تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
علي جزّيني في حوار مع
العدوّ الإسرائيلي يسعى لتقويض القدرات العسكرية السوريّة واستمرار الصراع الأهلي
منذ سقوط حكومة بشار الأسد، نفذ العدو الصهيوني أكثر من 300 هجوم عدواني على البنية التحتية العسكرية والمدنية السورية. ما هي أهدافه من ذلك؟
نفذ العدو الصهيوني كما وصف قادته واحدة من أكبر العمليات الجوية في تاريخه حتى هذه اللحظة، وهي تتلخص في تدمير القدرات الدفاعية السورية من ناحية الدفاع الجوي أي القدرات الإستراتيجية وسلاح الصواريخ والملاجئ ومخازن الجيش السوري ومراكز الأبحاث المتخصصة بتطوير الصواريخ أيضاً. هذه الضربات تهدف بصورة أساسية إلى حرمان أي قدرة مستقبلية في سوريا أو أي سلطة مستقبلية في سوريا من الاستفادة من هذه القدرات في حال أظهرت عداءً للمشروع الصهيوني أو في حال تمخضت التطورات حالياً والصراع الذي يستمر في هذا البلد تهديدَ المصالح الصهيوني، وخصوصاً هو يتخوف من بعض الفصائل التي لم تعلن نيتها حتى الآن، ولذلك هو يضمن أمنه لكي لا يضطر إلى أن يثق بمن لا يجدهم أهلاً للثقة وفقاً لما عبر عنه بعض مسؤوليه. فضلاً عن أنه يحاول أن يحد قدرة أي حكومة مركزية في دمشق على أن تفرض إرادتها على الباقين بغض النظر عن النتيجة، لأن الهدف على ما يبدو حالياً وفقاً للتصريحات الماسونية الصهیونية هو الاتصال مع بعض الأقليات الموجودة في سوريا ربما تمهيداً لمشاريع انفصالية تكون متعاونة مع الاحتلال الصهیوني. لذلك هو يحاول تقويض القدرات العسكرية لما قد ينبثق عنه، وتكون حكومة مركزية لاستمرار الفتنة والصراع الأهلي في سوريا، وبذلك هو يضمن أمنه أو يحاول أن يضمنه عبر مثل هذه الأساليب.
ما هو تقييمك لأوضاع جبهة المقاومة بعد سقوط حكومة بشار الأسد؟ هل حققت أمريكا والصهيونية، عبر لعبهما دوراً في سقوط حكومة الأسد، هدفهما المتمثل في إضعاف جبهة المقاومة الموحدة في المنطقة؟
بعد خروج المقاومة في لبنان من الحرب الصهیونیة هناك أطراف في سوريا استفادت من هذه الهوامش مدعومة بأطراف إقليمية لتحقق النتائج في سوريا ضد حكومة الرئيس السابق بشار الأسد، خصوصاً مع إنهاك الجيش السوري والأوضاع الاقتصادية السيئة في البلد التي أثّرت في هذه الوقائع. واقع الحال تتأثر جبهة المقاومة بنتائج هذه الحرب، ولكن ما زال هناك الأطراف في لبنان وفي العراق وفي اليمن ويمكن أن تكون جبهة المقاومة نفسها منفتحة على أي تغييرات تحدث في سوريا من ناحية الحكم القادم أو أي تفاعلات قد تفضي إلى أطراف يمكن أيضاً التعاون معها بناءً على هذا الأساس يمكن. هنا نلاحظ الإدراك الصهیوني لهذه الأمور عبر التهديد الذي وجهه بنيامين نتنياهو من الجولان المحتل وحذر أي سلطة تفكر في التعاون مع إيران والمقاومة في لبنان وفي سوريا، لذلك علينا أن ننتظر ونرى التغيّرات الحاصلة حالياً، ويمكن لجبهة المقاومة التعامل مع هذه التطورات بناءً على مصالحها ومصلحة المقاومة. حالياً التأثر نعم واضح، ولكنه ليس على النحو الذي لا يمكن عكس نتائجه.
أكد سماحة قائد الثورة الإسلامية في تصريحاته أن المناطق المحتلة (محتلة صهيونياً) في سوريا سيحررها الشباب السوريون الغيورون، ما هو رأيك في هذا وكيف ترى مستقبل سوريا؟
عمد العدو الصهیوني إلى الاستفادة من التطورات التي تحدث في سوريا وعملية تغيير الحكم هناك وبادر إلى توسيع المنطقة التي يحتلها من الأراضي السورية، يعني هو احتل الآن المنطقة العازلة والتي تزيد عن أراضي الجولان المحتل. المسألة هنا هي أنه بغضّ النظر من يجلس في دمشق، مسألة الجولان والأراضي المحتلة تكتسب أهمية خاصة لدى الشباب السوريين على نحو خاص بغض النظر عن أي توجهات سياسية، لذلك يعني هناك حتى إشكالية كبيرة في التخلي عنها بغض النظر من سيأتي لحكم سوريا. يعني نحن هناك شاهدنا تجربة في لبنان ومحاولة للتطبيع مع العدو الصهیونی أيام الرئيس بشير الجميل التي انتهت باغتياله وفشل مشروع التطبيع، والأمر سيان بالنسبة إلى السوريين والشباب السوريين، لا يهم من سيأتي إلى الحكم، ولا يمكن بحكم الوقائع الجيوسياسية وبحكم موقع البلدين ومصالحهما التاريخية أن يطبّع أي منهما مع العدو الصهیوني. من المرجح أن تفرز مع الوقت التطورات السياسية قوى سوف تسعى إلى تحرير الجولان المحتل والأراضي التي احتلها الکیان الصهیوني بغض النظر عن التوجه، أكان إسلامياً أم علمانياً أم غير ذلك، يعني هذه مسألة وطنية سورية فوق الحسابات الأخرى.