اللبناني رغم استشهاد شخصية عظيمة مثل السيد حسن نصر الله؟
ورأى سماحته بأن المقاومة في المنطقة، بما فيها حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، مازالت نشطة وآخذة بالتوسع، مخاطباً الصهاينة أنهم ليسوا منتصرين، بل مهزومين.
الشباب السوري الشجعان سيدحرون الصهاينة
وعزا سماحته سبب تقدم الصهاينة في سورية واحتلال أراضيها بهذه السهولة إلى عدم وجود مقاومة هناك، ولو حتى جندي واحد يواجههم، معتبراً هذا الأمر ليس انتصاراً للصهاينة، مُؤكّداً أن الشباب السوري الغيور والشجاع سيدحرهم من هناك لاحقاً.
وأوضح سماحته: في سوريا، كانت الأبواب مفتوحة أمامكم، ولم يكن هناك حتى جندي واحد يواجهكم ببندقية، ومع ذلك، تقدمتم فقط بضعة كيلومترات باستخدام الدبابات والمعدات العسكرية؛ هذا ليس نصراً. إنّ عدم وجود عائق أمامكم لا يعني النصر.
وأوضح سماحته أن هناك حقائق ملموسة ومجربة تؤكد صلابة وقوة المقاومة بعد مواجهة الأزمات التي عصفت بها، كما حصل لحزب الله لبنان الذي نهض من قلب التهديدات والانفلات الأمني في الثمانينات وأصبح أكثر قوة واقتداراً، وهذا هو حال المقاومة اليوم أيضاً.
نقل الشجاعة والوعي والمقاومة إلى الناس
واعتبر قائد الثورة الاسلامية مثلث «الترهيب والتفرقة واليأس» هو من أهداف العدو المعادية للإسلام، مُشيراً إلى أن الشيطان وخدعه وعمله الرئيسي هو زرع الخوف والذعر، وعلى أهل الأدب والشعر والتفكير أن ينقلوا «الشجاعة والوعي والمقاومة» إلى الناس بمنطق لطيف ومقبول عند الناس.
وأكمل سماحته: لقد حدّد الله المتعالي امرأتين نموذجاً لجميع البشر من النساء والرجال، قال تعالى: «وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ»، ثم قال: «وَمَرْيَمَ ابْنَة عِمْرَانَ». هاتان المرأتان جعلهما الله أنموذجاً وقدوةً لجميع البشر، ليس فقط للنساء بل للرجال أيضاً، وأضاف: ورد في روايات منقولة عن الشيعة والسنة عبر طرق متعددة أن النبي(ص) قال: «إن زهرائي تفوق هاتين المرأتين فضيلة ومكانة». ما يُقال عن كونهما نموذجين لا يقتصر على الفضيلة فقط؛ التفتوا، هما أيضاً أنموذج وقمة. قد لا نصل أنا وأنت إلى هذه القمة، وبالتأكيد لن نصل؛ لكن يجب علينا أن نسير باتجاه تلك القمة.
وأكمل سماحته: لاحظوا، هذه الأمور التي أتحدّث عنها، كل عنصر منها أساسي، وكلّ واحد من هذه الأمور [ضروري] من أجل إحياء المجتمع، من أجل ما ذكرتموه هنا، بأننا لن ننثني، وأننا سنرفع راية الإسلام فوق الجولان، وسندافع عن المرقد الطاهر المطهّر في الشام، وأمثال هذه الأمور، كلّ ذلك متوقّف على هذه الأمور. أي ينبغي التصدّي لبثّ العدوّ الرعب، وإثارة الخلافات، وما يبثه العدوّ من يأس.