تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
متوعّدة بردّ حاسم..
إيران تحذر أوروبا من مغبة استخدام ”آلية الزناد”
وتعقيباً على التصريحات الجديدة للمدير العام للوكالة الدولية رافايل غروسي، قال اسلامي في ختام اجتماع مجلس الوزراء أمس الأربعاء: إن الوكالة الدولية يجب أن تحافظ على حياديتها وسلوكها المهني.
وأشار إسلامي إلى أنه يحين الآن موعد دراسة القرار 2231 للأمم المتحدة والذي يقام كل 6 أشهر مرة، مضيفاً: ان هذا القرار يحتوي على فقرتين تشتملان على قبول ايران قيوداً لبناء الثقة مقابل إلغاء العقوبات وتنفيذ الطرف الآخر التزاماته. وتابع: من غير المقبول أن تنظر منظمة دولية إلى بُعد واحد للقضية بصورة استفزازية ولا تتطرق إلى البُعد الرئيسي ألا وهو عدم إنجاز الطرفين المتعاقدين لالتزاماتهما. وأكد إسلامي: إننا ننتظر من المدير العام للوكالة الدولية، الذي هو دبلوماسي مخضرم، مراعاة هذه الأمور.
يذكر أن المدير العام للوكالة الدولية كان قد قال أخيراً في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية "إنسا" إن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة قريبة إلى المستوى العسكري وتتحرك بسرعة نحو بلد يملك السلاح النووي، أن خطة العمل المشتركة الشاملة فقدت موضوعيتها وثمة حاجة لتفاهم جديد يأخذ بنظر الاعتبار حقائق البرنامج النووي الإيراني.
طهران تؤكد إلتزامها الدائم بالدبلوماسية والحوار
إلى ذلك، أكد سفير وممثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة أن طهران تؤكد إلتزامها الدائم بالدبلوماسية والحوار، محذراً أوروبا من أن إساءة استخدام "آلية الزناد" ستقابل برد حاسم ومتناسب من إيران.
وقال أمیر سعید ايرواني، في كلمته، خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك حول "تنفيذ القرار 2231" حول الإتفاق النووي الإيراني: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تهتم بتقرير الأمين العام (S/2024/896) الذي طلب من جميع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة، بما في ذلك الولايات المتحدة، الوفاء بالتزاماتها بالحل الدبلوماسي الذي تم تطويره بهدف تنشيط الأهداف الرئيسية لهذا الاتفاق. وشدد أيضاً على ضرورة إعطاء الأولوية للتعددية والدبلوماسية، وهي المبادئ التي أدت إلى قبول هذا الإتفاق في عام 2015، وتؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلتزامها الراسخ بهذا الطلب والسعي إلى تحقيق هذه المبادئ المشتركة.
وقال إيرواني: لا يمكن إنكار السبب الرئيسي للوضع الحالي؛ انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الإتفاقية، والتخلي عن التزاماتها وإعادة جميع العقوبات المرفوعة، في حين فشلت الدول الأوروبية الثلاث (الترويكا الأوروبية) أيضًا في الوفاء بالتزاماتها. وأضاف: أكدت إيران مراراً وتكراراً أن إجراءاتها التعويضية تتوافق تماماً مع الحقوق المنصوص عليها في المادتين 26 و36 من خطة العمل الشاملة المشتركة، وتم تنفيذها رداً على الانسحاب أحادي الجانب من قبل الولايات المتحدة وانتهاك التزامات الترويكا الأوروبية بهدف استعادة توازن الالتزامات.
وقال ممثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة: إن البرنامج النووي الإيراني سلمي تماماً على الدوام، ويعمل في ظل نظام المراقبة الأكثر صرامة في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وأكد قائلاً: ترفض إيران بشدة أي تهديد يتعلق باستخدام ما يسمى بـ"آلية الزناد" (العودة السريعة للعقوبات) من قبل الترويكا الأوروبية. وتابع: دعونا نوضح الأمر مرة واحدة وإلى الأبد؛ إن ما يسمى بـ"آلية الزناد" ليست أداة في أيديكم لإساءة استخدامها لتهديد إيران، وقد أعلنت إيران بوضوح أن مثل هذا العمل الاستفزازي سيقابل برد حاسم ومتناسب. وجاء هذا الموقف بوضوح في رسالة الرئيس الإيراني آنذاك إلى قادة الترويكا الأوروبية في 8 مايو 2019. إن تفعيل ما يسمى بـ"آلية الزناد" لـ"إعادة تطبيق أحكام القرارات الملغاة" سيخلق أزمة كبيرة لن تكون في مصلحة أي طرف.
دعوة للدول الغربية
في السياق، أعربت المتحدثة باسم الحكومة، على هامش اجتماع مجلس الحكومة، عن أملها في أن يكون هناك المزيد من العقلانية في قرارات الغرب حتى نتمكن من حل القضايا.
ورداً على التهديدات المتعلقة بتفعيل "آلية الزناد" من قبل الدول الغربية، قالت فاطمة مهاجراني: "لقد تم التأكيد مرات عديدة على أن سعينا هو أن نكون قادرين على حل القضايا من خلال التفاوض. إن إيران هي أهل للحوار وتبذل قصارى جهدها للتفاوض، ونأمل أن يكون هناك المزيد من العقلانية في قرارات الغرب حتى نتمكن من حل القضايا من خلال الدبلوماسية، وهو ما يحاول الزملاء في وزارة الخارجية تحقيقه".
ليس من واجب المدير العام للوكالة تكهن النيات
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، رداً على مزاعم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، إن التنبؤ بالنيات والمبني على سيناريوهات افتراضية، ليس من مهام المدير العام وهو يتناقض ونص وروح النظام الأساسي للوكالة.
وكتب كاظم غريب آبادي، صباح الأربعاء، في حسابه على منصة "إكس": (رافايل) غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية إن "اإيران تقوم بتخصيب اليورانيوم بمستوى قريب من المستوى العسكري وتتجه بسرعة لتصبح بلداً نووياً (بلد يمتلك). خطة العمل المشتركة الشاملة باتت لا موضوعية لها، وثمة حاجة لتفاهم جديد مع الأخذ بنظر الاعتبار حقائق البرنامج النووي الإيراني".
أولاً: كان المتوقع من المدير العام لمنظمة تخصصية أن يتحدث على أساس الحقائق والتقارير الفنية لمفتشي الوكالة. إن قراءة النيات على أساس سيناريوهات افتراضية ليست من مهام المدير العام وتتناقض مع نص وروح النظام التاسيسي للوكالة.
ثانياً: إن تطوير البرنامج النووي الإيراني متطابق مع الاحتياجات الفنية، ويتم تحت إشراف اتفاقات الضمانات للوكالة بالكامل.
ثالثاً: إن احترام قرارات وسياسات الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ينطوي على دورة الوقود (التخصيب) وتم الاعتراف بها في الوثائق الدولية ذات الصلة، وأن تصريحات المدير العام ذات الطابع السياسي، لا يمكن لها أن تتجاهل هذه الحقيقة.
رابعاً: إن برنامج التخصيب الإيراني لا ينطوي على أهداف عسكرية. وفيما يخص مستوى التخصيب، يجب الانتباه إلى أن التخصيب طالما كان يخضع لإشراف ومراقبة الوكالة ولا ينحرف عن الأهداف السلمية، لا تنسحب عليه قيود وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. إن تصريحات المدير العام هي بمنزلة المساس الواضح بحقوق الدول في ايجاد عتبة تصنيعية في مستوى التخصيب للأهداف السلمية، وتعميق تمييز آخر في نظام عدم الانتشار النووي.
خامساً وأخيراً، إن ما لم يُشر إليه في تصريحات غروسي أبداً، هو السبب الرئيسي للوضع القائم، ألا وهو عدم تنفيذ الأطراف الأخرى في خطة العمل الشاملة المشتركة التزاماتها والانسحاب الأمريكي الأحادي منها. إن عدم الإشارة إلى هذا الموضوع في إجراء منحاز، يشوه ثقة الأسرة الدولية بمنظمات الأمم المتحدة في التبيان الصحيح للحقائق من قبل أعلى المسؤولين المعنيين.
الصين وروسيا تحذران
من جهته، دافع مندوب الصين لدى الأمم المتحدة عن إجراءات إيران في إطار الخطة العمل الشاملة المشتركة، مؤكداً على ضرورة استغلال الفرصة واستئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي في أقرب وقت ممكن.
وأعلن فو تسونغ، مندوب الصين الدائم في اجتماع الأمم المتحدة على هامش الجلسة العامة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن مسألة منع انتشار الأسلحة النووية: "في الفترة الأخيرة، اتخذت إيران مواقف بناءة في المجال النووي وأرسلت إشارات إيجابية، وقد أعلنت إيران مراراً وتكراراً استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية"، وحمّل أمريكا مسؤولية عرقلة الإتفاق والمفاوضات مع ايران، محذراً من أي موقف تصعيدي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إلى ذلك، انتقد سفير روسيا ومندوبها الدائم في مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، نهج الولايات المتحدة وأوروبا تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة، قائلاً: إن التهديد بتفعيل "آلية الزناد" محكوم عليه بالفشل. وأوضح: إن الإجراءات الماضية ضد إيران جاءت بنتيجة عكسية ومحاولة تطبيق "آلية الزناد "ستبقى أيضاً غير مثمرة ومآلها الفشل.